اللباس التقليدي

اللباس التقليدي

كلنا يعلم أن اللباس التقليدي في البلدان العربية أصبح مهددا بالإندثار

و الزوال ، و أننا أصبحنا لا نرتدي هذا الباس إلا في المناسبات المتباعدة

و أحيانا لا نفكر في ارتدائه ، و قد نتج عن تخلينا عن اللباس التقليدي

أزمة يعيشها من يعمل على خياطة و صناعة هذا النوع من اللباس ، كما

سبب ذلك أزمة لتجار الملابس التقليدية أحدث ارتفاعا مشطا في أسعار

هذه الألبسة . و تخلينا عن اللباس التقليدي يعني بالضرورة سعينا إلى

تقليد الغرب في لباسهم مما يؤكد أننا شعوب استهلاكية و مما يدعم أيضا

رأي ابن خلدون بأن المغلوب دائما يقتدي بالغالب ، مع العلم أن اللباس

التقليدي الذي ورثناه عن جدودنا و جدود جدودنا أكثر ملاءمة مع ظروفنا

المناخية و أكثر صحية من اللباس الغربي . كما أن علامة التحضر و التطور

لا يمكن أن تكون في أي يوم من الأيام بارتداء الأزياء الغربية و تقليد الغرب

في عاداتهم و سلوكهم و إنما التطور الحقيقي هو الذي ينطلق من الواقع

المعيس لتهذيبه و تحسينه خاصة و أن بعض هذا اللباس الغربي لا يتفق

مع عاداتنا و مع ديننا و مع سلوكنا اليومي . فهل يأتي اليوم الذي نعود فيه

إلى ارتداء اللباس التقليدي و نتخلى عن منتجات الغرب تشجيعا للصناعات

المحلية و الوطنية ؟ .

شكرا لاختيارك هذا الموضوع

و لكن فقط أريد أن أقول إذا كانت شعوبنا قد تخلت

على القيم و الأخلاق النبيلة كيف تريدهم أن يحافظوا على

أثواب في نظرهم .....

تقبل مروري و تحياتي

الأخت العزيزة زمردة

أوافقك الرأي فيما ذكرت ، فشعوب تتخلى عن عاداتها و تقاليدها و دينها

و قيمها التي تربت عليها قورنا من الزمن هي شعوب مستهلكة

يتيسر عليها ضرب صناعتها المحلية و الوطنية و تشجيع الصناعات

الغربية ، و لئن كان البعض يعتبر أن اللباس ليس بالأمر المهمّ لأنه

يخص الشكل فإن مغزاه عميق جدا و هو يعكس مدى انحطاطنا

و تأخرنا و اتباعنا للآخر على جميع المستويات .

لك تحياتي و ودّي