دخل الفتى المراهق إلى المسجد كي يصلي وكان على عجلة من أمره كي ينهى صلاته ويذهب إلى النادي الرياضي ليمارس رياضته المحببة كرة القدم، توضأ على عجل ودخل المسجد وبدأ يصلي بسرعة ، دخل إمام المسجد فرأى الصبي يصلي بهذه السرعة وهذا الشكل المضحك استهجن الشيخ هذا الوضع ووقف بجانب الصبي حتى انهى صلاته وقال له:
- ما هذا الذي كنت تفعله يا بنيّ؟
- أصلي يا شيخنا.
- أو تسمي هذه صلاة؟ هذه أشبه بنقر الغراب لقطعة خبز.
- ولكني مستعجل يا شيخنا.
- ألا تستحي على نفسك أنت تقف في حضرة الخالق وتصلي هكذا عيب عليك.
- ولكن يا شيخنا أنا أقوم بواجبي تجاه ربي والله أعلم بنيتي. غضب الشيخ وأحضر عصا غليظة وقال للصبي:
- والله ان أنت لم تعد صلاتك كما يجب فساكسر رأسك بهذه العصا. وقف الصبي مرة ثانية وأعاد صلاته بالطريقة التي قال عنها الشيخ واستغرقت زمناً طويلاً حتى انتهى، قال له الشيخ:
- ها يا ولدي أي الصلاتين أفضل تلك التي تشبه الألعاب البهلوانية أم هذه التي كلها وقار وخشوع؟ أجاب الصبي:
- أقول لك أن أنت أعطيتني الأمان.
- قل ما بنفسك؟
- الصلاة الأولى أفضل عندي.
- ويحك وكيف ذلك؟
- الصلاة الأولى على كل عيوبها أديتها حباً مني في الله ورغبة في أداء فريضتي تجاه ربي أما الثانية على كل جمالها فقد أديتها خوفاً من عصاك التي هددتني بها هل فهمت؟ ألقى الشيخ بالعصا على الأرض ومشى وهو يقول أستغفر الله ربي وأتوب إليه إنما الأعمال بالنيات إنما الأعمال بالنيات وليس لأي إنسان أن يتدخل بين الخالق والمخلوق.