الهادي الزغيدي
مدير الموقع
عدد المساهمات : 4023
نقاط : 23447
تاريخ التسجيل : 08/11/2009
العمر : 49
الموقع : تونس
 |  موضوع: عنتريات الحكومة الغنوشية  الأربعاء فبراير 08, 2012 1:11 am | |
| عنتريات الحكومة الغنوشية الشعب السوري يعيش في ظل نظام ديكتاتوري و استبدادي قمعي لا أحد ينكر ذلك، و الشعب السوري يعيش التهميش و التفقير و البطالة و يحرم من حقه في التعبير و العيش الكريم و حقه في المساواة و التوزيع العادل للثروات و لا احد ينكر ذلك ، و انتفاضة الشعب السوري ضد نظام الحكم الاستبدادي انتفاضة مشروعة تجد كل الدعم و المساندة من الشعوب العربية و من الشعوب التي ترفض الاستبداد و القهر في كامل ارجاء الارض، لكن قرار الحكومة التونسية بطرد السفير السوري الغير موجود ليس بالقرار الصائب لاسباب عديدة أولها ان هذا القرار لم يكن وليد مشاورات بين القوى و الاحزاب الوطنية و لم يقع اعلام المجلس التاسيسي به ليبت في شانه ، و ثانيها أن هذا القرار لم ياخذ في الحسبان مصالح و امن الجالية التونسية في سوريا و ما يمكن ان تتعرض له من عنف او ردة فعل ، و ثالثها أن هذا القرار لا قيمة و لا اهمية له على المستوى العملي لان مساندة الشعب السوري لا تكون بتعليق العلاقات مع النظام او بدعوة الدول لمقاطعة سوريا و تعليق علاقاتها معها بل يكون بالحوار مع النظام السوري و دفعه لايجاد الحلول السلمية التي تحمي المواطنين دون استعمال العنف و بالقيام بالاصلاحات اللازمة من اجل ذلك و الضغط على النظام السوري لا يكون الا بالتعاون مع الانظمة العربية المساندة للثورة السورية و المتبنية للمطالب الشرعية للشعب السوري ، و رابعها أن هذا القرار لا يخدم الا مصالح الدول الغربية و خاصة امريكا و حلفائها كما يخدم مصالح الكيان الصهيوني و الدول العميلة و يشرع للتدخل العسكري للغرب و لحلف الناتو من اجل تدمير سوريا مثلما حدث لليبيا و بالتالي فلا يمكننا سياسيا ان نربح اي شيء من هذا القرار و هذا مرفوض من وجهة نظر اهل السياسة، و خامسها أن هذا القرار جاء في وقت حرج تمر به بلادنا يحتم تدعيم علاقاتنا مع كل بلدان العالم من اجل البحث عن مواطن الشغل لمئات الالاف من المعطلين عن العمل و لقد انتج بالاضافة إلى توتر العلاقات مع سوريا توثر العلاقات مع الصين و خاصة مع روسيا مما سيكون له انعكاسا سلبيا جدا على الاقتصاد الوطني ، كما أن هذا القرار جعل تونس في صف الدول المتحالفة مع أمريكا و مع الدول الامبريالة و مع انظمة العمالة و مع الكيان الصهيوني ضد مصلحة الشعب العربي السوري و بالتالي ضد مصلحة الشعوب المضطهدة لاننا نعلم ان هذه الانظمة التي تشن حربا على سوريا من اكثر الانظمة دموية و استغلالا للشعوب و تدعيما للكيان الصهيوني ، و لئن كانت هذه الدول ساعية الى تحقيق اطماعها و مصالحها الاستراتيجية فإن الشعب التونسي لا مصلحة له في مساندته لهذه القوى الاستعمارية.
لقد بان بالكاشف أن هذا القرار هو مجرد استعراض للعضلات أو هو نوع من العنتريات الغاية منها توجيه الراي العام في تونس نحو قضايا فرعية و ثانوية و جعله يغفل عن مطالبه الرئيسية و عن اهداف الثورة التي وقع الالتفاف عليها من طرف هذه الحكومة التي بانت بالكاشف عمالتها و للاسف فإن الشعب التونسي المهمش و المفقر هو الذي يدفع وحده اخطاء هذه الحكومة و عنترياتها الفارغة | |
|
