'القاعدة' تعود بقوة الى العراق

'القاعدة' تعود بقوة الى العراق

رأي القدس

بعد سبع سنوات على غزو العراق، واحتلاله من قبل القوات الامريكية، ما زالت الاوضاع تسير من سيئ الى اسوأ، فالكتل السياسية باتت عاجزة كليا عن تشكيل الحكومة او التوافق في ما بينها على اسم رئيس الوزراء او رئيس الجمهورية او البرلمان.
لكن الظاهرة الملفتة للنظر، والمثيرة للقلق في الوقت نفسه، قلق النخبة الحاكمة والدول الغربية معا، تتمثل في تصاعد اعمال العنف والتفجير التي تستهدف مناطق حساسة في اكثر من مكان في العراق، بما في ذلك العاصمة بغداد نفسها.
هذه الهجمات تركز على عدة اهداف، ابرزها قيادات 'الصحوات' وعناصرها اولا ثم المؤسسات الحكومية وتجمعات الامن، الامر الذي دفع العديد من المراقبين الى توجيه اصبع الاتهام الى تنظيم 'القاعدة' خاصة بعد التفجير الاخير الذي استهدف تجمعا لعناصر قوات 'الصحوات' من خلال عمل انتحاري اسفر عن مقتل خمسين شخصا على الاقل.
هناك حرب ضروس تدور رحاها منذ عامين بين قوات 'الصحوات' وتنظيم 'القاعدة' وبالتحديد منذ ان تفتق ذهن الجنرال ديفيد بترايوس قائد قوات التحالف الامريكي في العراق عن تأسيس قوات تستوعب بعض ابناء الطائفة السنية في مناطق الانبار تحت اسم 'ابناء العراق' وايكال مهمة محاربة تنظيم 'القاعدة' باعتباره تنظيما من الاغراب غير العراقيين يهدد امن البلد واستقراره.
الجنرال بترايوس استخدم المال، خاصة مع زعماء العشائر السنية او بعضهم لتنفيذ فكرته هذه، مثلما استخدم حججا بدت منطقية لبعضهم، مثل القول بان ابناء الطائفة الشيعية استولوا على الحكم بمساعدة امريكية، واذا كان ابناء الطائفة السنية يريدون استعادة بعض امجادهم، فعليهم السير على الطريق نفسه، والاستفادة من القدرات الامريكية التسليحية والمالية المتاحة لهم.
بعض شيوخ العشائر رحبوا بالمال والمنطق السياسي المرتبط به، وحرضوا اتباعهم على الانخراط في قوات 'الصحوات'، ومحاربة 'القاعدة' بكل الطرق والوسائل وابعاد عناصرها من مناطقهم والتعاون مع قوات الامن العراقية.
ممارسات تنظيم 'القاعدة' الخاطئة التي اعترف بها الدكتور ايمن الظواهري نائب رئيس التنظيم، مثل قطع الايدي، واعدام بعض المخالفين، وتفجير اسواق عامة مما ادى الى وفاة ابرياء، ساهمت في انجاح مخطط الجنرال بترايوس، وزيادة اعداد المنضمين الى قوات 'الصحوات' حتى بلغ العدد اكثر من ثمانين الفا.
السيد نوري المالكي رفض الضغوط الامريكية لاستيعاب هذه القوات في الجيش او الاجهزة الامنية، بل وهدد بمحاكمة بعض قياداتها بتهمة الارهاب، وعارض في الوقت نفسه استمرار تبني القيادة العسكرية الامريكية لهم باعتبارهم طابورا خامسا يشكل جيشا موازيا لجيش الحكومة.
النتيجة الحتمية هي انفراط تدريجي لعقد هذه القوات، وانتشار الاحباط وخيبة الامل في صفوف معظمها، الامر الذي ادى الى حالة استرخاء بل وفراغ امني في المثلث السني مجددا في العراق، بدأ تنظيم 'القاعدة' يملأه، ولكن باسلوب مختلف وممارسات اكثر عقلانية، بعد التخلي عن معظم الممارسات السابقة.
تنظيم 'القاعدة' يعود الى العراق بقيادة محلية جديدة، ونهج سياسي مختلف اقل تصادمية من نهجه السابق الذي خلق حساسيات بل وصدامات بين السكان المحليين، مضافا الى ذلك ان بعض عناصر 'الصحوات' المتمردة والناقمة على المعاملة المهينة التي تعرضت لها على ايدي حكومة المالكي الطائفية الطابع بدأت تعود مجددا الى التنظيم، او تشجع آخرين للانضمام اليه، وهذا ما يفسر تصاعد الهجمات بقوة.

» عودة 'القاعدة' بقوة الى العراق
» طالبان على خطى القاعدة؟
» 'القاعدة' والبعث الافريقي
» دمشق تنفي بقوة مزاعم إسرائيل
» 'القاعدة' تجلب المليارات لليمن