الهادي الزغيدي
مدير الموقع
عدد المساهمات : 4023
نقاط : 23468
تاريخ التسجيل : 08/11/2009
العمر : 49
الموقع : تونس
 |  موضوع: البلطجية الغنوشية تنذر بحرب أهلية  الإثنين فبراير 13, 2012 6:56 pm | |
| البلطجية الغنوشية تنذر بحرب أهلية ما يلاحظ في الأسابيع الأخيرة بل منذ تولي الغنوشي للحكم في تونس تفشي ظاهرة العنف في المجتمع حتى أنها لحقت المؤسسات و الإطار التربوي ، كما يلاحظ أن العنف لا يقتصر فقط على العنف المادي بل تجاوزه إلى العنف اللفظي و هو ما يؤكد أن الظاهرة أضحت خطيرة جدا فهي بالاضافة إلى أنها تسبب التدهور الأخلاقي و القيمي في المجتمع و تسبب العداء و الضغينة و الصراع الوهمي بين أفراده فإنها لخطورتها تهدد بحرب أهلية و بتصدع كبير في المجتمع يصعب رتقه لمن كان حريصا على البلاد و على ازدهارها و رقيها و تطورها.
إن موجة العنف بأشكالها لا تقتصر على الحكومة بقمعها للمظاهرات و إفشالها للتحركات السلمية المشروعة في كل المجتمعات المدنية بل تتعداها إلى ميليشيات الحزب الحاكم الذي حل محل وزارة الداخلية التي كانت تقوم بالقمع بل اصبحت هذه المليشيات تقمع اعوان الداخلية ذاتهم و ما حدث اثناء الوقفة الاحتجاجية لنقابة الامن دليل على ذلك ، فلقد أصبحت ميليشيات النهضة حاضرة لقمع المظاهرات المنددة أو المطالبة ببعض الحقوق ، و لقد سبق أن ذكرت أن هذه العمليات لا يمكن أن تكون عفوية فالانتماء الحزبي لهذه المليشيات يؤكد أنها تخضع لتنظيم تأتمر بأوامره و تنفذ تعليماته بدقة و إتقان و الغاية من ذلك الدفاع عن الحكومة الغنوشية دون أن تجر هذه الحكومة الى إعمال العنف أو القمع ، فالحكومة بريئة و غير منخرطة ظاهريا في أعمال العنف لكنها في الحقيقة مورطة في إرسال بيادقها لقمع الشعب و حقه في التعبير بكل الأشكال القانونية.
قد يقول البعض أن لعبة السياسة تقتضي هذه الممارسة و تقتضي التناقض بين التنظير و الممارسة لكننا عندما نعلم أن هذه العمليات تزيد من حدة التوتر و الكره و العداء بين أفراد الشعب الواحد و تجعل من الصراع صراعا ليس من أجل البرامج و من أجل إيجاد الحلول الكفيلة بمعالجة المشكلات التي يعيشها شعبنا ، كما تجعل من هذه الصراعات ثانوية و تافهة تبعد الشعب عن الصراع الرئيسي مع الامبريالية و مع الراسمال العميل الذي يرعى مصالحها ، إضافة الى أن هذا العنف المتولد عن هذه الصراعات لا يخدم مصالح الشعب و لا مصالح الطبقات الفقيرة و المهمشة التي و قع الالتفاف عليها من طرف الائتلاف الطبقي الحاكم.
إن السؤال الذي يطرحه الكثير من الناس هو لماذا تلجأ الحكومة الغنوشية إلى العنف؟؟ و لا شك أن العنف أكبر دليل على عجزها عن إيجاد الحلول للمشكلات التي يعانيها مجتمعها و التي كانت سببا في اندلاع الثورة و استشهاد المئات من أبناء شعبنا ، كما أن استعمال العنف يؤكد أن الحركة الغنوشية و الحكومة الغنوشية في حقيقتها حكومة دوغمائية و أحادية لا تعترف بالحوار و لا بالديموقراطية و لا تؤمن بالرأي الآخر و الدليل على ذلك سعيها للهيمنة على الحكم من خلال الوزارات السيادية و الهامة التي تمكنها من الدعاية لنفسها و بالتالي إعادة إنتاج السائد ، كما أنها سعت و تسعى لمزيد الهيمنة على وسائل الإعلام و على كل مؤسسات الدولة و ليس من المستبعد أن تقوم بسجن و اضطهاد عدد من المناضلين لارهاب البقية و تخويفهم و ما التعزيزات الأمنية الكبيرة في مختلف الجهات إلا دليل على ذلك علما بأن بن علي بقي في الحكم قرابة الأربع سنوات قبل أن يقضي على المعارضة و لم يفعل ذلك الا بعد ان جهز الارضية المناسبة و دعم اركان حكمه و حول الصراع الاساسي الى صراعات ثانوية و هو ما نعيشه اليوم مع حركة النهضة أو على الأصح الحركة الغنوشية.
لا شك أن ظاهرة العنف ظاهرة خطيرة جدا على مجتمعنا و تفقدنا الجانب الانساني و الحس الوطني خاصة و نحن نعلم أن الأطماع الخارجية كثيرة و نعلم ألا سبيل للدول الغربية للخروج من ازماتها الاقتصادية الا بتصديرها الينا عبر استغلال ثرواتنا و قوى عملنا و تدمير مجتمعنا و ما يحدث في ليبيا و مصر و في سوريا لاكبر دليل على ذلك، و خطورة هذا الوضع تتطلب منا جميعا العمل المشترك على الانخراط في العمل الجبهوي الذي يلغي كل الصراعات الثانوية و يتحد حول برنامج نضالي وطني يستمد شرعيته من دفاعه على مطالب الثورة و تبنيها و العمل على تحقيقها بكل الوسائل المشروعة. لنقف معا صفا واحدا ضد العن ف.
| |
|
