الكلمـــــة الحـــــرّة
الكلمـــــة الحـــــرّة
الكلمـــــة الحـــــرّة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الكلمـــــة الحـــــرّة

منتدى ثقافي عام
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 خطوة لبنانية جيدة ولكن...

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الهادي الزغيدي
مدير الموقع
الهادي الزغيدي


عدد المساهمات : 4023
نقاط : 23438
تاريخ التسجيل : 08/11/2009
العمر : 49
الموقع : تونس

خطوة لبنانية جيدة ولكن... Empty
مُساهمةموضوع: خطوة لبنانية جيدة ولكن...   خطوة لبنانية جيدة ولكن... I_icon_minitimeالجمعة أغسطس 20, 2010 2:17 am


خطوة لبنانية جيدة ولكن...


رأي القدس


رحبت جميع الاوساط الفلسطينية تقريبا بقرار مجلس النواب اللبناني برفع الحظر المفروض على عمل الفلسطينيين في لبنان، واعتبرته خطوة جيدة يلغي عملية تمييز ضدهم استمرت اكثر من ستين عاما، ولكنها طالبت بان يكون هذا القرار الذي جاء في الاتجاه الصحيح خطوة لمنح الفلسطينيين حقوقا مدنية اخرى، ما زالوا محرومين منها مثل حق التملك وممارسة الاعمال الحرة.
اللافت ان هذا القرار الذي جاء نتيجة توافق بين القوى السياسية المتعددة صدر بما يشبه الاجماع، ومن عارضوه كانوا اقلية محدودة جدا، ومن منطلقات عنصرية صرفة، وهذا امر متوقع على اي حال في معظم بلدان العالم في حالة مثل هذه.
ويأتي هذا التوافق على القرار لانه استبعد بعض القضايا الخلافية التي تنقسم حولها آراء الكتل والاحزاب السياسية اللبنانية، مثل قرار التملك الذي تعارضه الاحزاب المسيحية على وجه الخصوص، لانها تعتبره مقدمة لتوطين الفلسطينيين في لبنان.
المسيحيون في لبنان، والمحافظون منهم على وجه الخصوص، يرون في اي عملية لتوطين الفلسطينيين في لبنان (عددهم في حدود 350 الفا) اخلالا بالتوازن الطائفي في البلاد لمصلحة المسلمين، على اعتبار ان الغالبية الساحقة من الفلسطينيين هم من المسلمين السنة.
الفلسطينيون في لبنان لا يريدون التوطين بل يعارضونه ظاهرا وباطنا، لانهم يؤمنون بحق العودة، ويتمسكون به، ويرفضون كل البدائل المطروحة له، مضافا الى ذلك انهم اي الفلسطينيين الاكثر بعدا عن الاعتبارات الطائفية التي تشكل المرض المزمن الذي ادى الى كل مصائب لبنان في الماضي، وربما يفجر كوارث اخرى في المستقبل.
ومن المفارقة ان اللبنانيين من اكثر شعوب منطقة الشام، او سورية الكبرى قربا للفلسطينيين وامتزاجا بهم، فقبل الاحتلال الاسرائيلي عام 1948 كان من المتعذر التفريق بين فلسطيني ولبناني، او مسلم او مسيحي. ولم يعرف المسلمون مذاهبهم الا بعد استفحال الفرز الطائفي الكريه في لبنان.
صحيح ان اللبنانيين او بعضهم عانى كثيرا على ايدي بعض الفلسطينيين اثناء الحرب الاهلية اللبنانية في السبعينات من القرن الماضي، ولكن المعاناة كانت متبادلة ايضا، وهناك لبنانيون عانوا على ايدي لبنانيين في ذروة الحرب الاهلية، والشعوب عموما تتطلع الى المستقبل وتدفع باتجاه المصالحة والتعايش، فالحرب العالمية الثانية التي اجتاحت اوروبا اودت بحياة حوالي اربعين مليونا تقريبا، ومع ذلك اندمجت الدول الاوروبية المتحالفة في تكتل سياسي واقتصادي وحدوي هو الانجح عالميا.
ولا بد من الاعتراف بان عمليات التمييز ضد الفلسطينيين في لبنان تمارس من قبل الاقلية، بينما الاكثرية تعارضها، وهذا هو سبب التحول الاخير الذي ادى الى صدور القرار البرلماني النيابي بوضع حد لها، او لجوانب عديدة منها على الاقل.
لا نبالغ اذا قلنا ان نسبة كبيرة من اللاجئين الفلسطينيين في لبنان متزوجون من لبنانيات من مختلف الطوائف، كما بعض اللبنانيين متزوجون من فلسطينيات، ويكفي التذكير بان السيد رفيق الحريري رئيس الوزراء الراحل، والسيد الياس الهراوي رئيس لبنان الاسبق من الفئة الثانية.
ان عملية التمييز ضد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان اضرت كثيرا بالقضية الفلسطينية التي كان اللبنانيون من اكثر العرب تضحية من اجل نصرتها، لانها ضيقت سبل العيش في وجه هؤلاء، وجعلتهم يعيشون في ظل ظروف انسانية صعبة للغاية، دفعت الكثيرين منهم الى الهجرة، مثلما كانت، اي عمليات التمييز هذه، مثل الورم الخبيث في وجه لبنان الحضاري الديمقراطي الجميل، والمأمول ان يكون قرار مجلس النواب الاخير خطوة كبرى تليها خطوات لاعادة الجمال والنضارة والحضارية الى هذا الوجه اللبناني.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://elkalima-elhorra.ahlamontada.com
 
خطوة لبنانية جيدة ولكن...
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ابن بطوطة
» نريده مصريا.. ولكن بمواصفاتنا
» مومياءات ولكن
» زيارة تاريخية.. ولكن
» اشياء تسقط منك ولكن لا تسمعها

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الكلمـــــة الحـــــرّة :: المنتدى السياسي-
انتقل الى: