دلالة لفظ في النص القرآني

[right][b]
إ

إنّ من أهم عوامل تطور اللغة في مجال الدلالة ما سمي في الدراسات القرآنية: الوجوه و النظائر و يريدون بالوجوه اللفظ المشترك الذي يستعمل عدة معان و النظائر جمع نظير أو نظيره و نظير الشيء مثله
و في البرهان للزركشي ذكر أنّ بعضهم جعل هذه الوجوه من أنواع معجزات القرآن الكريم حيث كانت الكلمة الواحدة تنصرف إلى عشرين وجها أو أكثر أو أقل و لا يوجد ذلك في كلام البشر
و مثالا على هذا فقد اخترت لفظة الروح

و قد حملت لفظة الروح في القرآن الكريم الدلالات الآتية:

الروح تمثل جبريل عليه السلام في الآيات التالية:

(و آتينا عيسى ابن مريم البينات و أيدناه بروح القدس) الآية87 من سورة البقرة و و نفس التفسير في الآية رقم253 من سورة البقرة و الآية110من سورة المائدة و في قوله تعالي أيضا(ينزّل الملائكة بالرّوح من أمره)02 النحل ,و في قوله(فأرسلنا إليها روحنا)17مريم ,وكذلك(نزل به الروح الأمين) 193 الشعراء و(تعرج الملائكة و الروح إليه)04 المعارج و كذلك في قوله(يوم يقوم الروح و الملائكة صفا لا يتكلمون)38 النبأ وفي قوله تعالى (تنزل الملائكة و الروح فيها)04 القدر

الروح تعني أنّه مخلوق من روح في قوله تعالى(و كلمته ألقاها إلى مريم و روح منه)الآية171 من سورة مريم

الروح تعني الرحمة في قوله تعالى(و لا تيئسوا من روح الله إنّه لا ييئس من روح الله إلاّ القوم الكافرون)87من سورة يوسف

الروح للتشريف في قوله تعالى(فإذا سويته و نفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين)29 الحجر و نفس الدلالة في قوله(فنفخنا فيه من روحنا)91 الأنبياء و أيضا في قوله(ثم سواه و نفخ فيه من روحه) 09 السجدة ,و (فنفخنا فيه من روحنا)12 التحريم

الروح هي التي يحيا بها البدن وذلك في قوله تعالى(و يسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي)85 الإسراء

الروح تمثل الوحي في قوله تعالى(يلقي الروح من أمره) 15 غافر

الروح هو القرآن فبه تحيا الأنفس في قوله تعالى(و كذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا)52الشورى

فالروح هو الاستراحة في قوله تعالى(فروح و ريحان و جنة نعيم)89الواقعة

الروح تعني النور و هذا في قوله تعالى(و أيدهم بروح منه)22 المجادلة

[/color]
[/font]
-

شكرا لك اخت زمردة على تناولك الجميل لهذه المعجزة القرانية

بانتظار المتابعة

الفضل

دلالة لفظة الفضل في القرآن الكريم
تعدد ذكر لفظة الفضل في القرآن الكريم و أدى هذا التعدد إلى تنوع دلالتها و هذا ما سنراه في الآيات الكريمة و هي مرتبة من سورة الفاتحة حتي سورة الناس
(يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم و أنّي فضلتكم على العالمين)الآية47 من سورة البقرة فهنا يذكرهم الله سالف نعمه على آبائهم و أسلافهم و ما كان فضّلهم به من إرسال الرسل منهم و إنزال الكتب عليهم و على سائر الأمم من أهل زمانهم و قال أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية في قوله تعالى (و أنّي فضلتكم على العالمين)قال بما أعطوا من الملك و الرسل و الكتب على عالم من كان في ذلك الزمان ,و نجد نفس التفسير في الآية 122من سورة البقرة

(ثمّ توليتم من بعد ذلك فلولا فضل الله عليكم و رحمته لكنتم من الخاسرين)الآية64 البقرة أي بتوبته و إرساله النبيين و المرسلين
(بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل الله بغيا أن يتنزّل الله من فضله على من يشاء من عباده )90البقرة و الفضل هنا الوحي
(و الله يختص برحمته من يشاء و الله ذو الفضل العظيم)105 البقرة نبه تعالى على ما أنعم به على المؤمنين من الشرع التام الكامل الذي شرعه لنبيهم محمد صلى الله عليه و سلم
(ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم)198 البقرة فضلا تعني رزقا
(و لا تنسوا الفضل بينكم إنّ الله بما تعملون بصير)237البقرة ,الفضل يعني الإحسان
(إنّ الله لذو فضل على الناس و لكنّ أكثر الناس لا يشكرون)243البقرة أي فيما يريهم من الآيات الباهرة و الحجج القاطعة و الدلالات الدامغة
(و لولا دفاع الله الناس ببعضهم لفسدت الأرض و لكن الله ذو فضل على العالمين)251البقرة أي ذو من عليهم و رحمة و له الحكم و الحكمة و الحجة على خلقه في جميع أفعاله
(تلك الرسل فضّلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله و رفع بعضهم درجات)253البقرة و ذلك كما ثبت في حديث الإسراء حين رأى النبي صلى الله عليه و سلم الأنبياء في السموات بحسب تفاوت منازلهم عند الله عز و جل
(و الله يعدكم مغفرة منه و فضلا و الله واسع عليم)268البقرة فضلا تعني هنا رزقا خلفا منه
(إنّ الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء و الله واسع عليم)73آل عمران أي الأمور كلها تحت تصرفه و هو المعطي المانع يمن على من يشاء بالإيمان و العلم و التصرف التام
(يختص برحمته من يشاء و الله ذو الفضل العظيم)74آل عمران الفضل العظيم بما شرف به نبيكم محمد صلى الله عليه و سلم على سائر الأنبياء و هداكم به إلى أكمل الشرائع
(و الله ذو فضل على المؤمنين)152آل عمران أي بالعفو عنهم
(فرحين بما أتاهم الله من فضله)170آل عمران الفضل يعني النعمة و الغبطة

(يستبشرون بنعمة من الله و فضل) 171 آل عمران الفضل هنا عني به جزيل الثواب

(فانقلبوا بنعمة من الله و فضل لم يمسسهم سوء و اتبعوا رضوان من الله و الله ذو فضل عظيم)174 آل عمران الفضل قصد به السلامة و الربح

(و لا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم )180 آل عمران أي لا يحسبن البخيل أنّ جمعه المال ينفعه بل هي مضرة عليه في دينه و عنا الفضل بمعنى المال

(و لا تتمنوا ما فضّل الله به بعضكم على بعض)32 النساء أي بتفضيله لهم بالعلم و العقل و الولاية و غير ذلك

(و سألوا الله من فضله إنّ الله كان بكل شيء عليما)32 النساء أي كل ما احتجتم إليه اسألوه من فضله

(الرجال قوامون على النساء بما فضّل الله بعضهم على بعض)34 النساء نفس تفسير الآية السابقة أي التفضيل

(و يكتمون ما آتاهم الله من فضله )37 النساء الفضل العلم و المال

(أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله)54 النساء أي حسدهم النبي صلى الله عليه و سلم على ما رزقه الله من النبوة

(ذلك الفضل من الله و كفى بالله عليما)70 النساء أي تفضّل عليهم

(و لئن أصابكم فضل من الله )73 النساء أي ظفر و نصر و غنيمة

(و لولا فضل الله عليكم و رحمته لأتبعتم الشيطان إلا قليلا)83 النساء أي بالإسلام

(فضّل الله المجاهدين بأموالهم و أنفسهم)95 النساء جعلهم أفضل من القاعدين

(و لولا فضل الله عليك و رحمته)113 النساء الفضل يقصد به القرآن و الحكمة و هي السنة

(و كان فضل الله عليك عظيما)113 النساء نفس التفسير السابق

(و يزيدهم من فضله)173 النساء الفضل هو الشفاعة لمن وجبت له النار ممن صنع لهم المعروف في دنياهم

(فأما الذين آمنوا بالله و اعتصموا به فسيدخلهم في رحمة منه و فضل)175 النساء أي يرحمهم فيدخلهم الجنة و يزيدهم ثوابا و مضاعفة و رفعا في درجاتهم

(يبتغون فضلا من ربهم و رضوان)02 المائدة أي رزقا

(ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء و الله واسع عليم)54 المائدة أي من اتصف بهذه الصفات فإنّما هو من فضل الله عليه و توفيقه

(و إسماعيل و اليسع و يونس و لوطا كلا فضّلنا على العالمين )86 الأنعام التفضيل بإعطائهم النبوة

(فما كان لكم علينا من فضل فذوقوا العذاب بما كنتم تكسبون)39 الأعراف الفضل عني به الإحسان

(قال أغير الله أبغيكم و هو فضّلكم على العالمين)140 الأعراف نفس تفسير الآية 48 من سورة البقرة

(و الله ذو الفضل العظيم) 29 الأنفال نفس تفسير الآية 105 من سورة البقرة

(فسوف يغنيكم الله من فضله إن شاء إنّ الله عليم حكيم)28 التوبة الفضل هو أموال الجزية

(سيؤتينا الله من فضله و رسوله إنّا إلى الله راغبون)59 التوبة نفس التفسير السابق

(و ما نقموا إلاّ أن أغناهم الله و رسوله من فضله)74 التوبة أي بالغنائم بعد شدة حاجتهم إليها

(و منهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقنّ و لنكونن من الصالحين)75 التوبة الفضل هنا يقصد به الرزق

(فلما آتاهم من فضله بخلوا به و تولوا و هم معرضون)76 التوبة الفضل هو الرزق

(قل بفضل الله و رحمته)58 يونس, الفضل هنا يعني الإسلام

(إنّ الله لذو فضل على الناس و لكن أكثرهم لا يشكرون)60يونس أي بإمهالهم و الإنعام عليهم

(و إن يردك الله بخير فلا راد لفضله)107 يونس أي فلا راد لخيره

(و يؤت كل ذي فضل فضله)03 هود ذي فضل في العمل زيادة و فضله جزاءه

(و ما نرد لكم علينا من فضل بل نظنكم كاذبين)27 هود الفضل يتمثل في الإحسان

(ذلك من فضل الله علينا و على الناس و لكن أكثر الناس لا يشكرون)38 يوسف الفضل يعني الزيادة في الخير

زائر

الأخت زمردة
حياك الله ورعاك

كم أقف أمام مشاركاتك عاجزاً بما أراه من تفوق على الذات باختيارك دلالات الألفاظ والمعاني فيما أقرأ لك في
منتدانا ... ساقني روعة معاني الفضل التي وردت في مناسبات عدة في قرآننا المجيد...بأن أتجرأ ملخصاً ما قرأت ومعلقاً بمعرفتي المتواضعة:

الفضل/ قصد به السلامة و الربح.
الفضل / عني به جزيل الثواب.
الفضل/ بمعنى المال.
الفضل /تفضيله سبحانه للمؤمنين بالعلم و العقل و الولاية و غير ذلك.
الفضل /للنساء أي كل ما احتجتم إليه اسألوه من فضله.
الفضل /العلم و المال.
الفضل /حسدهم النبي صلى الله عليه و سلم على ما رزقه الله من النبوة
أي تفضّل عليهم.
الفضل/ أي ظفر و نصر و غنيمة.
الفضل / نعمة الإسلام.
الفضل / جعل الله المجاهدين أفضل من القاعدين.
الفضل/ يقصد به القرآن و الحكمة و هي السنة.
الفضل / هو الشفاعة لمن وجبت له النار ممن صنع لهم المعروف في دنياهم.
الفضل/ للنساء يرحمهم فيدخلهم الجنة و يزيدهم ثوابا و مضاعفة و رفعا في درجاتهم.
الفضل / بصفات الإيمان فإنّما هو من فضل الله عليه و توفيقه.

اختصرت ماأستطعت ومن الفضل الكثير مما تبقى من قراءتك

لننظر للتصوير اللفظي في القرآن الكريم وكيف حقق ركناً من أركان الإعجاز الكلي للقرآن.. وأعجب حين نقرأ القرآن كيف نغفل عن التصوير الإبداعي فيه من البلاغة النصية ، وأسلوبه السجعي بما يتناسب وبلاغة العرب التي كانت سائدة قبل الإسلام ، فكانت بلاغته المعجزة ليوم الدين،
ولا ننسى الصور القصصية المعجزة فيه وكيف انتقلت للتصوير الفني المبدع، ولو كنت أطمع منك أختي زمردة أن تنقلينا في مشاركاتك القادمة بمواضيع التصوير الفني القرآني الإبداع،

فأكن لك من الشاكرين
تقبلي مروري وشكري.

شكرا لك أخ معتز بالله على ملاحظاتك و مقترحاتك

و بخصوص موضوع التصوير الفني في القرآن
فإنّي حاولت و لكن ندرة المراجع حالت دون ذلك

فقررت أن يكون الكلام مخصص بدراسة عامة حول القصة القرآنية

تحياتي

شكرا زمردة على هذا المجهود الفائق
و تلك المعلومات القينة

أنا من أشكر مرورك

و أتمنى أن أنهي دراسة لفظة الفضل لولا الكسل الذي حلّ بي

» متوارون وراء النص
» ادوات الناقد الادبي في تحليل النص الشعري