الأعياد...في سوريا
مجتمع سوري
الخميس 24-12-2009م
نعيش هذه الأيام فرحة أعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية بعد أن عبرنا بفرحتنا عيد الأضحى المبارك وعيد رأس السنة الهجرية، وفي مثل هذه المناسبات تتبلور حقائق هي أساس النسيج الاجتماعي في بلدنا الحبيب سورية،وفي مقدمتها عدم وجود أي خطوط فاصلة بين أبناء هذا البلد الذين يعبرون كل يوم عن مزيد من الحب والألفة والمودة والوعي...في كل المدن والقرى التي يعيش فيها المسلمون والمسيحيون جنباً إلى جنب وبنسبة متقاربة من حيث العدد في عديد من القرى، وفيها يتوحد صوت الأذان المرتفع من المساجد مع قرع أجراس الكنائس في لوحة صوتية تشكيلية عنوانها سورية الأحلى..... في أعياد المسلمين يكون المسيحيون هم السباقون للمباركة وتقديم التهنئة، وفي شهر رمضان المبارك يحترم الإخوة المسيحيون طقوس إخوانهم المسلمين فلا يأكلون ولا يشربون أمامهم في تعبير صادق عن الحب المتبادل بين الجميع...وفي أعياد المسيحيين يسارع المسلمون بدورهم إلى تقديم التهنئة والمباركة بذات الحب وذات التقدير والاحترام....وفي بلدة الصفصافة يوجد هناك دير مار الياس الذي ينتصب شامخاً فوق أعلى قممها ويعود بناؤه إلى القرن الثاني عشر، وفي التاسع عشر من تموز في كل عام هناك عيد دير مار الياس والذي يستمر يومين ويتحول إلى تظاهرة اجتماعية وتسويقية يشارك فيها المسلمون بالزخم ذاته الذي يشارك به المسيحيون، وضمن حرم الدير وضمن جدران بنائه هناك مزار للمسلمين لتأكيد حالة التوحد التي نتحدث عنها....من هذه التفاصيل ترفرف أعيادنا بفرحتها وتنطلق إلى الدنيا بتباشير الخير ورنة الوعد الجميل بحياة كلها فرح ولقاء ومودة...
هذه الحالة نجدها في جميع القرى والمدن السورية التي لا تنتمي إلا لهويتها الوطنية وهكذا هي الأعياد...!