الكلمـــــة الحـــــرّة
الكلمـــــة الحـــــرّة
الكلمـــــة الحـــــرّة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الكلمـــــة الحـــــرّة

منتدى ثقافي عام
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 مفهوم الحداثة بين الأدب الغربي والأدب العربي..!

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
????
زائر




مفهوم الحداثة بين الأدب الغربي والأدب العربي..! Empty
مُساهمةموضوع: مفهوم الحداثة بين الأدب الغربي والأدب العربي..!   مفهوم الحداثة بين الأدب الغربي والأدب العربي..! I_icon_minitimeالجمعة يناير 01, 2010 11:12 pm


مفهوم الحداثة بين الأدب الغربي والأدب العربي
بقلم / د. مصطفى عطية جمعة

يعتبر مصطلح الحداثة Modernism من أبرز المصطلحات التي شاع حولها لغط كبير في الربع الأخير من القرن العشرين في الأدب العربي ، فمروجوه من الشعراء والكتّاب اعتبروا أنفسهم أصحاب التقدم وأهل العصرنة ، بينما اتهمهم المعرضون بأنهم يروجون كفرًا وزندقة ، وبدلاً من مناقشة الجانبين ، لنتعرف على تاريخ ومفهوم هذا المصطلح .
من الثابت تاريخيًا أن هذا المصطلح ظهر بعد الحرب العالمية الأولى في أوروبا ، ويعود سبب ظهوره إلى الحالة الفكرية والنفسية التي انتابت مفكري وفلاسفة أوروبا بعد الحرب ، فقد وجدوا عدد ضحايا هذه الحرب يصل إلى خمسين مليونًا من القتلى ، ناهيك عن الجرحى والمشوهين ، مما أوجد حالة من العبثية واليأس ، فكم الملايين من الشباب الذين ماتوا على خطوط القتال ، فكان السؤال المطروح : ما السبب في ذلك ؟ أرجع المفكرون هذا إلى العقائد السائدة في العالم ، فالصراع في الحرب العالمية الأولى صراع أفكار ناتج عن وجود كيانات ثقافية وسياسية تستند إلى الدين مثل : الدولة العثمانية وألمانيا وروسيا القيصرية والمملكة المتحدة وهذه دول اتخذت الدين ( الإسلامي أو المسيحي ) شعارًا في حربها ، ومن هنا نشأت فكرة الحداثة ، في حالة تضاد مع كل ما يمت إلى الماضي الرجعي بصلة ، لأن أفكار الماضي هذه سبب الخراب والقتل ، فكان لابد من تدميرها واستبدالها بنظم فكرية وفلسفية جديدة ، ومن هنا نشأت فكرة التدمير التي تعتبر المحور الأساسي لمصطلح الحداثة ، ويعني : تدمير كل ما هو ماضٍ وإحداث قطيعة معرفية ونفسية معه ، لصالح بناء أفكار جديدة ، فليس تدميرًا فقط ، بل هو تدمير وبناء ، تدمير للسابق المتخلف ، وبناء لجديد مبتكر .
وكانت هذه الفكرة وقودًا للحركة الشيوعية في روسيا البلشفية ، حيث تبنت هذه الحركة تدمير روسيا القيصرية لأنها تعتمد على نظام كنسي متهالك يساند الحكم القيصري بكل جبروته ومظالمه وتمييزاته الاجتماعية والاقتصادية والفكرية ، وبناء نظام عقائدي وسياسي واجتماعي جديد من خلال تطبيق الفكر الماركسي الذي يقدم معالجة شاملة – كما يرونمن أجل تكوين مجتمع حداثي عصري .
وفي الأدب ، سعى الأدباء الغربيون إلى تقديم أشكال أدبية جديدة في بنائها وتصوراتها ، ولعل الأديب الإنجليزي جيمس جويس نموذجًا واضحًا لذلك في روايته Ulses أو عوليس في ترجمتها العربية ، وهي رواية استحدث فيها جويس شخصيات قلقة ، لها أفكار منحرفة تضاد التقاليد والدين المسيحي ، وتدعو إلى التحرر من القيم الاجتماعية الموروثة التي تحدّ من حرية الإنسان ، وتكبت رغباته ، فرأينا في الرواية أفكارًا تدعو للإباحية الجنسية والعلاقات المثلية والإنجاب خارج الزواج ، وكل هذا تحت دعوى تحرير الفرد من كل ما هو سابق من قيم ، المهم أن تتحقق السعادة للفرد ، بأي وسيلة كانت . لاشك أن رواية عوليس وفقًا للتقويم النقدي رواية رائدة في بنائها الفني ، وخاصة أن جويس استخدم مفردات من عشر لغات ، وأدخل عشرات الشخصيات الجديدة ، بأحداث شديدة التشويق ، ولكن أحيانًا العبقريات الفذة تشطح وتضر ، ويكون تأثيرها أعظم من غيرها .
ثم انتقل مصطلح الحداثة إلى الأدب العربي الحديث ، منذ أوائل الستينيات في القرن العشرين ، على أيدي طائفة من شعراء سورية ولبنان ومصر، من أبرزهم : الشاعر السوري " علي أحمد سعيد " المعروف باسم " أدونيس " ، وسعيد عقل من لبنان ، ومن مصر : حسن طلب ، وحلمي سالم ، ورفعت سلام ، ومحمد عفيفي مطر وغيرهم .
وقد انتقل هذا المصطلح من خلال مجلة " شعر " التي كانت تصدر في بيروت في الستينيات واتضح بعدها أن المجلة ممولة من المخابرات المركزية الأمريكية كما ورد في الكتاب الشهير " من الذي دفع الثمن ؟ وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية والحرب الباردة الثقافية " ، لمؤلفه " فرانسيس ستونور سونديرز " وكانت تستهدف بث قيم أدبية غربية في الأدب العربي ، بهدف إغراق الجيل الجديد من الأدباء العرب في تهويمات شعرية ولغوية ، تبعدهم عن تقاليد وقيم المجتمع ، وتزيد من غربتهم الفكرية ، وتحدث قطيعة بينهم وبين المتلقي العربي .
ومن ينظر في النماذج الشعرية التي صاحبت موجة الحداثة التي زاد انتعاشها في سنوات السبعينيات حتى أواسط الثمانينيات ير أنه سعت إلى تدمير الأبنية اللغوية والأدبية في الشعر من خلال السخرية بكل التعبيرات والصور المتوارثة ، وإحداث بناء لغوي جديد ، التدمير للغة ، والبناء لسياقات جديدة ( فكرة التدمير والبناء ) ، فرأينا صورًا شعرية شديدة الغموض ، وتعبيرات لغوية معقدة ، وصار الشعار المرفوع : العيب في القارئ المتلقي ، وليس في الشاعر المبدع . وتحدى هذا الجيل أكثر ، حينما قاطعوا المجلات الثقافية السائدة وقاموا بإصدار مجلات جديدة مثل مجلة " إضاءة 77 " في القاهرة ، التي عبرت عن جماعة إضاءة الحداثية ، وقد اتهمت هذه المجلة – في مقالاتها النقدية – الجمهور العربي بالانقطاع عن الأدب ، وراحت تردد أن شعراءهم يكتبون للأجيال القادمة ، وأن هذا الجيل لن يفهمهم . وكان من تجليات شعر الحداثة المزيد من الإغراق الفلسفي ، وإسباغ نظرة الفيلسوف القابع في برج عاجي على القصيدة ، فكان ديوان " سيرة بنفسج " وديوان " زمن الزبرجد " للشاعر حسن طلب اللذين أوجدا رؤية فلسفية لزهرة البنفسج وجوهرة الزبرجد ، جعلاها ذات عالم فلسفي متكامل ، وهذه فكرة جيدة ، ولكنها شديدة الانقطاع عن مشكلات المجتمع ، وواقع الشباب وفكرهم فكأن الشاعر في واد ، ومستمعه في واد آخر ، وهذا نجده أيضًا في ديوان " الأبيض المتوسط " للشاعر حلمي سالم ، حيث نرى أبنية لغوية معقدة تصل إلى درجة الإلغاز ، ولا نكاد نعثر على فكرة محورية للنص ، بل مجرد تتابعات لصور وأخيلة لا رابط بينها إلا ما يضفيه المتلقي من علاقات فكرية مصطنعة من عنده ، وكانت نهاية الموجة مع ديوان " آية جيم " للشاعر حسن طلب ، الذي جعله على نسق القرآن الكريم حيث يقول في المفتتح : أعوذ بالشعب المسكين من السلطان الغشيم ، باسم الجيم " ثم رأينا بناء لغوي شديد التعقيد ، أخرج كل الألفاظ الجيمية من المعجم وراح يستخدمها في قصائد شديدة التعقيد ، ناهيك عن التجاوزات العقدية والشطط الفكري .
لقد ادّعى هؤلاء أنهم رواد التنوير والتقدم ، واتهموا كل من عاداهم بالرجعية والتخلف ، وصار كل من لا يقرض الشعر على طريقتهم متأخرًا ، أي نشروا إرهابًا فكريًا . وكانت النتيجة : انصراف الجمهور عن متابعة الشعر ، عزلة الشاعر عن الحياة والناس ، الغرق في التعقيد اللغوي ، ربط الموجة الحداثية بالفكر الغربي بشكل عام ، واتخاذ هم العلمانية دينًا وشعارًا ، والغريب أن الدائرة تدور على هؤلاء ، ويأتي من بينهم شعراء يتمردون على رؤاهم ، ويتهمونهم بالتعالي والتفلسف والانعزال ، فانقلبوا عليهم وجنحوا بالقصيدة إلى البساطة والوضوح ، وتبنوا بعض أطروحات ما بعد الحداثة التي رحبت بالقيم الدينية والمجتمعية – جزئيًا - وهكذا ما طار طير وارتفع ، إلا وكما طار وقع .
وانزوى هؤلاء إلى النسيان ، وظهرت موجات شعرية جديدة ، تجاوزتهم .
ولكن من الإنصاف أن نذكر لهؤلاء الحداثيين أمرين :
الأول : أنهم كانوا مخلصي النيات في كثير من تجاربهم الشعرية ، ولم يكونوا كما ادعى مخالفوهم عملاء ومتآمرون ، بل كانوا يريدون أشكالاً جديدة للشعر ، تخالف ما وجدوه من السابقين ، وهم مدفوعون في ذلك إلى رغبتهم في التجديد والمخالفة ، وقد كانوا في سن الشباب والمغامرة وقد اعترفوا بذلك في التسعينيات حيث قالوا أن تجربتهم الشعرية بها كثير من المآخذ ، وبرروا ذلك بغياب الحركة النقدية الجادة عنهم .
الثاني : أنهم أحدثوا حراكًا فكريًا وثقافيًا في المجتمع ، حيث ثارت أسئلة عديدة من مثل : لماذا تجمد الشعر العربي – السابق عليهم - ووصل لطريق مسدود على صعيد الصور والرموز ؟
وابتكروا تعبيرات نقدية عديدة مثل : الحساسية الشعرية الجديدة ، والكتابة عبر النوعية ، وهذه ولدت جيلا جديدًا من النقاد ظهر بعد ذلك ، وراح يطور أدواته النقدية من أجل مواكبة النصوص الشعرية الجديدة .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زمردة
عضو
زمردة


عدد المساهمات : 85
نقاط : 15887
تاريخ التسجيل : 01/12/2009
الموقع : الجزائر

مفهوم الحداثة بين الأدب الغربي والأدب العربي..! Empty
مُساهمةموضوع: رد: مفهوم الحداثة بين الأدب الغربي والأدب العربي..!   مفهوم الحداثة بين الأدب الغربي والأدب العربي..! I_icon_minitimeالسبت يناير 02, 2010 12:09 pm



شكرا لاقتطافك لهذا المقال

و فعلا يبدو أنّ بعض الشعراء العرب وقعوا في أوهام الحداثة وتحققت فيهم مقولة بن خلدون المغلوب مولع بتقليد الغالب

فالحداثة عرفت زئبقيتا في المفهوم لهذا نجد تعاريف متعددة و لكن ّأقرب تعريف -أظن -هو التعريف الذي قدمه أدونيس فهو يرى أنّ الحداثة هي الاختلاف في الائتلاف

الاختلاف من أجل القدرة على التكيف

الائتلاف من أجل التأصيل و الخصوصية يقول العقاد كن أنت و لا تكن غيرك و لا تقتل ذاتك

و من هنا حدد أوهام الحداثة و التي تمثلت في

1 الزمنية 2 المغايرة 3 المماثلة 4 الاستحداث المضموني 5 التشكيل النثري

تقبل مروري

تحياتي




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
????
زائر




مفهوم الحداثة بين الأدب الغربي والأدب العربي..! Empty
مُساهمةموضوع: رد: مفهوم الحداثة بين الأدب الغربي والأدب العربي..!   مفهوم الحداثة بين الأدب الغربي والأدب العربي..! I_icon_minitimeالإثنين يناير 04, 2010 10:48 am



الأخت زمردة


لا أختلف معك أن بعض شعراء( الحداثة ) وقعوا في أوهام الحداثة
على التغيير ، والزمنية التي غفل عنها هؤلاء زادت من محاولات إقحام
الحداثة الأدبية في معترك الرفض الذي أوصلها برأي إلى طريقها المسدود
ثم إفراطهم بالنثر السكوني ، مع الرمزية الغامضة المفرطة ، ثم كانت
قضية طرح النصوص كما هي منقولة من الحداثة الأوربية ، إلى واقع
الأدب العربي نمطاً لم يتورع في عدم مراعاة الخصوصية التي يتمتع بها
أدبنا العربي ، والمفارقة الأكبر التي وقعوا فيها ، نسف تاريخ الأمة
الأدبي وتجاهله ، حتى أن هناك من الحداثيين من نقده بالمطلق مما خلق الفجوة الكبيرة بين الشعر الحداثي من جهة وما بين الحداثيون أنفسهم ، بعدما تكشفت سوءات الشعر الحداثي وارتباطه بالغرب دون مراعاة السلوكية الشرقية في الأدب العربي القديم والمعاصر

أشكر مرورك أخت زمردة
وأشكر طرحك ذو الإضافة المكملّة



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مفهوم الحداثة بين الأدب الغربي والأدب العربي..!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الغموض والأدب
» نشأة الحداثة ومصطلحاتها
» السياسة....الحداثة والفعل الأخلاقي
» دفاعا عن الحداثة وقصيدة النثر
» مفهوم الثقافـــــــــــــــة.......!

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الكلمـــــة الحـــــرّة :: منتدى النقد الأدبي-
انتقل الى: