الكلمـــــة الحـــــرّة
الكلمـــــة الحـــــرّة
الكلمـــــة الحـــــرّة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الكلمـــــة الحـــــرّة

منتدى ثقافي عام
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الأقنعة

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
فاتحة
الكاتبة القصصية



عدد المساهمات : 617
نقاط : 16749
تاريخ التسجيل : 12/11/2009
الموقع : سلا/ المغرب

الأقنعة Empty
مُساهمةموضوع: الأقنعة   الأقنعة I_icon_minitimeالأحد فبراير 21, 2010 8:19 pm

السلام عليكم ورحمة الله
قصيدة رائعة للشاعر الكبير محمود درويش، وصوت جوهري وجهوري للفنانة الكبيرة ماجدة الرومي، لكنني هنا لست بصدد الحديث عن القصيدة وبحورها، ولست بمتحدثة عن الأغنية ونغماتها ولحنها، فالموضوع ليس مجرد كلمات ولا نغمات، بل هي أكبر وأعمق من كونها شعرا وموسيقى وشذى ألحان ، لأنها تختزل بين طياتها وثناياها لغزا محيرا كلما غصنا أكثر في بحوره كلما تعرفنا على خفاياه وخباياه .
كثيرا ما نلتقي في هذه الحياة مع أناس اختاروا عالم ارتداء الأقنعة وأ جادوا في ارتدائها بل أصبحوا يتفنون فيها، مقاسات مختلفة، ألوان عديدة، أشكال متغيرة بتغير المناسبة وتغير الظروف عند بعض الماهرين والمتفننين في اقتناء الأقنعة والمعضلة أنهم كثر.
أصبح ارتداء الأقنعة أمرا ضروريا عند البعض حتى لا نظلم المجتمع بأسره لسير الحياة عندهم بشكل عادي ومرن، دون تعقيدات ولا إشكاليات، أقنعة مختلفة باختلاف الظرفية والمكانية، وفاء، إخلاص، تفاؤل، تجمل، سعادة، نبل، شهامة، شرف، نخوة، كبرياء، رضى بالقضاء بالقدر،إيمان، حب الخير، شغف بالغير، تقبل الآخر رغم متناقضاته بصدر رحب، والقائمة طويلة ولا حصر لها، وتختلف حسب نفسية مرتدي القناع، وحسب الظروف التي وجد فيها، لذلك ارتأيت أن آخذ شخصا نأخذ شخصا ما، إنسان عادي من نفس ظروفنا الحياتية، بسيط مثلنا، نتبعه و نسلط عليه الأضواء، نقتفي أثره لكي نعرف، لماذا اختار لبس القناع؟ وما الجدوى من ارتدائه؟ وماذا أراد أن يخفي؟
فعلى بركة الله، سأبدأ بالعمل، وجدته محبا لهذا العمل، مخلصا فيه، يقوم بكل ما يطلب منه دون تذمر أو انزعاج، دائم الابتسام، والخضوع والاستكانة، لكنه في حقيقة الأمر، يكره ، فهو لم يحب يوما أن يكون مرؤوسا عليه، يكره توجيه الأوامر له، يمتعض في سره دائما، ويلعن الساعة التي دخل فيها ذاك العمل، والتصق به،يعمل طول النهار ويتقاضى أجرا يكفيه لأشد الضروريات ضرورة، لا حوافز ولا زيادات ، روتين يومي يتكرر لسنين حتى يغادر نهائيا، لكن ما العمل؟ فلا يوجد البديل.
في تعامله مع النساء، جنتلمان، يعامل المرأة بلطف بحنو (يقول عنها نصف المجتمع وتربي النصف الثاني، يعني مجتمعا بأكمله) يعتبرها ضرورة في حياته وملكة متوجة على قلبه ، ينحني لها يقبل الأيادي تعبيرا عن الشهامة ، يقدمها عليه، ويمشي وراءها، ويحمل شعار: " المرأة أولا" لكنه ماكان يوما هكذا، بل يمقت تلك الانحناءة والتي تعبر عن ضعف وخضوع، بل يعتبرها مذلة، لكنها ضرورة "الإيتيكيت" و تلميع صورته الخارجية .
في المسجد وفي مجالس العلم، نجده يرتدي عباءة عمر، يظهر التدين والرقي في الحديث، يبدي النصح للجميع، ويطيل الركوع والسجود،لن أقول عنه منافق، لا أستطيع أن أسقط عليه هذا الحكم لكنه ربما يفعل ذلك، حتى يضمن احترام جميع الناس، وحتى يقال عنه، صادق أمين.
أما في المقهى أو الحانة، فحدث ولا حرج، يمكن أن يظهر بمظهر الرجل، الذي لا يقهر، ويسرد عنترياته المتعددة، أمام مسامع الحضور، وربما سرد لهم قصة محاربته لطواحين الهواء، لكي يصبح وجوده ضروريا، وليجلب نحوه اصدقاء جدد ممن هم على شاكلته ويحكي لهم عن مغامراته العاطفية وكم من النساء اللواتي مررن في حياته .
في بيته يكون الآمر الناهي، عندما يدخل يصمت المتكلم، ويخرس الضاحك، ويتوقف الطفل عن الركض، تجري زوجته في اتجاهه، حتى لا يغتاظ، ويبدأ من النقطة التي انتهى منها البارحة من شتم ولوم وعتاب وذكر شتى سلبيات الزواج ، بينما عندما يكون هناك ضيوف، يجب أن تروه بأم أعينكم، متغيرا تماما، حنون، لطيف مع زوجته، صوت خافت، مسالم، طيب مع أبنائه، يجعل الزائر يحسد زوجته وابناءه عليه ويتمنى لو يحظى بنصف السعادة التي تنهل منها أسرته .
في المناسبات الرسمية: محاضرات، ندوات، مناقشات، يظهر نفسه بمظهر المحاور الفذ، صاحب النظريات القيمة، والتي تدرس في أعتى الجامعات، ضابطا للأمور، متحكم في دفة النقاش بأسلوبه الواعي، المتحضر، الديمقراطي، العارف بمجريات الأمور، المفكر، علامة عصره وزمانه، المتعمق في الطرح، مفتخرا بواقع ولد فيه وترعرع، لكنه في داخله، يلعن الماضي والحاضر والمستقبل، والناس أجمعين.
أحبتي، نجد أن عالم الأقنعة، ليس مقتصرا على فئة معينة من المجتمع، بل تعداه لمن تسمي نفسها النخبة التي يمكن اعتبارها هي صاحبة براءة الاختراع، طبعا اختراع أقنعة الزيف والنفاق، والضحك على النفس وعلى الآخرين.
فرؤساء الدول مثلا وهم قمة الهرم، نجد أقنتهم مكشوفة، لبعضهم البعض ومع ذلك يطلقون بسمات وضحكات ونكات، وتصفيق على بعضهم البعض، وهم يعرفون أن كل ذلك خداع ومكر وزيف، لتمرير صفقات، تحت أو فوق الطاولات، وإمضاء عقود وجلب استثمارات ومنح قروض بأضعاف الأضعاف من الفائدة، لكن القناع الأخطر الذي يضعونه، هو قناع الضحك على الشعوب ويظهرون بمظهر الخدام لها،والخائفين على مصلحتها يقدمون لهذه الشعوب حرية ملغومة، تنفجر عند أول احتكاك أو تصادم، لكنهم في النهاية، لا يعرفون سوى مصلحتهم الشخصية، ولا يرضون عن البطش والقبضة من حديد بديل.
إذا، إذا لم يقنع كل منا ويقتنع ويقنع الآخرين بوجهه الحقيقي المظهر لكل ما يتغلغل في الصدر مبرزا لواعج تلك النفس الخفية، وتلك الأحاسيس الملتهبة، ومظهرا دواخله كما هي بدون زيف أو خداع، على الأقل سيخفف عنه حمل حقيبة الأقنعة، والتي أصبحت ملازمة له أينما حل وارتحل.
لقد أعجبني هذا الموضوع، لكنه غلبني، فلم أستطع التشعب فيه وسبر أغواره، وتفصيل المفصل لقلة خبرتي بعالم الأقنعة وبالحياة عموما، بالإضافة إلى أنني لا أملك الأدوات اللازمة لاستكمال هذا الموضوع والإحاطة به من جميع جوانبه.فها أنا أصدقائي أضعه بين أيديكم، لتقوموا بإثرائه، إذا كان يستحق، فلا تبخلوا علي بردودكم، وآرائكم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الهادي الزغيدي
مدير الموقع
الهادي الزغيدي


عدد المساهمات : 4023
نقاط : 23465
تاريخ التسجيل : 08/11/2009
العمر : 49
الموقع : تونس

الأقنعة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الأقنعة   الأقنعة I_icon_minitimeالإثنين فبراير 22, 2010 2:11 am

الأخت العزيزة فاتحة


لقد استمتعت بما قرأت أيّما استمتاع لأنك لم تعبري في

موضوعك هذا إلا عن حقيقة نعيشها و نتذمر منها لكننا

نضطر لممارستها ، و هي حقيقة ارتداء الأقنعة ، و السؤال

الذي يبقة مطروحا هو لماذا نقدم على ارتدائها بالرغم من

معرفتنا بأنها زيف و نفاق ؟ و لماذا نحترم من يرتديها معنا ؟ .

ألأنه مثلنا و نخاف أن يكشف النقاب عن أفعالنا أم لأننا

نروم هذه الأقنعة التي عوّت تدريجيا واقعنا الحقيقي

و أنستنا إيّاه ؟ . لا شك أن ارتداء الأقنعة له سبب خاصة

و نحن نعلم أنها تبعدنا عن ذواتنا و حقيقة وجودنا و تبعدنا

عن المبادئ و القيم الفاضلة ، و هو ما يؤكد دون شكّ أننا

نبحث عن الظاهر قبل البحث عن الباطن و ما يؤكد أيضا

أننا ابتعدنا عن التعمق في الأشياء و إدراك كنهها إلى

السطحية و الابتذال و طغت على معاملاتنا و سلوكاتنا

و أخلاقنا المصالح المادية و الرغبات التي يجعلنا نحلم

بالقيادة و نعيش على أملها عوض البحث عن الخير

و السعادة و الوفاق .


ألف شكر لك على ما كتبت

و لك أجمل تحية و سلام
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://elkalima-elhorra.ahlamontada.com
 
الأقنعة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» كاتب فلسطيني يصنع من الأقنعة المسرحية رواية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الكلمـــــة الحـــــرّة :: المنتدى العام-
انتقل الى: