لا بد من فصل الدين عن الدولة

لا بد من فصل الدين عن الدولة

الكل يعرف أن المذاهب الكلامية الإسلامية كثيرة و متناقضة و كل منها يدعي أنه يملك التفسير الصحيح للنص القرآني ، و الناظر للتاريخ الإسلامي يعرف أن أنهارا من الدماء سالت بسبب تكفير كل مذهب كلامي للمذهب الآخر و أول الصراعات ظهرت في سقيفة بني ساعدة اثر وفاة الرسول بين المهاجرين و الانصار و لم يحضر علي بن ابي طالب اجتماع السقيفة بسبب انشغاله بدفن الرسول و هو ما يؤكد ان الصراعات الدينية سببها الأساسي هو مسك زمام السلط و العمل على اقصاء الاخر و تكفيره.
و اليوم في تونس لا نجد حزبا اسلاميا واحدا بل تعددت الاحزاب الاسلامية و كل منها يكذب الاخر و يدعي انه يملك الحقيقة ، و بالتالي فلا يمكننا أن نتحدث عن حزب اسلامي واحد نستطيع تطبيق تفسيره للقران و السنة و من ينادي بتطبيق الشريعة و اعتبارها مصدرا وحيدا في سن الدستور عليه ان يعمل قبل ذلك على توحيد القراءة و الفهم و التفسير للنص الديني و الا فاننا بتطبيق الشريعة سندخل البلاد في حروب اهلية لا تنتهي و سيكفر كل واحد منا الاخر باعتبار ان النص الديني مقدس .
إن الدولة الدينية بهذه الطريقة ستعمل على تدنيس المقدس عوض ان يكون الدين غايته التسامح و التعايش السلمي بين مختلف مكونات المجتمع المدني بالرغم من تناقضها . لهذا فإن فصل الدين عن الدولة و التمسك بمدنية الدولة هو الحل الذي يجنبنا الخوض في متاهات لا يمكننا الخروج منها و لان نستفيد منها اي شيء و التاريخ الاسلامي اكبر دليل على ما نقول.
كما أن الثورة التونسية ليست ثورة دينية و الشعب لم يطرح مسالة الدين في كل تحركاته عند اسقاط نظام بن علي ، و إنما الذي ركبوا على الثورة هم من يسعى لتوظيف الدين كغطاء يخفي قذاراتهم و سعيهم لتشويه وعي الشعب و ابعاده عن مطالبه الثورية الحقيقية.

» ارهاب الدولة
» إعداد الدولة للحرب
» خرافة الدولة في عالمنا العربي
» هل يمكن أن نجد هيبة الدولة و حكومتها مهزلة ؟؟
» حماس تقلل من اهمية اعلان الدولة