كلمات محتالة....!!!
كنت مع أول شبابي ..وإصراري على مبدأ التغيير بالقوة ، باعتبار أن القوة كالحديد لا يفله إلا الحديد ، ومع حقبة الثمانينيات وبداية التسعينيات ، وبعد مسيرة البدء لعملية شق الطريق لحياة الاعتماد على النفس بعد التخرج ، وبعد مكوثي بعد التخرج من جامعة الإسكندرية ، في مصر الكنانة عاماً آخر بعد سنوات الدراسة المجنونة، في جامعة تحمل بين طياتها كل الطيف السياسي والاجتماعي ولا أقول المصري وحسب بل طيفاً فسيفسائي لعديد بلدان العالم، وأقول عن التغيير الذي فرض نفسه بعد التخرج وهذه العقلانية التي بدأت تترعرع في جوانب شخصي كشاب مغترب ، حديث التخرج كثير الفضول في المعرفة ، أغراني أن أبحث وأدبيات المجتمع المصري وسلوكياته ، بعد أن ملكت الوقت لحين تقرير المصير إلى أين الرحيل ، كمحطة تالية على مسيرة الرحيل(الغربة) في حياتي ، ساقني القدر لضالتي ، لمكتبات مصر العظيمة ، كنت لشهور اسكن فيها الوجدان والعلم والأدب والتاريخ وأكثر ما شدني ولفت إنتباهي كثرة روادها والسجالات الفكرية بينهم ، ورداهاتها التي تعج بسجالاتها ، وإذا كنت مستمعاً ستكون سعيداً لما تسمعه من تناقضات السجال وعمقها ، لأنك سترى فيها شتى العلوم والثقافات تتوافق مع الأشخاص والأشخاص يترجمون الحس فيها إلى صور عظيمة من الإبداع.. شهور ثلاثة مضت بين كتب الأدب .... جعلت الصراع يحتدم بين داخلي وتحصيلي العلمي و ميولي للأدب ... !!!
وغدوت في قراري أن أستقر في مصر حباً لمآثرها التي أغرتني والتي أحبتني وأحببتها ، فمكثت في صيدليتي الناشئة .. أتجول في بساطات العوام من أهل مصر وخواصها بعد أن كانت، تتيه في كوكبة زملاء الدراسة من طبقات عليا فيها التهميش لكل من هو أدنى ..!! ومع ذلك تشدك السجالات السياسية والفكرية في الجامعات المصرية بشكل فريد قلما تجده في بلدان أخرى، وتجمع معها كل المفردات المتناقضة والمجنونة وربما العبثية ومع ذلك ترى فيها المتعة والإثارة وتشتهي أن تكون لولا كونك غير مصري..!! في بساطات العوام لعام مضى بعدها كنت بها المبهور الذي حطمت كل غرور يعتريني وكل ضعف يهتريني حتى كانت المحطة التالية من الرحيل ، وكنت أتمنى أن لا تكون لكن مشيئة القدر هي الكتاب المفروض... خلالها وبعدها وجدت نفسي أهيم بطبيعة لم أعهدها من قبل تتمثل البساطة بكل أبعادها ، والعراقة بأحلى ثوبها ، وربما أجنح قليلاً بقولي : وكل ماتتملكه من راحة نفس بأحسن حالها.
كلماتي التائهة والمبعثرة المحتالة .. أرجعتني إلى نمط التغيير الذي اعتراني من احتكاكي مع النخبة المثقفة في مصر والتي تجعلك في بحر كبير من الثقافة التي تفرض عليك التغيير ..!! تعلمت فيها الفكر كيف يكون وكيف يوضع وأين يتوضع..!!
كلماتي المحتالة تقودني لشعب ..!! عرف كيف يكون ..لشعب يرفض ... ويرفض رغم كل القيود..!! شعب يحب بلده حتى الثمالة ويعشقه حتى الموت ..!! شعب كباقي شعوبنا العربية يرزخ تحت عبودية مطلقة...!! عبودية خلعت ثوبها العروبيّ واستوطنت حيث شعبها يهجر...!!
كلماتي الطائشة والمحتالة هي كونها عشقي لبلد منه نهلت ومن نيله شربت، ومن طيب أهلها استقيت، هي كلماتي المحتالة إليها أهجر حين ينضب
لديّ الرحيل ، فأكون على أرضها من لا يكون...!!!