الكلمـــــة الحـــــرّة
الكلمـــــة الحـــــرّة
الكلمـــــة الحـــــرّة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الكلمـــــة الحـــــرّة

منتدى ثقافي عام
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 صراع التفاهات!!

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
fadia
عضو ذهبي
fadia


عدد المساهمات : 792
نقاط : 17082
تاريخ التسجيل : 12/11/2009
الموقع : اغادير/المغرب

صراع التفاهات!! Empty
مُساهمةموضوع: صراع التفاهات!!   صراع التفاهات!! I_icon_minitimeالأحد يناير 10, 2010 2:01 pm

في السنوات الأخيرة شاع في الخطاب الإعلامي والسياسي والأكاديمي ما يسمى بـ "ثقافة الصراع" فبات القوم يتحدثون عن صراع الطبقات الاجتماعية، وصراع الثقافات، وصراع الحضارات، وصراع الأديان، وصراع الإيديولوجيات، وصراع الأفكار.. وفي مقابل هذا الصراع نلفي جمهرة من المثقفين والمفكرين وكذلك بعض رجال الإعلام يشذبون ويعدلون من قسوة هذا الصراع ويدعون إلى الحوار بدل الصراع،فنجدهم يتحدثون عن حوار الحضارات، وحوار الأديان، وحوار الأفكار..لأجل إسعاد الإنسانية وفق قاعدة الاعتراف المتبادل بين البشرية جمعاء، وقد برز في العالمين الغربي والعربي الإسلامي مفكرون ومثقفون أفنوا جزءا من حياتهم في الدعوة إلى الحوار بين الأفكار والثقافات ضدا على ثقافة الانغلاق والتكلس والتمركز حول الذات، ونذكر من بينهم الأمريكي نعام تشومسكي والفرنسي روجي كارودي والسويسري طارق رمضان والايطالي أمبرطو إيكو والمصري عبد الوهاب المسيري والفلسطيني إدوارد سعيد والإيراني محمد خاتمي..الخ.
غير أنه من تابع البهرجة والتحريض المتبادل وتهييج الجماهير بدل تنويرها التي رافقت مقابلة في كرة القدم ما بين فريقين(= مصر والجزائر) تجمعهما الثقافة والدين والحضارة والتاريخ المشترك ... يجعلنا نعيد ترتيب حساباتنا الثقافية والفكرية والسياسية والحضارية. فما وقع من تحريض واحتقان بلغت شظاياه إلى السياسة والعلاقات الدبلوماسية بين بلدين شقيقين يجعلنا نقر أننا نعيش صراع التفاهات، وان الوطن العربي ليس بخير، إته مريض يعاني من مرض خطير لم تبلغه من قبل الأمة العربية والإسلامية.
إن النظام العربي الرسمي لم يعد له شيئا يمكن أن يدافع عنه ويقنع الجماهير المسحوقة بتبنيه والدفاع عنه. ما عادت الشعارت الجوفاء والخطابات العصماء تقنع أحدا، لقد تاجرت الأنظمة العربية الرسمية بالثورات الكاذبة والمشاريع الفاشلة، وتاجرت بالأمن القومي والقضية الفلسطينية، وتاجرت بالإسلام والطائفية المقيتة وشراء الذمم وتأميم كل المشروعيات الاجتماعية التي تتوكأ عليها المعارضة : الدين والوطن والتاريخ. ولم يعدلها ما تقدمه للشعوب سوى التفاهات. لذلك ما رأيناه وتابعناه من تحريض إعلامي غير مسبوق يدخل في إطار ما سميناه بصراع التفاهات.
هذه حقيقة لا يستطيع أن ينكرها إلا منافق/انتهازي..غير أنه ما أحزنني شخصيا هو ما طالعته لبعض الكتاب الذين أكن لهم احتراما وتقديرا من انجرار لخطاب تحريضي متجاوب مع ما يشتاقه الحكام في مصر والجزائر، لم أستسغ كلاما من مثقف جزائري معارض من طينة يحيى أبو زكرياء في مقال معنون بـ" بين دولة المليون شهيد ودولة المليون راقصة" يقول الكاتب أبو زكرياء: " ولا يمكن بأية حال أن نقارن بين دولة المليون شهيد، ودولة المليون راقصة، و الذين أهانوا الشعب الجزائري و أحرقوا العلم الجزائري، فيما العلم الصهيوني يرفرف في القاهرة، وسوف لن يقبل منهم اعتذار، و سوف نرى من يقود العالم العربي والإسلامي نحو المجد والعزة والكرامة و الإباء أحفاد الشهداء أم الذين ملأوا الدنيا عهرا براقصاتهم وأفلامهم الماجنة التي فسقّت نساءنا وبناتنا ..."
قد أتفهم من السيد يحيى هجومه على النظام المصري، وقد نتفق معه فيما يذهب إليه من كون هذا النظام سجن مناضلين عرب من لبنان وفلسطين وعذبهم إلى أن فارق البعض منهم الحياة كما وقع لبعض قادة حماس وهو شقيق القيادي سامي أبو زهري، وقد نتفهم هجومه على نظام مبارك الذي أصبح شريكا في العدوان على قطاع غزة وعدوا لقوى الممناعة العربية في المنطقة..لكن لا يمكن أن نتفق معه في إطلاق الكلام على عواهنه بصيغة تعميمية حين يعتبر أن شعب مصر يتألف فقط من مليون راقصة!!
لا يمكن لأي كان أن يتجاهل الدور الريادي لمصر. فمصر كبيرة وغنية على المستوى الثقافي والحضاري والفكري، لكن هناك من يستعمل شعار(مصر كبيرة) في غير محله من مثقفين عنصريين وفنانين مغشوشين، نعم مصر كبيرة ولا ينكر هذا إلا جاهل أو متكبر، مصر الفكر والثقافة والسياسة والفن... هي كبيرة فعلا، ولهذا لما ظهرت التيارات السياسية في مصر كالتيار القومي والتيار الناصري والتيارات الإسلامية مثل جماعة الإخوان المسلمين..ظهرت هذه التيارات في جميع البلدان العربية من موريتانيا إلى العراق، من المحيط إلى المحيط، أما على المستوى الفني لا أحد لا يطرب مع أغاني أم كلتوم ومحمد عبد الوهاب، أو لم يقرأ نجيب محفوظ والعقاد والمازني وطه حسين، ويشاهد فن السينما والمسلسلات الراقية على المستوى الفني والجمالي، ناهيك على أن عصر النهضة العربية انطلق من مصر، وأن أغلب ممثليه من مفكرين كبار اشتهروا كونهم مصريين في حين أن أصولهم غير مصرية وربما غير عربية فجمال الدين الأفغاني ورشيد رضا والمؤرخ عبد الرحمن الجبرتي وغيرهم تعلموا في مصر وردوا لها الجميل وبعدها هاجروا إلى بلاد فارس وتركيا يعلمون الناس وينشرون الوعي بين الناس في المدارس والمنتديات وتركوا تراثا فكريا غنيا لازال قبلة للدارسين والباحثين والمهتمين.
إن صراع التفاهات ما بين بلدين شقيقين يستبطن مرضا عضالا يعاني منه النظام العربي الرسمي ولا شك، ظهرت أمارته بمصر في شكلها الرسمي، فمصر لا تستحق هذا الواقع الذي تعيشه، كانت مصر فيما مضى لها عمق استراتيجي يمتد من بلاد فارس(إيران حاليا) إلى تركيا والجزائر، وكانت مصر قبلة لحركات التحرر العربية والعالمية، كانت مصر تدافع عن أمنها الوطني في كل بلاد العرب، مصر انكفأت عن نفسها وأصبحت تحارب بسيوف من خشب في معارك تافهة لا يلتفت لها من غلغل الفكر في المعطى الحضاري لمصر الكبيرة بمثقفيها ومفكريها وساستها وفنانيها. وإذا مرضت مصر فأكيد أن العالم العربي مريض يعيش صراعا داخليا بين الطوائف والفصائل والعشائر والقبائل تغذيه آفة الاستبداد الداخلي والاحتلال الخارجي، وكم كان صادقا الشاعر العراقي طراد الكبيسي لما قال:
خرج الأندلسيون من الأندلس عام 1492
وخرج الفلسطينيون من فلسطين عام 1992
فمتى يخرج العرب من بلاد العرب ؟!
أكيد أن الخوف يا طراد الكبيسي كل الخوف أن يخرج العرب من بلدان العرب بعدما نجد أن كل التقارير الدولية على مستوى التعليم والصحة والحكم الرشيد تجعل كل دول العالم العربي في آخر الترتيب.
إن الأزمة التي نحياها في عالمنا العربي والإسلامي، هي أزمة حضارية شاملة أساسها سياسي بالدرجة الأولى، فحين تشيع ثقافة الاستبداد في الحكم، أكيد أن ثقافة القطيع تصبح هي السائدة، والنتيجة هي أنه لا فكر ولا ثقافة ولا مواطنة مع عقلية القطيع.... القطيع ينتظر من يفكر له و"يرعاه" (= من الرعي) ليسمنه فيذبحه.
ولنتواضع ونعترف أننا في عالمنا العربي والإسلامي لسنا شعوبا ولا مواطنين...نحن الدواب.. بل أضل !
ملحوظة:
"يغلبك الزمان ولا تغلبك المرا " كما يقال في المثل الشعبي،المرأة المغربية مع مدونة الأسرة غلبت الرجل وهزمته في "عقرداره" بينما أميناتو الصحراوية/غير المغربية برأيها هزمتنا جميعا "في عقر وطننا" وورطتنا هي أيضا في صراع التفاهات،فالمؤسف حقا أن النقاش الإعلامي بدا متحيزا للجهة الرسمية الغالبة إلا من رحم ربك،ويبدو أن هذه ليست مهمته كما يفترض...يا أميناتو كلنا صحراويون . لكننا نختلف في الأدوارحتى لا أقول الوظائف..

نورالدين لشهب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20257
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

صراع التفاهات!! Empty
مُساهمةموضوع: رد: صراع التفاهات!!   صراع التفاهات!! I_icon_minitimeالأحد يناير 10, 2010 2:30 pm

انها حالة من الانهزام الداخلي مضافا اليها حالة من الصغار الوطني والقومي هي التي تسود المجتمع العربي
لكن الكارثي ان ينساق بعض الطليعة المثقفة العربية الى هذا المنزلق الخطير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الهادي الزغيدي
مدير الموقع
الهادي الزغيدي


عدد المساهمات : 4023
نقاط : 23435
تاريخ التسجيل : 08/11/2009
العمر : 49
الموقع : تونس

صراع التفاهات!! Empty
مُساهمةموضوع: رد: صراع التفاهات!!   صراع التفاهات!! I_icon_minitimeالأحد يناير 10, 2010 2:56 pm

الأخت العزيزة فاديا


أولا : شكرا لك على هذا الموضوع الهام جدا .

ثانيا : إن الصراع في أساسه لم يكن و أهدافه لم يكن منذ البداية

متمظهرا بشكله الصحيح و ذلك لغاية تعمية التشعوب و طمس وعيها ،

فليس الصراع دينيا و لا حضاريا و لا ثقافيا لأنّ الأديان رغم اختلافها

تعايشت و الثقافات و الحضارات تعايشت و مازالت تتعايش مع بعضها

جنبا إلى جنب دون أن تعرف صراعات ، لكن الصراع الحقيقي هو صراع

مصالح مادية كشف عنها الإستعمار المباشر و الإستعمار غير المباشر

و ما سعي الأنظمة الغربية لاثارة الصراعات العرقية و الفتن الدينية و توجيه

الصراعات إلى مسائل ثانوية إلا لغاية إضعاف الوحدة العربية و اختراق

صفوفها نظرا لما تمثله و تحمله من عوامل قوة يندر وجودها عند الشعوب

الأخرى و هي وحدة الدين و اللغة و الرقعة الجغرافية المكتنزة بالثروات

الباطنية . و للأسف الشديد فإن المثقفين العرب أو جلهم انخرط في لعبة

الصراع الثانوي بوعي أو دونه و بالتالي خدم المصالح الإستعمارية و يسّر

لها السبيل لمزيد استغلالنا . و لقد سبق أن ذكرنا بأن الصراع الوهمي

بين مصر و الجزائر ليس صراعا حقيقيا بل هو خطة مدروسة لغاية لفت

نظر الشعوب و توجييه نحو مسائل هامشية تنسيه مشاكله و مطالبه

الحقيقية . و بالتالي فإن هذه الأنظمة التي هي وجه من وجوه الإستعمار

و تعمل على خدمته لا همّ لها إلا مصالحها الذاتية المرتبطة آليا بمصالح

القوى الإستعمارية التي تساندها.

أختي العزيزة إن الشعوب المتطورة و التي تعرف مواطن القوة و أسبابها

تسعى للتوحد و التكاتف لتيصسير مصالحها لأنها شعوب واعية و أنظمتها

هي أنظمة وطنية منتخبة ديموقراطيا و تعمل من أجل مصالحها و إن كان

ذلك على حساب الشعوب الأخرى المتخلفة و التي تعمل هذه الأنظمة

على تخليد تخلفها . أمّا الأنظمة العربية العميلة فلا همّ لها غير بقائها على

كرسي الحكم خادما مطيعا للإستعمار و الصهيونية و منفذا أميبنا لكل

المشاريع التدجينية و التخريبية لشعوبها و هو ما يعكس تراجع مكانة الدول

العربية و دورها في السياسة الدولية . فنحن نعلم دائما أن في الإتحاد قوة

و لكننا فرطنا في وحدتنا بل إننا نعمل على مزيد تقزيم أنفسنا بما تحيكه

لنا الأنظمة العميلة من مسرحيات ننساق وراءها و نندمج في لعب أدوارها

بالرغم من أنها لا تخدم مصالحنا و ليس لنا فيها لا باع و لا ذراع . و ما نعمل

من أجل هو فضح هذه المخططات الإستعمارية و منفذيها من الوكلاء

المحليين و ذلك بعودة الروح الوطنية و تقوية الوازع الديني و الشعور بالإنتماء

إلى أصنا العربي و الحفاظ على أسباب قوتنا و التمسك بهويتنا مهما اختلفت

حكوماتنا و تناحرت أو تصارعت فهي مجرد شطحات و صراعات فلكلورية لا

يمكن أن تغيب وعينا أو تفقدنا احترامنا لكل إخوتنا في الوطن العربي الحبيب .


لك أجمل تحية و سلام
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://elkalima-elhorra.ahlamontada.com
 
صراع التفاهات!!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» صراع الايديولوجيا
» افغانستان - صراع الكلاب
» صراعنا مع النهضة ليس صراعا دينيا بل هو صراع طبقي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الكلمـــــة الحـــــرّة :: المنتدى السياسي-
انتقل الى: