الهادي الزغيدي
مدير الموقع
عدد المساهمات : 4023
نقاط : 23438
تاريخ التسجيل : 08/11/2009
العمر : 49
الموقع : تونس
 |  موضوع: صواريخ ايلات ومعانيها  الثلاثاء أغسطس 03, 2010 4:01 am | |
| صواريخ ايلات ومعانيها رأي القدس هرع بنيامين نتنياهو رئيس وزراء اسرائيل للاتصال بالرئيس المصري حسني مبارك والعاهل الاردني الملك عبدالله الثاني في اعقاب القصف الصاروخي الذي استهدف ميناءي ايلات الاسرائيلي والعقبة الاردني، واصفا هذا العمل بانه ارهابي اقدمت عليه عناصر تريد تخريب عملية السلام.
هناك امران لا بد من التوقف عندهما بامعان في تحليل هذه الخطوة المفاجئة، الاول هو توقيت اطلاق هذه الصواريخ، والثاني هو تضارب الانباء حول مكان اطلاقها.
التوقيت مهم لانه يتزامن مع الحرب الكلامية المتصاعدة حاليا بين ايران والولايات المتحدة، وتصاعد التوتر في لبنان مع قرب صدور قرار المحكمة الدولية المتعلق باغتيال الرئيس الراحل رفيق الحريري، وممارسة الحكومة المصرية ضغوطا مكثفة على السلطة الفلسطينية للعودة الى المفاوضات المباشرة مع اسرائيل، واستقبال الرئيس المصري حسني مبارك للرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس، ومن قبله نتنياهو للتسريع ببدء هذه المفاوضات.
الغموض الذي يحيط بمكان انطلاق هذه الصواريخ يلفت النظر ايضا، فبينما تؤكد اسرائيل انها انطلقت من صحراء سيناء، تنفي الحكومة المصرية ذلك بشدة، مما يطرح العديد من علامات الاستفهام حول الجهة التي تقف خلفها.
هناك نظرية تقول ان الجهة التي اطلقت هذه الصواريخ اختارت اهدافها بعناية فائقة، اي ميناء ايلات الاسرائيلي، بهدف عدم احداث اي اضرار بمصر واقتصادها. مما يرجح استبعاد عناصر اصولية تتبع لتنظيم 'القاعدة'. فلو كانت هذه العناصر تريد الحاق الاذى بمصر لاطلقت هذه الصواريخ وقذائف الهاون على شرم الشيخ او طابا، حيث الموسم السياحي المصري في ذروته حاليا، ولكن توجيهها نحو ايلات يؤكد ان اسرائيل هي المستهدفة وليس مصر.
ويظل من الجائز القول بان اختيار سيناء كمنصة لاطلاق هذه الصواريخ نحو ايلات، اذا صحت الرواية الاسرائيلية، هو رسالة للحكومة المصرية تنطوي على معان عدة، ابرزها ان سيناء من الممكن ان تتحول الى قاعدة للمقاومة ضد اسرائيل، وان اجراءاتها الامنية ليست على هذه الدرجة من الدقة بحيث يصعب اختراقها.
ما زال من السابق لاوانه معرفة الكثير من الحقائق حول هذا الهجوم والجزم بالجهة التي تقف خلفه بسبب شح المعلومات، ولكن ما يمكن التكهن به ان الصاروخ الذي سقط في محيط ميناء العقبة وادى الى مقتل انسان بريء واصابة عدة اشخاص قد يكون نتيجة خطأ في الحسابات، وتقدير المسافات، وهذا لا يعني استبعاد تعمد الهجوم على العقبة اسوة بهجمات سابقة على الميناء الاردني بالصواريخ قبل اعوام قليلة. فهناك جهات اصولية لا تريد للاردن استقرارا وامنا.
ان هذه الصواريخ هي جرس انذار قوي اللهجة لاسرائيل والدول المنخرطة في العملية السلمية والموقعة معاهدات سلام، مفادها انها ليست بمنأى عن خطر الانفجار المتوقع في المنطقة بسبب انهيار عملية السلام، وتغول الحكومة الاسرائيلية الحالية في جرائم الحرب ضد الفلسطينيين واستمرار حصارها لقطاع غزة، وتهديداتها بشن عدوان على لبنان.
فمن الواضح ان شهر العسل الاسرائيلي مع الهدوء الذي استمر منذ العدوان على قطاع غزة في اواخر العام قبل الماضي، واتسم بوقف اطلاق الصواريخ قد انتهى، وبات من الصعب تمديده، في ظل الخطأ الاسرائيلي القاتل في تشديد الحصار وخنق مليوني فلسطيني واذلالهم في قطاع غزة. ومشاركة الحكومة المصرية بحماس وفاعلية في هذه الجريمة. | |
|
