الهادي الزغيدي مدير الموقع
عدد المساهمات : 4023 نقاط : 23435 تاريخ التسجيل : 08/11/2009 العمر : 49 الموقع : تونس
| موضوع: يوم حافل للرئيس مبارك الإثنين يوليو 19, 2010 12:11 am | |
| يوم حافل للرئيس مبارك رأي القدس شهد مقر الرئيس المصري حسني مبارك في منتجع شرم الشيخ في سيناء حركة دبلوماسية نشطة طوال يوم امس، تتمحور حول مسألة استئناف المفاوضات المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي في اسرع وقت ممكن، وقبل انتهاء مهلة تجميد الاستيطان في الضفة الغربية، اواخر الشهر المقبل التي اعلنها رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو. اول الزوار كان السيناتور جورج ميتشل مبعوث السلام الامريكي الذي حمل الى الرئيس مبارك رسالة من نظيره الامريكي باراك اوباما، تتضمن تمنيات الاخير بان تواصل القيادة المصرية جهودها لدفع عملية السلام، واستئناف المفاوضات المباشرة، وتلاه الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ثم بعد ذلك نتنياهو الذي التقى الرئيس المصري مرتين، احداهما على انفراد والثانية بحضور وفدي البلدين. معلومات قليلة رشحت عن هذه اللقاءات وما دار فيها، حيث لم تعقد مؤتمرات صحافية، واندفع معظم الضيوف الى سياراتهم متجنبين الحديث الى الصحافيين، الامر الذي يوحي بان هناك بعض العقبات تحتاج الى تذليل حسب تفسير بعض المراقبين. وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية الرسمية مهدت لهذه اللقاءات بالقول، ان الرئيس مبارك لا يحبذ الانتقال من المفاوضات غير المباشرة الى المفاوضات المباشرة دون احراز تقدم ملموس في الاولى. السيد ياسر عبد ربه امين سر اللجنة التنفيذية للمنظمة واحد كبار المستشارين السياسيين للرئيس عباس، قال ان الطرف الفلسطيني طلب من نظيره الاسرائيلي القبول بحدود عام 1967 كأساس للتسوية، وتبادل للاراضي، ولكنه لم يتلق اي ردود مقنعة حتى هذه اللحظة، ملمحا الى صعوبة الانتقال الى المفاوضات المباشرة دون تلقي رد اسرائيلي واضح. هناك محاولة للايحاء بان الامور متأزمة، وان الطرفين المصري والفلسطيني يتشددان في مواقفهما، ولكن علمتنا التجارب ان هذا التشدد قصير الامد سرعان ما يتحول الى 'ليونة' غير مسبوقة، وتلبية كاملة للمطالب الامريكية التي هي في الاساس مطالب اسرائيلية. وما يؤكد هذا الاعتقاد هو ما ذكره السيد عمرو موسى امين عام الجامعة العربية للصحافة بعد لقائه مع السناتور الامريكي ميتشل، عندما قال ان الطرف العربي يريد ضمانات امريكية مكتوبة قبل الانتقال الى المفاوضات المباشرة. المطالبة بالضمانات المكتوبة هي بداية التراجع وخطوة اولى نحو القبول بالعودة الى المفاوضات المباشرة، لان الضمانات التي تقدمها الولايات المتحدة للعرب غالبا ما تكون عامة في صياغتها وغير ملزمة على عكس نظيرتها التي تقدم للطرف الاسرائيلي. وربما يفيد التذكير بان الرئيس الامريكي جورج بوش الابن تعهد مرتين بقيام دولة فلسطينية مستقلة، الاولى عندما قال، ان هذه الدولة ستقام قبل العام 2005 اي نهاية ولايته الاولى، والمرة الثانية عندما اكد انها ستقام قبل انتهاء ولايته الثانية عام 2008، وذهب الرئيس بوش الى مزرعته في تكساس، وما زالت هذه الدولة في رحم الغيب. الوعود الامريكية الاولى بالدولة المستقلة جاءت لتوفير غطاء للاحتلال الامريكي للعراق، واي ضمانات جديدة بشأن الاستيطان او الدولة المستقلة قد تكون للحصول على غطاء عربي لاي هجوم اسرائيلي او امريكي على ايران. العودة العربية الى المفاوضات المباشرة قد تكون تقررت في هذه اللقاءات، وجرى التكتم عليها ريثما يعقد وزراء خارجية لجنة متابعة مبادرة السلام العربية في التاسع والعشرين من الشهر الحالي، حينها ستصدر الفتوى، وسيتم ايجاد الذرائع والمبررات، وسيكشف السيد موسى عن ورقة الضمانات الامريكية التي لا تساوي الحبر الذي كتبت به. | |
|