نبذة تاريخية عن مسجد البرادعيين

ينسب جامع البرادعيين إلى باب البرادعيين الواقع شمال المدينة العتيقة لمكناس، ويسمى أيضا مسجد" خناثة بنت بكار" يعود تاريخ تأسيسه إلى سنة 1121 ه /1709 م على يد الوزير بن يشو، أحد وزراء المولى إسماعيل، وتشير إلى هذا التاريخ أحرف ش.أ.ق.ك 1121ه/1709م ) المنقوشة على لوح الخشب بباب مقصورة المحراب.
وتتحدث مخطوطات قديمة تتوفر عليها نظارة الأوقاف بمكناس عن أن المسجد استغرق بناؤه نحو ست سنوات في أواخر عهد المولى إسماعيل، وخضع للتجديد وبعض التوسيع على عهد السلطان سيدي محمد بن عبد الله، كما تجدد أيضا على عهد المولى يوسف، وأعيد ترميمه مرتين خلال الستينات والتسعينات، وخلال أبريل سنة 2008 لم يخضع الجامع عند اعتزام الملك أداء صلاة الجمعة به إلى أي ترميم كما يشاع، بل تك تزيينه فقط وقد أدى به الملك محمد السادس صلاة الجمعة شهر أبريل من نفس العام، وبأمر منه، أصبح المسجد يحمل اسم " خناثة بنت بكار" دفينة ضريح المولى اسماعيل، وهو مشهور بمكناس على أنه تاريخيا تقام به آخر صلاة الجمعةبالمدينة، لقربه من حي الحرفيين والبساتين خارج باب البرادعيين، مما ظل يتيح للصناع والفلاحين أداء الصلاة في وقت متأخر عن المساجد الاخرى، لكون معظم المصلين الذين يؤدون الصلاة به يأتون من المناطق الفلاحية القريبة منه ك( تاورة) و( ورزيغة) و ( وجه العروس).
تبلغ مساحته 620 مترا مربعا، وهو يتكون من صفين وست باحات وصحن، ويتوفر على ثلاثة أبواب وبابان في الجهة الشرقية وباب في جهة الغرب وله منار يشبه منار جامع الزيتونة في علوه وضخامة شكله، وما يدل على أن مشيدهما واحد، وبه مستودع لآلات التوقيت ومحل لجلوس القيم بقاعة المئذنة، وقد أضيف هذا المحل بعد إتمام بناء المسجد، فأقيم فوق قوس من أقواس باب البرادعيين الداخلي، الذي ينسب إليه المسجد، وبه ايضا مقصورة لجلوس الخطيب.
ويبلغ علة صومعة المسجد ما بين 40 و 50 مترا، وهي أعلى صومعة بالمدينة، بحيث يبلغ عدد أدراج سلمها 130 درجا، وتشبه مئذنة مسجد البرادعيين صومعة مسجد الزيتونة بتونس، بشكلها المربع العريض، وتقول المخطوطات أن تصميمها وتصميم المسجد ككل مستمد من تصميم جامع الزيتونة، ويرجح أن تكون قد بنيت بشكل مواز لبناء المسجد،وهو من النمط المعماري المريني، الذي كان سائدا بمراكش. وقد تم بناؤها بواسطة طوب عبارة عن زليج بلدي وأتربة وجير، من دون أن تكون مسنودة بأعمدة حديدية.
ومع ذلك صمدت كل هذه المدة أكثر من ثلاث قرون.