مهمة ميتشل يجب ان تفشل

مهمة ميتشل يجب ان تفشل

رأي القدس

يلتقي جورج ميتشل المبعوث الامريكي للسلام في الشرق الاوسط الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مقر المقاطعة في رام الله في اطار جولته الحالية لانقاذ عملية السلام المجمدة.
ميتشل زار تل ابيب وبيروت ودمشق لاستطلاع آراء المسؤولين فيها حول كيفية استئناف المفاوضات مجددا، وفتح مسارات جديدة لها، حيث تتوارد انباء عن عزم اسرائيل الانسحاب جزئيا من قرية الغجر اللبنانية الحدودية، وتركيز الادارة الامريكية على سبر اغوار الحكومة السورية تجاه مسألة اعادة المفاوضات السورية ـ الاسرائيلية غير المباشرة الى صورتها السابقة وبوساطة جديدة غير الوساطة التركية المرفوضة اسرائيليا.
بنيامين نتنياهو نسف مهمة ميتشل الحالية قبل ان تبدأ، عندما اضاف شرطا جديدا للتسوية، اي سيطرة قواته على غور الاردن، في حال قيام دولة فلسطينية مستقلة، اي ان تستمر الحكومة الاسرائيلية في التحكم بالمعابر الحدودية، ومن يدخل منها او يخرج، من الفلسطينيين او غيرهم.
هذا الشرط الجديد، الذي يصدر عن شخص (نتنياهو) يطالب الفلسطينيين بالعودة الى المفاوضات دون شروط مسبقة، يؤكد ان هدف الحكومة الاسرائيلية الحالية ليس تحقيق السلام، وانما تحسين صورتها السيئة امام العالم من خلال الانخراط مجددا في العملية السلمية.
السلطة الفلسطينية في رام الله واجهت ضغوطا كبيرة، من الولايات المتحدة الامريكية من ناحية والدول العربية المعتدلة من ناحية اخرى للعودة الى مائدة المفاوضات، ولكنها تمسكت بموقفها الذي يطالب بتجميد كامل للاستيطان في الضفة والقدس المحتلة قبل اي مفاوضات مع الطرف الاسرائيلي.
هذا الموقف المتصلب (حتى الان) احرج الادارة الامريكية، وانهى عملية المفاوضات العبثية، او المفاوضات من اجل المفاوضات، التي استخدمتها الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة كمظلة خداع، واسلوب تضليل لمواصلة عمليات الاستيطان ونهب الاراضي وتهويد ما تبقى من القدس المحتلة.
التراجع عن شرط وقف الاستيطان من قبل السلطة في رام الله، سيعني فقدان ما تبقى من مصداقيتها في اعين ملايين الفلسطينيين والعرب، خاصة ان هذه المصداقية وصلت الى ادنى درجاتها بفعل التغلغلات والاعتقالات الاسرائيلية المستمرة للنشطاء الفلسطينيين في نابلس ورام الله، اي المناطق التابعة لها.
من المؤكد ان رفض السلطة مقترحات ميتشل بالقبول'ببعض 'الحلول الوسط' والهبوط عن الشجرة من خلال السلم الذي يحمله اليها السناتور ميتشل، سيعرضها الى ضغوط اكبر، خاصة ان الدول المانحة هددت بربط مساعداتها المالية بالعودة الى العملية التفاوضية.
اننا نطالب الرئيس عباس ان لا يتراجع عن موقفه في الاصرار على التجميد الكامل للاستيطان في كل الاراضي المحتلة، وايجاد مرجعية محددة وواضحة للمفاوضات وفق جدول زمني محدد، مرتبط بضمانات امريكية ملزمة. فهذا الموقف يشكل الحد الادنى من الثوابت الوطنية التي تكرر السلطة دائما انها تتمسك بها.
ميتشل يمثل ادارة امريكية فقدت هيبتها، وخيبت آمال الكثيرين فيها بتراجعها عن سياساتها في حتمية تجميد الاستيطان، ومعظم ما ورد في خطاب رئيسها باراك اوباما الذي القاه في جامعة القاهرة في ربيع العام الماضي، ولذلك لا يجب ان تقدم له السلطة الغطاء لتبرير ضعفه وانحناء ادارته امام نتنياهو وحكومته.

» التطهير مهمة الشعب و ليست مهمة الحكومة العميلة
» ميتشل يلتقي عباس
» عباس يطلب من ميتشل ضمانات أمريكية
» مبارك يلتقي ميتشل وعباس ونتنياهو
» في رحاب التوبة ...!!!