الكلمـــــة الحـــــرّة
الكلمـــــة الحـــــرّة
الكلمـــــة الحـــــرّة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الكلمـــــة الحـــــرّة

منتدى ثقافي عام
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 في منهجية المقال الأدبي ( شعر الحماسة)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الهادي الزغيدي
مدير الموقع
الهادي الزغيدي


عدد المساهمات : 4023
نقاط : 23348
تاريخ التسجيل : 08/11/2009
العمر : 49
الموقع : تونس

في منهجية المقال الأدبي ( شعر الحماسة) Empty
مُساهمةموضوع: في منهجية المقال الأدبي ( شعر الحماسة)   في منهجية المقال الأدبي ( شعر الحماسة) I_icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 08, 2015 2:50 am

في منهجية المقال الأدبي ( شعر الحماسة)
الموضوع : قال أحد الدارسين << إن الحماسة عند أبي تمام و المتنبي وابن هانئ تمجيد لإبطال الأمة ، وتخليد لأيامها بعبارة تمتاز بالجودة في التصوير ، و القوة في الإيقاع >>.
إلى أي مدى توافق هذا الرأي ؟
1) تفهم الموضوع :
ورد المعطى في صيغة تقريرية ، مشتملا على أربعة عناصر أساسية:
اثنين يتعلقان بمضمون شعر الحماسة :
- شعر الحماسة عند الشعراء الثلاثة تمجيد لأبطال الأمة .
- " " " " " تخليد لأيامها.
و اثنين يتعلقان بالعبارة الشعرية :
- جودة التصوير.
- قوة الإيقاع .
و جاء المطلوب في صيغة استفهامية متعلقا بمدى الموافقة على مضمون المعطى. فالموضوع إذًا جدلي يتكون فيه الجوهر من ثلاث مراحل : التحليل و النقاش و التأليف .
المقدمة :
اخترقت الحماسة جل الأغراض الشعرية العربية منذ العصر الجاهلي و أكثر ما كان ذلك في العصر العباسي الذي احتد فيه الصراع بين العرب المسلمين من ناحية ، و الروم البيزنطيين من ناحية أخرى . وكان أبو تمام و المتنبي و ابن هانئ من أبرز شعرائها ؛ و قد قال أحد الدارسين إنها جاءت في قصائدهم تمجيدا لأبطال الأمّة و تخليدا لأيامها بعبارة جيدة التصوير قوية الإيقاع. فإلى أي مدى نوافق صاحب هذا الرأي ؟
الجوهر:
1) التحليل :
أ‌- شعر الحماسة تمجيد لأبطال الأمة:
جاء ذلك في قصائد المدح و الرثاء المشتملة على مقاطع ذات نفس حماسي كمدائح أبي تمام في خلفاء بني العباس ( المعتصم و المأمون ... ) و قادة جيوشهم ( كالأفشين وأبي سعيد الثغري و محمد بن حميد الطوسي...) و مدائح المتنبي في سيف الدولة الحمداني ، و مدائح ابن هانئ في الخليفة الفاطمي المعز لدين الله . فالخلفاء جهزوا الجيوش ، و القادة خططوا للعمليات العسكرية و أنجزوها على الميدان ، فحققوا الانتصارات الباهرة . إنهم أبطال ملاحم تتجلى فيهم صفات الأبطال الذين ينجزون خوارق الأعمال ومنها رزانة العقل و حسن التدبير ، فلولا تدبير المعتصم لما فتحت عمورية وفي ذلك يقول أبو تمام :
تدبير معتصم بالله منتقم --- لله مرتغب في الله مرتقب
ويقول في مدح الأفشين ، قائد جيش المعتصم، الذي خدع بابك الخرمي حتي أخرجه من معاقله الحصينة في الجبال و اقتاده أسيرا إلى سُرّمَنْ رَأَى:
لبست له خدع الحروب زخارفا --- فرَّقْنَ بين الهضب و الأوعال.
ومن صفات الأبطال الثبات عند لقاء العدو والصمود أمامه حتى النصر كما فعل سيف الدولة الحمداني لما واجه جيش الروم الجرا ر في موقعة "الحدث" ، فمدحه المتنبي بقوله :
وقفت و ما في الموت شك لواقف --- كأنك في جفن الردى وهو نائم .
فرغم اشتداد القتال و انتشار الموت بقى الأمير صامدا في قلب المعركة حتى جاءه النصر.
والبطل الملحمي يتميز بالقوة و البطش و الشدة على العدو في ساحة الحرب و الفتك به. و صور أغلب الشعراء حسن بلاء الممدوح أو المرثي في القتال ، كقول أبي تمام في رثاء محمد الطوسي الذي قتل في معركة حامية ضد الخرمية :
فتى مات بين الضرب و الطعن ميتة --- تـقوم مـقـام النـصر إذ فـاتـه الـنـصــر
و ما مات حتى مات مضرب سيـفــه --- من الضرب و اعتلت عليه القنا السمر
فهو مقاتل عنيد جالد عدوه حتى الموت . و قال ابن هانئ يمدح المعز لدين الله الفاطمي بمناسبة انتصاره على الروم في معركة المجاز:
حسب الدمستق منك ضرب أهْرَتٌ --- هدِلٌ مشافرُه و طعن أنجل .
فالنصر كان رهين حسن البلاء و قوة الضرب .
و يسند لقب البطل عادة لمن يخوض المعارك في سبيل هدف سام ، و قيم نبيلة كنصرة الدين أو الدفاع عن الأرض و العرض و نحو ذلك ممَّا يُفْدَى بالنفوس . فأغلب أبطال الأمة كافحوا في سبيل عزة الإسلام و أمن المسلمين ؛ فلا تكاد تخلو قصيدة حماسية من ذكر ذلك. يقول ابن هانئ في مدح المعز الذي لم يأل جهدا في قتال الروم في البر و البحر دفاعا عن المسلمين :
نصر الإله على يديك عباده --- والله ينصر من يشاء و يخذل.
و يقول أبو تمام في مدح الأفشين قائد جيوش العباسيين بعد انتصاره على الخرمية في منطقة "البَذِّ"
فسيشكر الإسلام ما أوليته --- و الله عنه بالوفاء ضمين .
و خلاصة القول أن من مدحهم أبو تمام و المتنبي و ابن هانئ أو رثوهم هم حلقات من سلسلة أبطال الأمة الإسلامية في نزاعها الطويل مع أعدائها، و لا سيّما الروم البيزنطيين الذين قادوا حملات صليبية على الإسلام و المسلمين ، استعر أوارها في القرنين الثالث و الرابع للهجرة .
ب) شعر الحماسة تخليد لأيام الأمة:
وهؤلاء الأبطال لم يستحقوا التمجيد إلا لأنهم صنعوا أمجاد الأمة بحد السيف ، فجاء تمجيدهم مقرونا بذكر أيامها و وقائعها ، لأن الشعراء قد سجلوا في قصائد المدح و الرثاء أعظم الحروب و المعارك بأسلوب ملحمي رائع .
فمن الأيام التي خلدها أبو تمام "يوم عمورية" الذي قال فيه قصيدته الشهيرة:
السيف أصدق أنباء من الكتب --- في حده الحد بين الجد واللعب.
فأبرز قيمته و جلاله بأن ألحقه بالفتوح الإسلامية المجيدة فقال :
فتح الفتوح تعالى أن يحيط به --- نظم من الشعر أو نثر من الخطب
فـتح تفـتّـح أبواب السمــاء له --- وتبرز الأرض في أثوابها القـشب
و خلد أيضا "يوم أرشق" الذي تم فيه القضاء على فتنة الخرّمية على يد الأفشين التركي بعد أن دامت عشرين سنة و أقضت مضاجع خلفاء بني العباس فقال أبو تمام :
يا يوم أرشق كنت رشق منية --- للخــرّمية صائـبَ الآجــال .
أما المتنبي فخلد منجزات سيف الدولة الحمداني العسكرية ، و ارتقى بها إلى مستوى الملاحم العظيمة ، و من أهمها وقعة "قلعة الحدث "التي انتصر فيها على الروم وهزمهم شر هزيمة و أعاد القلعة إلى المسلمين بعد أن احتلها الروم و عاثوا فيها فسادا. يقول المتنبي :
طريدة دهر ساقها فرددتها --- على الدين بالخطّيّ و الدهر راغم
يقول إن نصر الأمير على الروم هو نصر على الدهر القاهر للبشر وهذا يرفع منجزه الحربي إلى مستوى الخوارق التي طفحت بها الملاحم القديمة .
أما ابن هانئ فسجل في شعره معارك جيوش المعز لدين الله الفاطمي ضدّ الروم في البر و البحر و لا سيما "معركة المجاز" التي قررت مصير جزء هام من الحوض الغربي من المتوسط لمدة قرن كامل، وذلك لصالح الفاطميين. فقد دمرت حرّاقات المعز أسطول الروم و أغرقت كتائبهم فقال ابن هانئ :
فكـتـائـب أعجـلـتها لـم تـنجـفــــل --- و كتائب في اليم خاضت تجفل
و الموج من أنصار جيشك خلفها --- فالموج يغرقها و جيشك يـقـتل
و جملة القول أن قصائد شعر الحماسة قد سجلت أيام الأمة العربية الإسلامية ، فقامت مقام ملحمة روت كل قصيدة فصلا من فصولها . ولكن قيمة هذه القصائد لا تكمن في طابعها التسجيلي التوثيقي فحسب بل تكمن أيضا في جودة التصوير و قوة الإيقاع .
ج) جودة التصوير :
وتتمثل جودة التصوير في دقة الوصف الحماسي بتتبع كل ما يتعلق بموضوع الوصف من جزئيات ، كأنما يسعى الشاعر إلى تسجيل الواقع بأقصى ما يمكن من الدقة و المطابقة، ومثال ذلك وصف المتنبي لجيش الروم الذي زحف إلى قلعة الحدث لمحاربة سيف الدولة :
أتـوك يـجــرّون الـحــديــد كــأنهــــــم --- سـروا بـجــيــاد مــا لهـنّ قوائم
إذا برقوا لـم تـعـرف الـبـيـض مــنهـم --- ثــيــابأهــم من مثـلها و العمائـم
خميس بشرق الأرض و الغرب زحفه --- و في أذن الجوزاء مـنه زمـازم.,,
فقد جمع بين الصورة البصرية ( لمعان الدروع و السيوف – انتشار الجيش بعدده و عدته ) و الصورة السمعية (زمزمة الجيش التي تبلغ نجوم السماء ) و حاول أن يحيط بتفاصيل المشهد ليوحي إلى السامع بقوة جيش العدو الذي انتصر عليه سيف الدولة .
و من براعة التصوير أيضا تعمد الغلوّ و المبالغة في الوصف إلى حد الخروج عن الواقع ، كوصف ابن هانئ ما ألحقه جيش الفاطميين بأرض الروم من خراب إذ يقول :
كانت جنانا أرضهم معروشة --- فأصابها من جيشه إعصار
فقد هول الصورة بتشبيه فعل الجيش بفعل الإعصار. أو كتصوير أبي تمام لحريق عمورية بعد فتح جيش المعتصم لها :
ضوء من النار و الظلماء عاكفة --- و ظلمة من دخان في ضحى شحب
حتى كأن جلابيب الدجى رغبت --- عن لونها و كأن الشمس لــم تــغـب
فقد عمد الشاعر إلى تصوير الصراع بين النور و الظلام لتعظيم صورة الدمار في المدينة المفتوحة ن فهو دمار قد عطل فعل عناصر الطبيعة ، فالنار تغلب الظلام و الدخان يغلب نور الشمس، فالمشهد كارثي يوحي بقوة فعل الممدوح .
و كثيرا ما تظهر في اللوحات الحربية التي يرسمها شعراء الحماسة الألوان الحمراء القانية ، وهي ذات إيحاء بالعنف و القتل . و من ذلك هذه اللوحة المعبرة التي رسمها المتنبي لقلعة "الحدث" وقد تلطخت جدرانها بدماء الروم السائلة من جماجمهم وجثثهم المعلقة على الأسوار:
هل الحدث الحمراء تعرف لونها --- و تعرف أي الساقيين الغمائم
سقــتـها الغــمـام الغر قبل نزوله --- فلما دنا منها سقتها الجماجــم
و أحيانا يعدل الشاعر عن الصور الثابتة إلى المشاهد المتحركة ينقلها من واقع المعركة ؛ فهذا أبو تمام يصور مشهد أسرى الروم وهم يساقون جماعات كقطعان الأنعام ، و جراحهم تنزف و ثيابهم متساقطة لا تكاد تستر أجسادهم :
لمّا رأيتَهمُ تـســاق مــلـوكهــــــم --- حِـزَقًــا إلــيـك كأنهم أنعام
جرحى إلى جرحى كأن جلودهم --- يطلى بها الشيان و العلام ...
د) قوة الإيقاع :
لا ينحصر الإيقاع في الأوزان الخليلية المعروفة و إن كانت جزءا منه ، بل يتجاوزها إلى ما يمكن أن يضيفه الشاعر من مظاهر الترديد و التكرار لخلق نغمية في الخطاب وثيقة الصلة بالدلالة .
و يمكن تناول هذه الظاهرة في شعر الحماسة على مستويين : خارجي و داخلي ,
- مستوى الإيقاع الخارجي: البحر و القافية . فأغلب البحور المستعملة في القصائد الحماسية هي البحور المتميزة بالامتداد و طول النفس ، و منها الطويل و المديد و الوافر و الكامل و البسيط .و هي غالبا ما تستعمل للنظم في الأغراض الجادة كالمدح و الرثاء و الفخر .
أما القافية فحروفها ستة، وما دخل منها أول القصيدة وجب التزامه في بقية الأبيات ولهذا السبب يكون تأثيرها في الإيقاع بارزا . و في قصائد الحماسة تشتمل القوافي على الأصوات القوية كالطاء و الظاء و الضاد و الباء و الصاد و الدال و الميم و الجيم...
فأبو تمام قد اختار لأشهر قصائده في الحماسة روي الباء لش\ته و جهره :
السيف أصدق أنباء من الكتب --- في حده الحد بين الجد و اللعب
و المتنبي اختار حرف الميم رويا لمدحيته الحماسية في سيف الدولة :
لهذا اليوم بعد غد أريج --- و نار في العدو لها أجيج
و اختار ابن هانئ حرف العين رويا لقصيدته التي وصف فيها جيش المعز :
رأيت بعيني فوق ما كنت أسمع --- و قد راعني يوم من الحشر أروع .
و لا شك أن هذه الاختيارات في مستوى الإيقاع الخارجي تدعم الجو الحماسي في القصيدة .
- مستوى الإيقاع الداخلي :
ينشأ الإيقاع الداخلي من ترديد بعض الأصوات ، و إشاعة بعض الحروف ، و تكرار بعض الكلمات ، و توازي التراكيب ، و استخدام أنواع الجناس و الطباق...فهذا أبو تمام يصف قوة جيش أبي سعيد الثغري فيحشر في البيت عددا من الحروف ذات الجرس القوي كالصاد و الطاء و القاف و العين فيقول :
قـدت الجـيــاد كــأنـهـــن أجـادل --- بــقــرى درولـية لـها أوكار
حتى التوى من نقع قسطلها على --- حيطان قسطنطينة الإعصار
و هذا المتنبي يذكر بناء سيف الدولة لقلعة الحدث و الحرب قائمة على قدم و ساق فيكثر من المقاطع الممدودة (نا - ها – لى يا- لا ) لخلق إيقاع مناسب لمعنى المجاهدة و مغالبة الأعداء فيقول:
بناها فأعلى و القنا يقرع القنا --- و موج المنايا حولها متلاطم .
و أما الموازنة التركيبية فقد شاع استعمالها في المقاطع الحماسية لأنها تشيع في الخطاب نغمية تدل على التغني كقول المتنبي يصف خيول سيف الدولة القادرة على اجتياز كل التضاريس :
فهـن مع السيـدان في البر عـسل --- وهن مع النينان في البحر عوّم
و هن مع الغزلان في الواد كمّن --- و هن مع العقبان في النيق حوّم
فهو يتغنى بقوة هذه الخيول معيدا نفس التركيب و مدعما الإيقاع بترصيع البيتين .
2) التقويم:
و على كل فإن شعر الحماسة هو ملحمة العرب لأنه مجد أبطالهم و خلد أيامهم بعبارة فنية راقية صورة و إيقاعا ، و لكن هذا الانفتاح على التاريخ لم يجعل الشاعر مسجلا أمينا للأحداث ، فما يذكره ليس سوى أصداء باهتة للواقع التاريخي ، لأن الأحداث المسرودة في أعطاف القصائد ليست سوى مناسبة قادحة للقول الشعري سواء كان مدحا أو فخرا أو رثاء ,,,
و أحيانا يقلب الشاعر الحقائق التاريخية ، ويأتي بعكس ما ترويه كتب التاريخ فيحوّل الهزائم انتصارات كما فعل المتنبي حين حول هزيمة العرب أمام الروم في خرشنة إلى شبه انتصار لرفع معنويات الأمير و جنده فقال :
الدهر معتذر ، و السيف منتظر --- و أرضهم لك مصطاف و مرتبع....
و أحيانا لا يمجد شعراء الحماسة أبطال الأمة بقدر ما يمجدون ذواتهم كما فعل المتنبي في بعض قصائده الفخرية إذ يقول :
الخيل و الليل و البيداء تعرفني --- و السيف و الرمح و لقرطاس و القلم.
أو ينشرون مبادئ مذهبية ذات بعد سياسي كما فعل ابن هانئ في كثير من مدحياته للمعز لدين الله الفاطمي ومنها قوله بمناسبة انتصار الشيعة على القرامطة بفرقلس الشام :
وعلى مطاها فتية شيعية --- ما ان لها إلا الولاء شعار
حفّوا برايات المعز ومن به --- تستبشر الأملاك و الأمصار .
ولئن اجتهد شعراء الحماسة في تجويد التصوير و الاحتفاء بالإيقاع فإن الكثير من صورهم الحماسية جاءت مجترة مكررة ، استهلكها القدماء حتى فقدت طرافتها و ألقها ؛ كصورة الطير المرافق للجيش ، ظهرت في شعر النابغة الذبياني وتردد صداها في شعر أبي تمام ثم في شعر المتنبي الذي قال :
له عسكرا خيل و طير إذا رمى --- إذا رمى بها عسكرا لم يبق إلا جماجمه.
3) التأليف :
و قصارى القول أن شعر شعراء الحماسة الثلاثة قد جمع بين تمجيد الأبطال و تخليد الأمجاد لترسيخها في الذاكرة الجماعية للأمة عبر أجيالها المتعاقبة ، و بين ما يقتضيه ذلك من تفنن في القول صورة و إيقاعا ؛ إلا أنه خرج عن هذا النطاق أحيانا إلى نطاق التغني بالذات و تمجيدها أو إلى الدعاية السياسية المذهبية في عصراشتد فيه النزاع بين المذاهب . و رغم ما تميزت به العبارة الشعرية في شعر الحماسة من طرافة و جودة فنية فإنها سقطت أحيانا في التقليد .
الخاتمة
ومنتهى القول في موضوع الشعر الحماسي عند أبي تمام و المتنبي وابن هانئ أنه جمع بين الفن و التاريخ فدل على وعي الشعراء الثلاثة بأحداث عصرهم ، وما اتسم به من صراع بين المسلمين و الصليبين و ما اخترقه من فتن سياسية و مذهبية . فهل دل شعرهم على مواقفهم الذاتية و الموقف الجمعي من واقع العصر أم كان مجرد وسيلة للتكسب في عصر كانت فيه سوق الشعر نافقة ؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://elkalima-elhorra.ahlamontada.com
 
في منهجية المقال الأدبي ( شعر الحماسة)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الكلمـــــة الحـــــرّة :: منتدى النقد الأدبي-
انتقل الى: