الهادي الزغيدي مدير الموقع
عدد المساهمات : 4023 نقاط : 23501 تاريخ التسجيل : 08/11/2009 العمر : 49 الموقع : تونس
| موضوع: اجتثاث البعث ومفارقاته الجمعة فبراير 05, 2010 3:01 am | |
| اجتثاث البعث ومفارقاته رإي القدس يبدو 'العراق الجديد' لوحة سوريالية تستعصي على الفهم بسبب مفارقاتها الغريبة، والتناقضات الفريدة من نوعها بين الكتل السياسية المتصارعة على الحكم. ولعل مسألة 'اجتثاث البعث' التي تتمسك بها حكومة نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي التي طفت على السطح مؤخرا بعد صدور قرار بالغاء مشاركة حوالي 500 شخصية عراقية في الانتخابات البرلمانية القادمة، هي اكثر القضايا مأساوية وغرابة في الوقت نفسه. الدكتور احمد الجلبي رئيس المؤتمر الوطني العراقي، ورئيس لجنة المساءلة والعدالة (اجتثاث البعث سابقا) كان يطرح نفسه في فترة التآمر مع القوى الغربية للاطاحة بالنظام العراقي السابق على انه ديمقراطي وليبرالي، ليعود الى العراق شخصا طائفيا متعصبا، وليؤسس البيت الشيعي، ويتحالف مع ايران والقوى المنضوية تحت جناحها. اما الدكتور اياد علاوي رئيس الوزراء الاسبق الذي كان يمثل رأس الحربة في المخططات الامريكية للاطاحة بحكم حزب البعث الذي كان في يوم من الايام من ابرز قياداته، فقد تحول بين ليلة وضحاها الى واحد من اكبر المعارضين لاجتثاث البعثيين، والاكثر من ذلك ان الائتلاف السياسي الذي يتزعمه ويستعد لخوض الانتخابات على اساسه، يضم نسبة كبيرة من البعثيين السابقين، او المتعاطفين مع الفكر والمبادئ البعثية. ومن المفارقة ان السيد احمد ابو ريشة رئيس ما يسمى 'صحوة العراق' يدعو حاليا وبصوت صارخ الى 'اجتثاث' الدكتور احمد الجلبي، وليس اعضاء حزب البعث، معتبرا ان الجلبي لا يصلح ان يسكن في الاراضي العراقية، لانه صاحب مشروع 'مشروخ' على حد تعبيره. قواسم كثيرة تجمع بين السيد ابو ريشة والدكتور الجلبي، ابرزها ان الاثنين من الحلفاء اللصيقين والمتعاونين مع الاحتلال الامريكي للعراق، الاول سهل هذا الاحتلال عندما كان في خارج العراق، والثاني عمل على ترسيخه من داخله من خلال تكوين قوات الصحوات التي تصدت للمقاومة العراقية، وقضت تقريبا على وجودها في منطقة الانبار، والعمود الفقري في هذه المقاومة هم رجال حزب البعث وقياداته الميدانية. الصراع الآن في 'العراق الجديد' هو بين رجالات امريكا الاوائل الذين انقلبوا عليها، وانضووا تحت العباءة الايرانية بعد ان كشفوا عن وجههم الطائفي، ورجالات امريكا الجدد الذين كانت نسبة كبيرة منهم في خندق اعدائها، ولكنهم بدأوا يغفرون لها اكبر ذنوبها، اي احتلال العراق وتدميره بسبب عدائهم التاريخي لايران. امريكا، وباختصار شديد، تتلاعب بالعراقيين وبما يخدم مشاريعها في المنطقة، فتارة هي مع الشيعة ضد السنة، اذا كان الهدف هو الرئيس صدام حسين ونظامه البعثي، وتارة اخرى هي مع السنة او بعضهم، اذا كان هذا التحالف يخدم عداءها الحالي لايران، وهي في جميع الاحوال مع الاكراد الحلفاء الدائمين. | |
|