الهادي الزغيدي مدير الموقع
عدد المساهمات : 4023 نقاط : 23450 تاريخ التسجيل : 08/11/2009 العمر : 49 الموقع : تونس
| موضوع: الثورة و آفاقها الإثنين فبراير 14, 2011 5:45 pm | |
| لقد بدأت الثورة في تونس لتمتد إلى مصر و تطيح بأعتى الأنظمة الديكتاتورية و تؤكد أن إرادة الشعوب لا تقهر . و هذه الثورة لم تكن وليدة الصدفة و إنما هي نتيجة لتراكم كمي أنتج اتساعا في الفوارق الطبقية بين الدول و الطبقات الإجتماعية و الأفراد بل إن العالم انقسم غلى قسمين أحدهما فقير يعيش دون الحد الأدنى للفقر و مهمش و معطل عن العمل و يمثل الاغلبية الساحقة . و الثاني غني يحتكر وسائل الإنتاج و يزيد في استغلاله لثروات الشعوب و إذلالها و هو في الواقع لا يمثل إلا الأقلية التي تشبه العصابة التي توظف القانون و الجيش و الإعلام لصالحها و كان من الطبيعي ألا يحتمل العالم حدة هذه الفوارق الطبقية و أن تعمل الشعوب المستعمرة و شبه المستعمرة و التابعة على التحرر و الانعتاق و ما الثورة التونسية و المصرية إلا نتيجة حتمية لذلك . و بالرغم من أن هاتين الثورتين المتتابعتين زمنيا في بدايتهما إلا أنهما ستمتدان لبقية بلدان العالم . و السؤال الذي يبقى مطروحا هو هل أن الثورة بتغييرها للحكومات و ببعض الإصلاحات الإقتصادية و السياسية و الإجتماعية قادرة على ان تلبي طموحات الجماهير الشعبية و تطلعاتها ، و هل هي قادرة على توفير المساواة و العدالة الإجتماعية أم أن وجودها يقتصر على بعض المطالب و الاصلاحات التي تنتهي مع الوقت و يعود الوضع إلى ما كان عليه خاصة و نحن نعلم ان العالم تحكمه الأنظمة الإمبريالية بقبضة من حديد ؟ إن ما نلاحظه في تونس من تنامي الوعي و من تكثف الحركة المطلبية من شغل و زيادة في التأمينات الإجتماعية و زيادة في الأجور يؤكد أن الحكومة بإبقائها على النظام السياسي السابق غير قادرة و لن تقدر على تغيير الأوضاع و لن تزيل هذه الفوارق الطبقية الحادة التي وصلت إلى درجة لا تطاق و لا تحتمل مما يجعلنا على يقين من أن تواصل الثورة سواء في تونس أو في مصر ضروري لتغيير النظام الإقتصادي و السياسي و الإجتماعي فلس تغيير الحكومة هو الهام بقدر ما تكمن الأهمية في تغيير نظام الحكم برمته . و لا يمكن أن تنجز الثورة مهامها إلا بتحول النظام من الرأسمالية العميلة أو التابعة إلى الإشتراكية و بالتالي الخروج الضروري من الانخراط في نظام العولمة الإقتصادية و السياسية و الإجتماعية المفروض علينا من الغرب لأنه لا يخدم إلا مصالحه. الهادي الزغيدي | |
|