التوبة والرجوع إلى الله والتخلي عن المعاصي والإقلاع عن الذنوب هو فعل عظيم يحبه المولى سبحانه، ولشدة فرحه بعبده التائب يحول كل سيئاته حسنات ولا يبالي.
قال الله تعالى: ( وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون) وقال عليه الصلاة والسلام : " التائب من الذنب كمن لا ذنب له" وهو القائل: " من تاب قبل طلوع الشمس من مغربها تاب الله عليه"
فالتوبة خصوصا إذا كانت نصوحا تحول الإنسان إلى مولود جديد نقي طاهر لا ذنب ولا خطيبة عليه.
وإذا كان هذا من المنظور الديني فما هو رأي العلم في التوبة وما هي النتائج النفسية والجسدية التي توفرها للإنسان التائب بعد تخلصه من عناء الخطايا وثقل الذنوب التي كانت تجثم على نفسه وتثقل كاهله؟
لقد أثبتت الدراسات النفسية الحديثة أن التوبة كما جاءت في الدين الإسلامي علاج نفسي هام إذ أنها تعيد للشخصية المضطربة الثقة بالنفس ، وبالله ، وبالناس ، ومن هنا لجأ كثير من علماء النفس إلى العلاج بالتماس التوبة طريقا للراحة النفسية .
وقد تبين أن التوبة تساعد على التخلص من الحمل الثقيل الذي كان يجثم على نفس الإنسان ، فضلا عن أنها تزيل الخوف وتخفف من حدة القلق وتذيب الاكتئاب والإحساس بتأنيب الضمير .
ولذا برز الاهتمام بالجوانب الاهتمام بالجوانب النفسية والروحية للإنسان الذي ليس جسدا فحسب بل هو روح ونفس لها مشاعرها وأحاسيسها وتحتاج إلى تنظيف كما يحتاج الجسد إلى تنظيف ومن هنا كان أعظم علاج نفسي هو التوبة التي تعقب تأنيب الضمير من أدران النفس وآثامها ، ففي حالات القلق النفسي والاكتئاب يلجأ الطبيب النفسي إلى حث مريضه على الاعتراف بأخطائه للأخذ بيده إلى الطريق السوي ، وحل ما يعانيه من مشاكل وصراعات داخلية .
ويعد تصريح المريض للطبيب عن أخطاء قد ارتكبها تعاقدا وتعاهدا على تصحيح المسار ، وعدم العودة إلى ارتكاب مثل هذه الأخطاء مستقبلا ، فيخرج المريض من جلسات العلاج النفسي وهو في حالة الصفاء والنقاء النفسي .
ولذلك فقد ثبت أن الأمراض النفسية والعصبية تصيب الإنسان الذي ابتعد عن الله أو يصر على عناده في ارتكابه للأخطاء والمعاصي ، وعندما يقلع الإنسان عن الذنوب يشعر بالاطمئنان وأن ثقلا ضخما كان يحمله على كاهله قد أزيح عنه .
ومن هنا كانت التوبة على هذا النحو تعني الاطمئنان والسكينة النفسية .
موضوع: التوبة علاج نفسي مريح 
الأربعاء نوفمبر 11, 2009 9:18 pm