أن التعرف على أسماء الله (تعالى) يسلم الإنسان من آفات كثيرة : كالحسد، والكبر، والرياء والعجب , كما قال ابن القيم [11] : (لو عرف ربّه بصفات الكمال ونعوت الجلال،لم يتكبر ولم يحسد أحداً على ما آتاه الله ؛ فإن الحسد في الحقيقة نوع من معاداة الله ؛ فإنه يكره نعمة الله على عبده وقد أحبها الله، ويحب زوالها عنه والله يكره ذلك، فهو مضاد لله في قضائه وقدره ومحبته وكراهته ) .
ومن أعظمها : أن من قام في قلبه حقائق هذه الأسماء , وتراءت معانيها لناظريه كان أعظم الناس تحقيقا للتوحيد , وأكملهم عبودية لرب العالمين , واستحال أن يصرف من أعماله شيئاً لغير مولاه .
ولذا يستدل ربنا جل في علاه على بطلان الشرك والأنداد بأسمائه الحسنى ؛تلحظ ذلك مثلاً في آخر سورة الحشر فبُعيد ذكره لعدد من أسمائه نزه نفسه عما أشرك به المشركون فقال : (سبحان الله عما يشركون) [12]وذلك لأن من له هذه الأسماء يمتنع أن يكون معه إله آخر .
ومن أجل هذه الثمرات أن من أحصى بعضاً منها حفظاً ,وفهماً , وعملاً ؛ استحق مأدبة الله العظمى ,كما صح بذلك الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم ( إن لله تسعة وتسعين اسما , من أحصاها دخل الجنة) [13] .
وكل اسم من أسمائه سبحانه له معنى , وآثار
جعلني الله وإياكم ممن عرفه فخافه , وأحبه فأطاعه , وعلق به رجاءه ولم يلتفت لسواه ..آمين