الدّعوة إلى الله: الحُكْم، الثمرات، القواعد، الأساليب
صفحة: 1/4
الإسلام دين الله عز وجلّ الذي ارتضاه لعباده، ولم يرتضِ لهم سواه:
(ومن يبتغِ غير الإسلام دنياً فلن يُقْبل منه، وهو في الآخرة من الخاسرين).
وهو نعمة عظمى يمنُّ الله بها على عباده (بل الله يمنُّ عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم مؤمنين).
ومَنْ قَدَّر النعمة قام بشكرها، ومِنْ شكرها العمل بهذا الدين وتبليغه للناس.
والمؤمن يحب للآخرين السعادة في الدنيا، والفوز بالآخرة... ولا يتحقق هذا وذاك إلا باتباع هذا الدين. فإذا لم يقم أتباعه بحمله وتبليغه فكيف يتحقق المطلوب؟ كيف تنعم البشرية بالأمن والسعادة والفوز؟!
حكم الدّعوة إلى الله
إن الدّعوة إلى الله تعالى من فروض الكفاية، فإذا قام بهذا الفرض عدد يكفي غنم القائمون به الأجر، وسقط الإثم عن الباقين، أما إذا لم يقم به عدد يكفي فإن القائمين بالدّعوة يغنمون الأجر، من غير أن يسقط الإثم عن غيرهم، حتى يقوم بالفرض عددٌ كاف. وإذا لم يقم به أحد أثِمَ الجميع.
قال تعالى: (فلولا نََفَرَ من كل فرقة منهم طائفة ليتفقّهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رَجَعُوا إليهم لعلهم يَحْذَرُون).
وقال ـ عزّ من قائل ـ: (ولتكن منكم أمّة يدعون إلى الخير ويأمرونَ بالمعروف وينهون عن المنكر. وأولئك هم المفلحون).
وهذا الفرض ثابتٌ، سواء كان الإسلام في إقبال، أو في إدبار، حتى لو تخيّلنا سيدنا عمر خليفة على المسلمين فإن الفرض يبقى. ولكن هذا الفرض يزداد تأكُّداً في هذه الأيام التي كثُر فيها التشويش والملهيات.
وهنا تأكيدٌ مهم، وهو أن أعداداً كبيرة من المسلمين يمكن أن يقوموا بالدّعوة، بل إن أكثر المسلمين يستطيعون ذلك، كل حسب مقدرته وعلمه، إذ لا يشترط، فيمن يدعو إلى الله، أن يكون عالماً مُتفرّغاً للعلم والدّعوة، بل إن من عَلِم شيئاً من دين الله بلّغه، ومن استطاع أن ينصح أمثاله من العامة نصحهم ووجَّههم ودعاهم إلى الله.
وهكذا، فالدّعوة مطلوبة منا جميعاً، ويمكن أن ينال كلٌّ منا هذا الشرف، ويكون عوناً وسنداً للعلماء الذين نذروا أنفسهم للعلم والدّعوة والتبليغ.
يتبع