مهما يكن، ستنتظره

مهما يكن، ستنتظره

ابتدأ حبهما جميلا، راقيا عذبا مشتعلا، كان يتصل بها في كل حين وكانت تكلمه في كل وقت، دائما معها وحاضرا إلى جانبها، طبعا أليس في قلبها ويعتلي سدة حكمه، كان كريم الأخلاق، تقي النفس دائما يفكر فيها وفي كيفية إسعادها لم يمل منها يوما ولم يفتر حبه لها رغم أنهما كانا يقضيان أوقاتا طويلة وهما يتتجاذبان أطراف الحديث إلا أنه دائما كان يحس وهي كذلك أنهما مازالا محتاجان للكلام مع بعضهما بعضا، هو يثير فيها مشاعر جميلة ظنت أنها أقبرت فيها، أحاسيس كانت خامدة كبركان، لكنها عندما استيقظت كانت فعلا حمما من حب ومشاعر، كل كلامه معها يصب في كيفية إسعادها، وكيف له أن يرى السعادة على محياها بل مشعة من عينيها،كانت تحس بدفء مشاعره يلامس كل ذرة من إحساسها، عرفت أنه حبيب شهم لدرجة أنه عرض عليها أن يساعدها ماديا،أكبرت فيه هذا الأحساس وعرفت أخيرا أن القدر قد من عليها بحبيب رائع، حبيب كان رغم تعبه وإرهاقه ينتظرها كل يوم في نفس المكان، وكل يوم تكون اللغة مختلفة، والكلام جديد نوعا ما، غريب أمرهما من أين يأتيان بكل ذاك الفيض من المشاعر وذلك الكم من الإحساس المنبعث طبعا وبكل تأكيد من قلبيهما، إنه الحب الذي جمع بينهما وجعلهما يدخلان محرابه ويمارسان طقوسه البريئة كحب عذري متعقل، أحلامهما كانت دائما وردية رغم أن جميع الظروف المحيطة وجميع المؤشرات تقول أنه لن يستمر بل و تحاربه وتحكم عليه بالموت، لكنهما مازالا على العهد، ما زالت تنتظره كل يوم في نفس المكان تنظر إلى ساعة يدها وتتحرق شوقا للقائه ولن تشك أبدا في حبه لها ولن تصدق أبدا أنه يوما ما سيبتعد عنها، لأنها ألفته وألف وجودها، يجب أن تصبر ولن تفكر إلا في شيء واحد أنها ستكون حتما له وسيكون لها وغير ذلك لن يجد أبدا طريقا إلى قلبها مهما كانت درجة قوته فحبهما سيستمر وسيعلو وسيزيد إشراقه، فلا يصح دائما إلا الصحيح.