السلام عليكم ورحمة الله
ليت الطفولة ترجع يوما
كم أتمنى أن يرجع الزمان للوراء،كم أحن لتلك الأيام ، أيام طفولتي التي أصبحت نسيا منسيا، كم أحن إلى ضحكاتي وبكائي، كم أحن إلى قفزي ونطي وجريي وسقوطي، كم أحن إلى مدرستي، لعبي، صديقاتي، لم أعد أذكر من تلك الأيام الكثير لكنني أذكر أنني كنت سعيدة، لا أعرف الهم ولا الحزن، لا أتعب نفسي في التفكير فهناك من يفكر ويقرر في مكاني أضحك على الشيء وعلى اللاشيء، لأنني لا أحمل هما ولا أكترث لحدث.
كانت كل أيامي متشابهة باستثناء أيام العيد، لأنه يوم مميز بكل المقاييس ففيه لباس العيد، بالإضافة إلى عيدية جدي وجدتي من نقود، كانت رغم قلتها نصرف منها حتى ينقضي اليوم، كنت أنا وصديقاتي نعتبر يوم العيد بمثابة اليوم العالمي للحرية، لا رقيب ولا حسيب، عائلاتنا مشغولة باستقبال الضيوف، على فكرة كنت أحب الضيوف جدا، لأن الضيف معناه مائدة مزدانة بأطايب الأكل والحلويات (هنا فاكهة متنوعة وهناك عصير مشكل) لا لم أكن بالطفلة الأكولة، لكن مجيء الضيف يكسر ذاك الروتين اليومي ويضفي على العائلة بأكملها البهجة والسعادة، خاصة إذا كان ضيفا عزيزا جدا، ووجوده يعطيني حرية إضافية فحتى إن فعلت ما أستحق عليه التأنيب أو في بعض الأحياء الضرب أجد ظهرا أحتمي به وأختبئ ممن يريدون القصاص مني. رغم أنني أجد نفسي تحت رحمتهم عند ذهابه.
أشتاق إلى تلك الأيام، ولي معها ذكريات جميلة.
فيا ليت الطفولة ترجع يوما، لكنني لن أحزنها بما أصابني بعدها، بل سأحضنها وأسامرها ونضحك حتى الثمالة على تلك الأيام الخوالي
[center]