الكلمـــــة الحـــــرّة
الكلمـــــة الحـــــرّة
الكلمـــــة الحـــــرّة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الكلمـــــة الحـــــرّة

منتدى ثقافي عام
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 فجرزاد

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ريم العيساوي
عضو



عدد المساهمات : 16
نقاط : 13984
تاريخ التسجيل : 31/07/2011

فجرزاد Empty
مُساهمةموضوع: فجرزاد   فجرزاد I_icon_minitimeالخميس أكتوبر 13, 2011 10:49 am

فجرزاد





"اسمع
معي يا قارئي حكاية الجسد
، جسد تفاحة بل زهرة في حقول
لاتحد ، جسد رمانة ريانة تقطفها الأيادي في النهار في الظلام في الأشهر الحرام من
غير رد".




الحكاية:





استفاقت فجر زاد على نسمات صباح
يوم من أيامها المتشابهة ، في دار كبير ة صاخبة .. ربيع خارج الدار وخريف حزين في
قلبها ... نادتها "المعلمة"
بصوتها
المبحوح .



تحركت فجر زاد في فراشها ثقيلة
ولمست جرحها كان يلمع دمه أحمر بشعا كعظة كلب مسعور ... آثار قبيحة وجرح آخر ينزف
في أعماقها لوعة تتصاعد نافورة من ألم مر, لقد سكنت الهزيمة نفسها إلى الأبد ..
أعادت المعلمة نداءها الملحاح, فانتفضت فجر زاد وشدّت على فخذها جسما مواتا جاهدت
وقطعت مساحة قاعة الجلوس بخطوات بطيئة تجر رجليها ، وجدت زميلاتها يطفئن أنفاسهن
في السجائر .. ضباب تخالطه رائحة القهوة الصباحية المنعشة سألتها المعلمة :



- مالك على غير عادتك ؟قهوتك
بردت .



اعتصمت فجرزاد بالصمت وتلعثمت
وفي حركة لا شعورية كشفت عن فخذها همست إحدى زميلاتها :



- يبدو أنها عاشت مغامرة رائعة
مع أحد زبائنها !



أضافت أخرى هامسة :


- لقد سمعت صرخات تصدر من حجرتها وصخبا غريبا عاليا
.



قالت الأولى :- في ذلك الوقت عندما حدثت الجلبة
كانت المعلّمة تتلذّذ يغفوتها وكان عرقها يزكم الأنوف أقوى من رائحة النفط .



حاولت فجرزاد أن تخفي الحادثة
خوفا من غضب المعلمة وهي تسمع صراخها :- هيّا عجّلي الزبائن اصطفوا واصطخبوا لقد
حان وقت الشغل وكشّرت كاشفة عن أسنان داكنة يلمع منها نابان ذهبيان وحرّكت جراب
الأموال لتتفقده .



قذفت فجرزاد قهوتها كمن يريد
التخلص من دواء مرّ وكركرت خطاها نحو
غرفتها ، جلست أمام منضدة الزينة ترتّب شعرها وتزخرف قناعها اليوميّ خليط من
الألوان لا لون له ، ووجه ماتت علاماته ، كان للأشياء طعم مرّ كثيرا ما يتحوّل
ألما يسري في كلّ شرايينها ...بدا وجهها قناعا رهيبا .



ربيع خارج الدار وخريف دائم في داخلها .


سمعت خطى أمام باب حجرتها ، أحدث
طرقه في داخلها ارتجاجا وضجّت عروق رأسها وتسارعت نبضات قلبها ، هذه الطرقات
الكريهة هّدّت شبابها ولازالت تخمد نور الحياة فيها .



إنّه نشيج النفس مدحورا ،
واسترجعت ذاكرتها يوم سيق بها إلى هذه الدار رغما عنها ، حين رأت ذاتها تبكي ذاتها
وعرفت للقلب دمعا أحرّ من دمع العيون بل أحرّ من نار الجمر .



ولج الغرفة رجل عملاق بدويّ الهيأة والسمات ،
على رأسه طاقية وعقال ، يرتدي بدلة إفرنجية لا تناسب بداوته الصارخة ، ضجّ صوتها
في أعماقها :" ويلاه إنّه رجل البارحة ، جاء لينتقم منّي ، جاء ليحاسبني ، لم
أكن قادرة على تحمّله ، بدا لي رجلا مسموما ، ينفث النار من كلّ مسام جلده .






اندفع إلى داخل الغرفة مزمجرا :_
عدت إليك لكي تدفعي الثمن مضاعفا ... قذرة مثلك تسخر من رغبتي ... ستركعين اليوم
تحت أقدامي أنا زيد بن شجعان ابن العربي فارس العريبات وترفضين لي طلبي !



أجابت فجرزاد متوسّلة :_ رفقا
أرجوك ليتك تفهم وضعي أنا حطام ليس لي حلية للتخلص والخروج من هذا السجن المؤبد,
أنا لم أفهم صدقني أحست بقوة خفية تقصيني عنك لا أدري لم أفهم السر .



-
قلت لك
لا بد من طاعتي ... انتظرتك بعد منتصف النهار في المكان الذي ذكرته لك
وتنصرفين معي سأخلصك من العار سأتزوجك زواج الحلال أعتقك من استغلال تلك
العجوز المتورمة ذات رائحة البنزين العطن .



-
اسكت
أرجوك سيطرق الباب وتترك مكانك لزبون آخر إني أموت هنا ولا أقدر على فعل أيّ شي ء وصرخت في وجهة لو كنت تعرف أصلي
لرثيت لحالي أنا فجر ة بنت العربي تحولت إلى بغي ، وانسلت يده من صدره وكاد النور
في عينيها ينطفئ وسل في لمح البصر مدية سرعان ما تحول بياضها إلى حمرة قرمزية
واصاعد شخير فجرزاد وتوقف قلبها عن النبض وتعالت صيحات القاتل خارقة السماء وصلت
المعلمة والنساء ... هرولن جمعيا مولولات وكادت العجوز تفقد عقلها وصلت تزيد وترعد
وانطلقت نحو الدرج وأخرجت منه بطاقة تعريف الرجل وصرخت مغمى عليها إنه أخ ... خ ..
خ




وهذه
مرة الوداع : أيتها القاصة .






جسد يحيا جسد يموت .


جسد ينأي جسد يفوت .


في موكب الروح القدسية


يعيش بخطى لا مرئية


هيا معي يا قارئي إلى جنازة
الجسد لتبصر بعقلك ما يفعل الزمان في الجسد , أحست سوسن بدوار شديد وسكتت شهرزاد
عن الكلام اللامباح .



وألحت عليها رغبتها لفتح بريدها
وتقبل رسائل سلمى البستاني . فتحت حاسوبها وفتحت الرسالة المرسلة من سلمى
:وهذه أخبار أزودك بها لتساعدك على كتابة
روايتك – تحيات صديقتك سلمى البستاني



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سليم سليم
عضو



عدد المساهمات : 2
نقاط : 13754
تاريخ التسجيل : 01/10/2011

فجرزاد Empty
مُساهمةموضوع: رد: فجرزاد   فجرزاد I_icon_minitimeالخميس أكتوبر 13, 2011 11:55 am

قصة مؤثرة موجهة الى كل الراكضين وراء متعة الجسد و المتنصلين من الانسانية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فجرزاد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الكلمـــــة الحـــــرّة :: منتدى القصة-
انتقل الى: