«لم ينظر شعراء المهجر للمرأة كما نظر إليها بعض الشعراء من المنظور الحسّي و إنّما نظروا إليها نظرة سامية يزدوج فيه الحب بالإحلال و الشغف بالعبادة»
«فشعراء المهجر يخاطبون المرأة في أشعارهم لأنّها مصدر الإلهام و الحب فنجد القروي يخاطبها قائلا»:
لمياء ,هذا جبين الفجر قد سفـرا و موسم الحب مزمع عنّا سفرا
و أضيع الناس من يمضي الشباب و لا يقضي من الحب في أيّامه وطرا
«و قد عالجوا أمر المرأة في وجه التنازع و المرارة و الذكرى و الخيبة و الكبرياء و الغربة فقد عبروا عن أحوالها جميعا»
«فأبو ماضي مثلا نميز عنده نوعين من النساء أولهما الغانية ملهمة الشاعر و خدينته في رحلاته العلوية لتكون موضوع غزله و مناجاته و موضوعات قصصه و تتسم هذه الغانية بالجمال المطلق كقوله في قصيدته»:
ليت الذي خلق العيون السودا خلق القلوب الخافقات حديدا
لولا نواعسها و لولا سحرها ما ود مالك قلبه لو صيـدا
... ...
عيناك و السحر الذي فيهمـا صيرتاني شاعرا ساحـــرا
«أمّا الأنثى الثانية فهي المرأة التي هي موضوع الخلاف السرمدي من حيث مكانتها في المجتمع و المهمات الملقاة على عاتقها في هذه الحياة فهو هنا يتحدث عن المرأة مقابل الرجل فرأيه أنّ المرأة لم تخلق للعمل كما أنّها لم تخلق لتباع و تشرى في السوق و نلمس هذا في قوله:
سجل العار علينا معشـر سجلوا المرأة بين الهمل
فهــي إما سلعة حاملة سلعا أو آلـة في معمل
تتهاداها الموامي و الربى فهي كالدينار بين الأنمل»
«و قد ارتبطت المرأة عند بعض الشعراء بالخيانة و يتجلى هذا في قول إلياس فرحات:
عشقت -و العشق ضلال يهدي- صغيرة رافقتها في المهد
و عدتها,و لم أحل عن وعـدي لكنّها خانت أخيرا عهدي
و لو وفت حافظت حتى اللحد
و كذلك فوزي المعلوف نجده ينسب الخيانة و التقلب إلى قلب المرأة في مثل قوله:
سامح الله فيك قلبا نسيّا هو في الكون مثل قلب ملاحه»