الكلمـــــة الحـــــرّة
الكلمـــــة الحـــــرّة
الكلمـــــة الحـــــرّة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الكلمـــــة الحـــــرّة

منتدى ثقافي عام
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 نظرات على القصة القرآنية

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
زمردة
عضو
زمردة


عدد المساهمات : 85
نقاط : 15914
تاريخ التسجيل : 01/12/2009
الموقع : الجزائر

نظرات على القصة القرآنية Empty
مُساهمةموضوع: نظرات على القصة القرآنية   نظرات على القصة القرآنية I_icon_minitimeالخميس يناير 07, 2010 4:03 pm



نظرات على القصة القرآنية

الدوحة القرآنية الباسقة الظلال ,الدانية الجنى,ذات الأفنان المختلفة الثمرات هذه الدوحة العميقة الأصل ,السامقة الفرع لا ينتهي ظلها و لا ينتهي و لا يذهب رونقها فهي ذات ظل ممدود و ماء مسكوب و فاكهة لا مقطوعة و لا ممنوعة ,لذلك كان القرآن كما جاء في الأثر لا تنقضي عجائبه و هذه طبيعة في الموضوعات القرآنية سواء كانت قصصا أم أحكاما أم عقائد(1)
و لأنّ القرآن لا تنقضي عجائبه حاولنا أن نركز على القصة القرآنية فسنتحدث عن أهمية القصة القرآنية و أبرز خصائصها الفنية التي ميزتها عن كل القصص الأخرى

1 أهمية القصة القرآنية
كما هو معلوم أنّ القصة القرآنية لم تأت لتقرر هدفا واحدا بل إنّ هذا القصص كانت له أهدافه الكثيرة و غاياته المتعددة فعلى سبيل الإجمال يهدف القصص القرآني إلى تربية نوع الإنسان تربية نضمن له خير المسالك ليتبوأ أفضل المدن و الممالك و تحول بينه و بين المنزلقات و المهالك و إذا أردنا أن نفصل بعض التفاصيل فإنّنا نجد أن القصص القرآني جاء

أولا ليعمق العقيدة في النفوس و يبصر بها العقول و يحي بها العقول و يسلك لتلك القضية المهمة الخطيرة أحسن الطرق امتاعا و اقناعا إمتاعا للعاطفة و إقناعا للعقل
فقد ركزت القصة القرآنية في مقام الألوهية على وحدانية الله و عدله و قدرته و حكمته و حبه و ودادته لعباده
و في مجال الرسالة ركزت القصة القرآنية على الصفات الخيرة للأنبياء ليكون للناس فيهم أسوة

ثانيا
السمو بهذا الإنسان حتى يمتاز عن الحيوان هذا السمو الذي لا يركز على جانب واحد في هذا الإنسان بل فهو سمو روحي و خلقي و نفسي يشعر به الفرد و هو بعد ذلك سموا اجتماعي تجد الجماعة فيه بغيتها و أمنها و ضالتها و فضيلتها

ثالثا
و لا يظن أحد أنّ هذا القصص كانت عنايته بالمعنويات فحسب و إنّما ركز كثيرا على الرقي المادي و أسباب القوة لأنّ هذه المادية عنصر أساسي رئيس في مقومات هذا الإنسان

رابعا
كان لهذا القصص عناية خاصة ببيان أسباب الهلاك التي يمكن أن تصيب الأمم و الجماعات و الأفراد و قد فصّل ذلك تفصيلا عجيبا و هو يتحدث عن الترف و الطغيان و البطر و الظلم و الاستعباد الفكري و الإرهاب و السخرية و الرضا بالذل إلى غير ذلك من الأسباب الكثيرة المبثوثة في هذا القصص

خامسا

التركيز على أنّ التدين الحق لا ينفصل عن الحياة العملية و لا ينفصم عن واقع هذا الإنسان و إنّما هو مرتبط به ارتباطا وثيقا بل هو جزء منه

سادسا

في هذا القصص كثير من الحقائق العلمية المتعلقة بالكون و الإنسان و الحياة و الأحياء في السماوات و الأرض و التي تزيدها الأيام وضوحا


خصائصها الفنية

أولى هذه الخصائص تنوع طريقة العرض قيرى سيد قطب في كتابه التصوير الفني في القرآن أنّ في قصص القرآن أربع طرائق مختلفة للإبتداء في عرض القصة و ذلك على النحو التالي

1 مرة يُذكر ملخصا للقصة يسبقها ثمّ يعرض التفصيلات و ذلك كقصة أهل الكهف فهي تبدأ(أم حسبت أنّ أصحاب الكهف و الرقيم كانوا من آياتنا عجبا إذ أوى الفتية إلى الكهف فقالوا ربنا آتنا من لدنك رحمة و هيء لنا من أمرنا رشدا فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا ثمّ بعثناهم لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا) هذا ملخص القصة ثمّ تتبعه بالتفصيلات تشاورهم ثمّ دخولهم و نومهم و يقظتهم....

2 مرة تذكر عاقبة القصة و مغزاها ثمّ تبدأ القصة بعد ذلك من أولها كقصة موسى في سورة القصص

3 و مرة تذكر القصة مباشرة بلا مقدمة أو تلخيص و يكون في مفاجآتها الخاصة ما يغني و مثل ذلك قصة مريم عند مولد عيسى و كذلك قصة سليمان مع النمل و الهدهد

4 و مرة يحيل القصة تمثيلية فيذكر فقط من الألفاظ ما ينبه إلى ابتداء العرض ثم يدع القصة تتحدث عن نفسها بوساطة أبطالها و هذا في قصة إبراهيم و إسماعيل (و إذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت و إسماعيل ) هذه إشارة البدء أما ما يلي فمتروك لإبراهيم و إسماعيل (ربنا تقبل منا إنّك أنت السميع العليم.....)


يتبع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الهادي الزغيدي
مدير الموقع
الهادي الزغيدي


عدد المساهمات : 4023
نقاط : 23438
تاريخ التسجيل : 08/11/2009
العمر : 49
الموقع : تونس

نظرات على القصة القرآنية Empty
مُساهمةموضوع: رد: نظرات على القصة القرآنية   نظرات على القصة القرآنية I_icon_minitimeالخميس يناير 07, 2010 4:32 pm

الأخت زمردة شكرا لك على هذا الموضوع القيم الذي بين أهمية القصص

القرآنية سواء على مستوى المضمون أو الشكل الفني المعتمد فيها ،

علما بأن هذه القصص وردت نظرا لأهميتها في تبليغ الفكرة و شرح

المضمون و ذلك لغاية الإعتبار في أمور الدين و الدنيا ,


لك تحياتي و ودّي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://elkalima-elhorra.ahlamontada.com
????
زائر




نظرات على القصة القرآنية Empty
مُساهمةموضوع: رد: نظرات على القصة القرآنية   نظرات على القصة القرآنية I_icon_minitimeالسبت يناير 09, 2010 4:41 pm


الأخت زمردة
أشكرك على حسن تجاوبك

وعلى الصورة المبدعة التي أظهرت عليها خصائص القصص القرآنية ، والتي هي من معجزات القرآن الخالدة
واسمحي لي بتداخل حول بعض الأبعاد والأهداف الأخرى للقصص القرآنية:

* ـ الأعم والأغلب التي اهتمت به قصص القرآن إقامة الأدلة على وحدانية الله تعالى وعلى صدق الرسول صلى الله عليه وسلم فيما يبلغه عن ربه.

* ـ وكذلك بترسيخ العقيدة السليمة في قلوب المؤمنين، بتفصيل أحكام الشريعة العملية، كالعبادات، والمعاملات، والحدود، والعلاقات الاجتماعية، وتنظيم شئون الدولة الإسلامية داخليا وخارجيا.. !!!

* ـ والقصة في كل زمان ومكان لها أثرها العميق في النفوس، لما فيها من عنصر التشويق، وجوانب الاعتبار والاتعاظ .. ولا تزال على رأس الوسائل التي يدخل منها الهداة والمصلحون والقادة، إلى قلوب الناس وعقولهم، لكي يسلكوا الطريق القويم، ويعتنقوا الفضائل، ويجتنبوا الرذائل، ويسلموا وجوههم لله الواحد الأحد ....!!!

*ـ وللقصة في القرآن الكريم أهداف سامية، ومقاصد عالية، وحكم متعددة من أهمها: بيان أن الرسل جميعا قد أرسلهم الله تعالى برسالة واحدة في أصولها ألا وهي إخلاص العبادة لله الواحد القهار، وأداء التكاليف التي كلف سبحانه خلقه بها وقد وردت آيات كثيرة تدل على أن أول كلمة قالها كل رسول لقومه، هي أمرهم بعبادة الله تعالى...!!!

* ـ والقصص عبرة وعظة لأصحاب العقول السليمة، والأفكار القويمة، بسبب ما اشتمل عليه هذا القصص من حكم وآداب وإرشادات. وما كان هذا الذي قصصناه حديثا مختلقا أو كاذبا، وإنما هو حديث لحمته وسداه الصدق الذي لا يحوم حوله الكذب، والتأييد لما صح من الكتب السابقة التي امتدت إليها أيدي الفاسقين بالتحريف...!!!

* ـ والعبر والعظات التي نأخذها من قصص القرآن الكريم، لها صور شتى منها: ـ بيان حسن عاقبة المؤمنين، الذين ثبتوا على الحق، وابتعدوا عن الباطل، وتابوا إلى الله تعالى توبة صادقة، وشكروا الله تعالى على نعمه، بأن استعملوها فيما يرضيه لا فيما يسخطه.
ـ ومنها: بيان سوء عاقبة المكذبين، الذين أصروا على كفرهم، ولم يستمعوا لنصائح أنبيائهم، واستحبوا العمى على الهدى، وجحدوا نعم الله تعالى واستعملوها في المعاصي لا في الطاعات.

أشكرك أخت زمردة
وتقبلي مروري
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زمردة
عضو
زمردة


عدد المساهمات : 85
نقاط : 15914
تاريخ التسجيل : 01/12/2009
الموقع : الجزائر

نظرات على القصة القرآنية Empty
مُساهمةموضوع: رد: نظرات على القصة القرآنية   نظرات على القصة القرآنية I_icon_minitimeالسبت يناير 09, 2010 10:53 pm

الهادي الزغيدي كتب:
الأخت زمردة شكرا لك على هذا الموضوع القيم الذي بين أهمية القصص

القرآنية سواء على مستوى المضمون أو الشكل الفني المعتمد فيها ،

علما بأن هذه القصص وردت نظرا لأهميتها في تبليغ الفكرة و شرح

المضمون و ذلك لغاية الإعتبار في أمور الدين و الدنيا ,


لك تحياتي و ودّي

أنا من تتقدم بالشكر لمرورك و ملاحظاتك

أستاذ هادي

تحياتي

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زمردة
عضو
زمردة


عدد المساهمات : 85
نقاط : 15914
تاريخ التسجيل : 01/12/2009
الموقع : الجزائر

نظرات على القصة القرآنية Empty
مُساهمةموضوع: رد: نظرات على القصة القرآنية   نظرات على القصة القرآنية I_icon_minitimeالسبت يناير 09, 2010 10:59 pm

المعتز بالله كتب:

الأخت زمردة
أشكرك على حسن تجاوبك

وعلى الصورة المبدعة التي أظهرت عليها خصائص القصص القرآنية ، والتي هي من معجزات القرآن الخالدة
واسمحي لي بتداخل حول بعض الأبعاد والأهداف الأخرى للقصص القرآنية:

* ـ الأعم والأغلب التي اهتمت به قصص القرآن إقامة الأدلة على وحدانية الله تعالى وعلى صدق الرسول صلى الله عليه وسلم فيما يبلغه عن ربه.

* ـ وكذلك بترسيخ العقيدة السليمة في قلوب المؤمنين، بتفصيل أحكام الشريعة العملية، كالعبادات، والمعاملات، والحدود، والعلاقات الاجتماعية، وتنظيم شئون الدولة الإسلامية داخليا وخارجيا.. !!!

* ـ والقصة في كل زمان ومكان لها أثرها العميق في النفوس، لما فيها من عنصر التشويق، وجوانب الاعتبار والاتعاظ .. ولا تزال على رأس الوسائل التي يدخل منها الهداة والمصلحون والقادة، إلى قلوب الناس وعقولهم، لكي يسلكوا الطريق القويم، ويعتنقوا الفضائل، ويجتنبوا الرذائل، ويسلموا وجوههم لله الواحد الأحد ....!!!

*ـ وللقصة في القرآن الكريم أهداف سامية، ومقاصد عالية، وحكم متعددة من أهمها: بيان أن الرسل جميعا قد أرسلهم الله تعالى برسالة واحدة في أصولها ألا وهي إخلاص العبادة لله الواحد القهار، وأداء التكاليف التي كلف سبحانه خلقه بها وقد وردت آيات كثيرة تدل على أن أول كلمة قالها كل رسول لقومه، هي أمرهم بعبادة الله تعالى...!!!

* ـ والقصص عبرة وعظة لأصحاب العقول السليمة، والأفكار القويمة، بسبب ما اشتمل عليه هذا القصص من حكم وآداب وإرشادات. وما كان هذا الذي قصصناه حديثا مختلقا أو كاذبا، وإنما هو حديث لحمته وسداه الصدق الذي لا يحوم حوله الكذب، والتأييد لما صح من الكتب السابقة التي امتدت إليها أيدي الفاسقين بالتحريف...!!!

* ـ والعبر والعظات التي نأخذها من قصص القرآن الكريم، لها صور شتى منها: ـ بيان حسن عاقبة المؤمنين، الذين ثبتوا على الحق، وابتعدوا عن الباطل، وتابوا إلى الله تعالى توبة صادقة، وشكروا الله تعالى على نعمه، بأن استعملوها فيما يرضيه لا فيما يسخطه.
ـ ومنها: بيان سوء عاقبة المكذبين، الذين أصروا على كفرهم، ولم يستمعوا لنصائح أنبيائهم، واستحبوا العمى على الهدى، وجحدوا نعم الله تعالى واستعملوها في المعاصي لا في الطاعات.

أشكرك أخت زمردة
وتقبلي مروري

شكرا على اضافاتك و كنت أتمنى أن أركز على جانب التصوير الفني

إلا أن ظروفا حالت دون ذلك

تحياتي


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زمردة
عضو
زمردة


عدد المساهمات : 85
نقاط : 15914
تاريخ التسجيل : 01/12/2009
الموقع : الجزائر

نظرات على القصة القرآنية Empty
مُساهمةموضوع: رد: نظرات على القصة القرآنية   نظرات على القصة القرآنية I_icon_minitimeالأحد يناير 10, 2010 11:39 am





ثانيا تنوع طريقة المفاجأة

1 فمرة يكتم سر المفاجأة عن البطل و عن النظارة حتى يكشف لهم معا و في آن واحد مثال ذلك قصة موسى مع العبد الصالح في سورة الكهف

2 و مرة يكشف السر للنظارة و يترك أبطال القصة عنه في عماية و هؤلاء يتصرفون و هم جاهلون بالسر و أولئك يشاهدون تصرفاتهم عالمين و المثال على ذلك نجده في قصة أصحاب الجنة (إذ أقسموا ليصرمنّها مصبحين و لا يستثنون فطاف عليها طائف من ربك و هم نائمون فأصبحت كالصريم ) و بينما نحن نعلم هذا كان أصحاب الجنة يجهلونه(فتنادوا مصبحين أن اغدوا على حرثكم إن كنتم صارمين فانطلقوا و هم يتخافتون ألا يدخلنها اليوم عليكم مسكين و غدوا على حرد قادرين)

3 . و مرة يكشف بعض السر للنظارة و هو خاف على البطل في موضع و خاف على النظارة و عن البطل في موضع آخر في القصة الواحدة مثال ذلك قصة عرش ملكة سبأ الذي جيء به في غمضه

4 . و مرة لا يكون هناك سر بل تواجه المفاجأة البطل و النظارة في آن واحد و يعلمان سرها في الوقت ذاته و ذلك كمفاجآت قصة مريم حين اخذت من دون أهلها حجابا فتفاجأ بالروح الأمين في هيئة رجل

ثالثا الفجوات بين المشهد و المشهد التي يتركها تقسيم المشاهد و قص المناظر و هذه طريقة متبعة في جميع القصص القرآني على وجه التقريب

رابعا التصوير في القصة

و هي أبرز الخصائص الفنية في القصة القرآنية فالتعبير القرآني يتناول القصة بريشة التصوير المبدعة التي يتناول بها جميع المشاهد و المناظر التي يعرضها فتستحيل القصة حادثا يقع و مشهدا يجرى لا قصة تروى و لا حادثا قد مضى
فالتصوير في مشاهد القصة ألوان لون يبدو في تخييل العواطف و الانفعالات و لون يبدو في رسم الشخصيات و ليست هذه الألوان منفصلة و لكن أحدها يبرز في بعض المواقف و يظهر على اللونين الآخرين فيسمى باسمه أما الحق فإنّ هذه اللمسات الفنية كلها تبدو في مشاهد القصص جميعا..و هنا يوضح المثال ما لا يوضحه المقال
فنجد قوة العرض و الإحياء في قصة أهل الكهف
فها نحن أولاء نشهد أهل الكهف يتشاورون في أمرهم بعدما اهتدوا إلى الله بين قوم مشركين (نحن نقص عليك نبأهم بالحق إنّهم فتية آمنوا بربهم و زدناهم هدى و ربطنا على قلوبهم إذ قاموا فقالوا ربنا رب السماوات و الأرض لن ندعو من دونه إلها لقد قلنا إذن شططا هؤلاء قومنا اتخذوا من دونه آلهة لولا يأتون عليهم بسلطان بيّن فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا و إذ اعتزلتموهم و ما يعبدون إلا الله فأووا إلى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته و يهيئ لكم من أمركم مرفقا)
بهذا ينتهي المشهد أو يسدل الستار فإذا رفع الستار مرة أخرى وجدناهم قد نفذوا ما استقر عليه رأيهم
(و ترى الشمس إذا طلعت تزّاور عن كهفهم ذات اليمين و إذا غربت تقرضهم ذات الشمال و هم في فجوة منه) أنقول إحياء المشهد؟ إنّ المسرح الحديث بكل ما فيه من طرق الإضاءة ليكاد يعجز عن تصوير هذه الحركة المتموجة حركة الشمس و هي تزّاور عن الكهف عند مطلعها فلا تضيئه و تجاوزهم عند مغيبها فلا تقع عليهم ثمّ لننظر (و هم في فجوة منه )إنّ الألفاظ لتقوم بالمعجزة مرة أخرى
و هكذا نجد قوة العرض و الإحياء في كل قصة من القصص القرآني

و في تصوير العواطف و الانفعالات نأخذ مثال (و اذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها مكانا شرقيا فاتخذت من دونهم حجابا) فها هي ذي في خلوتها مطمئنة إلى انفرادها و لكن ها هي ذي تفاجأ مفاجأة عنيفة تنقل تصوراتها نقلة بعيدة (فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويّا قالت إنّي أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا)إنّها انتفاضة العذراء المذعورة يفجؤها رجل في خلوتها فتلجأ إلى استثارة التقوى في نفسه(إن كنت تقيا)

أمّا في رسم الشخصيات نأخذ مثال شخصية إبراهيم إنّه نموذج الهدوء و التسامح و الحلم(إنّ إبراهيم لحليم أوّاه منيب)فهو في صباه يخلو إلى تأملاته(فلما جنّ عليه الليل رأى كوكبا قال هذا ربي فلما أفل قال لا أحب الآفلين فلما رأى القمر بازغا قال هذا ربي فلما أفل قال لئن لم يهدني لأكونن من القوم الضالين)إلى غاية قوله (و لا أخاف ما تشركون به إلا أن يشاء ربي شيئا و سع ربي كل شيء علما أفلا تتذكرون)

و هذه مقتطفات لمن أراد الاستفادة أكثر ينظر
1 القصص القرآني إيحاؤه و نفحاته للدكتور فضل حسن عبّاس
2 و التصوير الفني القرآن للسيد قطب


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
نظرات على القصة القرآنية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» إلى كل المبدعين في فنّ القصة
» الأصول العربية لفن القصة القصيرة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الكلمـــــة الحـــــرّة :: المنتدى العام-
انتقل الى: