النقد الموضوعي و النقد الهدّام

النقد الموضوعي و النقد الهدّام

النقد هو عملية تقييم للإيجابيات و السلبيات و استجلاء

للأفكار الظاهرة و الخفية لصاحب النصّ أو القول و لصاحب

الخطاب المباشر أو ممارساته ، و الغاية من النقد هي

الإصلاح و ذلك بتدعيم الإيجابيات و السعي لنشرها

و تعميمها و رفض السلبيات و الدعوة للتخلي عنها

و تجاوزها . و النقد السليم هو الذي لا يقتصر صاحبه

على ذكر السلبيات فحسب بل يعطي البديل أو البدائل

لتجاوزها . و مهما كان الأسلوب المعتمد في النقد لاذعا ،

فإنّ الأهمّ من الأسلوب و الشكليات هو جوهر النقد ذاته .

كما أننا يجب أن نفرق جيدا بين النقد و الإنتقاد ، فلئن

كان الأول مثمر و يلتزم صاحبه قدر الإمكان بالموضوعية

و عدم التحيز ، فإنّ الثاني غايته الهدم لأنه لا ينظر إلا

إلى السلبيات أمّا الإيجابيات فليست هدفه و لا غايته .

لذلك فمن الواجب علينا قبل الإهتمام بأسلوب النقد أن

نهتمّ بمضمونه و غاياته ، و أن نبتعد قدر الإمكان عن

الإنتقاد الذي لا نجني من ورائه شيئا .

كما لا بدّ أن نشير إلى أنّه ليس كلّ نقد بنقد ، فالإقتصار

على ذكر الإيجابيات و التغافل أو غض النظر عن السلبيات

يُعدّ عيبا من عيوب النقد أيضا ، و هو نوع من الموالاة

العمياء و الإنتصار لبعض الأفكار أو الأشخاص أو النظم

السياسية دون تمحيص أو إعمال للعقل.

فهل تفضلون النقد النزيه و إن كان لاذعا ؟ أم أنكم تميلون

إلى الإنتقاد أو التمجيد ؟

و هل أنّ النقد اليوم يسير في طريقه الصحيح ؟ أم أننا

في حاجة إلى أن نحدد له أهدافه و غاياته من جديد ؟ .

و ما هي الأسباب التي تجعل النّاقد يحيد عن الموضوعية

في النقد ؟

النقد الموضوعي هو الجانب الهام الذي يساعد على البناء والتنقية والتخلص من الاخطاء وهو يبتعد عن التجريح والهجوم والاساءة

اما النقد الهدام فهو عامل يخريبي ينم عن حقد وتقعر الافق العقلي للناقد
شكرا على الطرح المهم

الأخ بسام

يختلف النقد باختلاف وجهة نظر الناقد و غايته و أهدافه . و بالرغم

من اختلاف النقد الذي نشجعه و ندعمه لأنه لا يقتصر على إبراز

السلبيات قدر اهتمامه بطرح البديل أو البدائل لما هو سائد إلا أن

هناك نوع من النقد غايته التشويه و الإقصاء و التهميش لما هو

جوهري و هام . و هذا النوع الأخير من النقد يسمى الإنتقاد و غايته

الهدم فحسب .

لك تحياتي و ودّي

» « تأملات في النقد الأسطوري »
» المؤلف والنص بين النقد والعودة ..!!!
» النقد الذاتي و العمل على مواصلة الثورة
» صندوق النقد الدولي: ما جرى في تونس يؤكد ضرورة التصدي للبطالة في الدول العربية