الكلمـــــة الحـــــرّة
الكلمـــــة الحـــــرّة
الكلمـــــة الحـــــرّة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الكلمـــــة الحـــــرّة

منتدى ثقافي عام
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 أنا وهي

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
فاتحة
الكاتبة القصصية



عدد المساهمات : 617
نقاط : 16695
تاريخ التسجيل : 12/11/2009
الموقع : سلا/ المغرب

أنا وهي  Empty
مُساهمةموضوع: أنا وهي    أنا وهي  I_icon_minitimeالثلاثاء أغسطس 13, 2013 8:35 am

السلام عليكم ورحمة الله


أنـــــــــا وهــــــــــــــي


تجلس على مائدة إفطارها الروتيني ... نفس البرنامج يوميا... شاي، خبز محمص، زبدة، مربى وبيض نصف نيئ ... عادة ورثتها عن أبيها... تتذكر أباها كانت لديه شدة في التعامل وقسوة في التربية......كم تحن لأمها التي طالما كانت حصنا منيعا ضد ثورات والدها ولن تنسى مناكشات ومناوشات إخوتها ...
لكن عملها أجبرها للانتقال بعيدا، لا صديقات ولا زيارات متبادلة... تعيش شبه وحدة ...باستثناء ذاك الهاتف في دواخلها
تأخذ جريدتها الصباحية... وكالمعتاد ... كوارث في الصفحة الأولى وكأنه لم يعد في الدنيا غير ذلك.
تمرر بصرها الحائر بين الصفحات ولسانها يدندن بأغنية للكبيرة ماجدة (أخرج من معطفه الجريده .. وعلبةَ الثقاب ...)
---لا أعرف لم دائما يتغنى لساني بهذه الأغنية؟ !---
يقع نظرها على خبر في زاوية بعيدة غيّر شيئا من سحنتها... الشاعر الكبير... شاعر القضية والرومانسية يحيي ليلة سمر بين أحضان الكلمة...
---سبحان الله شاعر كبير في زاوية صغيرة... قصيدته الأخيرة رائعة... صور فيها الحبيبة وكأن ليس لها مثيل بين البشر.---
*هؤلاء هم الشعراء ... يطيرون كالنحل من زهرة لأخرى*
---كم أحب هذا المبدع بل اعشقه----
* لو سمعك أحدهم ماذا عساه يقول؟!*
----بل انا من سيقول... أنني تمنيت كثيرا لو كنت حبيبته----
*طبعا ليحبك في الشطر الأول ويتركك في نهاية القصيدة*
تزيح خصلة عن عينيها بتوتر ...
حتى في أوج العمل التفكير في الأمسية الشعرية لم يبرح مخيلتها
- ---يجب أن أكون الأحلى والأجمل... فربما وقعت عيناه علي –---
*آه نعم وكأنك الوحيدة المتواجدة هناك*
تعود من عملها مسرعة... تأخذ حماما دافئا..
- ---الماء الفاتر يبقي البشرة لامعة دائما –----
تمسح ضباب الحمام عن المرآة ... تقف برهة تتأمل وجهها الشاحب ... تمرر أصابعها على شفتيها بدلال ... فتلاحظ طلاء أظافرها...
- ---علي أن أغيره ليكون متماشيا مع لون الفستان-----

و هاهي واقفة أمام دولاب فساتينها

*الظاهر أننا سنتأخر... فهذا ليس دولابا بل متاهة *
ترتعد من هذه الأفكار التي تطفئ كل حيوية ورغبة لديها ...ويبدأ عرض الأزياء ...
--- الأبيض لبسته مرات عديدة... ربما الأسود... لالالا... الأسود أغلب سيدات المجتمع المخملي ترتديه ... سأختار الأرجواني ...
- *الأرجواني ؟ إنه قصير جدا *
تعقد حاجبيها غضبا وتسحب الأحمر مبتسمة ... هذا هو إنه رائع...
- ----أعرف رأيك... لكن من الأفضل لكلينا أن تصمتي .......-----
تلقي آخر نظرة على نفسها في المرآة ... ترفع حاجبيها إعجابا...
- ---حسنا فعلت عندما اخترت اللون الكستنائي لشعري مع مثبت رموش من نفس النوع ... وأحمر الشفاه ( ياااااااااااي ) أضفى على شفتي بعض شقاوة ...
ترمي قبلة سريعة على صورتها في المرآة... تركب سيارتها وتنطلق....
المدينة تتلألأ أضواء وكأنها تسير وسط سماء مزدانة بنجوم ...تتوقف أخيرا أمام باب المسرح، لم تصدق ما رأت...
- ----أكل هذه السيارات... لم أكن أعرف أن للشاعر كل هذا الكم من المعجبين –----
*ظننتِه سيحيي الحفلة من أجلك أنت فقط !!!*
----سأوقف سيارتي أينما كان ---
*لا تفعلي... احترام مواقف السيارات ضروري*
- ---ألا تري بنفسك الازدحام الشديد... أم تريدينني أن أوقفها فوق سطح البناية....إنها التاسعة ليلا والكل منشغل بالأمسية... سأحاول الخروج قبل الآخرين –---
ارتفعت التصفيقات وعم السكون ... وكأن على رؤوسهم الطير....وانطلق كروان الشرق ...
----يا لصوته العذب وذبذباته... كأنها موسيقى مصاحبة وتلك البحة التي تضفي على شعره رومانسية بالغة... هي الفكرة ذاتها ... البحث عن وطن بين أحضان المعشوقة...هنيئا لمن كانت ملهمته...----
- ----من أرى هناك... إنها هي لا محالة... دائما تحاول سرقة الأنظار ... تضحك وتصفق دون انقطاع...----
بدأ الحضور يمتعض ... فهكذا أمسيات... الهدوء والصمت مطلوبان جدا ... لتجد القصيدة طريقها للأعماق
* أرأيت فستانها ... مفتوح جدا ... وفتحة صدره واسعة... وظهرها عار بأكمله ...ما هذه الأخلاق... من تظن نفسها ... عارضة أزياء...*
---- بل أنت من تظن نفسها الورعة التقية... أصبحت أكره انتقادك لي دائما... أكره تدخلاتك في خصوصياتي ... أكره أسلوبك المستفز ... تنظرين للجميع نظرة استعلاء وتهكم ... مللت منك... اغربي عني ... لم أعد أريدك في دواخلي ... ألا تفهمين ؟؟... أريد أن أعيش حياتي كما أريد ... اتركيني بسلام...-
انتبهت لنفسها ... الكل يحدق إليها باستغراب وذهول... الوشوشات والابتسامات الخبيثة مرتسمة على وجوه تعرفها...ونظرات شفقة في أعين البعض الآخر...
- مسكينة ... حالتها متأخرة جدا -
أحست بصدرها يضيق .... غصة في الحلق... وخفقات قلبها تكاد تتوقف... فتداعت على الكرسي بانكسار.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الهادي الزغيدي
مدير الموقع
الهادي الزغيدي


عدد المساهمات : 4023
نقاط : 23411
تاريخ التسجيل : 08/11/2009
العمر : 49
الموقع : تونس

أنا وهي  Empty
مُساهمةموضوع: رد: أنا وهي    أنا وهي  I_icon_minitimeالجمعة أغسطس 16, 2013 4:30 pm

أنت رائعة ايتها العزيزة فاتحة ، فقدرتك على الوصف تجعل من كل قارئ يعيش داخل الشخصية و يشعر بما تشعر به و يفكر بطريقتها ، و النهاية دائما الانكسار و لا اعلم السبب خاصة و ان الحب ليس له زمن و لا عمر محدد.
تحياتي اليك و شكرا لك على ما ابدعت و ما ستبدعين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://elkalima-elhorra.ahlamontada.com
 
أنا وهي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الكلمـــــة الحـــــرّة :: منتدى القصة-
انتقل الى: