الكلمـــــة الحـــــرّة
الكلمـــــة الحـــــرّة
الكلمـــــة الحـــــرّة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الكلمـــــة الحـــــرّة

منتدى ثقافي عام
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 في ذكرى وفاته : السيّاب ثورة الشعر ومأساة المرض

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
????
زائر




في ذكرى وفاته : السيّاب ثورة الشعر ومأساة المرض Empty
مُساهمةموضوع: في ذكرى وفاته : السيّاب ثورة الشعر ومأساة المرض   في ذكرى وفاته : السيّاب ثورة الشعر ومأساة المرض I_icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 29, 2009 3:52 am

في ذكرى وفاته: السيّاب ثورة الشعر ومأساة المرض
الخميس 24-12-2009
ولد بدر شاكر السيّاب عام 1926 في قرية مغمورة تدعى «جيكور» قرب البصرة جنوبي العراق وقد أضحت هذه القرية التي تتناثر فيها البيوت الطينية المحرومة من الماء والكهرباء ذات شهرة واسعة في الوطن العربي لأنها مسقط رأس السيّاب وملعب طفولته المرحة من ناحية ولأنه كتب لها أجمل قصائد الحنين والشوق العارم:
جيكور ستولد من جرحي‏
من غصة موتي، من ناري‏
سيفيض البيدر بالقمح‏
والجرن سيضحك للصبح‏
والقرية داراً عن دار‏
تتماوج أنغاماً حلوة‏
والشيخ ينام على الربوة‏
والنخيل يوسوس أسراري‏
وهو يمثل في حياته وموته مأساة وفجيعة قلما عرفها الشعر والشعراء في العصر الحديث وكم كان يذكرنا بمعاناة وصبر أيوب عليه السلام منذ أن شكا من ساقيه ثم تباطأ بهما ثم حملهما بدل أن تحملاه إلى يومه الأخير على حد تعبير الشاعر يوسف الخال.‏
طارده المرض دون رحمة أو هوادة منذ بدايات شبابه حتى تمكن منه وسبب له مرضه الغامض ما يشبه الشلل في ساقيه النحيلتين فرحل إلى بيروت ودمشق والكويت ولندن وروما من أجل العلاج وهو المفلس على نفقة شلة من أصدقائه الأوفياء نذكر منهم: يوسف الخال، وخليل حاوي، وسلمى الخضراء الجيوسي، وخليل رامز سركيس، وبدعم من بعض الجهات العربية والأجنبية، إلا أن هؤلاء الأطباء عجزوا عن تشخيص حالته والتخفيف من آلامه المبرحة بل إن أحدهم ابتزه وسلبه كل مدخراته ما دفع بالشاعر خليل حاوي إلى مناشدة وزارة الصحة اللبنانية للضغط على الطبيب الألماني الذي يزاول مهنته في بيروت وكذلك زوجته المعالجة الفيزيائية لإعادة بعض ماله فكان لحاوي ما أراد.‏
وبعد عودته إلى العراق تدهورت صحته فأرسلت (جمعية المؤلفين والكتّاب العراقيين) ببغداد رسالة استغاثة إلى وزارة الصحة العراقية تتوسط لديها لمعالجة السيّاب مجاناً وتأخر الرد الرسمي وفي نفس الوقت كان الشاعر الكويتي علي السبّي قد نشر نداءً موجهاً لوزير الصحة الكويتي (محمد التنيان) يناشده فيه معالجة السيّاب على حساب الحكومة فرحب الوزير بذلك وكان من متذوقي ومحبي شعر السيّاب.‏
وسافر السيّاب على متن إحدى الطائرات العراقية بتاريخ 6 تموز 1964 فاستقبله بالمطار صديقه السبّي وأدخل إلى المشفى الأميري لكن بعد فوات الأوان وبلوغ السكين العظم فكان رحيله عن عالمنا في يوم الخميس الموافق للرابع والعشرين من كانون الأول 1964 في حوالي الساعة الثالثة بعد الظهر عن عمر ناهر الـ 38 سنة.‏
وحين وصل جثمان السيّاب إلى البصرة بسيارة رافقها الشاعر علي السبّي كانت الدار مغلقة إذ إن عائلة السيّاب زوجته إقبال وأولاده أخرجت من الدار بأمر من مصلحة الموانئ العراقية لنفاد إجازته الصحية وعدم عودته للعمل وراح صديقه يبحث عن مكان يسمح له بإيداع الجثمان ريثما يجري الدفن وما يسبقه من تحضيرات وحين أخفق في تأمين المنزل أوصل الجثمان إلى المسجد حيث اجتمع قلة من الأهل والأصحاب وبعد صلاة الجنازة والدعاء له نقل الجثمان مرة ثانية بالسيارة إلى مقبرة الزاهد (الحسن البصري) في البصرة بحضور بضعة رجال فقط وكان يوم الدفن يوماً ماطراً لم تر المدينة مثله منذ سنوات:‏
أكاد أسمع النخيل يشرب المطر‏
وأسمع القرى تئن والمهاجرين‏
يصارعون بالمجاذيف وبالقلوع‏
عواصف الخليج والرعد منشدين:‏
مطر.. مطر.. مطر‏
وصفوة القول.. إن السيّاب نظم الشعر التقليدي في الأربعينيات من القرن العشرين شأنه في ذلك شأن بقية الشعراء الرواد في بدايات حياتهم الأدبية وبعد هذه المرحلة درس السيّاب الأدب الغربي في نماذجه الحداثية ولاسيما في شعر (إليوت) و (ايديث سيتويل) وقد أوصلته هذه الحداثة الوافدة إلى حداثة شعرية عربية رائدة فرضت نفسها بقوة على المشهد الشعري العربي.‏
وكان الإدخال الحداثي المهم الثاني الذي نجح السيّاب في ترسيخه برأي الناقدة المرموقة سلمى الخضراء الجيوسي هو إدخال عنصر الأسطورة إلى الشعر بصورة مدهشة وفي هذا التجديد كان السيّاب هو الرائد الأول بامتياز وستبقى ذكراه خالدة في تاريخ الشعر العربي ما دام هناك من يتذوق الشعر الصافي الذي يحتفظ بأصالته في السبك والمعنى وفي نضارة اللغة التي لا تذبل كأزاهير ميتة تبدد شذى أريجها.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
في ذكرى وفاته : السيّاب ثورة الشعر ومأساة المرض
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ثورة حب
» ثورة حلم
» ثورة العبيد
» القذافي و ثورة الهلوسة
» ثورة المهمشين في بريطانيا

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الكلمـــــة الحـــــرّة :: منتدى النصوص الأدبية المنقولة-
انتقل الى: