عزيزي الهادي
أشكرك على تهاني العيد كل عام وأنتم بخير
لو طرحنا اليوم كل الأطروحات السياسية المطروحة كبديل سياسي على الساحة العربية لوجدنا عدم إجماع بين الشعوب العربية علي أي منها لأسباب أهمها:
1ـ أنّ كل أطروحة استهلكت في أماكن نشأتها وفي بلادنا وغيرها أيضاً، وفشل أدعياءها في توصيلها لفكر الشعوب، فمنها من سقط في أرضها وغير أرضها، ومنها من يلفظ أنفاسها الأخير ة، وبالتالي الشعوب العربية لفظتها ولم تعد منطقية كبديل سياسي كالبرجوازية والشيوعية والليبرالية والعديد غيرها في هذا المجال التي لا حصر لها.
2ـ اضمحلال المعارضة وضعفها وهزليتها في الوطن العربي..ولعدم وجود طرح سياسي ناضج ومؤهل .. مع فقدانها لأساسيات العمل السياسي الفكري وجنوحها إلى العنف الفكري والتعصب وتعاملها بفكر المناطقية والوصولية، وما إلى ذلك من سوءات، عكست عزوف المواطن العربي عنها...لأنها في نظره الأسوأ ولا تشكل منظومة سياسية مؤهلة كبديل حكم ....!
3ـ كل الأطروحات الموجودة ليست من طرح ٍوطني بأيدي كفاءات وطنية، عموم الأطروحات تحمل أفكاراً بعيدة عن واقعنا وثقافتنا وديانتنا لأنها في حال الأمر مستوردة من ثقافة الغير وأفكاره، وبالتالي تفقد الأهلية لأي بديل، لعدم وجود إجماع شعبي حولها ولا تملك إجماع الطبقة المثقفة حولها أيضاً لأن خطابها لا يحاكي هذه الطبقة فكرياً ولا علمياً، والتجارب أمامنا عديدة في هذا الاتجاه، وحال الطبقة المثقفة في الوطن العربي أنها اليوم لا تنتمي إلى لون سياسي معين والتي تشكل نسبة كبيرة بين مثقفي الوطن العربي، حال فريد من الفراغ السياسي لديها.
4ـ اليأس والإحباط لدى الشعوب وفقدان ثقتها بالسياسيين من جهة ومن جهة أخرى فشل التجارب السابقة من تبيديل النظام حين كان البديل الجديد هو الوجه الثاني للعملة...إضافة إلى عوامل الفشل المتمثلة في جوانب العوامل الاجتماعية والاقتصادية.
ولو عدنا عن البديل:
لنتحدث بكل شفافية مطلقة، لا يوجد بديل سياسي هو أفضل حالاً من الأنظمة الحاكمة اليوم، وهنا تكمن المشكلة ولا يكون الحل إلا بالآتي حسب ظني:
ـ مشاركة الطبقة المثقفة في الوطن العربي بطرح مبادرات مشاركة في إصلاح البنية السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الوطن العربي..من منطلق غير حزبي ولا موجه لخدمة فئة عن غيرها..المشاركة تكون فعلية عملية تتعدى المشاركة النظرية، إلى مرحلة أشمل وأعمق.
ـ الأنظمة العربية، شمولية وتميل إلى الفردية، وربما المثقف العربي لا يجد لنفسه مساحة التحرك للمشاركة في إصلاح الفساد، فإنّ هناك مؤسسات في الوطن العربي رسمية وغير رسمية مؤهلة، على قلتها فإن فيها قاعدة جيدة للمثقف للمشاركة لإصلاح ما يمكن من الفساد المشرئب داخل الأنظمة.
ـ أن نشارك جميعاً في عملية النقد والتوعية ووضع حلول لكل معضلة، ضمن الأصول التي يتقبلها المتلقي أياً كان موقعه ودرجة ثقافته،،... من خلال إعلام هادف سواء إن كان الكتروني أو سمعي ومقروء ومرئي وغيره، والفرص اليوم متاحة لذلك من خلال قنوات إعلامية عديدة ...
ـ أن نبلور المشهد السياسي الحر..بعيداً عن التعصب والحزبية كمشهد سياسي مستقل بعيداً عن كل تبعية، وحوار كل الأحزاب على مبدأ الولاء للوطن العربي، وحوار مؤسسات الأنظمة الحاكمة ضمن ضوابط تحدد منهج الحوار وهدفه...وتحديد برامج سياسية تعزز الايجابيات في الأنظمة ومعالجة السلبيات بقدر المستطاع....
ـ الوطن العربي اليوم أصبح أكثر انفتاحاً من قبل..لتغيّر المعطيات في العالم.. والمواطن العربي اليوم أكثر وعياً وحكمة وتطّوراً وثقافة عن ذي قبل..وبالتالي الفرصة متاحة لعملية وعيّ شاملة.
بالمجمل هي رؤية توعية عامة وإصلاح دون اللجوء للعنف الفكري وغيره..وحوار قائم على الموضوعية بعيداً عن التمحور والتعصب..والنظر لطروح الآخر ..وحوار السلطة والعمل معها للايجابيات ونقض السلبيات كنواة أولى نحو الحل...الذي لا نملك غيره حالياً ...ولا أسمي ذلك خضوع للواقع أو ضعف الفكر الذي أحمله من حال البديل...لكن لا بد من عملية إصلاح شاملة تبدأ من الفرد ثم المجتمع وتنتهي بالسلطة..وأنا على ثقة لو كان أي بديل للقفته الشعوب لأنها غير مؤهلة لهذا البديل لاهي ولا البديل ذاته...؟
لك احترامي وتقديري