الكلمـــــة الحـــــرّة
الكلمـــــة الحـــــرّة
الكلمـــــة الحـــــرّة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الكلمـــــة الحـــــرّة

منتدى ثقافي عام
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 مؤسّسة فنية بدل جامعة عربية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الهادي الزغيدي
مدير الموقع
الهادي الزغيدي


عدد المساهمات : 4023
نقاط : 23471
تاريخ التسجيل : 08/11/2009
العمر : 49
الموقع : تونس

مؤسّسة فنية بدل جامعة عربية Empty
مُساهمةموضوع: مؤسّسة فنية بدل جامعة عربية   مؤسّسة فنية بدل جامعة عربية I_icon_minitimeالجمعة أبريل 23, 2010 9:23 am

مؤسّسة فنية بدل جامعة عربية


عناية جابر


منذ ما يقرب الشهر، كنت تابعت المؤتمر الصحافي الذي انعقد في نقابة الصحافة في بيروت، وأعلن فيه عن إصدار كتاب بالغ الأهمية عن 'مؤسّسة التوثيق والبحث في الموسيقى العربية'. أهمية الكتاب بعد قراءتي المتأنية، إضافة الى بديهة تعريفها القرّاء بالمؤسسة وأهدافها وإهتماماتها ومراهناتها، وباللغتين العربية والإنجليزية، انه يُقارب بلغة بسيطة ولمسات رشيقة وموجزة وناجية من الأكاديمي المُلغّز، سير أعلام صنعوا تاريخ موسيقانا العربية (مصر وسورية ولبنان والعراق)، مُرفقة السير هذه، بصور نادرة مُتاحة لعيوننا للمرّة الأولى.
المؤسسة من كونها لبنانية في الدرجة الأولى، سوف لن تستقطب اهتمام الجمهور اللبناني فحسب، بل تنال اهتمام كل متابع جيّد،عربي وغير عربي، شغف بالموسيقى العربية، متيحة لأذنه وفؤاده، سماع واحتضان خمسة آلاف اسطوانة من خلاصات تسجيلات عصر النهضة، وما ينيف عن ستة آلاف ساعة من التسجيلات والأشرطة، حافظة لهذه الروائع مساحة جغرافية حضارية عبارة عن استديو مزوّد بأحدث وسائل التقنيات التي تتكفل بتحويل المواد الموسيقية الى ملفات رقمية تحفظها وتقيها من الضياع، في عملية احترام للندرة والأصالة، الى قاعة فسيحة ابتنتها المؤسسة في مطلع هذه السنة، تتسع لثمانين شخصاً يقصدونها وتخدم أغراضهم المتعددة إن لناحية السماع والدراسة والنقاش حولها، وحتى التسجيل.
خلف هذه المؤسسة الضخمة بحق، ثمة المؤسّس كمال كريم قصار الذي يعمل بدأب وصمت، الى جانب أعضاء في مجلس الشورى والتخطيط على علاقة وطيدة وعارفة أكاديمياً وهوى، في علوم الموسيقى وموسيقى الشعوب وهم جان لامبير ونداء أبو مراد وفرجينيا دانيلسون وفريدريك لاغرانج ولطفي المرايحي ومايكل فريشكوف، وتتسع مروحة دراسة هؤلاء وتتوزّع ما بين جامعة ألبرتاـ كندا، وجامعتي باريس4 وباريس10، وجامعة هارفردـ الولايات المتحدة الأمريكية، وجامعتي الأنطونية والروح القدس في الكسليك ـ لبنان.
قد يبدو غريباً بعض الشيء أو 'أولد فاشن' على دارج التعبير عن ايّ اهتمام بالقديم راهناً، إهتمام هؤلاء المتقاطرين من أكثر من بلد ومحفل علمي رصين، بنوع الموسيقى العربية الفاخرة التي سادت في عصر النهضة وعلت، في ظل الركاكة الموسيقية (بشكل عام) التي تصبغ العالم الآن. من حسن حظنا أننا لم نعدم وجود مثل هذه النُخب المُصابة بلوثة الجمال أينما وُجد ومن أيّ عصر جديد أو سحيق أتى. بل الأدعى التنقيب عن الجمال خصوصاً أنه من زمن غابر ومهدد بالنسيان والتلف، ونبش زمانه ورجالاته ونسائه، من خلال بعث أصواتهم النادرة التي يصعب على وقتنا الأسود أن يجود بمثلها.
من هنا، اهتمام المؤسّسة هذه، بالعديد من الأصوات/ الإضاءات في زمانها وكل زمان، من مثل محيي الدين بعيون ومتري المّر ومحمد العاشق ومحمد القبانجي، الى تسجيلات لصالح عبد الحيّ وعباس البليدي ومحمد خيري بالإضافة طبعاً، الى تسجيلات لبواكير غنائية نادرة لكل من أم كلثوم (يُذهل المستمع من كمّ القصائد المُغناة غير المتداول سماعها الآن) وأسمهان وفتحية أحمد وماري جبران ونادرة أمين ولور دكاش وفاطمة سرّي.
الأصوات التي غنّت فأبدعت، ليست فحسب غنيمة 'مؤسّسة التوثيق والبحث في الموسيقى العربية'، بل هناك تسجيلات في التراث الموسيقي الصرف للبنان وسورية وفلسطين والعراق والخليج والمغرب العربي وتراث الجماعات السريانية والكردية والقبطية وغيرها من الجماعات العرقية المحلية الأخرى التي هي جزء من عالمنا العربي والرصيد الحيّ للجماعات الصوفية وكبار قُرّاء القرآن. وعلى ما نقرأ في الكتاب، تلعب المؤسسّة دوراً في إحياء هوية وتثبيتها فنياً، الأمرالذي تعجز عنه كافة الحكومات العربية سياسياً. الفن بديل عن السياسة، في إحياء روح مضطهدة وأوطان سليبة. مؤسّسة فنية بدل جامعة عربية! هذا أحقّ واجدى، خصوصاً إذا كانت هذه المؤسسّة تشتغل على ما قلنا بصمت، لا خطابة ولا من يخطبون، لا مؤتمرات وكلمات وخلاصات، فقط البحث الجاد الذي ظهرّته صفحات الكتاب والتسجيلات، مع سير روّاد ذكرّت على ما سبق بالشيخ يوسف المنيلاوي في اداءاته الباهرة في الأدوار والتواشيح، وعبد الحي حلمي بصوته المتحرّر من اللحن والوزن مشحوناً بالعواطف، الى الشيخ سلامة حجازي وعبده الحامولي ومحمد عثمان وسليمان ابو داوود وسيّد الصفتي وآخرين.. حتى يجعلنا السماع نخجل من أننا ولدنا في هذا العصر.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://elkalima-elhorra.ahlamontada.com
 
مؤسّسة فنية بدل جامعة عربية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» جامعة الخرطوم تسحب من القذافي شهادة الدكتوراه الفخرية
» صرخة عربية
» طرائف سياسية عربية
» مدرسة لغة عربية تدعو علي ضرتها
» الجامعة العربية تقترح تشكيل قوات حفظ سلام عربية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الكلمـــــة الحـــــرّة :: منتدى الأخبار-
انتقل الى: