على جناح طائرة

السلام عليكم ورحمة الله

على جناح طائرة

مهنته: حارس من حراس الحدود... اشتغل بكد وجهد... اقترب شهر رمضان وما عاد يفصلنا عن بزوغ هلاله سوى أيام... الكل فرح بالأجازة والعودة للأهل والأحباب ... بعد طول غياب وطول انتظار... جاء اليوم الموعود.
جمع حقائبه منذ أيام...أخذ ألبوم عائلته الصغيرة... زوجته الرائعة الجمال وطفلته الصغيرة... مرر أصابعه على شعر زوجته .. أغمض عينيه وكأنها بين ذراعيه ... قبل وجه طفلته التي لم تنهي بعد أشهرها الأربع... لم يحضر مولدها عندما شرفت الدنيا وأنارت حياته... حمل الهاتف واتصل بزوجته...
سأصل غدا...
أخذت شهرا كاملا لأبقى بجانبك وبجانب طفلتي
لا أستطيع أن أعبر لك عن مدى سعادتي لأنني أخيرا سآخدك وطفلتنا بين ذراعي وأستنشق رائحة دفء أصبح ذكرى.
بدا عليه التوتر والانزعاج... عاد مرات ومرات لثكنته ليتفقد كل حاجياته.
لم أنس شيئا...
لا أعرف ماذا يجري لي ...
ربت أحد زملائه على كتفه... وتمنى له أجازة ممتعة
لا تقلق هي الفرحة والشوق للأحبة ....
صعد جريا للطائرة... تسبقه النشوة العارمة بقرب اللقاء...
لكن القدر كان بالمرصاد... سطر نهاية الرحلة
وانتهى كل شيء كما الحلم.

بكل الأسى والحزن، أنعي استشهاد 80 فردا من قواتنا المسلحة، بعد أن اصطدمت طائرتهم بجبل نتيجة الضباب الكثيف، ذهب ضحية الحادث كل ركاب الطائرة من بينهم 10 مدنيين.
كانوا يحلمون بصوم رمضان وقضاء وقت ممتع بين أهلهم وذويهم، لكن القدر كان أسرع من محركات الطائرة فاحتضنهم وطار بهم بعيدا إلى عالم الأموات.
إنا لله و إنا إليه راجعون
رحمهم الله جميعا وأسكنهم فسيح جناته وألهم ذويهم الصبر والسلوان.

مرحبا صديقتي فاتحة و كل عام و أنت بخير

بالرغم من قدرتك على السرد و الوصف و شد القارئ

إليك و جعله يعيش الحالة التي تجسدينها و يتمثلها

بذهنه . و بالرغم نت ارتباط السرد عندك بقضايا هامة

و مواقف إنسانية و لحظات وجدانية رائعة ألا أن النهاية

تكون مأساوية و غير متوقعة .

هذه النهاية المفاجئة تسمى في القصيدة بلحظة

التوتر أما في السرد فتسمى بالعقدة أو باللحظة

المظطربة أو باختلال التوازن.

أرجو يا صديقتي أن تسعديني بنهايات متفائلة

و مفرحة فلا يمكننا النظر للحياة من جهة واحدة

تحياتي و ودّي

السلام عليكم ورحمة الله

شكرا لك يا صديقي على تحليلك الذي يشدني دائما، فأنت تعطي للقصة حقها من كل المناحي سواء أكان شكلا أم مضمونا.
لكن ألا تعرف يا صديقي، أن غزارة الحزن وكمياته الكبيرة المتواجدة في عصرنا الحالي هو ما يجعلنا نكتب قصصا لأننا نجد ما نقول، لكن لو أردت عن أكتب عن الفرح، فربما تتوه مني القصة أو أتوه أنا في تفاصيل ستكون حتما نشازا إذا ما قورنت مع الواقع.
لكن تأكد، أنه بتبدل الحال عما هو عليه الآن، سأكتب حتما عن تفاؤل ومرح وغبطة وأيضا سأجعل لها دموعا لكن ستكون بلا شك دموع فرح.
شكرا لك يا صديقي

» 90 طائرة ستخترق اجواء سورية وتركيا