كل بلّونة وانتم بخير

كل بلونه وانتم بخير بقلم:أحمد العبدالله

ملحمة مبارة مصر والجزائر !!
الكثيرين .. كتبوا باستفاضة وبعرض لوقائع تم النظر اليها من جانب واحد .. المشكلة ليست كبيرة الى هذا الحد .. كان هناك شحن نفسى من الفريقين واقصد مصر والجزائر .. القضية ليست البلونه المستديرة .. بقدر ماهى السياسة المستنيرة .. قبل التحدث عن الصحافة الجزائرية يجب أن نراجع ماكُتب فى الصحافة المصرية .. عندما طلبت الجزائر ضمان سلامة لاعبيها فى مصر .. لم يكن ذلك من فراغ ... شاهدنا فى اليوتيوب وبعيدا عن اتهام حارس مرمى الاهلى سابقا والاعلامى حاليا " أحمد شوبير " مقاطع من فيلم تصرفات لاعب الاهلى والزمالك السابق حسام حسن فى الجزائر .. وكيف كان من الممكن أن تحدث مجزرة هناك ولكن التزم الجمهور الجزائرى الصمت ولم يتصرف بطريقة ( بربرية ) كما تدعى الصحافة المصرية بتبنى هذا الوصف عن الشعب الجزائرى برمته ...... ( ممكن الدخول على اليوتيوب .. وكتابة حسام حسن فى الجزائر لمشاهدة ماحدث ) .. توظيف الحدث سياسيا واضح وجلى .. كان سيظهر ذلك لو فازت مصر فى السودان .. لكان هناك تصريحات سياسية تتعلق بإمور الرئاسة والتوريث .. والا ماسبب تواجد نجلى الرئيس مبارك فى السودان وبهذا التركيز الاعلامى النادر على هذه المبارة والتى لم تكن الاولى التى تشارك بها مصر .. اضافة الى الكم الهائل من الفنانين والاعلاميين الذين تم تواجدهم فى السودان فى واقعة غير مسبوقة .. المهم هنا عندما تواجد الفريق الجزائرى فى مصر وادعى بإنه تعرض للرشق بالحجارة وطلب ضمانات السلامة .. كان على مصر القيام بتصرفات وتصريحات تطمئن الجزائريين خاصة وان مصر فازت فى المبارة المقامة فى القاهرة .. وكانت تعلم تماما بإن هناك مبارة فاصلة فى السودان . وكون أن مصر هى التى اختارت السودان وكان لها ذلك عن طريق القرعة .. لماذا كان الهجوم الواضح على السودان من الاعلام المصرى الذى لم يترك أحد الا وطاله التجريح سواء الشكوى من سوء التنظيم أو رداءة الاستعداد .. وتعجب الجميع من التلفزة المصرية بأغلب قنواتها ومن مذيعيها وفنانيها ومحاميها .. حتى أن نقيب المحامين العرب تناسى انه نقيب لكافة المحامين العرب وبدأ فى الهجوم على الجزائر على الرغم انه كان ممكن تلخيص اللقاء التلفزيونى بإنه سيقوم بمهمته ومناقشة ماحدث من خلال اجتماع مع المحامين العرب جميعا لطرح الحقائق من حيث ماتوفر له من أدلة بدل التوجه بالادانه وكيل الشتائم !!
فى الجزائر وفى مصر وعندما يكون هناك منافسات محلية وليست دولية يحدث أحيانا بين الفرق المحلية الكثير من الشغب .. ورمى الطوب كل على مشجعى الفريق الآخر .. وأذكر فى إحدى مباريات الاهلى والزمالك بإننا لم نخرج من ستاد القاهرة وانتظرنا لحوالى ساعتين لتجنب ( حدف الطوب ) سواء من جماهير النادى الاهلى أو الزمالك .. واحيانا من جماهير النادى نفسه بالتجمع امام نادى فريقهم للاحتجاج على نتيجة المبارة وكم حجم التخريب المصاحب لذلك .. وربما كافة المصريين يتذكرون حادثة حدف لاعب الاهلى ( مختار مختار ) بالطوب وفقده لاحدى عينيه وتكسير سيارته .. هذا على سبيل المثال لا الحصر !!! وربما هذا يحدث ايضا فى الجزائر وفى المغرب وفى تونس وفى كل مكان فى العالم المتحضر والمتخلف .. كل هذا بسبب عدم وجود ثقافة تقبل الهزيمة وان ذلك يتلخص فى الفهم الخاطىء للانتماء وما يقوم به الاعلام من شحن للجماهير لتحقيق اهداف صحفية واحيانا سياسية يتلقاها الجمهور بمفهوم اليوم ( يا قاتل يا مقتول ) .
لقد وصل الامر الى العلاقات بين الدول والتحدث عن سحب السفراء والتهجم على الشعوب وذلك سيؤدى الى انقسام جديد بين ابناء هذه الامه فى وقت لم ينقصنا انقسامات .. وكنت أتمنى من المجاهرين بإن كرامة مصر هى خط أحمر وهذا ومانريده أن يكون دائما فكرامة هذه الامة لا تتجزأ .. ولكن كنت أود أن تظهر هذه التصريحات عندما قام العدو الصهيونى بقتل جنودنا المصريين داخل الاراضى المصرية وسحب أجسادهم الطاهرة الى الاراضى الفلسطينية بدعوى انهم متسللين وبالتالى تم اطلاق النار عليهم واستشهادهم .. هنا كنا نتوقع أن تكون الكرامة فى مكانها .. وليست فى بلونه تتقاذفها اقدام 22 لاعب .. ضاعت بين أقدامهم كرامتنا وعروبتنا .. والعجيب تدخل الكيان الصهيونى بدعوة البلدين الشقيقين الى التهدئة وعدم التصعيد .. وكل بلونه وانتم بخير !!!
أحمد العبدالله
24/11/2009