الهادي الزغيدي مدير الموقع
عدد المساهمات : 4023 نقاط : 23450 تاريخ التسجيل : 08/11/2009 العمر : 49 الموقع : تونس
| موضوع: التطهير مهمة الشعب و ليست مهمة الحكومة العميلة السبت مارس 23, 2013 1:45 pm | |
| التطهير مهمة الشعب و ليست مهمة الحكومة العميلة الكل عاد الان من جديد للحديث عن التطهير و محاسبة رموز الفساد. و لكن كيفية التطهير و من ىسيقوم بها هي محل اختلاف ، فالبعض يرى أن على رئيس الحكومة ان يقوم بتطهير البلاد من رموز الفساد و من المسؤولين الذين وقع تعيينهم حسب الولاء لحركة النهضة و ليس حسب الكفاءة ، و البعض يرى ان التطهير يجب ان يتكفل به المجلس التاسيسي باعتباره شرعيا و منتخبا ، و البعض الاخر يرى ان الاحزاب هي التي يجب ان تتولى مهمة التطهير دون ان يحدد من هي هذه الاحزاب. إن تنظيف البلاد و تطهيرها ضرورة لا مناص منها و لا يمكن لهذا الشعب ان يؤسس لدولة مدنية حرة و مستقلة و ديموقراطية و شعبية الا اذا تخلص من الراسمال العميل الجاثم على خيراتها و المستحوذ عليها . و منطقيا لا يمكننا أن نطلب من رئيس الحكومة ان يتولى هذه المهمة لانه ينتمي الى حركة العمالة و الارهاب و هو طرف اساسي في الحكومة الفاشلة و التي اوصلت البلاد الى المازق الذي نعيشه ، كما لا يمكن ان نطلب من المجلس التاسيسي ان يقوم بتطهير البلاد خاصة و ان هذا المجلس لم يفلح الى حد الان في صياغة الدستور و ان الانجاز الوحيد الذي انجزه هو الزيادة في مرتبات اعضائه و المصادقة على مقترحات النهضة و قوانينها التي تريد تمريرها لمزيد احكام قبضتها على البلاد ، و الذين يقولون بان تركيبة الكتل داخل المجلس قد تغيرت و انها لم تعد لصالح النهضة واهمون فلا يمكن للخونة و الانتهازيين ان يتحولوا بين عسية و ضحاها الى اشراف و مواطنين صالحين. أما من يطلب من الاحزاب ان تقوم بمهمة التطهير فهو لا يعلم انه لا وجود لاي حزب من الاحزاب قادر على ان يتولى السلطة و ان يقوم بتطهير البلاد كما ان ما يسمونه بالمصالحة الوطنية لا يمكن ان يتم مع احزاب خانت الثورت و لوثت ايديها بدماء الشعب و اخص بالذكر التجمعيين السابقين و حركة النكبة و نداء تونس و المؤتمر و التكتل ، فهذه الاحزاب هي التي تتحمل مسؤولية تخريب اقتصاد البلاد و واجب الشعب محاسبتها خاصة و انه لم يعد يثق فيها. و بالتالي فان الحوار و التفاض مع احزاب العمالة و الخيانة يعتبر انخراطا مباشر في الالتفاف على الثورة و اهدافها فلا يمكن ان تحاسب النهضة نفسها و لا يمكن ان يحاسب التجمعيون في النداء او في غيره انفسهم و لا يمكن للتكتل و المؤتمر ان يحاسبوا بيادقهم على ما ارتكبوه من فساد ، إضافة الى ان الشعب التونسي فقد ثقته فيهم جميعا. و يبقى السؤال المطروح هو من هو القادر على تطهير البلاد من رموز الفساد و كسب ثقة الشعب و قيادة البلاد في الفترة الراهنة.؟ ان احزاب الجبهة الشعبية و المنظمات و الجمعيات الوطنية المستقلة كالاتحاد العام التونسي للشغل و الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان و غيرها هي الوحيدة التي تنال ثقة الشعب و عليها ان تعي انها المسؤولة عن تطهير البلاد من العملاء و الخونة و تجار الدين ، و هو ما يستوجب منها ان تبتعد عن كل مبادرة تاتي من الحكومة العميلة او من بقايا التجمع او من الدول الامبريالية او العربية العميلة و ان تعتمد فقد على الشعب فهو الوحيد القادر على تطهير البلاد. و بما ان الشعب هو الوحيد القادر على تطهير البلاد فهو يحتاج الى حكومة وطنية مستقلة تقوده و تدفعه نحو انقاذ البلاد من الازمة الخانقة التي تعيشها كما تدفعه الى محاسبة المفسدين و رموزهم داخل الحكومة او خارجها ، و بالتالي فان الضرورة تقتضي حلا عمليا سريعا و حلا ثوريا يتمثل في ان تشكل الجبهة الشعبية مع الاتحاد العام التونسي للشغل و غيره من الجمعيات و المنظمات الوطنية هذه الحكومة و تعلن في ذات الحين عن برنامجها لانقاذ البلاد باتخاذ الاجراءات و القرارات السريعة في مجال الامن و الاقتصاد و الصحة و التعليم و غيرها. | |
|