الكلمـــــة الحـــــرّة
الكلمـــــة الحـــــرّة
الكلمـــــة الحـــــرّة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الكلمـــــة الحـــــرّة

منتدى ثقافي عام
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الشاعر تميم البرغوثي -فلسطين

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20284
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر تميم البرغوثي -فلسطين Empty
مُساهمةموضوع: الشاعر تميم البرغوثي -فلسطين   الشاعر تميم البرغوثي -فلسطين I_icon_minitimeالأحد يناير 03, 2010 4:50 am

سيرة ذاتية مختصرة لتميم البرغوثي





تميم البرغوثي شاعر فلسطيني ولد بالقاهرة عام 1977. له خمسة دواوين باللغة العربية الفصحى وبالعاميتين الفلسطينية والمصرية، هي:

ميجانا، عن بيت الشعر الفلسطيني برام الله عام 1999

المنظر، عن دار الشروق بالقاهرة عام 2002

قالوا لي بتحب مصر قلت مش عارف، عن دار الشروق بالقاهرة عام 2005

مقام عراق، عن دار أطلس للنشر بالقاهرة عام 2005

في القدس، دار الشروق بالقاهرة وطبعة برام الله خاصة بفلسطين 2008

حصل على الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة بوسطن بالولايات المتحدة الأمريكية عام 2004

عمل أستاذاً مساعداً للعلوم السياسية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، ومحاضراً بجامعة برلين الحرة، كما عمل بقسم الشؤون السياسية بالأمانة العامة للأمم المتحدة بنيويورك، وبعثة الأمم المتحدة بالسودان، وباحثاً في العلوم السياسية بمعهد برلين للدراسات المتقدمة وهو يعمل حالياً أستاذاً مساعداً للعلوم السياسية في جامعة جورجتاون بواشنطن.

له كتابان في العلوم السياسية: الأول باللغة العربية بعنوان: الوطنية الأليفة: الوفد وبناء الدولة الوطنية في ظل الاستعمار صدر عن دار الكتب والوثائق القومية بالقاهرة، عام 2007، والثاني بالإنجليزية The Umma and the Dawla: the Nation state and the Arab Middle East عن مفهومي الأمة والدولة في العالم العربي صدر عن دار بلوتو للنشر بلندن، عام 2008.





مقام عراق

كُفّوا لســــانَ المراثـي إنها تَـرَفُ
عن سائرِ المـوتِ هذا المـوتُ يختلفُ
يا من تصيـحونَ يا وَيْلِي ويا لَهَفِي
واللهِ لم يـأْتِ بعدُ الوَيْــــــــلُ واللَهَـفُ
ضَـلَّ الكَــــــلامُ وضَلَّ المهـتدونَ به
إن الصـفـــــــاتِ خِيـاناتٌ لمـا تَصِـفُ
المـرءُ سـِرٌّّ ووَجْـهُ المَرْءِ يـكتُمُهُ
تَحتــارُ هَلْ عرفوا أم بَعْـدُ ما عرفوا
تُخْبِـرُهم فَتَرى في صمـتهم خَدَراً
كالشيـخِ عَزَّاهُ عن قَتْــلِ ابْنِهِ الخَرَفُ
إن يصـبروا لا تُصَدِّقْ أنهم صَبَرُوا
أو يضـــــعفوا لا تُصَـدِّقْ أنهم ضَعُفُوا
انظر إليهم أقــــاموا الليلَ في شغـلِ
تحت هـــــــلالٍ بغيـر الخـوفِ يرتـجِفُ
يضَمِّـــــــــِدُون نـخيـلَ اللهِ في زمـنٍ
للحــــرب لا السِّلْمِ فيه يُرْفَعُ السّـَعَفُ
تعـانقَ المــوتُ فيهم والحيـاة ُ كما
تعـانقتْ في الحـروفِ الــــلامُ والألِــفُ

**** *** ****

يا هلالْ
يا ابتسامةَ ليلٍ عليلٍ، يُجَامِلُ أمثالَنا الزائرينْ
يا استدراةَ نونٍ بخطِّ ابنِ مقلةَ
يقسمُ قارئها أنّها النّونُ في قول ربّكَ "كنْ"
يتفرّعُ من حبرها شجرٌ يسكرُ الخلقَ
يا سيّدي أجمعينْ

شَهِدْتَ تَفَرُّعَ تَاريِخِنا كَغصونِ الخيَالْ
وشَهِدْتَ وداعتَه حين كان بريئاً كعينِ الغزالْ
وشهدتَ تيبُّسَهُ كقرونِ الوعولْ
تشاركنا كلَّ ليلٍ قصيرٍ وتسهر وحدَكَ في كلِّ ليلٍ يَطُولْ
وأنتَ الذي نامَ بينَ المقابرِ كَيْ لا يَرَاهُ المغولُ ببغدادَ يا صاحبي
ثمّ عُدْتَ، كما يَصِفُ اْبْنُ الأَثِيرِ، تُعانِقُ من عاشَ مِن أهلِها
بعد سِتِّ أسابيعَ
كي تَتَدَبَّر أَمْرَ المعايِشِ،
لا بُدَّ من قَمَرٍ يَسْهَرُ الليلَ
حتى وإن كانَ فيها مَغُولْ

يا جَلِيلَ النُّحُولْ
يا خَفِيَّ الكمالْ
يا رفيقَ الرفاقِ إليكَ السؤالْ
هل سَأَلْتَ وأنت تَعُدُّ خُطَانَا مِنَ الهِجْرَةِ النَّبَوِيَّةِ حتى احتلالِ العِراقْ
هل رَفِقْتَ بنا
يا رفيقَ الرفاقْ

فقال الهلالْ:
أنا الِاحتمالْ
أنا الزَّعمُ أن اللإضاءةَ في الليلِ ممكنةٌ دونَ أن تظلمَ النارُ زيتاً
ودونَ افتخارِ الدُّخَانِ بلا وَجْهِ حَقٍّ على العالمينْ

أنا الليلُ حينَ يخالفُ فِطْرَتَهُ ويُضِيءُ
أنا الاحتمالُ الضئيلْ
أقولُ لكم إنَّ شمساً، وإن فارَقَتْ، ما تَزَالُ هُنا
في زوايا السماءِ
ووجهيِ عليها الدَّليلْ
أنا الاحتمالُ الخفيفُ الثقيلْ
أنا كُلَّما أضَعَفَ الله ضوئي طالَبْتُكم أن تَرَوْنِيَ أكثَرَ
هاتوا مناظيرَكُم واستعِدُّوا
أنا الأَمَلُ المستَغِلُّ الذي دائماً يطلبُ المستحيلْ

يُوقِنُ الراصدونَ بأن لا صَبَاحَ سَيَطْلُعُ مِنِّي
لأني ضعيفٌ نحيفٌ هزيلْ
ولكنَّهُم يُذْهَلُونَ إذا ما أَطَلَّ عليكم بِوَجْهِي صباحٌ جديدْ
لم أَغِبْ، كنتُ أحضِرُه من مَكَامِنِهِ،
أَيْ نَعَمْ، مِتُّ حتى أتيتُ بِهِ
فأنا الميِّتُ الحيُّ فيهِ
اْذكروني اْذكروني إذا جاء صبحٌ
ففي كلِّ صبحٍ هلالٌ شهيدْ
....
....
....
....
**** *** ****

قالَ الهــلالُ ينــادي كلَّ من قُـتِلُوا
المـوت محتمـلٌ ضيفاً به ثـِقـلُ
كذا قيامِيَ بعدَ الموتِ، مُحْتَمَـلُ
يا قـائِمِي الليلِ لا خوفٌ ولا وَجَلُ

أنا لكم وَلَـدٌ إن شِئْتُ أو سَلَفُ

قالَ الهلالُ : أنا الموْلـى أنا المولـى
يا أهلَ وُدّي ، أنا مولى دمِ القتـلى
تحتَ القنـابلِ أتــــــلو سورةَ الأعلى
ولن تردَّ المنـايــــــا سـورةٌ تـُتلى
لكنْ نمـوتُ وفي أسـماعنا شرَفُ

حَيِّ المأذِنَ تحتَ القصفِ تَنْتَصـِبُ
حَتىَّ الطيورُ التي من حَوْلِها عَرَبُ
تُطَمْئِنُ الأهْلَ إذْ يجتاحُها اللَهِـبُ:
أنا بخيرٍ فلا خـــــــــوفٌ ولا رَهَـبُ
ما زِلتُ أُقْصَفُ لكن لستُ أنْقَصِفُ



عدل سابقا من قبل bassam65 في الأحد يناير 03, 2010 2:15 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20284
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر تميم البرغوثي -فلسطين Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر تميم البرغوثي -فلسطين   الشاعر تميم البرغوثي -فلسطين I_icon_minitimeالأحد يناير 03, 2010 4:52 am

تميم البرغوثي
مقام عراق

كُفّوا لسـانَ المراثـي إنها تَـرَفُ عن سائرِ المـوتِ هذا المـوتُ يختلفُ
وضَمّـِدُوا النخلَ سَبـْعاً إنه زمـنٌ للحرب لا السِّلْمِ فيه يُرْفَعُ السّـَعَفُ
ضَـلَّ الكَـلامُ وضَلَّ المهـتدونَ به إن الصـفاتِ خِيـاناتٌ لمـا تَصِـفُ
المـرءُ سـِرٌّّ ووَجْـهُ المَرْءِ يـكتُمُهُ تَحتـارُ هَلْ عرفوا أم بَعْـدُ ما عرفوا
تُخْبِـرُهم فَتَرى في صمـتهم خَدَراً كالشيـخِ عَزَّاهُ عن قَتْـلِ اْبْنِهِ الخَرَفُ
إن يصـبروا لا تُصَدِّقْ أنهم صَبَرُوا أو يضـعفوا لا تُصَـدِّقْ أنهم ضَعُفُوا
يا من تصيـحونَ يا وَيْلِي ويا لَهَفِي واللهِ لم يـأْتِ بعدُ الوَيْـلُ واللَهَـفُ
هذِي المصـيبةُ لا يرقى الحِـدادُ لها لا كـربلاءُ رَأَتْ هـذا ولا النَّجَـفُ

هذا استهلال، والاستهلال استهلال الدمعِ واستدعاءُ الهلال، والهلال مقياس الزمان وسِجِلَّ المسلمين،
قُلامةُ الأظفر، وقارِب الفِضَّة، مهدُ الليل وطريدُ النهار فيه...

يا هلالْ
عَلَمَ المؤمنينْ
أيها القاربُ المتَأَرجِحُ ذاتَ اليمينِ وذاتَ الشمالْ
شمالك مُعْتَلَّةٌ واليمينْ
يا هلالْ
أيها القاربُ المتأرجحُ تمحو وتكتب كيفَ تميلُ مصائرَنَا
في الحروبِ المقيمةِ أو في السلامِ السِّجالْ
يا هلالْ
يا مشابكَ شعرِ الصبايا وقوسَ الرموشْ
يا قُلامَةَ ظُفْرِ الوحوشْ
تحوِّلها من زئير الصَّحاري إلى رسمةٍ في ثياب المدارسْ
يا قُلامَةَ ظُفْرِ الرجالْ
تقيَّدُهم بالبلاغةِ في السُّوَرِ البَيِّناتِ فلا يعتدون على الذاتِ والآخرينْ
يا هلالْ
يا ابتسامةَ ليلٍ عليلٍ، يُجَامِلُ أمثالَنا الزائرينْ
يا أنينْ
يا جنينْ
يا حزينْ
يا مؤانسْ
بليلٍ طويلِ الهمومِ بطيئِ النجومِ كثير الوَسَاوِسْ

ويا أيها الشاهد الأبديّْ
يا حبيب النبيّْ
ويا من أضأت الطريقَ لجبريلَ
تُمسِكُه من يَدَيْهِ لغارِ حِراءٍ
وقلتَ لَهُ:
إنَّهُ هاهُنا فَتَفَضَّلْ
ويا من تَنَقَّبْتَ حَتَّى هَرَبْتَ وهَرَّبْتَهُ
وَسُيوفُ قريشٍ بأغمادِها تَتَمَلْمَلْ
ويا من هَدَيْتَ الحَمَامَةَ أن تَضَعَ العُشَّ في باب مخبئِهِ
دونَ أيِّ مكانٍ سواهُ على رُقْعَةِ الصَحَراءْ
ويا من تبسَّمَ مِثْلَ الشيوخِ بأعراسِ أحفادِهم،
وكأنَّكَِ وحدَكَ تَفْهَمُ أيَّ انتقامٍ أرادَ لهم
حينَ قالَ:
اْذْهبوا أنتم الطُُلَقَاءْ
ودونَ جميعِ الذينَ أَحَبُّوكَ من أُمَمِ الأرضِ
أَهْدَيتَ نَفْسَكَ للمسلمينَ
إذا ما بَنَوا قُبَّةً يا هلالُ
تجاورُها وتغازِلهُا
وتُجَمِّلُها وبها تَتَجَمَّل

يا صباحاً تأجَّلْ

شَهِدْتَ تَفَرُّعَ تَاريِخِنا كَقُرُونِ الغَزَالْ
وتَحَمَّلتَ صُحْبَتَنَا ما اْسْتَطَعْتَ
رَغِيفاً يُغَمَّسُ بالزيت فجراً
دنانيرَ يرمي بها الشعراءُ لخَمَّارِهم
لا لتبذيرِهم بل لأنَّ الدنانيرَ ليست تليقُ بشعرٍ يقالْ
ووجهاً لجاريةِ تتقنُ العَرَبِيَّةَ لكنَّها خلطت بين زايٍ وذالْ
وترساً عتيقاً توارَثَهُ بائعُ الخَزِّ عن جَدِّهِ البَدَوِيّْ
يُفاجِئُهُ كُلَّما احتاجَهُ أَنَّهُ لم يَزَلْ صالحاً للقتالْ
وتَحَمَّلْتَ صُحْبَتَنَا ما اْسْتَطَعْتَ
ترى ما ترى من قبيحٍ فتغضبُ منا
إلى أن ترى ما ترى من جَمَالْ
تشاركنا كلَّ ليلٍ قصيرٍ وتسهر وحدَكَ في كلِّ ليلٍ يَطُولْ

ثُمَّ أنتَ الذي نامَ بينَ المقابرِ كَيْ لا يَرَاهُ المغولُ ببغدادَ يا صاحبي
وَعُدْتَ، كما يَصِفُ اْبْنُ الأَثِيرِ، تُعانِقُ من عاشَ مِن أهلِها
بعد سِتِّ أسابيعَ
كي تَتَدَبَّر أَمْرَ المعايِشِ،
لا بُدَّ من قَمَرٍ يَسْهَرُ الليلَ
حتى وإن كانَ فيها مَغُولْ

يا جَلِيلَ النُّحُولْ
يا خَفِيَّ الكمالْ

أيُّها الصفحةُ المستديرةُ
ليسَتْ بياضاً تماماً
وليست سواداً تماماً
وليسَ يضيعُ عليها الكلامُ
وليسَ يُسَجَّلْ

ويا سِرَّ قوميْ الذي ما تَأَوَّلْ
ويا من أَعِنَّةُ أعمارِنا في يَدَيهِ
ويا مَنْ يُشِيرُ إلى قِبْلَةِ اللهِ ما يَتَحَوَّلْ
يحنُّ إليها، تَحِنُّ إليهِ
لذا تُبصرونَ ذِراعَيهِ ممتَدَّتَيْنِ كما دائماً للعناقْ

يا هلالاً تَنَزَّلَ من أُفْقِهِ
غُرَّةً في جبينِ البُراقْ
يا هلالاً حراماً عليهِ المحاقْ
يا هلالاً لنا
يا رفيقَ الرفاقْ
هل سَأَلْتَ وأنت تَعُدُّ خُطَانَا مِنَ الهِجْرَةِ النَّبَوِيَّةِ حتى احتلالِ العِراقْ
هل رَفِقْتَ بنا
يا رفيقَ الرفاقْ

قال الهلالْ
أنا الاحتمالْ
أنا الزَّعمُ أن اللإضاءةَ في الليلِ ممكنةٌ دونَ أن تظلمَ النارُ زيتاً
ودونَ افتخارِ الدُّخَانِ بلا وَجْهِ حَقٍّ على العالمينْ

أنا الليلُ حينَ يخالفُ فِطْرَتَهُ ويُضِيءُ
أنا الاحتمالُ الضئيلْ
أقولُ لكم إنَّ شمساً، وإن فارَقَتْ، ما تَزَالُ هُنا
في زوايا السماءِ
ووجهيِ عليها الدَّليلْ
أنا الاحتمالُ الخفيفُ الثقيلْ
أنا كُلَّما أضَعَفَ الله ضوئي طالَبْتُكم أن تَرَوْنِيَ أكثَرَ
هاتوا مناظيرَكُم واستعِدُّوا
أنا الأَمَلُ المستَغِلُّ الذي دائماً يطلبُ المستحيلْ

يُوقِنُ الراصدونَ بأن لا صَبَاحَ سَيَطْلُعُ مِنِّي
لأني ضعيفٌ نحيفٌ هزيلْ
ويأتونكم بالبراهينِ، هذا هُوَ العِلْمُ
إن الأَهِلَّةَ أَبْخَلُ من أن تَجُودَ عليكم بنورٍ
وإن الأَهِلَّةّ محضُ صخورٍ
ويأتونكم بالبراهينِ
وعدُ الهلالِ لكم بالضياءِ ضلالْ
ويقولون إذ يُمْعِنُ الليلُ في نَفْسِهِ
وأكادُ أغيبُ
انظروا، إنه سوف يَتْرُكُكُمْ للظلام،
ويَنْتَحِلُونَ لِيَ العُذْرَ،
إن الظَّلامَ كَثِيرٌ
وإن الهلالَ قليلْ
ولكنَّهُم يُذْهَلُونَ إذا ما أَطَلَّ عليكم بِوَجْهِي صباحٌ جديدْ
لم أَغِبْ، كنتُ أحضِرُه من مَكَامِنِهِ،
أَيْ نَعَمْ، مِتُّ حتى أتيتُ بِهِ
فأنا الميِّتُ الحيُّ فيهِ
اْذكروني اْذكروني إذا جاء صبحٌ
ففي كلِّ صبحٍ هلالٌ شهيدْ

وقال الهلالْ
أنا الاحتمالُ بكل المعاني
أنا الاحتمالُ الذي في السؤالْ
أنا الاحتمالُ الذي في القواعدْ
أنا الاحتمالُ بمعنى الأَمَلْ
أنا الاحتمال الذي في الجَمَلْ
وأنا الاحتمال بمعنى الرَّحِيلِ
إذا اْرْتَحَل الرَّكْبُ قِيلَ اْحْتَمَلْ

وقال الهلالْ
أنا ذو الشهادةِ
بالمعنيينِ، شهيدٌ، وشاهدْ

وكل احتمالٍ يكونُ شهيداً
وكل شهيدٍ يكون احتمالاً
فصبراً زماني
ستدري، إذا أَذِنَ اللهُ لي فِيكَ،
أيَّ عَدُوٍّ كريمٍ تُعانِدْ

أنا بِذْرةٌ في حقولِ الليالي
يُبَشِّرُها بالزوالِ اكتمالي
وإنْ أكتملْ فاْكْتِمالي زَوَالي
وإن زُلْتُ عُدْتُ إلى مَوْلِدِي
بذرةً في حقولِ الليالي

ظلامٌ ونورٌ وحقٌّ وزورٌ وطفلٌ وماردْ
أنا الليلُ في النُّورِ والنُّورُ في الليلِ
والكُلُّ في الجزءِ والجزءُ في الكُلِّ
أعني المعاني جميعاً
ومعنايَ واحدْ

ألا أيُّها الناسُ لا تَسألوا هل رَفِقْتُ بكم
أَمِثْلي يُعَاتِبُهُ مثلُكم؟
أنا صاحبُ النَّولِ
ظهري تَقَوَّسَ من جِلستي
إذ أَسُلُّ من الليلِ خَيطاً فَخَيطاً
وأَغْزِلُ ثوباً لكم
ثُمَّ في ليلةٍ من ليالي المحرَّمْ
أتاني الغزاةُ إلى منزلي
يَلبسُونَ الحديدْ
والأدِلاَّءُ منكم
ألا أيُّها الناسُ لا تسألوا هل رَفِقْتُ بكم
واسألوا
هل حفظتم عَلَيَّ مَشِيبي
وعهديْ البعيدْ
المـوت محتمل ضيفاً به ثقـلُ كذا قيامِيَ بعدَ الموتِ، مُحْتَمَـلُ
والليلُ حِمْلٌ أنا مِنْ تحتِه جَمَـلُ يا قائِمِيْ الليلِ لا خوفٌ ولا وَجَلُ
أنا لكم وَلَدٌ إن شِئْتُ أو سَلَفُ
قالَ الهلالُ وبعضُ القَولِ لا يَصِلُ إلا إذا ماتَ بعضُ القَوْمِ أو قُتِلُوا
هل يَعْلَمُ المدَّعُونَ العَجْزَ ما فَعَلُوا قَدْ أَثْكَلُوا اللهَ لو من شَأْنِهِ الثَّكَلُ
بلْ ذاكَ أهْوَنُ من بعضِ الذي اقْتَرَفُوا
كُفُّوا لسانَ المراثي إنها تَرَفُ
***

"أَرَى العِراقَ طَويلَ الليلْ"
قالها جدُّنا يرثي أميرةً من بني حمدان،
يقولُ إنَّ ليلَهُ طالَ وهو بالعراق بعيدٌ عنها،
فكيف بليلِ أخيها في حلب،
ليس للبيت كبير معنى، لكن أثْقَلَهُ التاريخ

"أَرَى العراقَ طويلَ الليلْ"
يا أبا الطَيِّب، قد كُنَّا أَخَذْنا عليكَ عهداً أن لا يجوزَ الشعرُ بَعْدَك،
كان الشِّعرُ سِرَّاً وأَذَعْتَهُ، قَمَرَاً أَنْزَلْتَهُ وفَرَّقْتَهُ على التلاميذ،
فأعطيتَ كُلاًّ منهم قطعةً عليها اْسمُكْ
لا يجاوِرُ شِعْرَك بعدَها إلا نثرٌ وإن اتَّزَنْ
فكيفَ سَمَحْتَ لذلكَ الهاوِي المبتَدِئ، المسَمَّى بالتاريخ
أن يكتُبَ كلَّ هذِهِ المراثي إِذَنْ
كيفَ سمحتَ لهُ أن يُلْزِمَ أبياتَكَ مَعْنَىً لم يكن فيها
كيفَ كانَ لهُ أنْ يُحَوِّلَ كلامَكَ إلى زكائبِ خَيشٍ يملؤُها بما يَشَاءْ
ليسَ التاريخ شاعراً يا جَدِّي، لكنَّهُ يُغَشِّشُ الشُّعَراءْ
قاتلٌ يُطْعِمُ العصافير، ومِثْلُهُ لا يُؤْتَمَنْ
فَكَيْفَ سَمَحْتَ إِذَنْ

"أرى العراق طويل الليل"
أَكُنْتَ تعني رَأْيَ العَين،
ليلاً حِسِيّاً طويلاً،
تزيدُهُ حرارةُ الجَو ّ
وغَلاظةُ رقابِ الأمراء،
يجفل من حولها الهواء
تاركاً فراغاً خانقاً لأيِّ حَيٍّ يقترب؟

أم كنت تعني رأْيَ أهلَ الحسابِ والمنطق،
أنَّ من يملكِ الجنةَ يَعِشْ بينَ نارَيْن،
نارِ الدفاعِ عنها إن بَقِيَتْ،
ونارِ الندمِ على خُسرانِها إن ضاعت؟


أم كنت تعني رأي الرؤيا؟
كأنك أصبت من النبوة بعضها،
في أي بلورةٍ نَظَرْتَ؟
أي بلورةٍ تحمَّلَت أن تَمُرَّ عليها مشاهدُ تاريخِنا بعدَكَ،
دون أن تنفجر؟
أي كتابٍ من كتبِ الفَلَك،
لم يحترقْ من الأحداثِ المتوقَّعَةِ في طالِعَِنا؟
في أي كفٍّ أوجبينٍ رَأَيْتَنَا يا جَدُّ،
وأيَّ شيءٍ رَأَيْت؟

هل رأيت عُلْبَةَ الأسبرين وحدَها تماماً في مركزِ الأورام؟
هل رأيتَ ذلكَ الإيمانَ العصبيَّ عندَ الأمهاتِ أن موتَ الأطفالِ قضاءٌ وقدر؟
هل رأيتَ الشَّيْبَ في مَفَارقِ السَّعَف، وخُشُونَةَ الجذوعِ تسكُنُ أصواتَ البنات؟
هل رَأَيْتَ وقفةَ الجنديِّ يطلبُ مُرَتَّبَهُ من عَدُوِّهِ ثمَّ لا يُعطِيه، هل رَأَيْتَ بَعْدَ ذلكَ استشهادَه؟
أكنت تعلمُ بهذا الوَيلِ المتْقَن، والقتل العُموميّْ؟
والطائراتُ تُعيدُ تعريفَ السماءِ لنا، والخطوطُ الحُمْرُ تعيدُ تعريفَ الأرضْ
جَعَلَتِ الخريطةَ عجوزاً متصابيةً طاعنةً في ألوانِها الاصطناعيَّةْ
أيُّ عدوانٍ على جَدَّتِكَ الوَقُورِ أَشَدُّ من أن يُلَوِّنَ لها صِبْيَةُ الحَيِّ وَجْهَهَا
بهذه الحدودِ الدَّوليَّة!
"أرى العراقَ طويلَ الليلِ مذ نُعِيَتْ فَكَيْفَ لَيلُ فتى الفتيان في حَلَبِ"
صَحَّ اللِّسانْ، الليلُ نقيضُ هذه الألوانْ، يهبطُ على الخريطةِ كالحجابْ
يستر العجوزَ والصَّبِيِّة، وَيَضُمُّهُمَا مَعَاً
في المصيبةْ

أرى العراقَ طويلَ الليلْ
نامَ جَدِّي أبو الطَّيِّبِ أحمدُ بْنُ الحُسَيْنِ المتَنَبِّي
لَيْلَ الأربعاءِ على الخَميس، لسبعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً خَلَوْنَ من المحرَّم عامَ أربعةٍ وعشرينَ وأربعِمائةٍ وألفْ
على قصفِ الطائراتِ الأميركية لبغدادْ
وقامَ جَدِّي، على أصواتِ المؤَذِّنين
يقيمونَ صلاةَ الفجرْ
حي المآذنَ تحتَ القصفِ تَبْتَهـِلُ الشِّعرُ أنتِ وباقي الشِّعرِ مُنْتَحَلُ
أنتِ رسولٌ خَلَتْ من قَبْلِهِ الرُّسُلُ لكنَّ أهلَكِ صَمُّوا عَنْكِ أو جَهِلُوا
فَلا يَرَوْنَ الضُّحَى والشَّمْسُ تَنْتَصِفُ
حَيِّ المأذِنَ تحتَ القصفِ تَنْتَصـِبُ حَتىَّ الطيورُ التي من حَوْلِها عَرَبُ
تُطَمْئِنُ الأهْلَ إذْ يجتاحُها اللَهِـبُ أنا بخيرٍ فلا خـوفٌ ولا رَهَـبُ
ما زِلتُ أُقْصَفُ لكن لستُ أنْقَصِفُ
كُفُّوا لسانَ المراثي إنها تَرَفُ
***


طَائِفَةٌ مِنَ الحَدَّادِينَ المكفُوفِينَ نحنْ
نَدُقُّ معادنَ لا نعلَمُ أُصُولَها
ونُصَبِّرُ أنفسَنا على النار
حاسبينَ أننا نصنعُ شمساً من ذَهَبْ
والدهرُ يمشى على إيقاعِ مطارقِنا
وعلى الباب ينتظر الناس أن نَخْبِزَ الشمسَ لهم
أَتَوا بالدَّراهِمِ والدَّعَوات
يُغَنُّونَ لنا ولها:
يا شمسُ كوني لِنَفسِ المرءِ مطهـرَها يا شمسُ ولْتَجْعلينا بعضَ داراتِك
ويابْنَ آدم صُمْ للهِ إن تَـرَها وصلِّ كي يغفرَ الرحمانُ زَلاَّتِك
هي التي كَتَبَتْ في الكَفَّ أسْطُرَها فأصبحت طُرُقاً تقتادُ خَطْواتِك
يا شَيْخَ طائفةِ العميانِ كنْ عَجِـلاً متى بِرَبِّـكَ هذا الأمـرَ تُنهيهِ
أجابهم قائلاً:
بالله صـبراً علينـا يا مـوالينا في صُنْـعِ شمسِكُمُ طالَت ليالينا
عميانُ نعمل في سوقِ الحديدِ ونجلوهُ إلى أن جـلا شيـبٌ نواصينا
نصنـعُ ما يطلُبُ الشـاري ونجهلُهُ ولا نرى كم من الأموالِ يعطينا
نَقْتَرِضُ العَيْـشَ من دنيا ً مُـرابِيَةٍ تُسْرقُنا لا هَدَى الله المـرابينا
قالَ الرجالُ اْطْرُقُـوا شمساً لِتَهْدِيَنا تهدي البصيرَ ولكن كَيْفَ تهدينا
عميانُ نطرقُ شمسـاً لم نكن أبداً عشـَّاقَها لا ولا كـُنَّا مُبالِينا
ولا نـري أين ما تهوي مطـارقُنا ولا نبـالي بـما تأتيـهِ أيدينـا
لكنَّنـا رغمَ هذ العجزِ أرفَعُ قَدْراً مِنْكِ يا شمسَنا إن كُنْتِ تدرينا
إن كنتِ طا لعـة ً أو كنتِ غائبةً مهما فعـلْتِ فأمرٌ ليْسَ يَعنِينا
والشمسُ تاريخُنـا إذ لا مجازَ هنا وإن عَمِينا فمـا تَعْمَى معانينـا
نَصْنَـعُ تاريخَنـا عَفْواً ويَصْنَعُنـا شيخٌ و أعمى وفيـهِ كُلُّ ما فينا
ومنذ ألفٍ من الأعـوامِ يَنْتَـظرُ الرِّجـالُ شمساً بها ظَلُّوا مجانينا
شمـسٌ تعيـدُ لهم أمواتَهـم زُمَراً ثُمَّ تُقِيمُ على العَـدْلِ الموازينا
وَتَرْحَـمُ الناسَ من دنياً معـاويةٍ وتُنْجِزُ الأَمْرَ لم يُنْجَــزْ بِصِفِّينا
يا أَهْلَنَا اْسْتَمِعُوا، عِنِدي لَكُم خَبَرٌ يُضْنِيكُمــو لو أُدَارِيهِ ويُضْنِينا
لا شمسَ بل كُرَةٌ من مَعدن طُلِيَتْ وليــسَ إشراقُها إلا تَلاوِيـنا
يا من نَذَرْتُم إذا عادَ الأُلى ذَهَبُوا سَتَبْذُرُونَ إلى الطَفِّ الرَّيـاحِينا
لالن يَعُودُوا لكم قَطْعاً لأنهمـوا ما بينَ أضْلُعِكُم ظَلُّوا مَسَـاجِينا

قالوا له مالذي يا شيخ تعنيهِ
يا شيخَ طا ئفةِ العميانِ، هَلْ عَلِمَتْ يـداكَ ما أَخْطَأَتْــهُ عينُ رائِيهِ
يا شيـخ طائفة العمـيان أبـد لنا ماكنـتَ عنـَّا بحقِّ اللهِ تُخْفِيهِ
إن العَمَى بيننا يا شيخُ مُقْتَسَــمٌ إن العَمَى ليسَ إلا ما نُسَــمِّيهِ

فقالَ والحقُّ موقوفٌ على فِيهِ:
يسألني عن مكان البيتِ مُبْصِرُكُم يا بانِيَ البَيْتِ فاحْفَظْ أَيْـنَ تَبْنِيهِ

قُوموا إذا ما أَرَدْتم أن يُقَامَ بِكـُم فَقَـدْ يُؤخِّـرُ من خَـيرٍ تَمَنِّيهِ
بئسِ انْتِظارُكُمو القَوْمَ الذينَ مَضَوا إن انْتِظَارَكُمُو حَبْسٌ وهـم فِيهِ

يا من بَكَوْا ظُلْمَ مَنْ في كَرْبَلا ظُلِمُوا هَاتُوا المرايا فأنتم يا رجـالُ هُمُو
ماذا أُعَلِّمُـكُم والعِلـْمُ عِنْدَكُمُو أعمىً يقودُ بصيراً لا أبــالَكُمُو
قد ضَلَّ من كانَتِ العميانُ تَهدِيهِ"[‌أ]

أناْ بَشِّارُ بْنُ بُرْدْ
أنا من يحفظُ في كَفَّيْهِ جُدرانَ المكانْ
أصْبَحَتْ من طُولِ جَسِّي جَانِبَيْها
طُرْقُ بغدادَ وخَطُّ اللهِ في كَفِّي سِيَانْ
أناْ بَشِّارُ بْنُ بُرْدْ

أَنَاْ مَنْ أَذَّنَ في غير الأَوَانْ
كنتُ سكرانَ ولكن
أَنَاْ من ماتَ فِداءً للأَذَانْ[‌ب]
أَنَاْ بَشِّارُ بْنُ بُرْدْ

قائدُ العميانِ في طرقاتِ بغدادَ إلي أبياتهم والمبصرينْ
أَنَاْ من أَبْصَرَ ما في السَّيفِ من ليلٍ تهاوَت مِن أَعَالِيهِ الكَواكِبْ
أَنَاْ من غَرَّبَ طيرَ الشِّعرِ عن أوطانِهِ
أنا من لم يبقَ من ديوانِهِ
إلا اشتباك وارتباك بين أستاذ وطالبْ
أَنَاْ من دافَعَ عن إبليسَ في عِصيانِهِ
أَنَاْ من ماتَ على إيمانِهِ
أنا من لا فرق عندي بين محجوب وحاجبْ
وأنا من تسكن الأسرار في إعلانِهِ
وأنا طِفلٌ إذا وَبَّخَهُ الدَّهرُ يَرُدّْ
أناْ بَشِّارُ بْنُ بُرْدْ

أناْ من أَذَّنَ تحَتَ القَصْفِ فَجْراً
أَفْتِلُ الصَّوْتَ حِبَالاً
أَرْبُطُ الأُفْقَ بها أَنْ يَتَهَاوَى
مثلَ إعصارٍ وبحَّارٍ وقارِبْ
كل من أذَّن في بغداد مثلي
ألفُ بحَّارٍ وبحَّارٍ يَشُدُّونَ سماءً كالمراكبْ
تَتَهاوَىَ وَنَشُدّْ
أناْ بَشِّارُ بْنُ بُرْدْ

اللهُ أكبرُ تحتَ القصـفِ تَنْدَفِعُ وكلَّما ضاقَ عنها الأُفُـقُ يَتَّسِعُ
إن القَنَابِلَ تَهـْوِي وَهْيَ تَرْتَفِعُ نُبُوءَةٌ أَسْمَعَتْكُمْ لَوْ لَكُـمْ سَمَعُ
لا جِنَّ يَحْضُرُ إلا سَوْفَ يَنْصَرِفُ
عَنِّي خُذُوها وقُولُوا قَالَ بَشَّارُ لا تدَّعُوا العجزَ ما في العجزِ أعذارُ
تَعَمُّدُ المَــرءِ للنسيانِ تِذْكارُ وبعضُ من حَزِنُوا في حُزْنِهـم عارُ
والحزن كالذنب بالإخفاءِ يَنْكَشِفُ
لا تدعوا العجزَ فالأعمَى له بَصَرُ والريحُ مجتاحـةً يجتاحُـها الشَّجَرُ
كما تُكَسِّرُهُ فالرِّيـحُ تَنْكَـسِرُ لا يَعذُرُ المـوتُ من يأتِـيهِ يَعتَذِرُ
وقُوَّةُ السيفِ فاعلمْ، أصلُها رَهَفُ
كُفُّوا لسانَ المراثي نها تَرَفُ
***
نخلَ العراقِ أنا أعمَى ولم أَرَ ما
أَصابَ قَومِيْ وإِنِّي لا أُصَدِّقُهُمْ
إن أَخْبَرُوني فَأَخْبِرني بِرَبِّكَ يا
نخلَ العراقِ وإنْ
شَكَكْْتَ في نِيَّتي
فَاْسْأَلْ شُيُوخِيَ في
سُوُحِ المساجِدِ تَعْلَمْ
أنَّني حافظٌ للقَوْلِ مُؤْتَمَنٌ
يَبْقَى لَدَيَّ إذا ضاعَ الكلامُ سُدَى
نخلَ العراقِ اسْرُدِ التاريخَ مُكتَمِلاً
كما شَهِدْتَ عليهِ لا كما وَرَدَا
يا رافعَ التمرِ عن أَيْدِي الرجالِ فلا
يَنالُهُ أَحَدٌ إلا أذا صَعَدَا
صُعُودَ مَنْ لا يُبالي خَلْفَهُ أَحَدَا
صُعُودَ مُستَشهدٍ في الحربِ مُسْتَغْرِقٍ
في مَوتِهِ مِثْلَ ذي وَجْدٍ وما وَجَدَا
يا رايةَ الإِنْسِ في الصِّحْراءِ تُعْلِمُ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ كَأُمٍّ تجمعُ الوَلَدَا
تَعُدُّ أولادُها طُولَ الزَّمانِ ولا تستكملُ العَدَدَا
يا نخلُ يا عَلَماً يُسْقَى المياهَ ويُعْطِي رِزْقَهُ بَلَحاً
وكلُّ أعلامِنا تُسقَى بأعمارِنا ثُمَّ الثِّمارُ رَدَى

يا نخلُ يا داعياً لله يسأَلُهُ فينا بخيرٍ أَوَفَّى الله ما وَعَدَا؟
يا نخلُ يا شاهداً قد كانَ ينظُرُ للأدنَى يُسَجَّلُ ما يَرَى
فَمَلَّ وَوَلَّى وَجْهَهُ صُعُدَا
مِثْلَ غَزَالٍ لَهُ فَوْقَ السَّماءِ مُرُوجٌ كانَ مُعتقلاً
في الأرضِ حتى إذا ما فكَّها شَرَدَا
يا نخلُ يا بَيْتَ شِعْرٍ عَزَّ قائِلُهُ
فَظَلَّ مَعناهُ ظَنَّاً صاعِداً أَبَدَا
يَفْنَى الزمانُ ولا يَرقَى لما قَصَدَا
يا وَشْمَ صَحْرائِنا تحتَ الخِمَارِ بَدَا
يا أيها العارفُ الصُّوفيُّ يَنْكُثُ سِتْرَ الغَيْبِ مُجتَهِدَا
يا طَيْفَ لَيْلَى دَنَا حتى أقامَ نِيامَ الرَّكْبِ وابتَعَدَا
نخلَ العراقِ أجِبْنَا هل نَجَوْتَ من القَصْفِ الأخيرِ وَهَلْ
نجا سواكَ، وَمِنْ أيِّ الجِهاتِ أَتَوْا، أيُّ الدُّرُوبِ تُرَاها بَعْدُ ما أُخِذَتْ؟
يا نَخْلَنَا، أُمةٌ بينَ الملاجِئِ تحتَ الأرضِ ساجدةٌ، ولا صَلاةَ لها،
وُجُوهُها في التُّرابِ المرِّ لَيْسَ تَرَى شَيئاً سِواهُ
وَأَنْتَ وَحَدَكَ المستقيمُ الظَّهْرِ تُبْصِرُ ما يَجْرِي
فَخَبِّرْ جَزَاكَ اللهُ خَيراً عن العُمْيانِ، كلَّ حديثٍ واْحْفَظِ السَّنَدَا
يا نخلُ واْخْتَصِرِ الأخبارَ في خَبَرٍ
كما يُقَطِّرُ أهلُ الطِّبِّ غابةَ أعشابٍ بنُقطَةِ ماءٍ
او كما حَزَمَ البَدْوُ البُيُوتَ على أكتافِهِم وَمَضَوا
أو مثلما اْخْتَصَرَتْ "ألله أكبرُ"، إن تَحْسِبْ تَلاوِينَها،
رَفَّ قَوَامِيسَ من مِثْلِ كتابِ بنِ مَنْظُورٍ
وذاك إذا ما الدَّارِسُ اقْتَصَدَا
لايسمحُ الفاتحُ الغازي لمن هُزِمُوا أن يَأْخُذُوا مَعَهُم أخبارَهم
إنَّها يا نخلُ كانت لهم في حَرْبِهِ مَدَدَا
يا نخلُ قُلْ وَاْختَصِرْ، إنَّ العِدى وَصَلُوا
يا نخلُ يا باقِياً أقْوامُه رَحَلُوا
يا نخلُ هلاَّ سَألْتَ اليومَ من قُتِلُوا
هَلْ يَقْتُلُ اليأْسُ أم هَلْ يَقْتُلُ الأَمَلُ
نخلَ العراقِ اْسْرُدِ التاريخَ مُكتَمِلاً
حتى نَرَى أنَّهُ ما ليسَ يَكتَمِلُ
وأنَّهُ لم يَزَلْ فيهِ لنا عَمَلُ
نخلَ العراقِ جَزَاكَ اللهُ صَالحةً
أُسْرُدْ لنا ما تَرَى لا ما الوَرَى نَقَلُوا
فليسَ من غابَ عن يومٍ كمن شَهِدَا

قالت النخل،
من يشهدْ ما شَهِدْنا
تَكُنْ مريبةً سلامتُه
وأنا لم أكن وحدي
لقد كنتم شُهوداً معي
موتُكم حماكم
وأعفاكم
من عبءِ الرِّواية
وكاد يُودِي بي

كنا دائماً معاً
أطعمتُ أطفالَكم وأطعمتُ قَتَلَتَهُمْ
وأنتم منحتموني أطفالاً وقتلةْ
أنا منبرُ الأمير
ولكنَّ الأميرَ منكم
أنا صليبُ الأشراف
ولكنَّكُم
حين صُلِبْتُمْ عَلَيَّ، صُلِبْتُ عَلَيْكُم
لستُ بَرِيئَةً من دَمِكُم
وَلستم أبرياءَ من دَمِي
رَأَيتم ورَأَيْت
ونَسيتم ونسيت
تَساوَيْنا في الجريمة
ولكنْ لم نَتَسَاوَ في العِقاب
سامحتكم ولم تسامحوني
هاجرتم وترتكتموني
هل رأيتم غابةَ نخلٍ تهُاجِرُ عَتَباً على أهْلِها
أيُّها الموتى، أيُّها المدَّعونَ الموْت،
أنا مذنبةٌ، معترفةٌ بذنبي
فسامحوني
وعودوا
إنِّي سَمِعتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ يَقُول
"أكرِمُوا عَمَّاتِكُمُ النَّخْل"

يا عمَّةْ يا عَمَّةْ
يا أُمَّةَ الأُمَّةْ
يا عَمَّةُ اْعْفِينا
صَعْبٌ تَلاقِينا
كم عِلَّةٍ فِينا
يا عَمَّتي جَمَّةْ
يا عمَّة يا عَمَّةْ

كَلَّتْ أَيَادِينا
عن تمرِ أَهْلِينا
يقولُ رَائِينا
بعضُ النَّوَىْ رَحمةْ
يا عمَّةْ يا عَمَّةْ

واللهِ ما خانا
من ماتَ ظَمْآنا
لَوْلا مَنَايانا
لم نَخْفِرِ الذِّمَّةْ
يا عمَّةْ يا عَمَّةْ

ياعمَّتي هاتي
نجمَ السَّمَاواتِ
أُسْمِعْهُ أنَّاتي
في النُّورِ والظُّلْمَة
يا عمَّةْ يا عَمَّةْ

يا نخلةَ الوَادِي
لا نَالَكِ العَادِي
يا عمَّةُ اْزْدَادِي
من هَمِّكِ الهِمَّةْ
يا عمَّةْ يا عَمَّةْ

يا أُخْتَ آدَمَ هَلْ
عَنِ الغِيَاثِ مَهَلْ
إذا هِلالٌ هَلْ
أَعْطَى الزَّمانَ اْسْمَه
يا عمَّةْ يا عَمَّةْ

أَعْطَى الشُّهُورَ أَبَا
فَأَصْبَحَتْ عَرَبَا
أَكْرِمْ بِهِ نَسَبَا
أَكْرِمْ بِهَا تُهْمَةْ
يا عمَّةْ يا عَمَّةْ

أنا هِلالُ النَّاسْ
جاسَ المدَى ما جاسْ
بَيْنَ الرَّجَا والياسْ
والدَّمعِ والبَسْمَةْ
يا عمَّةْ يا عَمَّةْ

يا سِرَّنا العَلَنَا
ما كانَ أجْمَلَنَا
هَلْ تَأْذَنِينَ لَنَا
بِالنَّوْحِ يا عَمَّةْ؟

رُوحِي فِدَىً لسقاة النَّخلِ مِنْ مُضَرِ لا يَقبلونَ عَـزَاءً في دَمٍ هَـــدَرِ
مَضَوا فَكِدْتُ أَنَا أَمْضِي عَلَى الأَثَرِ لا أَفْهَمُ الفـَرقَ بِيْنَ النَّخْلِ والبَشَرِ
كلا الفريقينِ فيه التَّمْرُ والحَشَفُ
تَقُولُ نخلُ العراقِ الحَـقُّ ذُو غُـرَرِ نِعْمـَ البُكَـاءُ إِذا لم يُـودِ بالنَّظَـرِ
ولم يُؤَخِّرْكَ عن ثَارَاتِكَ الأُخَـــرِ مَتَى مَشَى الدَّهْرُ من قَوْمِي عَلَى حَذَرِ
حَلَّ لهم من دُمُوعِ العَيْنِ ما ذَرَفُوا
كُفًّوا لِسَانَ المراثِي إنها تَرَفُ

***
عَنْزَةٌ تَتَعَثَّرُ بَيْنَ الخرائبْ
وكانت إذا عَنْزَةٌ عَثَرَتْ بالعِراق
يَظَلُّ لها عُمَرٌ لا يَنَامْ
فَكَمْ عَثَرَتْ فِيهِ مِنْ أُمَّةٍ
وَكَمْ مِنْ أَمِيمٍ وَكَمْ مِنْ إِمامْ
وَكَمْ مِنْ إِلهٍ أُطِيحَ بِهِ
وَكَمْ مِنْ إِلهٍ أُقِيمَ فَقَامْ

عَنْزَةٌ تَتَعَثَّرُ بَيْنَ الخرائبْ
وَتَبْحَثُ في ما تَبَقَّى مِنَ المُتْحَفِ الوَطَنِيِّ بِبَغَدَادَ
عَنْ عُشْبَةٍ أو وَثِيقَةْ
وَلا فَرْقَ إِنْ جَاعَتِ العَنْزُ بَيْنَهُمَا
وَلا فَرْقَ بَيْنَهُمَا في الحقِيقَةْ؛
عُشْبَةٌ في الخرابِ تُوَثِّقُهُ
أو وَثَائِقُ في الرمل تُوْرِقُه
رُبَّما كَانَتِ العَنْزُ أَهْدَى
فَخُلُّوا الطَّرِيقَ لها
والطَّريقَةْ

يُحكَى أن "نبو" إلهَ الحكمةِ في بابلَ أُلْقِيَتْ فيه عِلَّةُ العشق، فرأى أوَّلَ ما رأى عنزةً فعشقها. اقترب منها، فارْتَعَبَتْ من طولِه وعرضِه، هَرَبَتْ فتبعَها. الإلهُ يركضُ وراءَ العنزة، والعنزةُ لا تفهمُ ما يريدُ الإله. ثم إن فهمت، فهي لا تريدُهُ زوجاً :كيف لإلهِ الحكمةِ أن يمنحَها عنزاً صغاراً ويناطحَ عنها الكباش، العنزةُ لا تريده. والإلهُ يريدُ العنزة.

وارتبك مَجْمَعُ الآلهة:
إنليل: قَتَلَنا ذلك المجنونُ، أضاعَ سمعتنا. نحنُ الذينَ لا ترانا العيونُ إلا وهماً، أصبحنا نُلَمْلِمُهُ كل عَشِيَّةٍ يركضُ وراءَ العنزِ في الزرائب. أضحكَ أسنانَ الفلاحينَ، تلك التي لا ينظفونها أبداً، علينا. جرَّسنا ذلك الأبله، فماذا نصنعُ بِه...إلهٌ يحبُّ عنزة، اين شرعُهُ وشرعِيَّتُهُ إذن!!

آنو: دَعْكَ من حديثِ الشرعيَّةِ هذا يا عَزيزي، فأنت تعلمُ أنَّهُ لولا طيبةُ قلبِ هؤلاءِ العبادِ، لما كُنَّا ولا بقينا. أنتَ تَعلمُ أنَّنا خَوفُهُم ورَجَاؤُهم ، مضافونَ إلى ضمائرِهم فلا نكونُ إلا بهم. أنتَ تَعلمُ ما شرعِيَّتُنا، فَعَدِّ عن هذا الحديث، نحنُ لسنا شيئاً.

إنليل: مَهْ، نحنُ نُجْرِي البحارَ، ونقودُ السحابَ، ونُخْرِجُ النباتَ من الصخرِ ونستولدُ البرقَ رعداً والرعدَ ماءً، وأنتَ تقولُ لسنا شيئاً، أين يُذهبُ بِك؟

آنو: أنتَ أدْرَى، البحارُ تجرِي والسحابُ يسرِي والنباتُ يَخْرُجُ مِنَ الصَّخرِ، وأنتَ واللهِ ما تُحسِنُ أن تُعِدَّ فَطُورَك، نحن لسنا شيئاً.

إنليل: بلى وحقِّ أبيك. نحنُ ظنُّ الناس، نحنُ الظنُّ، وما أدْرَاكَ ما الظنُّ، الظنُّ مُجرِي السحابِ ومخرجُ النباتِ من الحَجَرْ. نَعَمْ، أدري أنْ لا شيءَ يملأ ُالفراغَ ما بينَ البِساطِ الأسودِ والخيمةِ الزرقاءِ، لكنَّ ذلك اللاشيءَ هو الذي يمسِكُها أن تَنْهارَ على رؤوسِ الناس. نحن الهواءُ حولَهُ ماءٌ، وعلى الماءِ الأرضُ وعلى الأرضِ الناسُ...

آنو: فقاعةٌ إذَنْ!

إنليل: إن شئتَ، لكنها فقاعةٌ تُدْعَى العالَمَ يا جُعِلْتُ فِداك. وهذا الأبلهُ الأرعنُ ، يُخَاطِرُ بنا على قَرْنِ عنزةٍ، تُعَفِّر على عَقِبَيها ولا تفهمُ الحديث!

آنو: نحن لا شيئ، والعنزةُ شيء، محقةٌ العنزةُ في رفضِ أخينا وزميلِنا الأُستاذ، العنزُ أرفعُ منَّا مقاماً، نحنُ الظنُّ، نحن الكلام، نحن اللغة، لا شيئ سوى اللغةِ، أتنطحُ اللغة؟ هل ترى إذا جَعَلْتَ اللغةَ في حقلٍ من الشعيرِ والبرسيم، أينقصُ البرسيمُ شيئاً؟ خبرني إنليل، هل منعتَ فيضاناً عن عبيدِك؟ هل سقيتهم ماءً حين استسقَوك؟ هل نصرتهم على عدوٍّ دهمهم؟ هل خلقتَ الحُبَّ في قلبِ معشوقةِ شاعرٍ قتلَ نفسَهُ لأنها تحبُّ زبَّالاً عوضاً عنه؟ خبرني إنليل، هل فَعَلْتَ إلا أن وزَّعتَ الأسماءَ كالقهوةِ في المآتمِ والحلوى في الأعراس؟ أسميتَ الفيضانَ غضباً، والقحطَ حرباً بينك وبيني، وعزوفَ المرأةِ ذنباً تُحْرَقُ من أَجْلِهِ على مذبحِك، وموتَ الشاعرِ استشهاداً يكونُ لأجلِهِ قبرُهُ معبداً لك. أنتَ تُوَزِّعُ الأسماءَ يا إنليل، نحنُ أسماءُ نوزِّعُ أسماءَ ولولا الأسماءِ لَصِرْنا تماثيلَ من حَجَرٍ عاطلةً عن العملِ يا إنليل. والعنزةُ عنزة، سمِّها بَبَّغاءَ، قرداً، بحراً، غضباً، سحراً، أزمةً، قرباناً، فواللهِ ما تُغَيِّرُ نَغْمَةً من ثُغَاءِها، ولا حَرَكَةَ فَكَّيها إذْ تَمْضُغُ العَشْبَ ولا نَتَنَ رِيحِها، ولا غُلْمَتَها للكِباش، ولا طَعْمَ لَبَنِها، العنزةُ عنزةٌ وسمَّها ما شِئْت. العنزةُ أكبرُ مِنَّا مَقَاماً.

إنليل: أنتَ إلهٌ لا يَعرِفُ ما يقول، إن نَكُنْ خَيالاً فلسنا هراءً ولا هذيانا، وإن نكن مجازاً فلسنا كذباً ولا بهتانا، فَكَِّرْ في الكُهَّان، إن كانوا سَحَرَةً أم أَطِبَّاءَ، واللهِ لايعالجونَ الناسَ إلا بأسمائنا، فإن لم يقدِرُوا على شفاءِهم فَبِنا يجعلونَ الداءَ محتملاً والعيشَ ممكناً ولو إلى حِين، ماذا يصنعونَ بدونِنا، ما تَصْنَعُ امرأةٌ تؤمنُ أنَّ ابنَها ذا السنواتِ العشرِ والذي لن يَكْبُرَ ابداً أصبحَ نخلةً في فناءِ معبدِك، ما يَصْنَعُ الرجالُ الذينَ حاربوا وانهزموا وما عاشوا إلا لتنصرَهم في الجولةِ القادمة، ما يَصْنَعُ الذينَ حاربوا وانتصروا وما حاربوا إلا في سبيلِك، ما يَصْنَعُ المحاصرونَ إذا انسدَّتْ كلُّ الطُّرُقِ إلى مَدِينَتِهم إلا تلكَ التي تؤدِّيهم إلى النُّجوم، اصْبر يا أخي إن للعالمِ حقاً عَلَيْك...

آنو: وفيمَ الصبرُ وعَلامَ!! هذه كلُّها جرائم، أخوكَ الآخرُ يلاحقُها في الزرائب، لا غروَ إنَّهُ إلهُ الحِكْمَة، أتريد أن يرمِيَنا الناسُ بالحجارة. تعالَ نَكْنْ عَنْزاً...عسى أن يغفرَ لنا عبيدُنا ما صَنَعْنَا بهم

إنليل: وكيفَ نكونُ عنزاً...أنقدر؟.

آنو: ألم أقل لك؟ لا نقدرُ على شيء. يا إنليل، هل أنتَ قادرٌ أن تكون؟...

إنليل: قادرٌ أن أكونَ إلهاً.

آنو: ليس عن هذا سألتك، هل أنت قادرٌ أن تكون...عنزة

أنليل: عنزة!

آنو: نعم عنزة، أتقدر أن تكون عنزة؟ أتقدر أن تكون أسداً، بقرةً، حماراً، بَكَرَةً على بئرٍ، قفلاً، مفتاحاً، حذاءاً، يا إنليل، هل أنتَ قادرٌ أن تكون؟
أجب!

عَنْزَةٌ تَتَعَثَّرُ بَيْنَ الخرائبْ
تَجُوزُ مِنَ المتحفِ الوَطَنِيِّ إلى المَكْتَبَةْ
وَتَبْحَثُ عَنْ مُصْحَفٍ أعَجَزَ النَّارَ أَنْ تَنْهَبَهْ
فَلَمَّا خَبَتْ عَنْهُ أَشْعَلَ أَحْرُفَهُ في الظَّلامْ
كَأَنَّ الزَّخَارِفَ في جَانِبَيْهِ مُنَزَّلَةٌ كَالكَلامْ
تَرَكْنَ اللَّياليْ مُشَكَّلَةً مُعْرَبَةْ
عَنْزَةٌ تَتَعَثَّرُ بَيْنَ الخرائبْ
تَجُوزُ مِنَ المتحفِ الوَطَنِيِّ إلى المكْتَبَةْ

قالَ أبو منصُورٍ الحلاَّج:

حبيبي اختراعٌ لئيمْ
هُو موجودٌ ما كنْتَ خائفاً منه أو راغباً فيهْ
موجودٌ ما كنْتَ محتاجاً إليهْ
فإن غَضِبْتَ عَلَيهْ
لم يَعُدْ موجوداً
وَوَاللهِ لا يكونُ الحبيبُ إلا هَكَذَا
مجازاً يرامُ ولا ينالْ
ليسَ به نَقْصٌ ولا كمالْ
من شكَّ عندي فقد آمَن
واليقينُ ضَلالْ
حبيبي مجازٌ لا يُنالْ
ليس به نقصٌ
ولا كَمَالْ

أُحِبُّهُ حُبَّاً وَرَبِّ الكَعْبَةْ
مِنْ مِثْلِهِ اْسْتَعْفَى النَّبِيُّ رَبَّهْ
وَلا أَرَاهُ آمِنَ المَغَبَّةْ
أُحِبُّ إِلْفِي وَأُحِبُّ حُبَّهْ
يَجْمَعُ لي جَفَاءَهُ وَقُرْبَهْ
كَأَنَّهُ الهِلالُ فَوْقَ القُبَّةْ
أَوِ النَّدَى بَيْنَ خُيُوطِ القِرْبَةْ
أَوْ لَمْعَةٌ مَرَّتْ بِرَأْسِ حَرْبَةْ
أَهْواهُ إِنْ يَأْبَهْ وَإِنْ لم يَأْبَهْ
هَوَىً حَوَيْتُ شَرْقَهُ وَغَرْبَهْ
وَدَمْعَ عَيْنٍ مَا كَفَفْتُ غَرْبَهْ
يا غُرْبَةَ الدَّارِ وَدَارَ الغُرْبَةْ
وَيْحَ الفَتَى، إذا أَطَاعَ قَلْبَهْ
جَرَّ عَلَيْهِ قَتْلَهُ وَصَلْبَهْ

قال:
لا يكون الذنب ذنباً إلا إذا تبرَّأَ منه مرتكبُه، فإن أحبه واعتقده صار قولاً له ورسالةً منه، وما نبيُّ قَومٍ ورسولهم إلا مجرماً عندهم،
كانوا مؤمنين قبل أن يَتَنَبَّأْ، فلمَّا جاءَه الوحيُ انقلبوا في التاريخ كُفَّاراً، ألا تراه أوجعهم بها، ألا تراهم جرَّمُوه عليها،
لكنه أحبَّ جريمته تلك، حُبُّهُ لهم جَرِيمَتُهُ في حقهم وإن أهداههم خَيْرَ الدارين، وجَرِيمَتُهُ في حقهم حُبُّهُ لهم وإن سفك دماءهم،
أَحْبِبْ جريمتَكَ يا أخي تَفُزْ بها والحقُّ حقٌّ على الوَجْهَيْنْ؛

نَادَيْتُ بَغْدَاداً وَأَهْلَ بَغْدَادْ
عُمْرِي إذا أَنْقَصْتُمُوهُ يَزْدَادْ
الحقُّ في عَبَاءَتِي والأَشْهَادْ
ما حِدْتُ عُنْهُ طَرْفَةً وَلا حَادْ
أَوْقَفَنِي عِنْدَ اْلْتِقَاءِ اْلأَضْدَادْ
حَيْثُ اليَقِينُ يَلْتَقِي بِالإلْحَادْ
أنا وشَكِّيْ ظَبْيَةٌ وصَيَّادْ
يَصْطَادُني يَوْماً ويَوْماً أَصْطادْ
كَفَّاً بِكَفٍ للصَّلِيبِ نُقْتَادْ
لا سامَح اللهُ الهَوَى ولا كادْ

ثم قال حين صلب:

حَبِيـبي أيُّهـا القَمَــرُ المُنِيرُ بِحُسْنِكَ مِنْ جَفَائِكَ نَسْتَجِيرُ
أَتَهْجُـرُنَـا وَأَنْتَ لَنَــا أَمِيرُ إِذَا مَا اْشْتَدَّ في الدَّهْـرِ النَّكِيرُ
أَيَا مَنْ نَرْتَجِيهِ في النَّوائِبْ
دَعَوْتُكَ إِذْ بَلِيتُ وَحَـانَ حَيْنِي كَطِفْلٍ ظَلَّ مَرْفُــوعَ اليَدَيْنِ
لِتَرْفَعَنِي إِلَيْـكَ بَغَيْمَتَيْـــنِ فَلَمْ أَرَ عِنْدَمَــا قَلَّبْتُ عَيْنِي
سِوَى عَنْزٍ تَعَثَّرُ في الخرائِبْ

مَا عَنْزَةٌ عَثَرَتْ بَلْ سَيِّدِي عَثَرا ظَلَّ وَقَدْ بَرَزَ الأَعْدَاءُ مُسْتَتِرَا
يَا عَنْزَةً أَرَّقَتْ عَنْ نَوْمِهِ عُمَرَا أَسْتَوْدِعُ اللهَ في بَغْدَادَ لي قَمَرَا
باِلكَرْخِ مِنْ فَلَكِ الأَزْرَارِ مَطْلَعُهُ"
ما زَالَ مَوْلايَ يُدْنِينِي وَيَرْدَعُـني أَطْلُبُ مِنْهُ اْرْتِيَاحَاً وَهْوَ يُوجِعُني
فَحِينَ أَيْقَنْتُ مِنْ أَنْ لَيْسَ يَسْمَعُنى "وَدَّعْتُهُ وَبِوُدِّي لَوْ يُوَدِّعُــني
صَفُو الحياةِ وَأَنِّي لا أُوَدِّعُهُ"

مات أبو منصور غَيْرَ منصورٍ بالحق بين بُردَيْه
جنازتُه عَنْزَةٌ عرجاء
مات كافراً وشاكاً ومؤمناً معاً
تاركاً وجعاً
كالوشم الأخضر في وجه السماء
لم يبق منه إلا فُضُولُ المستشرقين
ومُرَاوَحَةُ الشعراء يُفاصِلونَ التاريخَ في سوقِ الأقْنِعَةْ

أمَّا ما كان من أمر المندوب السامي ببغداد
فما إن عُلِمَ لَدَيْه
أن أَحَدَ أهلها كان يخفي الحقَّ في عباءته
حتىأصدر مُذَكِّرةً بالقبضِ عليه
وما يزالُ الجنود
يُفَتِّشونَ كل عباءةٍ تمرُّ بهم
إلى يومِ الناسِ هَذَا

يا أَهْـلَ بغـدادَ يا أَهْـلَ المرؤاتِ الحقُّ فيكم صحيحُ الوَصْفِ والذَّاتِ
لا في الأَرَاضِي ولا فَوْقَ السَّمَاواتِ يا بَارَكَ اللهُ في تلكَ العَبَاءاتِ
يا قَطْرَةً كُلُّ بَحْرٍ مِنْكِ مُغْتَرَفُ
قُولُـوا لمـن أَرَّقَـتْهُ عُثْرةُ الشَّــاةِ كم عَثْرَةٍ كَشَفَتْ طُرْقاً خَفِيَّاتِ
ما غَيْرُكُـمْ سَوْفَ يـَأْتِي بِالإِجَابَـاتِ فَرُبَّ مَكْسُورَةٍ تَهْدِي الصَّحِيحَاتِ
هَدْياً وَرُبَّ صَلاحٍ جَرَّهُ التَّلَفُ
هَلْ يَسْمَعُ الصَّوتَ مَنْ في مِصْرَ والشَّامِ إنَّ أَصَحَّ الجِراحِ الظَّاهِر ُ الدَّامِي
يا كاتِـمَ الجُـرْحِ مِـنْ عَامٍ إلى عَامِ فَلْيَعْرِفِ المرءُ مَنْ مَندُوبُهُ السَّامِي
فإنَّها سـُبَّةٌ أن يُعْبَدَ الخَزَفُ
كُفًّوا لِسانَ المراثي إنها تَرَفُ
***
رأيتُ المحـرَّمَ يمشـي وحيـداً ينادي ألا لا إلـهَ سِـواكْ
ثقيلاً كأنَّ السمـاءَ حديــدٌ خفيفـاً كأنَّ البلاد َ شِرَاكْ
يُرِيدُ الرَّحِيـلَ لكلِّ الجِهـاتِ كَأَنْ لا نجاةَ لَهُ أو هَـلاكْ
عَلَى ظَهــْرِهِ كُـلُّ مِيراثـِه يجوبُ البِلادَ جَوابَ الملاكْ
يَقـُولُ السـلامُ عَلَيكُـم هُنَا وَيَقُولُ السلامُ عَلَيْكُم هُنَاكْ
***
دَعُوني أنا الشَّهْرُ الحرامُ المحرَّمُ دعوني دعوني لا عَفَا اللهُ عَنْكُمُ
أنا أَلَـمٌ طِفْـلٌ أَدَمْتُمْ طُفُولَتي وَلا أَلَمٌ إلا يَشِــيخُ وَيَهْرَمُ
خُذُوا حُرْمَتي عَنِّي فَإِنَّي سَئِمْتُها تَشِي بِيَ مِنْ دُونِ الشُّهورِ وَتُعْلِمُ
تُخَبِّرُكُمْ أَنِّي ضَعِيـفٌ بِحُبِّكُمْ فَيُؤْلِمُني ما لَيْسَ للشَّهْرِ يُؤْلِمُ
أَرَاكُم وباقي أشْهُرِ العامِ لا تَرَى كَذَلكَ أرزاقُ الشُّهـورِ تُقَسَّمُ
فلو لم أكنْ شَهْراً حَراماً مَرَرْتُ في مَصَارِعِكُمْ مَرَّ الصَّـبا أَتَرَنَّمُ
ولم أَمْشِ كالمجنـونِ كُلَّ عَشِيَّةٍ عَلَى كُلِّ شِبْرٍ في الفَلاةِ أُسَلَّمُ
أُكَلِّمُ مَوْتَى في البـلادِ كأنَّهُم هُمُ الأرضُ إلا أنها ليـسَ تَفْهَمُ
فَلَوْ فَهِمَتْ كَفَّتْ رَحَى دَوَرَانِها حِدَاداً على أهلِ العراقَيْنِ مِنْهُمُ
أَيَدْرِي كَثِيبُ الرَّمْـلِ إنْ كانَ أَصْلَه صبيٌ أريبٌ أم فَقيهٌ مُعَمَّمُ
أَتَدْرِي عُرُوقُ النَّخْلِ أيُّ كَرِيمةٍ مِنَ الناسِ تُسْقَى حِينَ تُسْقَى وتُطْعَمُ
سَــلامٌ عَلَيْكُمْ يا بَنِيَّ وَإِخْوَتي بِمَا هَدَّني قَوْلي السَّلامُ عَلَيْكُمُ

فَقَالَتْ لَهُ الكُثْبَانُ وَهْيَ بَلِيغَةٌ:
تَحَمَّلْ أيُّها الشَّهْرُ الحـرامُ رَعَتْكَ عُيونُ رَبٍّ لا يَنَامُ
فَإِنْ تَصْبِرْ فَقَدْ صَبَرَ الكِرامُ وَإِنْ تَكْفُرْ فَمِثْلُكَ لا يُلامُ
تَحَمَّلْ أيُّها الشَّهْرُ الحرامُ
تَحَمَّلْ أَيُّها الشَّيْخُ الجليلُ تَحَمَّلْ أَيُّها الطَّلَلُ المحيـلُ
تَحَمَّلْ أَيُّها الوَلَدُ الجميلُ ولا تَعْتِبْ عَلَيْهِم أَنْ يَمِيلُوا
فَمُنْذُ مَتَى رَأَيْتَهُمُ اْسْتَقَامُوا
ولا تَزْمُمْ جِمَالَكَ لارْتِحَالِ بِنَا رِفْقَاً وَرِفْقَاً بِالجِمـَالِ
فَكُلُّ البِيدِ مِنْ نَفْسِ الرِّمَالِ أَيَا طَيْراً تَنَقَّلَ في الأَعَالي
تَسَاوَى في الأَسَى يَمَنٌ وَشَامُ
أَتَطْلُبُ تَحْتَ صَوْمَعَةٍ مَلاذَا هُرُوبَاً مِنْ مُصَابِكَ وَاْنْتِبَاذَا
فَلا وَاللهِ لا يُجْدِيكَ هَـذَا سَتُبْكِيكَ السَّمَاءُ بَكَتْ رَذَاذَا
وَيَقْتُلُكَ النَّخِيلُ أَوِ الحَمَامُ
وَتَتْبَعُكَ الرِّياحُ بِكُلِّ وَادِي عَلَى أَسْمَاءِ مَنْ قُتِلُوا تُنَادِي
وَيَتْبَعُكَ الحَوَاضِرُ والبَوَادِي فَرِفْقَاً يا مُحَرَّمُ بِالعِبَــادِ
أَقِمْ مَعَنَا وَإِنْ صَعُبَ المُقَامُ
أَقِمْ مَعَنَا عَسَانا نَسْتَطِيـعُ حِفَاظَاٌ لِلْقَلِيلِ فَلا يَضِيـعُ
عَسَاهُ يَسْمَعُ اللهُ السَّمِيعُ فَنَنْجُو حِينَ يَأْتِينا الرَّبِيعُ
وَمَرَّ عَلَى الغُزاةِ هُنَاكَ عامُ
فَإِنْ وَخَزَتْكَ لَيلَةُ سَبْعَ عَشْرَةْ وَعَادَتْ مَرَّةً مِنْ بَعْدِ مَـرَّةْ
فَلا تَلْجَأْ لِصَوْمَعَةٍ بِقَفْـرَةْ فَكُلُّ الأَرْضِ بَغْدَادٌ وَبَصْرَةْ
وَكُلُّ نَدَىً عَلَى زَهْرٍ إِمَامُ
أَقِمْ مَعَنَا وَخُذْ هَذَا الحسامَا وَخُذْ ثَأْرَ الَّذِينَ قَضَوْا نِيامَا
أَقِمْ وَاْقْرَأْ عَلَى القَوْمِ السَّلامَا أَلا للهِ يا شَهْراً حَــرَامَا
أُحِلَّ لَهُ القِتَالُ وَالاِنْتِقَامُ
وَنَعْرِفُ أَنَّنَا شَرًّ المـوالي وَلَكِنَّ الظَّلامَ أَبُو الهِــلالِ
وَمَا فَضْلُ السَّلامِ عَلَى القِتـالِ إذا ضَاعَتْ كَرَامَاتُ الرِّجَالِ
عَلَيْكَ صَلاةُ رَبِّكَ وَالسَّلامُ

إخْتفَى المحرَّم في ليلته السابعةَ عَشْرَةْ
وَوَزَّعَتْ قُوَّاتُ الاحتلالِ مناشيرَ فيها صُوَرٌ مُفترضةٌ لَه
في زِيِّ شَيخٍ عربي
طالبٍ جامِعي
أو امرأةٍ مُنَقَّبَة
فإن رأيتم خَارِجَاً مُلَثَّماً يَسْتَعرِضُ الناس بالسَّيف
في الشارع أو في السجن
في قُبِّةٍ تحت الحصار
أو على شاشاتِ القنواتِ الفَضَائيَّة
فقبِّلوا يَدَيْهِ وَقَدَمِيهْ
وَمَا بَيْنَ عَيْنَيْهْ
وَسَلِّمُوا عَلَيْهْ
سلاماً كثيراً

قام المحرَّمً للحــدَّادِ يأمُرُهُ بصُنْعِ سيفٍ على الأيَّامِ يَنْصُرُهُ
والعامُ لا تَتَسَاوَى فِيهِ أشْهُرُهُ لا شَهْرَ إلا وهذا الشَّهْرُ يَكْبُرُهُ
جَدٌّ يُقَاتِلُ والأحفادُ تَرْتَجِفُ
شمسَ المحرَّمِ لا نَرْضَى بتَغْرِيبِ حتى نقومَ بحقِّ المُرْدِ والشِّيبِ
يا خاضباً لا بحَنَّاءٍ ولا طيبِ الشمسُ مردودةٌ فَوْقَ المحاريبِِ
هنا إلى أن يُقامَ المَيْلُ تَعْتَكِفُ
الشمسُ مردودةٌ والليلُ منكفئُ وكلُّ مَنْ جُرِحُوا مِنْ جُرْحِهِم بَرِئُوا
والصُّبحُ طِفلٌ نُنَادِيهِ ويختَبِئُ فإن سَكَتْنَا قَلِيلاً، قالَ ما النَّبَأُ
وصارَ يبحَثُ عَنَّا وَهْوَ مُلْتَهِفُ
الصُّبحُ تِلْمِيذُنا مُنْذُ اْمْرِئِ القَيْسِ حمامةُ الغارِ ما خَافَتْ مِنَ القَـوْسِ
قامت تُعَدِّلُ رأيَ الغُصنِ في الميْــسِ طفلٌ يُراوِحُ بَيْنَ الحُمْقِ والكَيْسِ
لنا بِهِ، ولَهُ أيضاً بنا، شَغَفُ
أهل العراق فلا عَزَّت أعاديكم وظلَّ رَبِّي يُوالي من يُواليكـم
مهديُّكم في المرايا بَيْنَ أيدِيكم مهديُّكم فَاْعْلَمُوا أَنْتُم وَهَادِيكم
وما عَلَى غَيْرِ هَذَا جَفَّتِ الصُّحُفُ
كُفُّوا لِسانَ المراثِي إنها تَرَفُ
***

تمدَّدَ هذا السُّرادِقُ جِدَّاً
كساءُ النَّبِيِّ يَضُمُّ الجميعَ
ستارٌ مِنَ الكَعْبَةِ انْشَدَّ كالدُّفِّ حَوْلَ الخَرِيطَةِ
جَدٌّ يُؤَجِّلُ خَوْفَ الصِّغَارِ مِنَ الصَّوْتِ بِالبْابِ
والصَّوْتُ بِالبابِ يَدْنُو
وفي الدَّاخِلِ المسلمونَ جميعاً
يُغَنِّي العَجُوزُ لهم كي يَنَامُوا
وَيَعْرِفُ أَنْ لنْ يَنَامُوا
وهذا الزَّمَانُ له بُحَّةٌ إذ يُغَنِّي
عِراقِيَّةٌ لَهْجَةُ الحُزْنِ أَصْلاً
ألا أيُّها الحُزْنُ مَنْ سَبَّبَكْ
وَفَوْقَ الخَلائِقِ مَنْ رَكَّبَكْ
ألا أيُّها الحُزْنُ مَنْ دَرَّبَكْ
أَنْ تُغَنِّيَ مُسْتَرْسِلاً هَكَذَا
فَيَا دَهرُ كُفَّ الأَيَادِيَ عَنْهُمْ قَلِيلاً
وَحَسْبُكَ يَا دَهْرَهُمْ أنَّهُمْ
كَرَمَاً
عَلَّمُوا الحُزْنَ أَنْ يُطْرِبَكْ

لِذِكْرِهِم لا للعَذْلِ إِطْراقي يا عاذِلي وانْسِرابُ آمـاقي
مَنْ كانَ ذَا شَوقٍ واحِدٍ فَأَنا أَقَمْتُ في الصَّدرِ عِيدَ أَشْواقِ
بَلا إلهي قيساً بِوَاحِـدَةٍ مِنَ المَها وَاْبْتُلِيتُ بِالبَــاقِي

أَنَاْ سْلِيمَانْ وَاحْبَابِي بَلاقِيسْ
عَشَرْ أَذْرُعْ جَدَايِلْهِنْ بَلا قِيسْ
إلهي بْوَاحِدَةْ مِنْهِنْ بَلا "قيسْ"
وَاْنَا رَبِّي بَلانِي بِالبَقِيَّةْ

تَحَمَّلَ رَكْبُ الصُّبْحِ حَتَّى أَضَــلَّهُ بِرَمْلَةِ بَكْــرٍ، كَاهِنٌ وَدَلِيــلُ
فَللَّه رَكْبٌ يَسْتَقِلُّ بمُهجَـــتي تَمِيلُ بِهِ الأَيَّامُ حَيْثُ تَمِيــــلُ
أَقُومُ بِحِمْلِ العِيسِ لَوْ سَمَحَتْ بِهِ وَحِمْلِي عَلَى ظَهْرِ الجِمَالِ ثَقِيلُ

تِشَابَهْ لِيلِي مِنْ هَمِّي وَظُهْرَايْ
وَاْخَبِّي الهَمِّ في قَلْبِي وَاْظِهْرَايْ
وَلَكْ يَا هَا الجَمَلْ ظَهْرَكْ وظَهْرَايْ
تِشِيلِ حُمُولِيْ وِحْمُولَكْ عَلَيَّهْ

أَقُولُ لدَمْعَةٍ بِالعَيْنِ حَــارَتْ عَلَيْكِ العارُ ما لَكِ لم تُراقِـي
إذا ما كُنْتِ عالِمَةً فَقــُولي أَلا كَمْ كَرْبَلاءً بِالعِــــراقِ

هَوَاكُم سَار مَعْ دَمَّي بِاْلِعْرَاقْ
نَخِلْ سَارِحْ وَاْكُو مِنْجَلْ بِاْلِعْرَاقْ
أَلا كَمْ كَرْبَلا صَارَتْ بِاْلِعْرَاقْ
وَكَمِّ حْسِين دَاسَتْ خِيل أُمَيَّةْ

أَمِيرَ المؤمنينَ خَـلاكَ ذَمٌّ أَتَدْرِي ما أَصَـابَ المؤمِنِينا
زَمانٌ هَوَّنَ الأحْرَارَ مِنَّـا فُدِيتَ، وَحَكَّمَ الأَنْذَالَ فِينا
فَمَا زِلْنَا نَلُومُ عَلَى ذَوِينا وَنُهْدِي اْلاعْتـِذَارَ إلى بَنِينا
فَلَوْ مِتْنا وَقِيلَ لنا اْسْتَعِيدُوا حَيَاتَكُمُ القَـدِيمَةَ ما رَضِينا
كَأَنَّا عَابِرُونَ عَلَى سِـراطٍ إذا جُزْنَا فَلَسْــنَا عَائِدِينا

أميرَ المؤمنينَ وْإنْتَ عِدْنا
كريمِ الكَفِّ تُوفِي إِنْ تَعِدْنا
سَلِ الأرْوَاح تِرضَنْ أَنْ تَعُدْنَه
يِجَاوِبْنَكْ: عَبَرْنَا وْهَايْ هِيَّه


هَلْ أَنْكَرَ النَّاسُ أَمْرَ الموتِ أَمْ أَلِفُوا أَمِ الرَّجالُ لَهُم مِن حُزْنِهِمْ حِرَفُ
رَأَيـْتُ زَيْنَبَ في أَصْفَادِها تَقـِفُ تَصِيحُ يا مَنْ عَلَيْنَا دَمْعَهُمْ نَزَفُوا
كُفُّوا لِسانَ المراثي إنها تَرَفُ
أُمُّ الرَّزَايا عَنِ الأحْزَانِ تَنْهَاكُمْ فَلْتَسْمَعُوا فَهْيَ بِالأحْزَانِ أَوْلاكُمْ
يا أُمَّتِي لا تَخَافُوا مِنْ مَرَايَاكُمْ وَاللهِ ما قُتِلَ المقْتُولُ لَوْلاكُـمْ
فَاْلآنَ أَقْبَحُ مَا تَأْتُونَهُ الأَسَفُ
تَصِيحُ زَيْنَبُ يَا مَولايَ يَا سَنَدِي يَا وَالِدِي وَاْبْنَ أُمَّي ثُمَّ يَا وَلَدِي
إِنَّ الحُسَيْنَ عِراقٌ حَلَّ في جَسَدِ إنَّ العِراقَ حُسَيْنٌ آخِرَ الأَبَـدِ
وَدَهْرُهُ أُمَوِيٌّ مَا لَهُ شَرَفُ

تِصِيحِ الحُرَّةْ مِينَ اْنْدِبْ وَاْنَاخَايْ
وِمِنْ حِمْلِي الجَمَلْ بَرَّكْ وَنَاخَايْ
اْلْعِراقِ حْسِيْن مِتْجَسِّدْ وَاْنَا خَايْ
عِراقِيْ والدَّهِرْ مِنْ آل أُمَيَّةْ

قال الراوي:
قَدِمَ الفَرَزْدَقُ هَمَّامُ اْبْنُ غَالِبٍ في صِبَاهُ
مِنَ الكُوفَةِ إلى المَدِينَة
فَدَخَلَ عَلَى أَبي عَبْدِ اللهِ الحُسَيْنِ بْنِ عَلِيّ
فَقَالَ لَهُ الإمام:
يَا همَّامُ، كَيْفَ تَرَكْتَ النَّاس؟
قالَ يا اْبْنَ رَسولِ الله
قُلُوبُهُمْ مَعَكْ
وَسُيُوفُهُمْ عَلَيْكْ
والنَّصْرُ مِنْ عِنْدِ الله

تِصِيحِ الحُرَّة عِنْدِيْ جْوَابْ مِنْ سَالْ
وَلا تْصَدَّقْ دَمِعْ اْلِعْيُون مِنْ سَال
مَعِي قَلْبَهْ وْعَلَيَّ السِّيف مِنْسَلّ
قَتَلْنِي وْهَمْ بَعَدْ يِبْكِي عَلَيَّهْ

مأتمٌ في البلادْ
سُرادِقُهُ الليلُ
زُخْرُفُه مثلُ حالاتِ نفسٍ يُبَدِّلُ رَبُّكَ ألوانَها
فَثَمَّ بُكاءٌ رَجَاءٌ وَثَمَّ بُكاءٌ عِنَادْ

مأتمٌ في البلادْ
سُرادِقُهُ الليلُ
فيهِ النجومُ تحاوِلُ مُرْهَقَةً أنْ تَنَامْ
والظلامْ
مثلُ عنقاءَ سوداءَ في عُشِّها تَسْتَضِيفُ الحَمامْ
مأتمٌ في البلادِ سُرادِقُهُ الليلُ
والذِّكْرُ يُتْلَى على الحاضرينْ
حُسَيْنِيَّةٌ ليسَ تَبْكِي الإِمامْ
النبيُّ على بَابِها والحُسَينُ وباقي الأَئِمَّةِ
يستقبلونَ المعَزّ


عدل سابقا من قبل bassam65 في الأحد يناير 03, 2010 5:01 am عدل 3 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20284
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر تميم البرغوثي -فلسطين Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر تميم البرغوثي -فلسطين   الشاعر تميم البرغوثي -فلسطين I_icon_minitimeالأحد يناير 03, 2010 4:54 am





في القـــــــــــــــــــــدس /


مررنا على دار الحبيب فردنــــــا عن الدار قانون الأعادي وسورهــــــــا
فقلت لنفسي ربما هي نعمة فماذا ترى في القدس حين تزورها
ترى كل ما لا تستطيع احتماله اذا ما بدت من جانب الدرب دورها
وما كل نفس حين تلقى حبيبها تسر ....
... ولا كل غياب يضيرها .....

فان سرها قبل الفراق لقاؤه
فليس بمأمون عليها سرورها
متى تبصر القدس العتيقة مرة فسوف تراها العين حيث تديرها

في القدس
بائع خضرة من جورجيا برم بزوجته يفكر في قضاء اجازة او في طلاء البيت

في القدس
توراة وكهل جاء من منهاتنا العليا يفقه فتية البولون في احكامها
في القدس
شرطي من الأحباش يغلق شارعا في السوق رشاش على مستوطن لم يبلغ العشرين
قبعة تحيي حائط المبكى
وسياح من الافرنج شقر لا يرون القدس اطلاقا
تراهم .........
يأخذون لبعضهم صورا مع امرأة تبيع الفجل في الساحااااااات طول اليوم

في القدس
دب الجند منتعلين فوق الغيم
في القدس
صلينا على الاسفلت
في القدس من في القدس الا انت

وتلفت التاريخ لي متبسما
أظننت حقا ان عينك سوف تخطأهم وتبصر غيرهم
ها هم أمامك ........
متن نص انت حاشية عليه و هامش

احسبت ان زيارة ستزيح عن وجه المدينة يا بني...... حجاب واقعها السميك لكي ترى فيها هواك
في القدس كل فتا سواك
وهي الغزالة في المدى حكم الزمان ببينها....... ما زلت تركض خلفها ........ مذ ودعتــــــــــك بعينها .......فارفق بنفسك ساعة اني ارااااااك
وهنـــــــــــــــــــــت
يا كاتب التاريخ مهلا فالمدينة دهرها دهران :--

دهر اجنبي مطمأن لا يغير خطوه وكانه يمشي خلال النوم
وهناك دهر كامن متلثم يمشي بلا صوت حذار القوم
والقدس تعرف نفسها ......
فاسال هناك الخلق يدللك الجميع فكل شيء في المدينة ذو لسان حين تسأله يبين

في القدس
يزداد الهلال تقوسا مثل الجنين
حدبا على اشبابه فوق القباب تطورت ما بينهم عبر السنين علاقة الاب بالبنين

في القدس
ابنية حجارتها اقتباسات من الانجيل والقران

في القدس
تعريف الجمال: مثمن الاضلاع ازرق
فوقه يادام عزك قبة ذهبية تبدو برايي مثل
مراة محدبة ترى وجه السماء ملخصا فيها
تدللها وتدنيها
توزعها كأكياس المعونة في الحصار لمستحقيها
اذا ما امة من بعد خطبة جمعة مدت بايديها
وفي القدس السماء تفرقت
في الناس تحمينا ونحميها ونحملها على اكتافنا حملا اذا جارت على اقمارها الازمان

في القدس اعمدة الرخام الداكنات كان تعريق الرخام دخان
ونوافد تعلو المساجد والكنائس امسكت بيد الصباح تريه كيف النقش بالالوان
فهو يقول لا بل هكذا
فتقول لا بل هكذا
فاذا طال الخلاف تقاسما
فالصبح حر خارج العتبات لكن ان اراد دخولها فعليه ان يرضى بحكم نوافذ الرحمن
في القدس
مدرسة لمملوك اتى مما وراء النهر باعوه بسوق نخاسة في اصفهان لتاجر من اهل بغداد اتى حلبا فخاف أميرها من زرقة في عينه اليسرى فأعطاه لقافلة اتت مصرا فاصبح بعد بضع سنين غلاب المغول وصاحب السلطــــــــــــــان
في القدس
رائحة تركز بابلا والهند في دكان عطار بخان الزيت
والله رائحة لها لغة ستفهمها اذا أصغيت
وتقول لي اذ يطلقون قنابل الغاز المسيل للدموع علي
لا تحفل بهم
وتفوح من بعد انحصار الغاز وهي تقول لي أرايت

في القدس
يرتاح التناقض والعجائب ليس ينكرها العباد
كأنها قطع القماش يقلبون قديمها وجديدها والمعجزات هناك تلمس باليدين
في القدس لو صافحت شيخا
او لمست بناية لوجدت منقوشا على يديك نص قصيدة يا ابن الكرام او اثنتين
في القدس رغم تتابع النكبــــــــــــات ريح طفولة ريح براءة
فترى الحمام يطير يعلن دولة في الريـــــــــــــــــح بين رصاصتــــــــــــــــــين
في القدس
تنتظم القبور كانهن سطور تاريخ المدينة والكتاب ترابها
الكل مر من هنا فالقدس تقبل من اتاها كافرا أو مؤمنا
امرر بها واقرا شواهدها بكل لغات اهل الأرض

فيها
الزنج
والأفرنج
والقفجاك
والسقلاب
والبشتاق
والتتار
والاتراك
اهل الله
والهلاك
والفقراء
والملاك
والتجار
والنساق
فيها كل من وطا الثرى
أرأيتها ضاقت علينا وحدنا
يا كاتب التاريخ ما جد فاستثنيتنا
يا شيخ فلتعد الكتابة والقراءة مرة اخرى
اراك لحنت

العين تغمض ثم تنظر
سائق السيارة الصفراء مال بنا شمالا نائيا عن بابها والقدس صارت خلفنا
والعين تبصرها بمراة اليمين تغيرت الوانها في الشمس من قبل الغياب

اذ فاجاتني بسمة لم ادري كيف تسللت في الدمع قالت لي
وقد امعنت ما امعنت
يا ايها الباكي وراء السور
احمق انت !!!!!!!! اجننت !!!!!!!!!!!

لا تبكي عينك ايها المنسي من متن الكتاب
لا تبكي عينك ايها العربي
واعلم انه في القدس من في القدس ولكــــــــــــــــــن
لا أرى في القدس الا انــــــــــــــــت
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20284
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر تميم البرغوثي -فلسطين Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر تميم البرغوثي -فلسطين   الشاعر تميم البرغوثي -فلسطين I_icon_minitimeالأحد يناير 03, 2010 4:55 am


أَمْرٌ طَبِيْعِيّ

أَرَى أُمَّةً في الغَارِ بَعْدَ مُحَمَّدٍ تَعُودُ إليهِ حِينَ يَفْدَحُهَا الأَمْرُ
أَلَمْ تَخْرُجِي مِنْهُ إلى المُلْكِ آنِفَاً كَأَنَّكِ أَنْتِ الدَّهْرُ لَوْ أَنْصَفَ الدَّهْرُ
فَمَالَكِ تَخْشَيْنَ السُّيُوفَ بِبَابِهِ كَأُمِّ غَزَالٍ فِيهِ جَمَّدَهَا الذُّعْرُ
قَدِ اْرْتَجَفَتْ فَاْبْيَضَّ بِالخَوْفِ وَجْهُهَا وَقَدْ ثُبَّتَتْ فَاْسْوَدَّ مِنْ ظِلِّها الصَّخْرُ

يا أُمَّتي يَا ظَبْيَةً في الغَارِ ضَاقَتْ عَنْ خُطَاها كُلُّ أَقْطَارِ الممَالِكْ
في بالِها لَيْلُ المذَابِحِ والنُّجُومُ شُهُودُ زُورٍ في البُروجْ
في بالِها دَوْرِيَّةٌ فِيها جُنُودٌ يَضْحَكُونَ بِلا سَبَبْ
وَتَرَى ظِلالاً لِلْجُنُودِ عَلَى حِجَارةِ غَارِها
فَتَظُنُّهم جِنَّاً وتَبْكِي: "إنَّهُ الموْتُ الأَكِيدُ ولا سَبِيلَ إلى الهَرَبْ"
يَا ظَبْيَتي مهلاً، تَعَالَيْ وَاْنْظُرِي، هَذَا فَتَىً خَرَجَ الغَدَاةَ وَلَمْ يُصَبْ
في كَفِّهِ حَلْوَىً، يُنَادِيكِ: "اْخْرُجِي، لا بَأْسَ يَا هَذِي عَلَيكِ مِنَ الخُرُوجْ"
وَلْتَذْكُرِي أَيَّامَ كُنْتِ طَلِيقَةً،
تَهْدِي خُطَاكِ النَّجْمَ في عَلْيائه، والله يُعرَفُ من خِلالِكْ

يا أُمَّنا، والموتُ أَبْلَهُ قَرْيَةٍ يَهْذِي وَيسْرِقُ مَا يَطيب لَهُ مِنَ الثمر المبارَكِ في سِلالِكْ
وَلأَنَّهُ يَا أمُّ أَبْلهُ، فَهْوَ لَيْسَ بِمُنْتَهٍ مِنْ أَلْفِ عَامٍ عَنْ قِتَالِكْ
حَتَّى أَتَاكِ بِحَامِلاتِ الطَّائِرَاتِ وَفَوْقَها جَيْشٌ مِنَ البُلَهَاءِ يَسْرِقُ مِنْ حَلالِكْ
وَيَظُنُّ أَنَّ بِغَزْوَةٍ أَوْ غَزْوَتَيْنِ سَيَنْتَهِي فَرَحُ الثِّمارِ عَلَى تِلالِكْ
يَا مَوْتَنَا، يَشْفِيكَ رَبُّكَ مِنْ ضَلالِكْ!

يَا أُمَّةً في الغَارِ مَا حَتْمٌ عَليْنَا أَنْ نُحِبَّ ظَلامَهُ
إِنِّي رَأَيْتُ الصُّبْحَ يَلْبِسُ زِيَّ أَطْفَالِ المَدَارِسِ حَامِلاً أَقْلامَهُ
وَيَدُورُ ما بينَ الشَّوارِعِ، بَاحِثاً عَنْ شَاعِرٍ يُلْقِي إِلَيْهِ كَلامَهُ
لِيُذِيعَهُ للكَوْنِ في أُفُقٍ تَلَوَّنَ بِالنَّدَاوَةِ وَاللَّهَبْ
يَا أُمَّتِى يَا ظَبْيَةً في الغَارِ قُومِي وَاْنْظُرِي
ألصُّبْحُ تِلْمِيذٌ لأَشْعَارِ العَرَبْ

يا أُمَّتي أَنَاْ لَستُ أَعْمَىً عَنْ كُسُورٍ في الغَزَالَةِ،
إنَّهَا عَرْجَاءُ، أَدْرِي
إِنَّهَا، عَشْوَاءُ، أَدْرِي
إنَّ فيها كلَّ أوجاعِ الزَّمَانِ وإنَّها
مَطْرُودَةٌ مَجْلُودَةٌ مِنْ كُلِّ مَمْلُوكٍ وَمَالِكْ
أَدْرِي وَلَكِنْ لا أَرَى في كُلِّ هَذَا أَيَّ عُذْرٍ لاعْتِزَالِكْ
يا أُمَّنا لا تَفْزَعِي مِنْ سَطْوَةِ السُّلْطَانِ. أَيَّةُ سَطْوَةٍ؟
مَا شِئْتِ وَلِّي وَاْعْزِلِي، لا يُوْجَدُ السُّلْطَانُ إلا في خَيَالِكْ

يَا أٌمَّتي يا ظَبْيَةً في الغَارِ تَسْأَلُني وَتُلحِفُ: "هَلْ سَأَنْجُو؟"
قُلْتُ: " أَنْتِ سَأَلْتِني مِنْ أَلْفِ عَامٍ. إنَّ في هَذَا جَوَاباً عَنْ سُؤَالِكْ"

يَا أُمَّتِي أَدْرِي بأَنَّ المرْءِ قد يَخْشَى المهَالِكْ
لَكِنْ أُذَكِّرُكُمْ فَقَطْ فَتَذَكَّرُوا
قَدْ كَانَ هَذَا كُلُّهُ مِنْ قَبْلُ وَاْجْتَزْنَا بِهِ
لا شَيْءَ مِنْ هَذَا يُخِيْفُ، وَلا مُفَاجَأَةٌ هُنَالِكْ

يَا أُمَّتِي اْرْتَبِكِي قَلِيلاً، إِنَّهُ أَمْرٌ طَبِيْعِيٌّ،
وَقُومِي،
إنه أَمْرٌ طَبِيْعِيٌّ كَذَلِكْ.

***

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20284
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر تميم البرغوثي -فلسطين Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر تميم البرغوثي -فلسطين   الشاعر تميم البرغوثي -فلسطين I_icon_minitimeالأحد يناير 03, 2010 4:56 am



الليل



doPoem(0)


الليلُ يبـدوا لأمَتـي أبـداكأن وعدَ الصباح راح سدى
علقـه فوقـنـا معلـقـهوراح عنا وعنـه مبتعـدا
كجيش غزو ٍ تترى كتائبـهكل كليـم ٍ يلقـاه منفـردا
لكن إذا ما أبصرت أوجهكموجدت وجه الظلام مرتعدا
فالصبح مولودكم ووالدكـمأكرم به والـدا ومـا ولـدا
لا تحزنوا إن غزو بلادكـمُفي كل صبح ٍ سنبتني بلـدا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20284
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر تميم البرغوثي -فلسطين Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر تميم البرغوثي -فلسطين   الشاعر تميم البرغوثي -فلسطين I_icon_minitimeالأحد يناير 03, 2010 2:09 pm

حديث الكساء
حديث كساء النبي الذي سوف أكتب عنه
حديث عن الوحدة الوطنية والعافية
وسأبدأ قولي بنثرٍ ..
أضيف له الوزنَ والقافية
ومن بعده سوف أنشد شعراً
بلا حلية الوزن ..
يحسب نقاده خطأ
أن ما فيه من صور
حلية كافية
وبعدهما سأوحد بينهما
حيث أن القصيدة عن وحدة الناس في بلدي
ولأني أرى وحدة المذهبين على مذهب
لغة عالية
حديث الكساء حديث قصير
مؤداه أن النبي دعا حسناً وحسيناً وفاطمة وعلياً
وضم عليهم كساء من الشعر
ثم دعا الله أن يذهب الرجس عنهم فأنزل ربك آية تطهيرهم
هكذا وردت في مراجع أهل الحديث من الفرقتين
حديث الكساء حديث جميل
ولست أبالي إذا اختلف الناس من بعد ذلك
في الأثر الطائفي لذكري له
بل وإني لمن أجل هذا خصوصاً ذكرت الحديث
لقد نظر الناس في أثر الضم
هل فيه رمز لعصمة من كان تحت الكساء
أم القصد تكريمهم دون توصية بالإمامة بعد الرسول
ولكن أنا
ولأني من الشعراء ولست من الفقهاء
ولا أبتغي أن أحوّل هذه القصيدة درساً في علم الأصول
أقول
وأجري على الله فيما أقول
بأني سأُدخِل فيه الذين أبوا أن يذلوا لغاز أتاهم
وأُخرِج منه الذين على العكس منهم أباحوا لحاهم
فمن ردّ كيد اليهود بلبنان عندي
سيدخل تحت الكساء
ومن ردّ كيد التحالف عن شارعٍ في العراق
سيدخل تحت الكساء
وإن كان هذا على مذهب لا يوافق ذاكَ فإني أرى تلك موعظة لو تفكّر أهل العقول


وهذا خلاصة نثري
فإن ترد الآن أن تسمع الشعر فاسمع ..


أقول
دخان كثيف
يوزن بالأطنان
يعبر الخرائط
إن ترفع يدك لا تراها
والناس يصدم بعضهم بعضاً كسيارات الملاهي
فان تتبّعتَ الدخان إلى مصدره
وصلت إلى غليون القيصر
شبكة من النور تلُقى لتنتشلهم
يسقطون من خلالها واحداً واحداً
فتعود إلى ربها
كَيَدِ طفل يحاول نقل البحر بأصابعه
إلى دلوه الصغير
كتب النحو والفلسفة والرياضيات
تتبرع لجدران المساجد والكنائس كل بسطر أو اثنين
تتصل السطور وتتلوى
تتصل السطور وتتلوى
في تكوينات نباتية متشابكة على المحراب والمذبح
المحراب ينمو
إلى أن تحتكر فروع نباتاته
توزيع الشمس والظل
بين محيطين وسبعة أبحر
ثم لا يلبث المحراب أن يجد من ينسفه
قباب تشتعل
المؤمنون
أكثر الناس حرصاً على إحراق المساجد
والكفار
أكثر الناس حرصاً على المشاهدة والترميم
أو الترميم أولاً
أي .. قبل الإحراق
تجتمع الكتب سرّاً
وتتبرع مرة أخرى
كل بسطر أو اثنين
وتتصل السطور لتصبح ساق نبات طويل
يلتف على الحطام ويحاول عاجزاً أن يزهر
تستمر القباب في الاشتعال
والكتب في التبرعبعد فترة
أصبحت القباب تشتعل ذاتياً
يعني من غيظها
أما الكتب
فأصبحت من كثرة ما تبرعت
بيضاء تماماً
ومن ابيضت كتبه
ابيضت راياته
//////
ساعتان رمليتان
كلٌّ تتهم الأخرى بأنها مقلوبة
وتدعوها أن تعتدل مثلها
ويدٌ واضحة جداً
تقلبهما معاً في نفس اللحظة
ومن موقعيها الجديدين
تستمر كل واحدة منهما في اتهام الأخرى
//////
أربعة جيوش من ورق اللعب
جيشان أحمران وجيشان أسودان
تظهر المذيعة في نشرة الأخبار
يتقاتل الأسودان والأحمران
المذيعة تذكر خلط الأوراقيتحالف كل جيش أسود مع نظير له أحمر
المذيعة مرة أخرى
تنقسم كل ورقة نصفين
نصفها الأعلى أحمر والأسفل أسود
أو العكس
تزداد العداوة كلما اقترب الخصم من خصمه
فما ظنك بالخصمين وقد أصبحا متجاورين في ورقة واحدة
تصاب الأوراق بالفصام
فتقطع كل ورقة نفسها من الوسط
نهاية النشرة
سلة المهملات
//////
على هامش الصورة
جموع المشجعين
يضرب بعضهم بعضاً بالأحذية
شيوخ الدين
يبنون مساجد في الفضاء الخارجي
شيوخ السياسة
يحملون الكراسيّ على رؤوسهم كآلهة المصريين القدامى
شيوخ الكلام .. والكلام أمر عظيم
مشغولون بقصيدة النثر والكبت الجنسي والاكتئابوأنا .. أحاول أن أكمل هذه القصيدة
////
يا كساء النبي استمع
يا علي المقام
أنت أكرم ما في مخيّمنا من خيام
فليُقَم فيك مستوصف إن تيسّر يأوي إليه ضعاف الأنام
يا كساء النبي وبرج الحمام
يا شريطاً من النور ضُمّ على باقة من كرام
يا شبيه السماء القريبة وصبح المعاني
ويا رحمة الله منسوجة في خياطة برد يماني
وتذكرة بالزمان العفي
يا كساء النبي
//////
يا كساء النبي ارتفع راية عالية
لبني الجارية
للذين إذا تركوا في المنافي وشُقرَ المواني
فلا ماء يخرج من تحت أقدامهم
لا ولا وفد يأتي إليهم
وإن أُخذوا ليضحّى بهم
لا فداء لهم
يتنزل من جنة ماولا بيت تعلو قواعده فوقهم
فيجيء الحجيج إليهم بفاكهة الأربع النائية
//////
يا كساء النبي
ارتفع راية عالية
لبني الجارية
يا كساء النبي
وجمّع قبائلهم
خفّف الموت عنهم قليلاً
وغربتهم
فلقد أصبحوا في البلاء سواءً
وباتوا ولا فرق بين المقيمة والجارية
//////
يا كساء النبي
ارتفع راية عالية
لبني الجارية
قم وأعطهم الدرع والسيف والرمح
واتل عليهم من الذكر شيئاً
وصلّ صلاة الجماعة فيهم
وقل : حاربوا كل باغ قوي
يا كساء النبي//////
يا كساء النبي
اجتمع
كالضمادات ضمت إلى جرحها بُرأها
والشباك إذا انتشلت ملأها
والأمومة في ضمة الصدر
تنشر حتى نجوم السماء دفأها
//////
ياكساء النبي
اجتمع
فإذا ما اجتمعت اتسع
للزهور
ومن لا يحب الزهور ولا يشتهيها
اتسع للولاة ومن لا يليها
اتسع للحقيقة والشك فيها
اتسع للسهول .. اتسع للجبال
اتسع للنساء .. اتسع للرجال
اتسع للعجوز .. اتسع للرضيع
يا كساء النبي
اتسع للجميع
فمن لم يكن في الكساء مُضاع ٌ
وإن كنت أقرأ من قبلهاأننا لن نضيع
وحتى إذا ما أردنا الضلالة فعلاً
فلن نستطيع
وإني إذا ما لمست أيادي أهلي
تبدّى إلي
بأني لمست خشونة بردك بين يدي
وصلى عليك البصير السميع
يا كساء النبي


//تميم البرغوثي

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20284
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر تميم البرغوثي -فلسطين Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر تميم البرغوثي -فلسطين   الشاعر تميم البرغوثي -فلسطين I_icon_minitimeالأحد يناير 03, 2010 2:25 pm

قفي ساعةً يفديكِ قَوْلي وقائِلُهْ



قفي ساعةً يفديكِ قَوْلي وقائِلُهْولا تَخْذِلي مَنْ باتَ والدهرُ خاذِلُهْ
الا وانجديني انني قل منجديبدمع كريم ما يخيب زائله
اذا ما عصاني كل شي اطاعنيولم يجري في مجرى الزمان يباخله
بإحدى الرزايا أو الرزايا جميعهاكذلك يدعو غائب الحزن ماثله
إذا عجز الإنسان حتى عن البكىفقد بات محسودا على الموت نائله
وإنك بين أثنين فاختر ولا تكنكمن أوقعته في الهلاك حبائله
فمن أمل يفنى ليسلم ربهومن أمل يبقى ليهلك آمله
فكن قاتل الآمال أو كن قتيلهاتسوى الردى يا صاحبي وبدائله
أَنَا عَالِمٌ بالحُزْنِ مُنْذُ طُفُولَتيرفيقي فما أُخْطِيهِ حينَ أُقَابِلُهْ
وإنَّ لَهُ كَفَّاً إذا ما أَرَاحَهاعَلَى جَبَلٍ ما قَامَ بالكَفِّ كَاهِلُهْ
يُقَلِّبُني رأساً على عَقِبٍ بهاكما أَمْسَكَتْ سَاقَ الوَلِيدِ قَوَابِلُهْ
وَيَحْمِلُني كالصَّقْرِ يَحْمِلُ صَيْدَهُوَيَعْلُو به فَوْقَ السَّحابِ يُطَاوِلُهْ
فإنْ فَرَّ مِنْ مِخْلابِهِ طاحَ هَالِكاًوإن ظَلَّ في مِخْلابِهِ فَهْوَ آكِلُهْ

...
عَزَائي مِنَ الظُّلاَّمِ إنْ مِتُّ قَبْلَهُمْعُمُومُ المنايا مَا لها مَنْ تُجَامِلُهْ
إذا أَقْصَدَ الموتُ القَتِيلَ فإنَّهُكَذَلِكَ مَا يَنْجُو مِنَ الموْتِ قاتلُِهْ
فَنَحْنُ ذُنُوبُ الموتِ وَهْيَ كَثِيرَةٌوَهُمْ حَسَنَاتُ الموْتِ حِينَ تُسَائِلُهْ
يَقُومُ بها يَوْمَ الحِسابِ مُدَافِعاًيَرُدُّ بها ذَمَّامَهُ وَيُجَادِلُهْ
وَلكنَّ قَتْلَىً في بلادي كريمةًسَتُبْقِيهِ مَفْقُودَ الجَوابِ يحاوِلُهْ

...
ترىالطفلَ مِنْ تحت الجدارِ منادياًأبي لا تَخَفْ والموتُ يَهْطُلُ وابِلُهْ
وَوَالِدُهُ رُعْبَاًَ يُشِيرُ بَكَفِّهِوَتَعْجَزُ عَنْ رَدِّ الرَّصَاصِ أَنَامِلُهْ
أَرَى اْبْنَ جَمَالٍ لم يُفِدْهُ جَمَالُهُوَمْنْذُ مَتَي تَحْمِي القَتِيلَ شَمَائِلُهْ
عَلَى نَشْرَةِ الأخْبارِ في كلِّ لَيْلَةٍنَرَى مَوْتَنَا تَعْلُو وَتَهْوِي مَعَاوِلُهْ
أَرَى الموْتَ لا يَرْضَى سِوانا فَرِيْسَة ًكَأَنَّا لَعَمْرِي أَهْلُهُ وَقَبَائِلُهْ
لَنَا يَنْسجُ الأَكْفَانَ في كُلِّ لَيْلَةٍلِخَمْسِينَ عَامَاً مَا تَكِلُّ مَغَازِلُهْ

...
وَقَتْلَى عَلَى شَطِّ العِرَاقِ كَأَنَّهُمْنُقُوشُ بِسَاطٍِ دَقَّقَ الرَّسْمَ غَازِلُهْ
يُصَلَّى عَلَيْهِ ثُمَّ يُوطَأُ بَعْدَهاوَيَحْرِفُ عُنْهُ عَيْنَهُ مُتَنَاوِلُهْ
إِذَا ما أَضَعْنَا شَامَها وَعِراقَهافَتِلْكَ مِنَ البَيْتِ الحَرَامِ مَدَاخِلُهْ
أَرَى الدَّهْرَ لا يَرْضَى بِنَا حُلَفَاءَهوَلَسْنَا مُطِيقِيهِ عَدُوَّاً نُصَاوِلُهْ
فَهَلْ ثَمَّ مِنْ جِيلٍ سَيُقْبِلُ أَوْ مَضَىيُبَادِلُنَا أَعْمَارَنا وَنُبَادِلُهْ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20284
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر تميم البرغوثي -فلسطين Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر تميم البرغوثي -فلسطين   الشاعر تميم البرغوثي -فلسطين I_icon_minitimeالأحد يناير 03, 2010 2:28 pm

أمير المؤمنين




(إلى السيد حسن نصر الله)

***

في انقطاعِ الكهرباءْ

تحتَ القصفْ

وحدي في البيتْ

كنتُ ما أزالُ أحاولُ وصفَ الديارْ

خط الأفق متعرج من حطام المباني

والدخان دعاء عابسْ:
ديار ببيـروتٍ وأخـرى ببغـدادِعييٌ بها الناعي عييٌ بها الشادي
لقد كنتُ أبكي في طلولٍ لأجداديفأصبحت أبكي في طلولٍ لأحفادي

...

امتدت يدٌ من ورائي

تَعَدَّتْ أربعةَ عَشَرَ قرناً،

رَبَّتَتْ عَلَى كَتِفِي:

لاتَخَفْ، لستَ وحدَك، ما دُمنا معك فلن تَنْقَطِعْ

...

وإلتفتُّ فإذا بهم جميعاً هنا

سُكاَّنُ الكُتُبْ

أَئِمَّةٌ وحُدَاةٌ وشعراء

كيميائيونَ وأطبَّاءُ ومُنَجِّمُون

وخيلٌ تَمْلأُ البيتَ وتفيضُ على الشارع

وتخوضُ عِدَّةَ أميالٍ في البحر

...

وسْطَهم على شاشةِ الفضائيةْ

نَظَرْتُ إليه

أميرُ المؤمنينَ بعمامةٍ سوداء

علامةُ نَسَبِهِ للحُسَينِ بنِ عَليٍّ بنِ أبي طالبْ

ثم إنَّ العربَ إذا طلبت الثأرَ تَعَمَّمَتْ بالسوادْ

ثم إنَّهُ لَفَّ الليلَ عَلَى رأسِهِ وأصبحْ

ثم إنَّهُ ذَكَّرَني،

وكُنْتُ قد نَسِيتُ،

أنني ذو كرامةٍ على الله

...
مِنْ آلِ بيتِ الرسولِ يـا حَسَـنُمَنْ لَو وَزَنْتَ الدُّنيا بهم وَزَنُـوا
جُزِيتَ خيراً عـن أُمَّـةٍ وَهَنَـتْفَقُلْتَ لا بأسَ مـا بكـم وَهَـنُ
لِيَذْكُـرَ الصُّبْـحُ أَنَّـهُ نَـفَـسٌوَيَذُكُـرَ الليـلُ أّنَّــهُ سَـكَـنُ
وَيَذُكُـرَ الـرُّوح أنَّــهُ جَـسَـدٌوَيَذْكُـرَ السِـرُّ أنَّــهُ عَـلَـنُ
ويَذْكُـرَ الطيـنُ أنَّــهُ بَـشَـرتَذَكُّـراً قـد يشوبُـهُ الشَّـجَـنُ
وأَنَّـه ربمـا اْشْتَهَـى فَـرَحَـاًوربمـا لا يَـروقُـهُ الـحَـزَنُ
وربمـا لا يَـوَدُّ عِيشـةَ مَـنأنفاسُـهُ مِـنْ أعدائِـهِ مِـنَـنُ
وأنَّـهُ فـي قتالـهـم رَجُــلٌوأنـه فـي جدالـهـم لَـسِـنُ
وقد يُجِـنُّ الجنـانُ مـن رَجُـلٍفي الحَرْبِ ما لا تُجِنُّـهُ الجُنَـنُ
خليفـةَ اللهِ باْسْمِـكَ انتشـرواخَلقاً جَديداً من بعـد مـا دُفِنـوا
إنَّـا أَعَرْنـا الأميـرَ أنْفَسَـنـاوَهْوَ عَليها في الكَـرْبِ مُؤْتَمَـنُ

...

وامتدَّت اليدُ إلى السماء،

مُتَعَدِّيَةً أربعة عشر قرناً،

ونَزَعَتِ الليلَ عنها برفقْ

نَزْعَكَ الضمادَ أو اللثامْ

فإذا تحته ليلٌ آخرْ

فَنَزَعَتْه أيضاً

وهكذا ليلاً بعد ليلْ،

كأنها تَقْلِبُ صَفَحَاتٍ في كتابْ

وكلَّما قَلَبَتْ صَفْحَةً منهْ

شَفَّت الصفحاتُ الباقيةُ عن كلامٍ ما:

ألا تَرَى النبوءة

سلاحهم يَهوِي

وسلاحنا يَصعدْ

...

نما لبلابٌ على الصاروخ،

والتفَّ عليه حتى كَسَاه

ثم أزهرْ

صاح وَلَدٌ، الله أكبر

وهوى سقفُ إسرائيلْ

دخلوا إلى الملاجئ،

كالترابِ تحتَ البساط

أصلُ الإنسان تُرابْ

ولكنَّ فرعَه السماءْ

وثمارُه سُكَّانُها

راقبتُ الفضائياتِ وتَذَكَّرتُ،

إنَّ الله، رغم كل شيئ، حقيقةٌ علميةْ

...

في انقطاع الكهرباء

تحتَ القصفْ

لستُ وحدي

وإن الليلَ أسودُ كالتمرْ

كل ليلةٍ تَمْرة،

وما زالت اليد،

تقطفها تَمْرةً تَمْرةً

وليلةً ليلةً

وإنه ليس بيني وبين الجنَّةِ إلا هذه التَمْراتْ

وامتدَّت يدٌ

مُتَعَدِّيَةً أربعةَ عَشَرَ قرناً

فصافَحَتْني

وبايَعْتُها

وكنتُ ما أزال أحاولُ وصفَ الديار

وأنقل القصيدة من القافية المكسورة

إلى القافية المرفوعة:

...
ديارٌ تَغَلاَّها مـن الدهـرِ ناقـدُتَجَفَّلُ عنهـا كالنَّعـامِ الشدائِـدُ
ديارٌ يَبِيتُ الدهـرُ جَـرْوَاً ببابهاتُلاعِبُهُ عِنْـدَ الصبـاحِ الولائِـدُ
وغيمٌ كطيَّـاراتِ طفـلٍ يَشُدُّهـابِخَيْـطٍ فَيُدْنـي بينَهـا وَيُبَاعِـدُ
يَظَلًّ عليها عاكفاً مِثْـلَ مُحْـرِميَرَى نَفْسَهُ مِنْ مَكَّةٍ وَهْوَ وَافِـدُ
وتُنْقَشُ في جُدْرانهـا كـلُّ آيـةٍفتَرْتَدُّ في نحرِ الليالـي المكايِـدُ
ومِن حَولِها الخيلُ العِتاق تجمَّعَتْبِـلا لُجُـمٍ مُسْتَأْنَسَـاتٌ أَوَابِـدُ
خُيولٌ أطاعـت راكِبيهـا محبـةًوَلَيْسَ لها حتَّـى القِيَامَـةِ قائِـدُ
وَلَيْسَتْ بأطلالٍ ولَسْـتُ بِشَاعِـرٍولكنَّنـي فيهـا لأهلِـيَ رائِــدُ
أراها قريباً ليسَ بينـي وبينَهـاسِـوَى قَصْـفِ هـذا الليـل...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20284
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر تميم البرغوثي -فلسطين Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر تميم البرغوثي -فلسطين   الشاعر تميم البرغوثي -فلسطين I_icon_minitimeالأحد يناير 03, 2010 2:36 pm

أيها الناس







أيها الناس أنتم الأمراء بكم الأرض والسماء سواء

يا نجوما تمشي على قدميها كلما أظلم الزمان أضاؤوا

قد علا في أرض الإمارات صوتي قد علا في شرق الجزيرة صوتي

ما بي المال لا ولا الأسماء بغيتي أمركم يرد اليكم فلكم فيه بيعة وبراء

لا يحل بينكم وبين هواكم عند ابرام أمركم وكلاء

ثم إني أحكي حكاية قوم لغة الله خبزهم والماء

وخطاهم في الأرض ترسم شعرا هذبته السراء والضراء

فاذا ما قلنا القصيد فإنا للذي يكتبونه قراءْ

واذا ما سئلت من شاعر القوم غدا قلت أهلي الشعراء

واذا ما سئلت من شاعر القوم غدا قلت أنتم الشعراء

وأرى أبلغ القصيد جميعا أننا في زماننا أحياء

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20284
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر تميم البرغوثي -فلسطين Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر تميم البرغوثي -فلسطين   الشاعر تميم البرغوثي -فلسطين I_icon_minitimeالأحد يناير 03, 2010 2:47 pm

نفسي الفداء لكل منتصر حزين







نفسي الفداء لكل منتصر حزين

قتل الذين يحبهم،

إذ كان يحمي الآخرين

.

يحمي بشبرٍ تحت كعبيه اتزان العقل

معنى العدل في الدنيا على إطلاقه

يحمي البرايا أجمعين

حتى مماليك البلاد القاعدين

والحرب واعظة تنادينا

لقد سلم المقاتل

والذين بدورهم قتلوا

نعم هذا قضاء الله لكن

ربما سلموا إذا كان الجميع مقاتلين

نفسي فداء للرجال ملثمين

إذ يطلقون سلاحهم مثل الدعاء يطير من أدنى لأعلى

مثل تاريخ هنا يملي فيتلى

حاصرونا كيفما شئتم

فإن الخبز والتاريخ يصنع هاهنا تحت الحصار

نفسي فداء للشموس تسير في الأنفاق تحت الأرض من دار لدار

حيث الصباح غدا هنا يهرب من يد ليد

بديلاً عن صباح خربته طائرات الظالمين

نفسي فداء للسماء قنابل الفسفور تملؤها كشعر الغول

ألف أفعى بيضاء نحو الأرض تسعى

والسماء تريد أن تنقض كالمبنى القديم

فنرفع الأيدي لنعدل ميلها،

وتكاد أن تنهار لولا ما توفر من أكف الطيبين

يا أهل غزة ما عليكم بعدها

والله لولاكم لما بقيت سماء ما تظل العالمين

.

نفسي الفداء لعرق زيتون من البلد الأمين

أضحى يقلص ظله، كالشيخ يجمع ثوبه لو صادفته بِرْكَةٌ في الدرب

حتى لا يمر مجند من تحته

ويقول إن كسرته دبابتهم في زحفها نحو المدينة:

"لا يهم، على الأقل فإنهم لن يستظلوا بي

وتلك نبوءة

قد كان يفهمها الغزاة من القرون السابقين

هذي بلاد الشام

كيف تقوم فيها دولة ربت عدواتها مع الزيتون يا حمقى

ولكن عذركم معكم فأنتم بعدُ ما زلتم غزاة محدثين

قسماً بشيبي لن يطول يقاؤكم

فالظل يأنف أن تمروا تحته

والأرض تأنف أن تمروا فوقها

والله سماكم قديماً في بلادي عابرين"

.

نفسي فداء للرجال المسعفين

المنحنين على الركام ولم يكونوا منحنين

الراكضين إلى المنازل باحثين عن الأنين

حيث الأنين علامة الأحياء يصبح نادراً

حيث الحياة تصير حقاً لا مجازاً خاتماً في التُرْبِ

تظهرُ، يرهفون السمعَ رغمَ القصفِ،

تخفى مرةً أخرى وتظهرُ،

يرفعون الردمَ، لا أحدٌ هنا،

تبدو يدٌ أو ما يشابهها هناكَ،

ويخرجون الجسمَ رغم تشابه الألوانِ

بين الرمل والإنسانِ

كالذكرى من النسيانِ

كالمعنى من الهذيانِ

تطلع أمةٌ وكأنما هي فكرة منسيةٌ

يا دهر فلتتذكر الموتى،

هنالك سبعة في الطابق الثاني

ثمانية بباب الدار،

أربعة من الأطفال ماتت أمهم وبقوا

لأيام بلا ماء ولا مأوى

ولا صوت، ولا جدوى

فقل للموت، يا هذا استعد فإنهم

والله لن يأتوك أطفالاً، ولكن

كالشيوخ تجارباً ومرارة

حضر دفاعك فالقضاة

مضرجين بحكمهم

قدموا عليك مسائلين

.

وهناك وجه بينهم يأتي عليه هالة رملية،

طفل يصيح بموته قم وانفض الأنقاض عني

ولتعني، أن أقول لقاتلي الغضبان مني

إنني قد مت حقاً، لا مجازاً، غير أني

لم يزل لي منبر فوق الأكف وخطبة لا تنتهي

يا دولة قامت على أجسادنا لا تطمئني

واعلمي ما تفعلين

ولتقرئي يوم القيامة واضحاً في أوجه المستشهدين

.

نفسي الفداء لأسرةٍ جمع الجنود رجالها ونساءها في غرفة،

قالوا لهم، أنتم هنا في مأمن من شرنا

ومضوا،

ليأمر ضابط منهم بقصف البيت عن بعدٍ

ويأمر بعدها جرافتين بأن يسوَى ما تبقَّى بالتراب،

لعل طفلاً لم يمت في الضرية الأولى

ويأمر بعد ذلك أن تسير مجنزرات الجيش في بطء على جثث الجميع

يريد أن يتأكد الجندي أن القوم موتى

ربما قاموا، يحدث نفسه في الليل

يرجع مرة أخرى لنفس البيت، يقصفه،

ويقنع نفسه، ماتوا، بكل طريقة ماتوا،

ويسأل نفسه، لكن ألم أقتلهمو من قبل،

من ستين عاماً، نفس هذا القتل،

نفس مراحل التنفيذ،

لست أظنهم ماتوا،

ويطلب طلعة أخرى

من الطيران تنصره على الموتى

ويرفع شارة للنصر مبتسماً إلى العدسات

منسحباً، سعيداً أن طفلاً من أولئك لم يقم من تحت أنقاض المباني

كي يكدره

ويسأل نفسه في الليل، ما زال احتمالاً قائماً أن يرجعوا

فيضيء ليلته بانواع القنابل،

سائلا قطع الظلام عن الركام وأهله

ماذا ترين وتسمعين

فتجيبه

لم ألق إلا قاتلاً قلقاً، وقتلى هادئين

.

نفسي فداء للصغار الساهرين

عطشاًَ وجوعاً من حصار الأقربين الآكلين الشاربين

المالكين النيل والوادي وما والاهما ملك اليمين

الشائبين الصابغين رؤوسهم فمعمرين

من أين يأتيكم شعور أنكم سَتُعَمّرُون إلى الأبدْ

ثقة لعمري لم أجدها في أحدْ

عيشوا كما شئتم ليوم أو لغدْ

لكنني صدقاً أقول لكم

فقط من أجل منظركم، وهيبتكم

إذا سرتم غدا في شاشة التلفاز

سيروا صاغرين

.

نفسي فداء للصغار النائمين

بممر مستشفى على برد البلاط بلا سرير، خمسةً أو ستةً متجاورين

في صوف بطانية فيها الدماء مكفنين

قل للعدو، أراك أحمق ما تزالْ،

فالآن فاوضهم على ما شئت

واطلب منهمو وقف القتالْ

يا قائد النفر الغزاة إلى الجديلة

أو إلى العين الكحيلة

من سنين

أدري بأنك لا تخاف الطفل حياً

إنما أدعوك صدقاً، أن تخاف من الصغار الميتين

*

20 كانون الثاني، يناير2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20284
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر تميم البرغوثي -فلسطين Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر تميم البرغوثي -فلسطين   الشاعر تميم البرغوثي -فلسطين I_icon_minitimeالأحد يناير 03, 2010 2:49 pm

بيان عسكري



إذا ارتاح الطغاة إلى الهوانِفذكرهم بأن الموتَ دانِ
ومن صُدَفٍ بقاءُ المرءِ حَيَّاًعلى مرِّ الدَّقائقِ والثواني
وجثةِ طِفْلَةٍ بممرِّ مَشْفَىًلها في العمر سبعٌ أو ثمانِ
أراها وهي في الأكفان تعلو ملاكا في السماء على حصان
على بَرْدِ البلاطِ بلا سريرٍوإلا تحتَ أنقاضِ المباني
كأنَّكِ قُلْتِ لي يا بنتُ شيئاًعزيزاً لا يُفَسَّر باللسانِ
عن الدنيا وما فيها وعنيوعن معنى المخافةِ والأمانِ
فَدَيْتُكِ آيةً نَزَلَتْ حَدِيثاًَبخيطِ دَمٍ عَلَى حَدَقٍ حِسَانِ
فنادِ المانعينَ الخبزَ عنهاومن سَمَحُوا بِهِ بَعْدَ الأوانِ
وَهَنِّئْهُم بِفِرْعَوْنٍ سَمِينٍكَثَيرِ الجيشِ مَعمورِ المغاني
له لا للبرايا النيلُ يجريله البستانُ والثَمَرُ الدَّواني
وَقُل لمفرِّقِ البَحرَيْنِ مهماحَجَرْتَ عليهما فَسَيَرْجِعَانِ
وإن راهنتَ أن الثَأر يُنسىفإنَّكَ سوفَ تخسرُ في الرِّهانِ
نحاصَرُ من أخٍ أو من عدوٍّسَنَغْلِبُ، وحدَنا، وَسَيَنْدَمَانِ
سَنَغْلِبُ والذي جَعَلَ المنايابها أَنَفٌ مِنَ الرََّجُلِ الجبانِ
بَقِيَّةُ كُلِّ سَيْفٍ، كَثَّرَتْنامَنَايانا على مَرِّ الزَّمَانِ
كأن الموت قابلة عجوزتزور القوم من آنٍ لآنِ
نموتُ فيكثرُ الأشرافُ فيناوتختلطُ التعازي بالتهاني
كأنَّ الموتَ للأشرافِ أمٌّمُشَبَّهَةُ القَسَاوَةِ بالحنانِ
لذلك ليس يُذكَرُ في المراثيكثيراً وهو يُذكَرُ في الأغاني
سَنَغْلِبُ والذي رَفَعَ الضحايامِنَ الأنقاضِ رأساً للجنانِ
رماديِّونَ كالأنقاضِ شُعْثٌتحدَّدُهم خُيوطٌ الأرْجُوَانِ
يَدٌ لِيَدٍ تُسَلِّمُهم فَتَبْدُوسَماءُ اللهِ تَحمِلُها يدانِ
يدٌ لِيَدٍ كَمِعراجٍ طَوِيلٍإلى بابِ الكريمِ المستعانِ
يَدٌ لِيَدٍ، وَتَحتَ القَصْفِ، فَاْقْرَأْهنالكَ ما تشاءُ من المعاني
صلاةُ جَمَاعَةٍ في شِبْرِ أَرضٍٍوطائرةٍ تُحَوِّم في المكانِ
تنادي ذلك الجَمْعَ المصلِّيلكَ الوَيْلاتُ ما لَكَ لا تراني
فَيُمْعِنُ في تَجَاهُلِها فَتَرمِيقَنَابِلَها فَتَغْرَقُ في الدُّخانِ
وَتُقْلِعُ عَنْ تَشَهُّدِ مَنْ يُصَلِّيوَعَنْ شَرَفٍ جَدِيدٍ في الأَذَانِ
نقاتلهم على عَطَشٍ وجُوعٍوخذلان الأقاصي والأداني
نقاتلهم وَظُلْمُ بني أبينانُعانِيه كَأَنَّا لا نُعاني
نُقَاتِلُهم كَأَنَّ اليَوْمَ يَوْمٌوَحِيدٌ ما لَهُ في الدهر ثَانِ
بِأَيْدِينا لهذا اللَّيْلِ صُبْحٌوشَمْسٌ لا تَفِرُّ مِنَ البَنَانِ

.

بيان عسكري فاقرأوه فقد ختم النبي على البيان

يقولون في نشرة العاشرةْ

إن جيشاً يحاصر غزة والقاهرةْ

يقولون طائرة قصفت منزلاً

وسط منطقة عامرةْ

فأضيف أنا

لن يمر زمان طويل على الحاضرينْ

لكي يَرَوُا المسلمين وأهل الكرامة من كل دينْ

يعيدون عيسى المسيح إلى الناصرةْ

والنبي إلى القدس، يهدي البراق فواكه من زرعنا

ويطوقه بدمشقٍ من الياسمينْ

.

يقولون جيش يهاجم غزة من محورينْ

يقولون تجري المعارك بين رضيع ودبابتينْ

فأقول أنا

سوف تجري المعارك في كل صدر وفي كل عينْ

وقد تقصف المدفعية في وجه ربك ما تدعي من كذبْ

ويقول العدو لنا فليكن ما يكونْ

فنقول له، فليكن ما يجبْ

.

بياناتنا العسكرية مكتوبة في الجبينْ

لم تكن حكمة أيها الموت أن تقتربْ

لم تكن حكمة أن تحاصرنا كل هذي السنينْ

لم تكن حكمة أن ترابط بالقرب منا إلى هذه الدرجةْ

قد رأيناك حتى حفظنا ملامح وجهكَ

عاداتِ أكلكَ

أوقاتَ نومكَ

حالاتِك العصبيةَ

شهواتِ قلبكَ

حتى مواضع ضعفكَ، نعرفها

أيها الموت فاحذرْ

ولا تطمئن لأنك أحصيتنا

نحن يا موت أكثرْ

ونحن هنا،

بعد ستين عاماً من الغزو،

تبقى قناديلنا مسرجةْ

بعد الفي سنةْ

من ذهاب المسيح إلى الثالث الإبتدائي في أرضنا،

قد عرفناك يا موت معرفة تتعبُكْ

أيها الموت نيتنا معلنة

إننا نغلبُكْ

وإن قتلونا هنا أجمعينْ

أيها الموت خف أنت،

نحن هنا، لم نعد خائفين.

*

3 كانون الثاني يناير 2009

أ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20284
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر تميم البرغوثي -فلسطين Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر تميم البرغوثي -فلسطين   الشاعر تميم البرغوثي -فلسطين I_icon_minitimeالأحد يناير 03, 2010 2:51 pm

إن سارَ أهلي فالدّهر يتّبعُ







إن سارَ أهلي فالدّهر يتّبعُ, يشهد أحوالهم ويستمعُ

يأخذ عنهم فن البقاء فقد زادوا عليه الكثير وابتدعوا

وكلّما همّ أن يقول لهُم بأَنّهم مَهزومونَ ما اقتَنعوا

يسيرُ ان ساروا في مظاهرة في الخلفِ, فيه الفضول والجزعُ

يكتبُ في دفترٍ طريقتهم لعلّه في الدّروسِ يَنتفعُ

لو صادَفَ الجَّمعُ الجيشَ يقصدُهُ, فإِنّهُ نَحوَ الجّيشِ يندفعُ,

فيرجع الجُّندُ خطوَتَينِ فَقَط, ولكِنْ القَصْدُ أنّهُم رَجعوا

أرضٌ أُعيدت ولو لثانيةٍ, والقوم عزلٌ والجيش مُتْدرعُ

ويصبح الغاز فوقهم قطعاً, أو السما فوقه هي القطعُ

وتطلب الريح وهي نادرةٌ, ليست بماء لكنّها جُرعُ

ثم تراهم من تحتها انتشروا, كزئبق في الدّخان يلتمعُ

لكي يُضلّوا الرصاص بينهمُ, تكاد منه السقوف تنخلعُ

حتى تجلّت عنهم وأوجهُهُم زهرٌ, ووجه الزمان منتقعُ

كأن شمساً أعطت لهم عدةً أن يطلع الصبح حيث ما طلعوا

تعرفُ أَسماءُهُم بِأعيُنِهِم, تنكّروا باللّثامِ أو خَلًعوا

ودار مقلاعُ الطّفل في يده دَورة صوفيّ مسّه وَلًعُ

يُعلّم الدّهر أن يدور على من ظنّ أَن القويّ يمتنعُ

وكل طفل في كفّه حجر ملخص فيه السهل واليفعُ

جبالهم في الأيدي مفرقة وأمرهم في الجبال مُجتمعُ

يأتون من كل قرية زمراً, إلى طريق لله ترتفعُ

تضيق بالناس الطرق ان كثروا, وهذه بالزحام تتّسعُ

إذا رأوها أمامهم فرحوا ولم يبالوا بأنها وجعُ

يبدون للموت أنه عبثٌ, حتى لقد كاد الموت ينخدعُ

يقول للقوم وهو معتذر ما بيدي ما آتي وما أدعُ

يظل مستغفراً كذي ورع ولم يكن من صفاته الورعُ

لو كان للموت امره لغدت على سوانا طيوره تقعُ

أعداؤنا خوفهم لهم مدد, لو لم يخافوا الأقوام لانقطعوا

فخوفهم دينهم وديدنهم عليه من قبل يولدوا طبعوا

قل للعدا بعد كل معركة جنودكم بالسلاح ما صنعوا

لقد عرفنا الغزاة قبلكم, ونشهد الله فيكم البدعُ

ستون عاماً وما بكم خجلٌ, الموت فينا وفيكم الفزعُ

أخزاكم الله في الغزاة فما رأى الورى مثلكم ولا سمعوا

حين الشعوب انتقت أعاديها, لم نشهد القرعة التي اقترعوا

لستم بأكفائنا لنكرهكم, وفي عداء الوضيع ما يضعُ

لم نلق من قبلكم وإن كثروا قوماً غزاة إذا غزوا هلعوا

ونحن من ها هنا قد اختلفت قدماً علينا الأقوام والشيعُ

سيروا بها وانظروا مساجدها اعمامها او أخوالها البيعُ

قومي ترى الطير في منازلهم تسير بالشرعة التي شرعوا

لم تنبت الأرض القوم بل نبتت منهم بما شيدوا وما زرعوا

كأنهم من غيومها انهمروا كأنهم من كهوفها نبعوا

والدهر لو سار القوم يتبع يشهد أحوالهم ويستمعُ

يأخذ عنهم فن البقاء فقد زادوا عليه الكثير وابتدعوا

وكلما هم أن يقول لهم بانهم مهزومون ما اقتنعوا

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20284
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

الشاعر تميم البرغوثي -فلسطين Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر تميم البرغوثي -فلسطين   الشاعر تميم البرغوثي -فلسطين I_icon_minitimeالأحد يناير 03, 2010 2:54 pm

الحمامة والعنكبوت‏







تقول الحمامة للعنكبوت:

أخية تذكرتني أم نسيتِ؟؟

عشية ضاقت علي السماء

فقلتِ على الرحب في الغار بيتي

وفي الغار شيخان

لا تعلمين حَميتِهما يومها أم حُميتِ

جليلان إن ينجوا يصبحا أمة

ذات شمل جميع شتيت

وقوم أتوا يطلبونهما

تقف الريح عنهم من الجبروت

أقلب عيني في القوم ما بين وجه مقيت

ووجه مقيت

أتوا فارتعشتُ فقلتِ اثبتي

تحرزي الخير يا هذه ما حييتِ

فليس بأيديهمُ أن تعيشي

وليس بأيديهمُ أن تموتي

سنحمي الغريبين من كل سيف

بريش الحمام وأوهى البيوت

سنبني المآذن في المشرقين

بخيط رفيع وخبز فتيت

أنا من أتيتكِ أشكو السماء

فصرتُ أقاسمها بعض قوتي

تقول الحمامة للعنكبوت

أخية تذكرتني أم نسيت

أخيةُ هل تذكرين الغريبين

ما فعلا بعدنا يا فُديتِ؟؟؟؟

أخية ماذا جرى لهما ؟؟ أترى سلما ؟؟

يا أخية هل تعلمين؟

لقد كان في الغار وعد

بأن السماء ستنثر مثل أرز العروس

على العالمين

لقد كان في الغار دنيا

من الصين حتى بلاد الفرنجة

أسواقها وميادينها وقوافلها

وعساكرها...صياح المنادين

بسط الجوامع آي المصاحف

أضرحة الصالحين نقوش الأواني

وشاي الصباح يعطر بالمريمية والياسمين

أخية ماذا جرى لهما؟؟؟

أترى سلما؟؟؟؟

يا أخية هل تذكرين؟

غداة أناديك هل هل لك

أن ندخل الغار أهلي وأهلك

فالغار أوسع من كل شيء

هو القدر الدائري الذي كان قبلي وقبلك

هل لك هل لك؟؟؟؟؟

ثم انهمكتِ...

لكي تنسجي للغريبين

ليلا حنونا

يكون من الليل ليلا بديلا

وقمت أنسق عشا فسيحا

دعوت إليه الطيور قبيلا

فلتنظري ماذا حولك ما تبصرين؟

أخية ماذا جرى لهما؟؟؟

أترى سلما؟؟

يا أخية ماذا جرى لأرى ما أرى

فلقد طفت ما طفت تحت السما

لم أجد أحدا منهما

وكأنهما لم يكونا هنا

لم يحلا لم يرحلا

يا أخية ضيفاك ما فعلا؟

أو لم يصلا للمدينة أم وصلا؟

يا أخية ضيفاك ما فعلا؟

أترى قتلا أترى أسرا ؟

أترى بقيا صاحبين أم انفصلا

يا أخية ضيفاك ما فعلا؟؟؟

تقول الحمامة للعنكبوت

أخية تذكرتني أم نسيتِ

لقد طفتُ كالشك كل البلاد

وأنتِ هنا كاليقين بقيتِ

فلم أوتَ علمك مهما علمتُ

ولم أرقَ يوما إلى ما رقيتِ

فأنت لبنياننا كالثبات

وأنت لبرهاننا كالثبوت

أتيتكِ أسأل عن صاحبينا

فلا تقتليني بهذا السكوت

أراك أخية لا تنطقين

بأي الدواهي الإناء دهيت!!!

ولودٍ عنودٍ تعودُ وتفنيكِ

وهي تخلد إن ما فنيتِ

وأعرف ما ضركِ المشركون

ولكن من المؤمنين أتيت

تقول الحمامة للعنكبوت:

بربك يا هذه لا تموتي

تقول الحمامة لما رأت

روح حارسة الغار فاضت

وقد أصبح الغار من بعدها طللا:

تعزي قليلا وخلي من الدمع ما هملا

ثم ميلي إلى كل طفل وليد

قصي عليه الحكاية قولي له

في زمان مضى

حل في غارنا عربيان وارتحلا

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الشاعر تميم البرغوثي -فلسطين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» عفوا فيروز ومعذرة ... للشاعر نزار ورد الشاعر تميم البرغوثي عليها
» الكساء- تميم البرغوثي
» القدس - تميم البرغوثي
» مقام العراق -تميم البرغوثي
» جرح فلسطين

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الكلمـــــة الحـــــرّة :: منتدى الكتب و المخطوطات-
انتقل الى: