أحتاجك فأين أنت؟

السلام عليكم ورحمة الله

عندما تشتد علي الظروف وتغرقني في شلالات من الأحزان، أحتاجك إلى جانبي، حتى ولو كان كلاما فقط، تؤازرني وتخفف عني مصابي، أحتاج حبك وحنانك لتخرجني من سكرات غربة النفس ووحشتها التي سيطرت علي وأذاقتني مختلف أنواع الضياع الروحي، أحتاجك أن تظهر لي ولو كضوء في الأفق أستأنس بك ولو ببصيص النور الذي يظهر منك، أحتاج يديك الدافئتين الحانيتين حتى ولو ظهرت لي في الأحلام، أحلام يقظة تنتشلني من كآبة طوقت نفسي وأدمت قلبي وحولتني سرابا.

أين أنت؟

أناديك حبيبي فلا مجيب يعود صدى صوتي مبحوحا ذليلا منكسرا مخذولا، يسألني: ألم تكوني معه في أحزانه قبل مسراته؟ ألم تشاركيه لياليه الطويلة التي قضاها وحده؟ ها أنت الآن وحدك.

أين هو؟

لا تزدني هما فوق ما أجد، لا تسألني فلا جواب عندي
[b]

يحتاج الإنسان دوما إلى من يؤنسه في وحدته و يخرجه من حالة

البؤس و الحزن التي يعيشها . و في بعض الأحيان نجد أن الإنسان

يفر من الجميع بحثا عن الوحدة التي تنجيه من صخب الحياة و تجعله

يحاسب نفسه و يسألها و يقيم اعمالها و أفكارها دون أن يعكر عليه

صفو تفكيره أحد من الناس . و بين الوحدة و حاجة الإنسان إليها

و الجماعة و ضرورتها تتراوح النفس البشرية غريبة الأطوار متقلبة

المزاج لا تسعدها السعادة و لا يرتق جراحها النور المنبعث من القلب .

فما أحوجنا إلى الحب الذي نتوهم عبثا أننا تحصلنا عليها لكننا في

كل مرة نعود إلى نقطة الصفر و تطول بنا الرحلة من جديد للبحث عنه

فأين هو الحب ؟