ماذا بعد الكارثة

ماذا بعد الكارثة؟

من المعروف دائما أن الكوارث سواء كانت طبيعية ( فيضانات- زلازل- إعصار...) أو من صنع بعض العقول البشرية المهووسة بالتخريب ( الحرب) تخلف دمارا شاملا وفوضى عارمة بين الذين قاسوا مرارة وويلات الكوارث ناهيك عن الجانب الروحي والنفسي والرعب الذي تزرعه في نفوسهم والذي يبقى ماثلا أمامهم لا يمحى أبدا مهما حاولوا النسيان أو التناسي فما طبع في قلوبهم لا يمكن أبدا أن ينزع إلا بنزع قطعة من القلب، إذا فنسيانه مستحيل.
لكن بعد كل دمار سواء طبيعي أو على يد بشر، تتحرك في الخفاء عصابات مختصة بنهب وسلب ما بقي فوق الماء وتحت الركام... أو بعد قصف صاروخي...، فهناك شبكات منظمة تنتظر الكوارث لتحل بكامل عددها وعدتها إما عن طريق منظمات رسمية كمنظمة الإغاثة الدولية أو عن طريق منظمات أو شبكات مستقلة.
فمثلا عند توقف قصف العراق خرجت شبكات عالمية وتحت غطاء أمريكي /عالمي تسطو على خيرات البلاد كل حسب تخصصه، فعلماء الآثار نهبوا آلاف القطع الاثرية من تماثيل وقطع نقدية قديمة جدا والتي نهبت بشكل منظم من المواقع الاثرية العراقية ناهيك عن استنزاف المكتبات العراقية من أهم المخطوطات المتوغلة في القدم، دون أن ننسى سرقة البنوك ومصادرة كل ما فيها، لكن كل هذا يبدو لنا عاديا، أما غير العادي فتلك الشبكات المختصة في سرقة وتهجير العقول وكوادر البلد الواقع تحت رحمة الكوارث أو الحرب بإغرائهم المادي وتوفير جميع المقومات التي تدعوهم لعدم العودة لبلدانهم، أو سرقة الأطفال من أجل استعمالهم في الدعارة و بيع المخدرات و السرقة ...بل أن آخر ما توصل إليه المهربون هو ما وقع في هايتي بعد الدمار الذي لحقها حيث لم تسلم حتى الجثث من السرقة بعد أن ألقوا القبض على عناصر تقوم بسرقة أعضائها، فهل هناك فضاعة وبشاعة أكثر من هذه.
هذا هو القانون المخفي للبلدان المتقدمة فدائما تحاول أن تلمع صورتها وتظهر نفسها أنها دول الحق والقانون بل دول احترام حقوق الإنسان لكن ظل الصورة الحقيقة يعترف بعكس ذلك.

دائما نسمع نفس الكلمات: على الشعوب أن تدافع عن نفسها ،على الشعوب أن تخرج من ربقة من يريد خنقها إن لم نقل خنقها، على الشعوب أن تناضل وتسعى إلى الحرية، لكن ما يجب أن نعرفه أنه حتى لو حدث التغيير فسكون للأسوء، ليس لأن نظرتي سوداوية بل لأن التاريخ يحكي، وأنتم خير عارف أن الشيوعية بنت مجدها على أنقاض مجد امبراطوريات و في المقابل ماذا أعطت للشعب؟ غير القمع والتجويع والقتل والإعتقالات وجعلته يقطع لسانه ويخرس إلى الأبد ذاك اللسان الذي هتف مرة لها ودافع عن وجودها بل هو من أسلم لها مقاليد كل الأمور.

لاشيء أخي سيتبدل فلا تحلم كثيرا