الكلمـــــة الحـــــرّة
الكلمـــــة الحـــــرّة
الكلمـــــة الحـــــرّة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الكلمـــــة الحـــــرّة

منتدى ثقافي عام
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 السياسة....الحداثة والفعل الأخلاقي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
????
زائر




السياسة....الحداثة والفعل الأخلاقي Empty
مُساهمةموضوع: السياسة....الحداثة والفعل الأخلاقي   السياسة....الحداثة والفعل الأخلاقي I_icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 15, 2009 10:56 am

السياسة....الحداثة والفعل الأخلاقي
مفهوم السياسة من المفاهيم المستعصية على التحديد، و نحاول في هذا التدوين فتح نقاش حول هذا المفهوم الذي يعتبر أكثر المفاهيم تداولا في حياتنا اليومية فما المقصود بالسياسة؟
1-السياسي و السياسة:
من بين الإشكالات التي يطرحها علم السياسة، التمييز بين مفهوم السياسي و مفهوم السياسة ، فالسياسي له ارتباط باستراتجيات امتلاك السلطة، ولذلك يصعب تحديد مجال" السياسي" لكون إستراتجيات الفاعلين للوصول و الحفاظ على السلطة توظف ما هو سياسي( بحسب المقاربة الدستورية) وماهو اقتصادي ،ديني ،ثقافي، اجتماعي...حيث يتعذر الفصل بين السياسي و اللاسياسي. بالمقابل فالسياسة مرتبطة بدراسة القرار العام ، كالسياسة الفلاحية، و السياسة الاقتصادية و السياسة الصحية...، وهناك في علم السياسة ما يسمى السياسات العامة .
هذا التحديد لايعني الفصل، فهناك علاقة جدلية بين السياسي و السياسة، ذلك أن القرار العام تتم صياغته من طرف فاعلين لهم رهانات و مرجعيات متباينة و بالتالي فالسياسي كفعل يسعى للإقناع باختيارات الفاعل و خلق الاعتقاد بفعالية قرار ما . كما أن كل السياسات العمومية تعني تحقيق رهانات معينة تسعى من خلالها تأكيد مشروعية النظام السياسي وقبول نسق السلطة القائم، حيث العمل السياسي يتم وفق قواعد محددة لا تمس بتوازن النسق السياسي ، وكل فاعل سياسي لا يحترم قواعد اللعبة فهو فاعل "غير شرعي"لأنه يهدد بانفجار "العلبة السوداء" و هو ما يعني المس بالاستقرار السياسي.
2-السياسة بين الصراع و الحوار:
* في الوقت الذي اهتم علم السياسة بدراسة الواقع السياسي "ماهو كائن" كان رهان الفلسفة السياسية هو البحث عن النظام الامثل-"ما يجب أن يكون"- وتمثل الفلسفة اليونانية بداية إجرائية لتقديم الإجابة ، ويعبّر فضاء" Agora" عن احد النماذج المثالية للنظام الفاضل ألا و هو النظام الديمقراطي حيث كانت Agora ساحة للحوار بين مواطني أثينا .وبالتالي تم تحديد السياسة كفعل تواصلي في فضاء عمومي .
هذا التعريف للسياسة انتهى مفعوله مع حقبة الحداثة حيث السعي لتأسيس السياسة كعلم يدرس السلوك السياسي كما هو متعين.
* مع الحداثة أصبح جوهر السياسة هو العنف ، و عبّر عن ذلك" هوبز" في كتابه"اللوفيتان" وكذلك "مكيافيل" في كتاب "الأمير" وتأكد هذا التوجه على يد "ماركس" من خلال أطروحة "الصراع الطبقي" ثم نيتشه صاحب "الإنسان الاخير" وفي القرن العشرين كان فيبر احد ممثلي تحديد السياسة بالعنف –العنف المشروع للدولة- و ترسخ ذلك بشكل أكثر جذرية على يد تلميذه "كارل شميث " الذي اعتبر جوهر السياسة هو الصراع من خلال ثنائية "العدو و الصديق" هذا المفكر اعتبر منظرا للنظام النازي ، ولذلك تمّ الحكم عليه بالإعدام في إطار محكمة "نورنبرغ" التي حكم فيها رجال الحكم النازي. في نفس التوجه ذهب تلميذه "جوليان فروند" حيث أكد في كتابه"ماهية السياسة" أنّ جوهر السياسة هو العنف والصراع من خلال ثنائية العدو و الصديق.
* لقد حاول مجموعة من الفلاسفة نقد ارتباط السياسة بالصراع متأثرين بالنموذج الاثيني القائم على الحوار . هذا الاحياء
لفضاء Agora كان بسبب ما حملته الحداثة من ماسي وحروب ،حيث هناك من دعى الى ما بعد الحداثة، لكن يبقى النقد الذي قدمه كبار الفلسفة السياسية في القرن العشرين أمثال" ليوشتراوس" و" حنا ارندت" و روا د مدرسة فرانكفورت ("هبرماس") موجهاً إلى الحداثة دون تجاوزها، حيث قام ليوستروس بنقد عموم موجات الحداثة التي عبّرت بشكل جلي عن أزمة السياسة حسب شتراوس و دافعت حنا ارندت عن نفس الرأي ، أما هبرماس فبالإضافة إلى نقده الحداثة المتعينة اعتبر أنّ الحداثة مشروع لم يكتمل بعد ، و قد دعى الى تأسيس السياسة على فعل أخلاقي عقلاني تواصلي في فضاء عمومي حيث تتخذ القرارات العامة من خلال حوار مبني على حجج عقلانية .
* هذه الحداثة القائمة على ارتباط السياسة بالعنف، ثم الدعوة إلى تأسيس السياسة على فعل أخلاقي عقلاني تواصلي في فضاء عمومي، تشعبت من خلالهما مفاهيم السياسة بين قطبين، قطب السياسة تقوم فيه على مبدأ الحداثة، وقطب السياسة فيه فعل أخلاقي تواصلي في فضاء عمومي، وقد أفرزت الحروب العالمية الأولى والثانية مفاهيم، وإن كانت مغايرة في الأسلوب لكنها أفرزت المفهومين الحداثي والفعل الأخلاقي بشكلهما الحاكم اليوم في العالم، لكن أحاط بهما مفاهيم جعل من مفهوم السياسة من المفاهيم المستعصية على الدارسين والباحثين، في فهم ماهية السياسية حكماً وتطبيقا، من هذه المفاهيم (القومية، العنصرية، النازية،.......،،) ، هذه المفاهيم أصبحت في عالمنا اليوم ، متراساً يتمترس خلفه السياسيين والحزبيين والعنصريين وغيرهم على مدار العالم كله لأهداف منها المفهوم ومنها غير ذلك.
* تعالوا معي في نقاش أوسع عن السياسة حداثة..والسياسة فعل أخلاقي عقلاني تواصلي في فضاء عمومي....متمنياً أن يكون النقاش بمفهوم السياسة وليس في إفرازاتها الكائنة اليوم........؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
السياسة....الحداثة والفعل الأخلاقي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ألف ...باء... السياسة
» السياسة الصامته
» الانحطاط القيمي و الأخلاقي
» دفاعا عن الحداثة وقصيدة النثر
» كثرة اللحاسة في سوق النخاسة و عالم السياسة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الكلمـــــة الحـــــرّة :: المنتدى السياسي-
انتقل الى: