فلنتحدث بمصداقية أكبر وواقعية أقرب لما نكتب ولنطلق للذاكرة
عنانها لتقلب في أوراقنا وتجاربنا أو تجارب صديق أو قريب لنا,,,
فعندها سنجد أن معظم من يقول أنه أحب وهو لم يلتقِ بمن أحب
في الغالب شخصٌ حالم
وقد يعاني من الفراغ العاطفي
حتى ولو كان (متزوجاً) عدة مرات
لذا تجده يحب من لم يقابل سداً للنقص الذي يخالج داخل قلبه
ومن ذاك يقول الشاعر ::
أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى ::: فصادف قلباً خالياً فتمكنا
ويقول الشافعي ::
إن الشباب والفراغ والجدة ::: مفسدةٌ للمرء أي مفسدة
إذاً خلو القلب من الشواغل
يوهم القلب أنه أحب شخصاً
هو في الأصل (معجبٌ به فقط)
وإلا كم عدد الحالات التي فشلت بذراعة من حب اللقاءات الالكترونية
وإن حصل وتم الحب بعد اللقاء
فقد يكون ذلك لأن الطباع وافقت الطباع
وتم اكتشاف الآخر على حقيقته
وتجانست حينها (فعلاً الأهواء)
أما ما قبل ذلك لايعد حباً
فالحب أعقد من أن يتم بمجرد تبادل الكلمات
وزفر التنهيدات
وكلام الشعر والحب والغزل
وخلاصة القول اقول
العقل قد يعشق قبل العين أحياناً
فمن خلال الطرح والفكر والأتزان نعجب بهذا الشخص ونتتبع طرحه
وقد نستشيره في بعض الأمور لثقتنا برأيه وقوة بصيرته ...
ومادمنا نتعامل بالعقل ... فلن يصدمنا الواقع ... لأننا أساساً لم نبحث عنه
فهو لا يهمنا الا في علاقتنا الفكرية ... والفكرية فقط
دمتم بود
.