الكلمـــــة الحـــــرّة
الكلمـــــة الحـــــرّة
الكلمـــــة الحـــــرّة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الكلمـــــة الحـــــرّة

منتدى ثقافي عام
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ذكرياتي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
فاتحة
الكاتبة القصصية



عدد المساهمات : 617
نقاط : 16629
تاريخ التسجيل : 12/11/2009
الموقع : سلا/ المغرب

ذكرياتي Empty
مُساهمةموضوع: ذكرياتي   ذكرياتي I_icon_minitimeالخميس يوليو 22, 2010 3:06 am

السلام عليكم ورحمة الله

ذكرياتي


في أحايين كثيرة أغمض عيني وأترك روحي تتجول بي في الماضي البعيد أو القريب، بسرعة البرق تأخذني في جولة عبر الأزمنة والأمكنة وأتخيل نفسي في حوار وجلسة مع أناس كانوا أو لازالوا، وأجد نفسي أضحك من موقف أحدهم.
تأخذني روحي وتطير بي إلى عالم الطفولة والدراسة فأجد نفسي أجلس في قاعة الدرس وأشارك وأحاول أن أنتبه أكثر لأستاذي حتى لا يفوتني شيء، وبعدها نمشي أنا وهي عبر ممرات سرت فيها يوما فأجلس بعض الوقت تحت الشجرة التي كانت مكاني المفضل للمذاكرة، رغم أن أغلب وقتي يمر في الحديث والضحك مع صديقاتي.
تنهض روحي مسرعة وأتبعها لأنها هي من تعرف الطريق فهذه رواياتها وهي التي تحدد الأمكنة والوقت اللازم للبقاء والرحيل.
تطير بي إلى يوم تخرجي وكم بكيت لفراق أصدقائي وصديقاتي ،كان بكائي له سبب وهو الخوف من عدم رأيتهم مرة أخرى وهكذا كان، فلم أعد أرى أحدا منهم لكن روحي معي تعيدني دائما إليهم.
أجلس قرب والدي وهو يحتسي فنجان القهوة الصباحي، يطلب مني الصمت لأن هناك إعادة لخطاب الملك يجب أن يتتبعه باهتمام، وعند الانتهاء، أطلب منه أن يشرح لي ماذا فهم من الخطاب فيصمت ولا أسمع له صوتا إلا صوت احتساء القهوة.
وأجدني أقف أمام جثته، مسجى أمامي دون حراك، بعد أن كان يدك الأرض بمشيته وصوته يجلجل من بعيد وكأنه يوما لم يكن.
تمسح روحي عني دمعة حارة نزلت وتضع قبلة على خدي وتشير لي إلى صورة أخرى من صور الماضي الحبيب، صورة سماع بشارة نجاحي في الباكلوريا بعد أن كنت قد فقدت الأمل، والفرحة العارمة التي أحسست بها والكل يعانقني فقد كانت الباكلوريا عندنا هي حجر العثرة الكبير من اجتازه يرتاح.
أشرد في تفكيري فتربت على كتفي لتعديدني للواقع /الحلم، لأرى نفسي أكتب خطاب حب لأول في حياتي، فأمزقه وأعيد كتابته، أحسست بالخجل وتبسمت هي من خجلي، فذاك الخطاب لم يصل أبدا لصاحبه.
تأخذني روحي بعيدا، إلى ذاك اليوم الذي تقدم لخطبتي ابن عمي وغضب والدي منه فهو يريد لابنته أن تتسلح بسلاح العلم ويكون لها بعد ذلك عمل يقيها ذل الحاجة والسؤال ويعطيها قيمة في الحياة.
آه يا والدي كم كانت أحلامك عادية ومشروعة لكنها ولدت في زمن لم تعد فيه الأحلام تجدي نفعا.
أخذتني روحي وطوت بي المسافات، يوم كبرت وتخرجت وجاءني عريس، جاء عندما كان العراق تحت النار وكانت الصدور مشتعلة غضبا وحزنا على عراقنا الحبيب.
حضر العريس، وطلب الرؤية الشرعية، كان أخي يجلس معنا وهو يتحدث وسألته عن العراق، كمحاولة مني زجر الخجل وإبعاده حتى يتسنى لي معرفة هذا الزائر. كانت صدمتي كبيرة، عندما وجدته لا يهتم للأمر.
ثم بدأ يفرض شروطه علي شروط مجحفة لا عمل، لا خروج، لا تلفزيون، لا ، لا، لا.
كان يتحدث وأنا أتذكر رواية نجيب محفوظ " سي السيد والست أمينة" كان يتحدث بنبرة الواثق، الواثق من أنه وجد أخيرا ضالته ولم يتبق له سوى فرض الشروط.
كنت أنظر إلى أخي فأجد ابتسامة على شفتيه، فهو يعرفني ويعرف تلك النظرة وتلك الشرارة التي انعكست منها، يعرف أنني أكره سي السيد وأكره لعب دور "الست أمينة" .
نظر إلي ووجد وجهي بدأ يأخذ ألوانا مختلفة فعرف أن الانفجار في الطريق فطلب مني الخروج، وطلب من "سي السيد "أن يعطينا مهلة للتفكير كنوع من الكياسة وحسن الخلق.
عاد العريس مجددا ليأخذ الموافقة، كان يختار دائما الحديث الخطأ والوقت الخطأ فقد جاء في يوم القبض على صدام حسين، كنت في قمة الحزن، ولولا ستر الله وكياسة أخي، لكنت غيرت أحداث رواية نجيب محفوظ بما هو أفظع.
أحست روحي أنني توترت، فرجعت بي إلى طفولتي ولعبي مع صديقاتي ودميتي حسناء والتي كنت أستمتع بتمشيط شعرها في كل ساعة وحين حتى جعلتها " صلعاء" ضحكت كثيرا من ذاك المشهد، مشهد دميتي الحسناء ذات الشعر الذهبي.
لا أعرف لماذا كلما أشتري دمية وأمشطها تفقد شعرها، رغم أننا لم نكن نعرف بعد السلع الصنية التي عاثت في أسواقنا فسادا.
تذكرت يوم علمت بمرض والدتي بداء السرطان والحزن الشديد الذي ألم بي، والخوف الشديد عليها من قدرالله ولن أنسى ذاك الطبيب الذي وضع يده على كتفي وبدأ في قول حديث ربما قاله آلاف المرات ووكأنني أسمعه للمرة الأولى في حياتي " الأعمار بيد الله" وليس المرض من بيده أرواح الخلائق.
كنت أقاطعه وأقول أنه "سرطان" فكان يطمئنني ويقول أنه أصبح يعالج ولم يعد بالمرض الخطير. وهذا ما فهمت بعد مكوثنا أنا ووالدتي في المستشفى لشهور ولله الحمد والمنة فقد تجاوزنا المرحلة معا وبسلام.
أخذتني روحي في زورق عبر بحار من الذكريات المفرحة حينا والمحزنة أخرى، لكن الوقت حان لأرجع للواقع و أصحو من شرودي رغم أنني أتمنى أن أبقى بعيدة عنه.
لكن لكل رحلة بداية ونهاية حتى ولو كانت مجرد ذكريات وأحلام.


ذكرياتي 6
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فاتحة
الكاتبة القصصية



عدد المساهمات : 617
نقاط : 16629
تاريخ التسجيل : 12/11/2009
الموقع : سلا/ المغرب

ذكرياتي Empty
مُساهمةموضوع: رد: ذكرياتي   ذكرياتي I_icon_minitimeالخميس يوليو 22, 2010 3:07 am

السلام عليكم ورحمة الله

ليت الطفولة ترجع يوما

كم أتمنى أن يرجع الزمان للوراء،كم أحن لتلك الأيام ، أيام طفولتي التي أصبحت نسيا منسيا، كم أحن إلى ضحكاتي وبكائي، كم أحن إلى قفزي ونطي وجريي وسقوطي، كم أحن إلى مدرستي، لعبي، صديقاتي، لم أعد أذكر من تلك الأيام الكثير لكنني أذكر أنني كنت سعيدة، لا أعرف الهم ولا الحزن، لا أتعب نفسي في التفكير فهناك من يفكر ويقرر في مكاني أضحك على الشيء وعلى اللاشيء، لأنني لا أحمل هما ولا أكترث لحدث.
كانت كل أيامي متشابهة باستثناء أيام العيد، لأنه يوم مميز بكل المقاييس ففيه لباس العيد، بالإضافة إلى عيدية جدي وجدتي من نقود، كانت رغم قلتها نصرف منها حتى ينقضي اليوم، كنت أنا وصديقاتي نعتبر يوم العيد بمثابة اليوم العالمي للحرية، لا رقيب ولا حسيب، عائلاتنا مشغولة باستقبال الضيوف، على فكرة كنت أحب الضيوف جدا، لأن الضيف معناه مائدة مزدانة بأطايب الأكل والحلويات (هنا فاكهة متنوعة وهناك عصير مشكل) لا لم أكن بالطفلة الأكولة، لكن مجيء الضيف يكسر ذاك الروتين اليومي ويضفي على العائلة بأكملها البهجة والسعادة، خاصة إذا كان ضيفا عزيزا جدا، ووجوده يعطيني حرية إضافية فحتى إن فعلت ما أستحق عليه التأنيب أو في بعض الأحياء الضرب أجد ظهرا أحتمي به وأختبئ ممن يريدون القصاص مني. رغم أنني أجد نفسي تحت رحمتهم عند ذهابه.
أشتاق إلى تلك الأيام، ولي معها ذكريات جميلة.
فيا ليت الطفولة ترجع يوما، لكنني لن أحزنها بما أصابني بعدها، بل سأحضنها وأسامرها ونضحك حتى الثمالة على تلك الأيام الخوالي

[center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ذكرياتي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الكلمـــــة الحـــــرّة :: منتدى البوح-
انتقل الى: