ليبرالية إسلامية
ظهرت العديد من الحركات الفكرية التي تدعو لليبرالية الإسلامية كحركة سياسية واجتماعية ودينية وفلسفية وغالبا ما تدعو للتحرر من سلطة رجال الدين والفصل بين آراء رجال الدين الإسلامي وبين الإسلام ذاته، ويميلون لإعادة تفسير النصوص الدينية وعدم الأخذ بتفسيرات رجال الدين القدامى للقرآن والسنة، حيث يرون أن الإسلام بعد تنقيته من هذه الآراء والتفسيرات فإنه يحقق الحرية للأفراد خاصة فيما يتعلق بحرية الرأي والتعبير وحرية الاعتقاد. من أشهر رواد التوجه الإسلامي الليبرالي فرج فوده، جمال البنا، أحمد صبحي منصور، خالد منتصر وغيرهم.
وجد هذا التيار مجموعة كبيرة من الأفكار الليبرالية داخل الإسلام.. سماه البعض بالإسلام الاجتهادي وسماه آخرون بالإسلام التقدمي، ولكن البعض الآخر يرى أن الإسلام الإصلاحي التقدمي والإسلام الليبرالي هما حركتان مختلفتان ضمن دين الإسلام. ويرى آخرون أن الإسلام الليبرالي على أنه امتداد لحركة الإسلام التقدمي لتي بدأها جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده ومحمد رشيد رضا في العصر الحديث.
تعتمد هذه الحركات على الفلسفة التي تعتمد بشكل كبير على الاجتهاد.. لا يعتمد الليبراليون المسلمون بالضرورة على التفسيرات الثقافية والتقليدية لفهم القرآن والحديث. والمسلمون الإصلاحيون عموماً يرون أنهم يعودون إلى مبادئ الأمة الإسلامية كما كانت في عصورها الأولى وعلى نية أخلاقية و تعددية من القرآن. تستخدم حركة الإصلاح التوحيد باعتباره المبدأ المنظم للمجتمع البشري، ومبدأ تبني على أساسه المعرفة الدينية والتاريخ والميتافيزيقيا وعلم الجمال والأخلاق والعلوم الاجتماعية والاقتصادية والنظام العالمي.
إصلاح، وليس انقسام
تقوم هذه الحركات داخل الإسلام لمحاولة إصلاح فهم المسلمين للإسلام، وليس محاولة لفصل المسلمين عن الإسلام. وعلى هذا النحو، فإنهم يؤمنون بالمبادئ الأساسية للإسلام، مثل العقيدة الإسلامية وأركان الإسلام الخمسة. المسلمون الليبراليون يؤمنون بأن وجهات نظرهم متوافقة تماماً مع تعاليم الإسلام. الفرق الرئيسي مع الرأي الإسلامي المتحفظ هو في تفسير كيفية تطبيق القيم الإسلامية الأساسية للحياة الحديثة.
المسلمون الليبراليون يركزون على استقلالية الفرد في تفسير القرآن والأخلاق بدلاً من التركيز على التفسير الحرفي للقرآن. هذا التفكير قد يكون له سابقة في التقاليد الصوفية والتصوف الإسلامي.
ومع ذلك، فإن هذا النهج الإصلاحي أدى إلى انتقاد المسلمون الليبراليون لمعظم أفعال المتطرفين المسلمين، بما في ذلك الإرهاب. تلك الانتقادات الخافتة من هذا القبيل كثيراً ما تعرضت لهجوم من قبل النقاد الغربيين، ولا سيما أولئك الذين يؤكدون أن هناك ما يسمى ب "صراع الحضارات".
المحاور الرئيسية
المبادئ المقبولة عموما عند المسلمون الليبراليون هي:-
استقلالية الفرد في تفسير القرآن والحديث. فحص أكثر حيوية وتنوعاً للنصوص الدينية، بدلاً من السوابق الإسلامية التقليدية.
التساوي الكامل بين الذكر والأنثى في جميع أوجه الحياة.
انفتاح أكثر مقارنة بالتيار المحافظ وخاصة في مسائل الجمارك، واللباس، والممارسات الشائعة والهندام.
اللجوء إلى استعمال الفطرة، إضافة إلى الاجتهاد في تحديد الخطأ من الصواب.
القضايا المثيرة للجدل
على مدى القرنين التاسع عشر والعشرين، بسبب المجتمعات الحديثة والتوقعات المتزايدة، قرر المسلمون الليبراليون إعادة تفسير القرآن. هذا صحيح بصفة خاصة للمسلمين الذين وجدوا أنفسهم يعيشون في البلدان غير الإسلامية. هؤلاء المسلمين يصفون أنفسهم بأنهم ليبراليون أو تقدميون أو الإصلاحيون. لكن بدلاً من الإيحاء بجدول أعمال محدد، تميل هذه المجموعات إلى أن الشروط التالية التي تتضمن مجموعة واسعة من وجهات النظر التي ممكن أن تخالف التفسيرات التقليدية والمحافظة للإسلام في العديد من المناطق. رغم عدم وجود توافق كامل في الآراء بين المسلمين الليبراليين على وجهات نظرهم، فإنها تميل إلى الموافقة على بعض أو كل المعتقدات التالية:
الاجتهاد (إعادة تفسير القرآن)
الاجتهاد
حقوق الإنسان
نظرية المساواة بين الجنسين
رمز الأنثوية الإسلامية
العلمانية
التسامح واللاعنف
تسامح و لاعنف
الاعتماد على الدراسات العلمانية و العلمية
الليبراليون المسلمين يميلون إلى التشكيك في صحة أسلمة المعرفة والعلوم (بما في ذلك ما يسمى بالاقتصاد الإسلامي, العلوم الإسلامية...إلخ)، و يرون أنها منفصلة عن مجالات المعرفة والعلوم الرئيسية الخاضعة للتحقيق العلمي. هذا الرأي نتيجة لكون كثير من المسلمين الليبراليين أيضا علمانيين، مما يجعلهم أكثر استعداداً لمنح الثقة للتيار العلماني. كما أنهم يرون أن نشر هذه المجالات هي مجرد خطوة دعائية من جانب المسلمين المحافظين و المسلمين السياسيون.
الليبراليون المسلمون أيضاً أقل قبولاً لعلاج السرد القرآني لآدم ونوح وإبراهيم وعيسى عليهم السلام، والأنبياء الآخرين من الإسلام باعتباره حقائق تاريخية. بدلاً من ذلك، في بعض الأحيان، ينظر بعض الليبراليين المسلمين لهذه القصص على أنها معنوية أو ميثولوجيا تهدف إلى تعزيز الأخلاق الإسلامية، وهم يقبلون بالأفكار العلمية مثل نظرية التطور و نظرية الانفجار العظيم.
انتقادات
تعزو بعض المصادر المعارضة للليبرالية الإسلامية العديد من التوجهات المخالفة لما جاءت به من أفكار قد يعتبرها البعض خارجة عن الإسلام وتتلخص هذه الادعاءات وموقف المسلمون الليبراليون منها بما يلي:
«إن المسلم هو المستسلم لله بالتوحيد، المنقاد له بالطاعة، البريء من الشرك وأهله، فالذي يريد الحرية التي لا ضابط لها إلا القانون الوضعي، هذا متمرد على شرع الله، يريد حكم الجاهلية، وحكم الطاغوت، فلا يكون مسلماً، والذي يُنكر ما علم من الدين بالضرورة، من الفرق بين المسلم والكافر، ويريد الحرية التي لا تخضع لقيود الشريعة، ويُنكر الأحكام الشرعية، ومن الأحكام الشرعية الخاصة بالمرأة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومشروعية الجهاد في سبيل الله، هذا قد ارتكب عدة نواقض من نواقض الإسلام، نسأل الله العافية. والذي يقول إنه «مسلم ليبرالي» متناقض إذا أريد بالليبرالية ما ذُكر، فعليه أن يتوب إلى الله من هذه الأفكار؛ ليكون مسلماً حقاً.»
مسلمون ليبراليون
جمال الدين الأفغاني
محمد عبده
أحمد لطفي السيد
عبد الرحمن الكواكبي
سعد زغلول
جمال البنا
أحمد صبحي منصور
خالد منتصر
علي عبد الرازق
خليل عبد الكريم
نصر حامد أبو زيد
درية شفيق
ماجد صلاح الدين
طارق حجي
إياد جمال الدين