الابداع ..............

[size=21]مقدمة :

الإبداع والابتكار والتجديد … عناصر أساسيّة لتطوير الحياة .

من الناس قاعدون كسالى يعيشون على جهود غيرهم .

ومنهم عاملون ، على درجات متفاوتة في الجد والدأب والمثابرة ، لكنهم نمطيّون تقليديّون ، لا يملكون القدرة على تحسين الواقع وتقديم الجديد، فهم يكرّرون أنفسهم ، ويؤدّون إلى تراكمٍ في الإنتاج .

وإذا كان وجود القاعدين الكسالى ضارّاً بالمجتمع ، فإن وجود العاملين ، لا سيّما أصحاب الجدّ والدأب … ضروري لا تقوم الحياة بدونه . لكن ثمّة فريقاً ثالثاً ، عليه مدار التجديد والتحسين . إنه فريق المبدعين ، الفريق الذي لا يكتفي بالتعامل مع ما هو موجود ، ولا بتكراره والسير على الأنماط المألوفة ، بل يملك النزوع نحو التغيير والقدرةَ عليه ، فإذا كان تغييراً نحو الأحسن فهو الإبداع ، وأصحابُه صنف نادر في الحياة ، وعليه المعوّل في تحويل تيّار المجتمع نحو الأفضل .

وإذا كان وجود المبدعين مهمّاً في كل ظرف ، فإنه في ظروف الضعف والركود والإحباط … يكون وجودهم في غاية الأهمية ، إذ لا مخرج من الأزمات إلا بوجود أصحاب المواهب والكفاءات المتميّزة .

حين نقرأ عن أبي الأَسْوَد الدُّؤَلي الذي بدأ بوضع قواعد النحو ، والخليل بن أحمد الفراهيدي الذي استنبط بحور الشعر العربي ، والإمام الشافعي الذي وضع أول كتاب في أصول الفقه ، وابن خلدون الذي أرسى قواعد علم الاجتماع ، وابن الهيثم ونظرياته في علم الضوء ، وابن النفيس في اكتشافه للدورة الدموية الصغرى … وحين نقرأ عن نيوتن وغاوس وآينشتاين الذين أبدعوا في الرياضيات والفيزياء … فإننا نتحدّث عن أنماط فريدة ، لم يكن إنتاجها مجرّد تكرار أو تجميع ، بل هو تحويل للتيار ، كلٌّ في ميدان عمله وإنتاجه .

وليس المراد أن يأتي المبدع بشيء جديد منقطع عما قبله ، بل أن يبني على ما سبقه ويأتي بالمزيد ، ويكون إبداعه بمقدار حجم هذا المزيد ونوعه وقيمته .

ومع هذا يمكن التمييز بين إبداع كلّي وإبداع جزئي . فالإمام الشافعي مثلاً وجد أمامه نتاج فقهاء مجتهدين اتّبعوا قواعد معينة في اجتهادهم فكان له فضل السبق في استنباط هذه القواعد وضبطها … ثم جاء مِنْ بعده أصوليّون تقدّموا خطوات أخرى في علم الأصول فكان لهم إبداعات بقَدَر ، وكان له فضلٌ في إبداعٍ أعمق وأشمل .

ومثل هذا يقال في الإبداع في أي مجال من مجالات اللغة والأدب والإدارة والسياسة والفيزياء والتكنولوجيا والطب والصيدلة … ولكن ما حقيقة الإبداع ؟ أهو في أصل الإنسان أم هو مكتسب ؟

وهل للفرد أو المجتمع دور في كشف هذه القدرة أو في صقلها وتوجيهها وتنميتها ؟

وبمعنى آخر : هل للتربية دور حيال الإبداع : اكتشافاً أو إنشاءً ، أو صقلاً وتوجيهاً ؟

هذا البحث محاولة للإجابة على أمثال هذه النقاط .

يتبع
[/size]

عناصر الإبداع :

الإبداع عملية معقّدة ، يمكن تحليلها إلى ثلاثة عناصر هي : المرونة والطلاقة والأصالة .

1. المرونة :

وهي القدرة على البناء السريع والمناسب للمعلومات والأنظمة والمعارف ، طبقاً لمتطلبات كل حالة وظرف .

والمرونة قد تكون أهم عناصر العملية الإبداعية ، لأنها تدل على قدرة الفرد على التحويل ، وعلى النظر من زوايا عدّة ، أو تجميع عناصر الموقف بأشكال مختلفة … والنتاجُ الإبداعي دائماً نتيجة نظرات جديدة لعناصر موجودة .

ونضرب مثلاً من " أصول الفقه ": صيام رمضان فرض . والإفطار فيه رخصة للمريض والمسافر . والصوم لمن كان له رخصة الإفطار ، يُعَدُّ مندوباً في حال ، ومكروهاً في حال ، وحراماً في حال .

يكون مندوباً إذا كان سفرٌ ، لكن المسافر في ظروف تشبه ظروف المقيم . ويكون مكروهاً إذا كان الصوم يرهقه أو يعوقه عن أداء أعمال مهمة مطلوبة منه ، ويكون حراماً إذا كان يؤدي إلى ضرر بيّن عليه أو على غيره . ومعظم الأصوليين يكتفي بوصف هذه الأحوال وتعليلها . لكن إماماً كالشاطبي - بمرونة فكره -يستنبط قاعدة عامة للرخصة . فيقول : إن الرخصة مآلها إلغاء حكم الوجوب الأصلي أو التحريم الأصلي ( كوجوب الصيام وتحريم أكل الميتة ) وبعد هذا الإلغاء يُنظر إلى ما يتجاذب المسألة من أحكام ، كحكم وجوب الجهاد ، ووجوب حفظ النفس ، والندب إلى ملء الوقت بالعبادة ، لا سيما وقت رمضان … وإذاً فليس للرخصة إلا حكم واحد هو إلغاء الحكم الأصلي ، وأما الأحكام الطارئة فلم تأت من الرخصة ، وإنما من مسائل أخرى .

وهكذا يكون قد وصل إلى نظرية شمولية ، وضابط عام ، ونَظَمَ الأحوال المختلفة ، وجَمَعَ بين نصوص كثيرة في الكتاب والسنّة .

2. الطلاقة :

تعني الطلاقةُ بشكل مبسّط : غزارةَ الإنتاج . وهو الإنتاج المرتبط بالعقل الإنساني ، فالإنسان الذي ينتج عدداً أكبر من الأفكار ، أو الألفاظ ، أو الرموز ، في الموقف الواحد ، هو إنسان يتّسم بالطلاقة في تفكيره .

3. الأصالة :

التفكير الأصيل هو الذي يستوعب العناصر التي يتعامل معها ، ويتمثّلها حتى تصبح جزءاً منه ؛ وكأنها من إنتاجه ، ويأتي بالفكرة الجديدة التي لا تكرر أفكار الناس الآخرين ، ويبتعد عن الحلول التقليدية للمشكلات . ويمكن تعريف الأصالة بأنها التفرّد بالفكرة .

ملاحظة :

يختلف دور كل عنصر من هذه العناصر حسب مجال الإبداع ، فالإبداع الأدبي مثلاً يتطلّب الطلاقة اللفظية أو الطلاقة في الألفاظ ، بينما يتطلب الإبداع العلمي طلاقة في الأفكار ، مع ملاحظة الارتباط بين نوعي الطلاقة هذين .

يتبع

شكرا بسام على الموضوع، لكنني لم أفهم شيئا هههههههههههههه لأن هذا إبداع وأنا بعيدة كل البعد عنه

شكر اخ بسام الموضوع جميل وقد استفدنا منه فانت مبدع وهذا هو النتاج الابداعي يضهر من خلال هذا الموضوع الجميل

» تنمية الابداع عند الاطفال