الهادي الزغيدي مدير الموقع
عدد المساهمات : 4023 نقاط : 23501 تاريخ التسجيل : 08/11/2009 العمر : 49 الموقع : تونس
| موضوع: تونس: الانجاز مازال ناقصاً الخميس يناير 20, 2011 1:36 pm | |
| تونس: الانجاز مازال ناقصاً رأي القدس ما زلنا نعتقد ان الثورة التي فجرها الشعب التونسي، ورواها بدماء اكثر من ثمانين شهيداً من خيرة شبابه، تواجه احتمالات الخطف، من قبل بعض رموز النظام السابق، فالاستقالات من حكومة السيد محمد الغنوشي المؤقتة لم يكن لها التأثير المتوقع في اسقاط هذه الحكومة واستبدالها بحكومة وحدة وطنية تمثل المرحلة الجديدة في البلاد. جميع الثورات التي انفجرت في الوطن العربي والعالم، اتت بحكومات جديدة، وكرست توجهات جديدة، واطاحت بكل رموز الانظمة السابقة فلماذا تكون تونس استثناء؟ الثورة الفرنسية لم تستعن بالمسؤولين في النظام الذي اطاحت به، وكذلك فعل الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في مصر، وعبد الكريم قاسم في العراق، والشيء نفسه فعله رجال الثورة ضد حكم ماركوس في الفلبين، وحكم شاه ايران في طهران. هل يعقل انه لا يوجد في تونس كلها شخص كفوء يصلح لتولي وزارة الخارجية او وزارة الداخلية، أو اي من الوزارات السيادية الاخرى، ثم من الذي اعطى السيد الغنوشي كل هذه الصلاحيات لكي يقرر من يبقى في الوزارة الجديدة ومن ينضم اليها من الخارج؟ صحيح ان السيدين الغنوشي (رئيس الوزراء) وفؤاد المبزع (الرئيس المؤقت) قد استقالا من حزب التجمع الدستوري الحاكم سابقا، ولكن هذا لا يكفي في نظرنا، ولا بد من ان يتم اسناد قيادة المرحلة الجديدة، وحتى في فترتها الانتقالية، الى وجوه من خارج اطر الحكم السابق، لان المقدمات الصحيحة هي التي تقود الى النتائج المطلوبة او المأمولة. استمرار المظاهرات، وان بدرجة اقل زخما، في بعض المدن التونسية، احتجاجا على التشكيل الحالي للحكومة، هو دليل على عدم اقتناع شرائح عديدة بها، واصرارها على تغييرها. والشيء نفسه يقال ايضا عن استقالة اربعة وزراء، ثلاثة منهم من الاتحاد التونسي للشغل. مرة اخرى نؤكد اننا في هذه الصحيفة مع استقرار الاوضاع في تونس، وعودة الحياة الطبيعية الى صورتها المعتادة بأسرع وقت ممكن، ولكن هذا لا يعني اعادة استنساخ النظام السابق، والحفاظ على بعض 'ديناصوراته' في سدة الحكم، وسيطرتهم على عملية صنع القرار، وصياغة مستقبل البلاد وفق تصوراتهم وقناعاتهم التي اكتسبوها من خلال خدمتهم للعهد القديم. هناك ايجابيات لا يمكن تجاهلها، مثل اطلاق الحريات التعبيرية، وتشكيل لجان تحقيق في اوجه الفساد، وتجميد اموال رموز الحكم السابق، وحل الحزب الحاكم، ولكن هؤلاء الذين يتربعون على سدة العرش حاليا، ويتحدثون باسم الشعب، هم بمثابة الخصم والحكم في الوقت نفسه. لا نجادل في نظافة يد السيد الغنوشي، مثلما لا نشك ابدا في امكانياته وخبراته، ولكن ربما يفيد التذكير بانه كان مهندس السياسات الاقتصادية التي فاقمت من معاناة الشعب، وزادت من فقر الفقراء وغنى الاغنياء. فاذا كان السيد الغنوشي يلقي باللوم على تدخل افراد الاسرة الحاكمة وبطانتها في عمله ويحملهم مسؤولية فشل سياساته، فقد كان الاحرى به ان يستقيل ويرفض الاستمرار في خدمة نظام يسيطر عليه هؤلاء. | |
|