احاديث استوقفتني

كثيرة هي أحاديث رسول الله عليه الصلاة والسلام إلا أن بعضا منها استوقفني إما لأنها تجيب عن تساؤلاتي، أو لأنها تحاكي الواقع الذي نعيشه ...فأحدثت في نفسي مشاعر من نوع خاص وأعطتني معنى جديد أعمق مما تعلمته.

مهما يكن السبب إلا أنها جعلتني لا أملك إلا أن أقف عندها ولا أتردد في تكرارها وقولها لمن أعرف.

والموضوع ليس خاص بي ، فكل منا استوقفته أحاديث ، ولكن يرجى التوثيق ( درجة الصحة ، الكتاب ، الباب ، الرقم ) .
_____________________

عن أبي هريرة وعبد الله بن عمر رضي الله عنهم قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يكونُ في آخرِ الزمانٍ رجالٌ يَختِلُون الدُّنيا بالدِّين ، يَلبِسُون للنَّاسِ جلودَ الضأن ِ من اللين ، ألسنتهم أحلى من العسل ، وقلوبهم قلوبُ الذِّئاب ، يقول ُ الله تعالى : أبي تغترّون أم عليَّ تجترئون...؟ فبي حلفتُ لأبعثنَّ على أولئك َ فتنةً تذرُ الحليمَ فيهم حيران .

حديث حسن ،أخرجه الترمذي في الزهد باب رقم (60) حديث (2406 ، 2407 ).

في الحديث ثلاثة أفكار :
1-أن آخر الزمان سيختلط الحابل بالنابل و سينتشرالرياء بين الناس فهم من الخارج كالضأن في الوداعة ولكنهم قلوبهم كقلوب الذئاب.
2-التحذير من اتباع هؤلاء المرائين.
3-الوعيد الذي يصدر عن جناب الخالق جل وعلا.
والحديث يرتفع بشأن المؤمن فلا يكتفي بصدق العاطفة والعبادات بل لابد للمؤمن من حنكة وحكمة وإعمال للعقل وروية... يعني مو شيخ جدبو!!

بتصرف بسيط من كتاب في ظلال الحديث النبوي للدكتور نور الدين العتر.

استوقفني هذا الحديث لأنني وجدت فيه السلوى فحين أرى أو أسمع أموراً -من أناس من" المفترض "أنهم يمثلون الدين - تجعلني في حيرة من أمري فأتذكر هذا الحديث وأواسي نفسي به كما أواسي نفسي بقول لعلي رضي الله عنه (يعرف الرجال بالحق ولا يعرف الحق بالرجال )
أي أن الحق هو المقياس لا العكس.

الآن قدرت وعرفت قيمة هذا الدعاء اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وحببنا فيه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه وكرهنا فيه ولا تجعلهما علينا متشابهين فنتبع الهوى فنضل.

عن حذيفة بن اليمان – رضي الله عنهما – قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول : ( تُعْرَضُ الفِتَنُ على القُلُوبِ كالحصير عُوداً عُوداً ، فأيُّ قَلبٍ أُشْرٍبَهَا نُكتت فيه نُكْتَةٌ سوداء ، وأيُّ قلب أنكرها نُكِتت فيه نُكْتَةٌ بيضاء ، حتَّى تصير على قلبين : على أبيضَ مثل الصفا فلا تَضُرُّهُ فِتنة ما دامتِ السمواتُ والأرضُ، والآخَرُ أسودُ مُرْبادّاً كالكُوز مُجَخِّياً ، لا يَعْرِف ُ معروف ولا يُنْكِر مُنكراً إلا ما أُشْرٍبَ من هواه ).

الحديث صحيح لأن مسلم رواه في الإيمان في أثناء حديث طويل ( باب إن الإسلام بدأ غريباً .) 1/89

شرح لغويات الحديث

الفتن : فتنة وهي بمعنى اختبار أو امتحان والمراد هنا كل ما يعرض للإنسان من مغريات شهوانية أو غيرها أو فكرية اعتقادية أو ضغوط ، مما يمتحن تقواه أو اعتقاداً .
عُوداً عُوداً : عود بعد عود ، والمقصود : على التدريج شيئاً فشيئاً .
أُشْرٍبَهَا: تمكنت فيه وحلت كما يحل الشراب في الإناء .
النُكْتَةٌ : البقعة ، وهي كل لون يخالف ما وجد فيه من اللون العام .
المُرْبادُّ : المتغير عن لونه ، أو هو لون بين الغبرة والسواد ، وقيل : الكُدرة .
الكُوز : الإناء.
مُجَخِّياً : منكوساً.

أفكار الحديث

1-عروض الفتن والاختبارات وشبه تدرجها في التأثير على النفس بنسج الحصير .

2-شبه القلب الثابت الذي ثبت أمام الحالات المغرية بالمرمر الصلب الذي يسر الناظر إليه لجمال لونه وصفائه أي من حافظ على استقامته ولم تتأثر نفسه بالفتن يصبح صلباً في دينه ، مطمئناً ذائقاً حلاوة الإيمان .

3-النوع الثاني من القلوب وهو الذي أُشربها فهو أسود مرباد قذر وصفه بأنه لا يقبل الخير كالإناء المقلوب الذي لايحل فيه سائل إطلاقاً ، وهذا شأن الذي غاص في الفتن وحقق مستهويات نفسه وفكره ، حتى أصبح مقلوباً رأساً على عقب .

لتوضيح الأمر بمثال بسيط :
مثلاً يبدأ الأمر بالتثاقل عن الصلاة مثلاً ، ثم يؤخِّرها عن وقتها ليقضيها فتهون هذه المعصية وإذا به يترك الصلاة ويستمرىء هذا الكسل والخمول ، حتى يتوصل إلى أن تشمئز نفسه من الصلاة فيكرهها وينفر منها ... وكم من الأمثلة في حياتنا على هذا المنوال لأن التساهل في صغيرة يجر للتساهل في كبيرة.
وصدق ابن القيم حين قال ( الذنوب جراحات ورب جرح في مقتل ).

استوقفني هذا الحديث لما رأى من حال بعض الناس الذين بدأوا بشيء وانتهوا بشيء آخر ، وأخاف أن يصيبيني ما أصابهم وأدعو الله أن يجعل قلبي من النوع الأول .

لا رب سواك يثبتني لا ملجأ غيرك يحميني ثبت قلبي على دينك .

عن حذيفةَ بن اليمانِ. رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : حدَّثني رسولُ اللهِ حديثين قد رأيتُ أحَدَهُما ،وأنا أنتظرُ الآخرَ: حدَّثنا أنَّ الأمانةَ نزلت في جَذْرِ قلوبِ الرِّجالِِ فعَلمُوا من القُرآن وعَلِمُوا من السُّنَّة ِ، ثُمَّ حدَّثنا عن رفعِ الأمانةَ فقال: ( ينامُ الرَّجل النَّومةَ فَتُقْبَِضُ الأمانةُ من قلبه ، فَيَظلُّ أَثَرُها مثل الْوكْتِ ، ثُم ّ ينام النومةَ فتقبض الأمانة من قلبه ، فيظلُّ أَثرها مِثْل أثر المَجْلِ ، كجمرٍ دحْرجْتَه ُعلى رِجْلك فَنَفِطَ فتراهُ مُنْتبراً وليس فيه شيء ) ثُم َّأخذ حصاة فَدَحْرجَهُ على رجله ((فيصبحُ النَّاسُ يتابيعون، فلا يكادُ أحدٌ يُؤدِّي الأمانَة َحتَّى يقال إن في بني فُلانٍ رجلُاً أميناً ،حتَّى يُقال للرَّجُل ِماأجلدَهُ ،ما أظرفَهُ ،ما أعقله ،وما في قلبه مثقالُ حبَّة ٍمن خردل من إيمان .ولقد أتى عليّ زمانٌ وما أبالي أيكم بايعت لئن كان مسلماً ليُرُدَّنهُ عليَّ دينُه ُ،ولئن كان نصرانياً أو يهودياً ليُرُدَّنهُ عليَّ ساعيه ، وأما اليومَ فما كنتُ منكم إلا فلاناً وفلاناً )).

متفق عليه – البخاري 11/286 و 13/33 – مسلم 143.

ألفاظ الحديث

الأمانة : هنا بمعنى الإيمان.
جذر : أصل الشيء.
ينام : هنا بمعنى يغفل .
الْوكْتِ : أثر يسير ، وهو ورق شجر صغير.
المَجْلِ: تنقط في اليد من اثر عمل أو غيره.
مُنْتبراً: مرتفعاً.
ساعيه : الوالي عليه.

شرح الحديث

1-أول الهداية الأُنس ثم تزيد بالعلم ...( نزلت في جذر قلوب الرجال فعلموا).
2-ينام الرجل: أي يغفل للمرة الأولى فينزع الإيمان ويبقى أثره قليلاً كورق شجر صغير.
3-ثم ينام النومة احاديث استوقفتني Icon_sad

غفل للمرة الثانية أو بالأصح تغافل فلم يبقى من الإيمان إلا المظاهر( كجمر دحرجته على رجلك فنفط فتراه منتبراً)..لتوضيح هذه الفكرة :إذا جئت بقطعة من الجمر المحترقة ومررتها على يدك فستنتفخ يدك مكان الحرق ولكن داخل هذا الانتفاخ لا شيء وهذا حال فيمن لم يبق لديه إلا مظاهر الإيمان .
فالغفلة سرطان الإيمان وأكبر من مصيبة نزع الإيمان الغفلة عن نزع الإيمان.

حتى يقال إن في بن فلان رجلاً أميناً)(حتى يقال للرجل ما أجلده ماأظرفه ما أعقله وما في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان ).
فلم يبقى من الدين إلا المظاهر والقشور وضاع الجوهر وأصبح الدين فلكوراً لدى بعض الناس فقد نجد شخصاً يصلي ويصوم ويحج... ولكن عند تعامله بالمال لا يكاد يؤدي ديّناً .. أين ثمرة العبادات ؟؟!!!.
كما استوقفتني بدايته حين قال فعلموا .. فهو يشير إلى أهمية العلم في الهداية.

عن خباب بن الأرت "رضي الله عنه" قال ( شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم -وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة – فقلنا ألا تستنصر لنا ؟ ألا تدعو لنا ؟ فقال :
قد كان من قبلكم يُؤخذُ الرَّجلُ فيحفرُ له في الأرض ، فيُجعلُ فيها ، فيُجاءُبالميشار ، فيُوضع على رأسه فيُجعل نصفين ويُمشطُ بأمشاط الحديد مادون لحمه وعظمه ، فما يصدُّهُ ذلك عن دينه .والله ليتمنّ هذا الأمر حتى يسير الراكبّ من
صنعاء إلى حضرموت ، لا يخافّ إلا الله والذّئبَ على غنمه ، ولكنكم تستعجلون )

أخرجه البخاري في أول الإكراه 9/20 .

ألفاظ الحديث

متوسد : مسند راسه غلى جدار الكعبة بينه وبينها بردته يستند إليها.
بُردة : شملة مخططة.
تستنصر : تدعو الله أن ينصرنا
الميشار: آلة ينشر بها الأخشاب.

إرشادات الحديث

1- لا بد من لتحصيل المطالب من تحصيل الاسباب ومن الاسباب الصبر على المحن حتى يحين الوقت، وإن عادة الله في الأنبياء والأتباع أن يتعرضوا للبلاء ليتبين المؤمنون الصادقون من المنافقين .

2- عظمة حكمة النبي في حل مشكلات الدعوة فقد جعل الصحابة يوطنون أنفسهم على تحمل الشدائد ثم نقلهم للجانب الإيماني وبشرهم والبشارة تحفز على التحمل.

حديث لا أمل من تكراره كلما أتذكر الاحداث التي نمر بها .. فلا بد من تحصيل الأسباب فالدعاء وحده لا يكفي، كما استوقفتني حكمة النبي صلى الله عليه وسلم عندما بشرهم ( والله ليتمَّنَّ ) بعد أن أثار نخوة الثبات لديهم .

حديث يعطيني جرعة من الأمل التي لا تخلو من تحمل المسؤولية.

عن معاذ رضي الله عنه قال بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ( إنك تأتي قوماً من أهل الكتاب ، فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ، فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة ، فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم ، فإن هم أطاعوا لذلك فإياك وكرائم أموالهم ، واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب )

متفق عليه البخاري 3/283 – مسلم 19

الحديث يشرح نفسه بنفسه وكرائم تعني نفائس ، والحديث يؤخذ منه أحكام فقهية مثل:
1-الزكاة تؤخذ من أغنياء البلد وترد على فقرائه ولا تنقل لبلد آخر إلا إذا زادت عن حاجة المستحقين فيه.
2-ليس للعامل أن يأخذ الزكاة من خيار مال الأغنياء ، وإن فعل ذلك فإنه ظلم .

ولكني أفهم الحديث بطريقة أخرى هي التي جعلتني أقف عنده، أرى فيه الحكمة في الدعوة ولكم تنقصنا هذه الحكمةفي كثير من الأحيان إنها توفيق من الله بالدرجة الأولى ،ولكن لا بد لها من أسباب وهي" العلم " سواء كان العلم بما أدعو إليه أو العلم بحال من أدعو إليه بأن أعرف نفسيته ومفاتيح شخصيته.

اللهم ارزقنا الحكمة والصواب .

عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما ضلَّ قَومٌ بعد هُدى كانوا عليه إلّا أُتوا الجدل ، ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما ضربوه لك إلا جدلاً بل هم قوم خَصِمون) الزخرف 58
حديث حسن صحيح – رواه الترمذي 5/678

معنى الجدل
من الجدالة وهي الارض الصلبة وسمي بذلك لأن كل من الخصمين المتجادلين يريد أن يرمي خصمه على الأرض الصلبة ثم أطلق على المحاجة بالقول والمبالغة به.

إرشادات الحديث :
1-إن الاشتغال بالجدل بما يزيد عن الحاجة لإظهار الحق خطر يؤدي إلى شطط الفكر وضلال العقل.
2-إن الانهماك بالجدال على هذا الوجه مكروه يؤدي لضياع المقصود الأصلي وهو العمل.
3-إن الإكثار في الجدل مفسد للنية موقع للعدواة والبغضاء .

هذا الحديث يشير إلى آفة استحكمت في المسلمين فقد كثر من أقوام الخوض في الجدل لا يراعون أدب البحث العلمي ولا أدب الاختلاف حوّلوا المناظرة إلى مهاترة والمباحثة إلى مسابة ومشاتمة ، وقد كان السلف الصالح يقتصرون على بيان حجتهم باختصار ليشتغلوا بالعمل، وقد ساد في المسلمين في هذا العصر الاشتغال بالجدل وتركوا الاهتمام بواجب العمل.
من مخاطره :يغتر به بعض البُسطاء من الناس الذين تأخذهم لطافته وأحابيله في الجدل والإقناع،ويؤدي إلى قلب الحقائق وتزوير الوقائع .

منقول من المصدر السابق بتصرف بسيط.

استوقفني هذا الحديث لما آراءه في هذه الأيام من كثرة الجدال حول مواضيع ربما لا تستحق النقاش ، أو حول مواضيع تأخذ أكثر من حدها في النقاش فيتحول الحوار فيها إلى جدال وكل واحد يحاول أن يثبت رأيه ووجهة نظره لا أكثر ولا أقل .. هل نعرف متى ننهي الكلام ؟؟!!!
أظن أن أكثرنا لا يعرف ذلك!!!??? ...

لنتذكر قول الشافعي :ما ناظرت أحداً إلا تمنيت من الله أن يظهر الحق على لسانه، وقوله :رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب.
ولنتذكر قول للإمام الغزالي على ما أعتقد : لو ناقشني مائة عالم لغلبتهم ولو ناقشني جاهل واحد لغلبني....لكي نستطيع أن نفرق بين الحوار والجدال.

قال صلى الله عليه وسلم لصحابته :«لا يصلين أحدكم العصر إلا في بني قريظة» فلما كانوا في الطريق حضر وقت صلاة العصر فبعضهم صلّاها وفهم أن هدف الرسول عدم التأخير في الخروج لبني قريظة وأنه لم يرد تأخير الصلاة وبعضهم الآخر رفض أن يصلي العصر إلا في بني قريظة امتثالاً لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم متوقفين عند ظاهر اللفظ ، فلما اخبر الرسول لم يُخطىء أيّ من الفريقين .

البخاري (904)، مسلم (1770) عن ابن عمر.

لنقف عند هذا الحديث طويلاً قبل أن نقف بموقف المتشنج والرافض للآخر ولنتذكر قول أحد الفقهاء من كثر علمه قل إنكاره ، وأن التشدد يحسنه كل أحد ، ولكن الرخص لا تؤخذ إلا من عالم .

حين قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة المنورة وكانوا يؤبرون النخل أي يلقحون النخل ، فقال : ما تصنعون ؟ قالوا : كنا نصنعه ، قال : لعلكم لو لم تفعلوا كان خيراً ، فتركوه فنقصت ، فذكروا ذلك له ، فقال : إنما أنا بشرٌ إذا أمرتكم بشيء من دينكم فخذوا به ، وإذا أمرتكم بشيء من رأي فإنما أنا بشر . وفي رواية أخرى " أنتم أعلم بأمور دنياكم "

صحيح مسلم: 4358

البعض يعتقد أن الشريعة حجرت دائرة الابتكار ولكن الحقيقة العكس فهي حجرت دائرة الممنوع وأبقت دائرة المشروع متاحة للجهد البشري في الابتكار والتجديد.

فالجزء الثابت هو منطقة محددة لا مجال للاجتهاد فيها وهي منطقة صغيرة ولكنها ضرورية ومهمة جداً لأنها تمثل الثوابت الفكرية والشعورية للأمة وتجعل منها أمة واحدة في الاتجاه والغاية والفكرة
الفكرة الأخيرة باللون الأزرق للدكتور يوسف القرضاوي
في كتابه دور الأخلاق والقيم في الاقتصاد الإسلامي صفحة 212

عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه : قال : قال رسول ُ اللهِ صلى الله عليه وسلم (( على كُلِّ مُسْلِم صّدقةٌ)). قيل : أرأيت إنْ لم يجد ؟ . قال (( يعتمل بيديه فينْنَفعُ نفسهُ ويتصدَّق)) قال : قيل : أرأيتَ إنْ لم يستطع . قال (( يُعين ذا الحاجة الملهوف )). قال : قيل له: أرأيت إن لم يستطع . قال (( يأمر بالمعروف أو الخير )). قال : قيل : أرأيت إن لم يفعل ؟ قال : (( يُمْسِك عن الشَّرِ فإنها صدقة )).

متفق عليه – البخاري في الزكاة ( باب على كل مسلم صدقة ) 2/115 و مسلم بلفظه 3/83.

الحديث وسع مفهوم الصدقة وتدرج بأعمال الخير حتى انتهى إلى الحد الأدنى الذي لا عذر لأحد في تركه وهو ترك الشر.
ودلنا على افضل أنواع الأعمال وهو العمل باليد ، فالإنسان يعمل بيديه فينتج إنتاجاً صناعياً يفيد مجتمعه ويفيد نفسه .

استوقفني هذا الحديث لواقعيته :
1-فلكل لكل إنسان مقدرة ( أرأيت إن لم يجد ، أرايت إن لم يفعل ).
2 -لن استطيع أن أكلمك بالدين-( يأمر بالمعرف أو الخير) -وحاجاتك المادية والنفسية غير ملباة، فرتب الأولويات.

لو طُبق هذا الحديث في حياتنا لكنا بأفضل حال.