من سيكون دليلنا على الحياة..!!!

حين يموت الشعر
من سيكون دليلنا على الحياة..!!!


تتسلل الشعرية إلى الأشياء، حتى في ذروة عصر الصورة والتكنولوجيا والوجبات السريعة، بل إنها تولد من جوهر المحيط ولا تكون دخيلة إنما تحتاج إلى اقتناص وقبض.. ولكم هو محزن ذلك القول الذي يعتقد أننا في عصر لا شعري على الإطلاق..!!

العالم بلا شعر، أو شعرية، يتحول إلى خراب بالتأكيد، " فأنسنة " الأشياء والتعامل الفذّ مع الجمال أو تحويل التفاصيل الصغيرة إلى لوحات مثيرة، كل ذلك نحصل عليه بفضل تلك الرؤيا المختلفة للعالم.. رغم أن الشعرية يمكن أن تلبس جميع الفنون، إلا أن فن الشعر بقي صاحب المجد الأكبر حتى عصور طويلة من حياة الإنسانية، رغم فترات الانحسار أو التبدل والاضمحلال.. الشعر ظل ذلك القلب الذي لم يتوقف عن الخفقان نهائياً، وربما يرجع إليه الفضل في بث الحيوية حتى في الفنون الجديدة لأنها تنهل من ذاك الرصيد الهائل في نهاية الأمر...!!!
‏
ربما تصبح الرواية ديوان العرب، وربما تولد فنون أخرى لم تكن تخطر على خيالنا أبداً، ربما تسود فنون الرقص والتعبير والصور، لكن هذا لا يعني موت الشعر أو انقراض القوافي، فتاريخ الفنون يؤكد أن هناك خطاً بيانياً يحكم ذلك التطور ويجعله يعلو ويهبط حسب التطورات في كل عصر!!.. قد يختلف الشعر نفسه، وتتبدل العبارات وأشكال الكتابة والألفاظ، لكن الشعر من غير الممكن أن يموت، لأن الحياة دون الشعر تعد كارثة بالفعل...!!!‏

الشعر يتلمس أدواته ويشحذ أسلحته، حتى في عصر السينما والدراما والسرد، ومن يدري ربما نكون إزاء انعطافات تعيد للشعر أيام عزه ومجده لكن على نحو مختلف وجديد!.. فإذا مات الشعر حقاً.. ماذا سيكون دليلنا على الحلم والحياة..؟ ‏
‏