الكلمـــــة الحـــــرّة
الكلمـــــة الحـــــرّة
الكلمـــــة الحـــــرّة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الكلمـــــة الحـــــرّة

منتدى ثقافي عام
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 عندما يهدد مرض السكري أطفالنا

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
بهلول
عضو



عدد المساهمات : 100
نقاط : 16053
تاريخ التسجيل : 11/11/2009

عندما يهدد مرض السكري أطفالنا Empty
مُساهمةموضوع: عندما يهدد مرض السكري أطفالنا   عندما يهدد مرض السكري أطفالنا I_icon_minitimeالأربعاء نوفمبر 11, 2009 5:53 am

يعتبر الإنسان العملة الصعبة في تطور الأوطان وازدهارها، وأي شيء يعيق حركة هذا الإنسان يعتبر خطرا على التنمية والازدهار و يستحق التصدي والمواجهة، سواء كان ذلك أمية أو بطالة أو مرضا. فمن الأمراض التي تعد الأكثر فتكا بالإنسان في السنوات الأخيرة هو داء السكري، وخطورته تتجلى فيما يخلقه من أزمة ومعاناة وطوارئ وكأن الإنسان يعيش في حرب مع ذاته ليعيش سويا سليما حتى يقدر على العطاء والإسهام. وهو مرض يتطلب خبرة كبيرة وهي تكاد تنعدم في مجتمعنا، كما يحتاج إلى متابعة دورية ومراقبة دقيقة ونظام غذائي صارم. فإذا كان الرجل الكبير لا يستطيع إخفاء معاناته مع هذا المرض فما عسى يقول الطفل الذي هو مستقبل بلدنا وأمتنا وهو من سيسير دواليب جميع المؤسسات في أفق العشرين سنة الآتية. إن المعاناة التي يعاني منها الطفل المصاب بالسكري لا يعرف قدرها ومدى صعوبتها إلا الأسر التي يعيش بينها طفل مصاب بمرض السكري. فحجم المعاناة تتجلى في المتابعة المستمرة والمراقبة الشديدة وقياس نسبة السكر في الدم بشكل دائم، والحيطة والحذر من الخضوع للشهوة ومغريات المأكولات. وما أصعب الأمر عندما يكون المصاب طفلا، وأية قوة ستجعله يصمد أمام شيء لم يصمد أمامه الكبار الأقوياء. إن معاناة الأسر مع طفلهم لا يخففها إلا اهتمام المجتمع أفرادا وهيئات على توفير جميع اللوازم التي يحتاجها هذا الطفل ليعيش كباقي الناس سليما يشعر بحب الآخرين وأنه لا يختلف في كثير عن أقرانه.. خصوصا عندما تتوفر له أجواء مع أقرانه المصابين من جمعيات محتضنة خاصة توفر فضاءات واسعة بشروط تراعي ظروفه الصحية، وتوفير مطاعم خاصة تراعي نظام الحمية، وتنظيم مخيمات يلتقي فيها مع من يشاطره نفس المرض فيلتقي مع كثيرين على نفس الوجبات وعلى نفس النظام فلا يشعر بالعزلة والغربة. وأن هناك من يقدر حاجياته من الكبار أفرادا وهيئات ويقنعه بأهمية اتباع نظام دقيق يحميه من أي مضاعفات جانبية، ويوفر له ما يتماشى مع حالته المرضية، ويقدم النصح الواجب والإرشادات الضرورية لأسرته حتى تحسن التعامل معه وتعرف الشيء الكثير عن معانات ابنهم وبالتالي يتعلمون كيفية التوجيه والترشيد واتخاذ الإجراءات اللازمة في بعض النوبات الحادة لا قدر الله. فالأمكنة التي يرتادها الطفل قد لا تخرج عن إطار البيت والمدرسة والشارع والأقارب والجمعيات التي تعنى بالعمل الطفولي. ولذا فالحملات التحسيسية يجب أن تشمل كل هذه الأماكن. كما يجب أن ينال رجال التعليم في مدارسهم وثانوياتهم أكبر حملة تحسيسية تعبوية لأن الطفل يقضي أكثر أوقاته في التعلم، وحتى يحسنوا التعامل مع الأطفال والشباب الذين يعانون من هذا المرض المقدر. كما أن أول ما يجب على رجل التعليم معرفته في بداية السنة هو التعرف على المصابين حتى يراعي ظروفهم وحتى يعرف أنهم يشكلون حالة خاصة تحتاج إلى تعامل خاص ولها مميزات خاصة.
فإذا كان يمكن منع طفل سليم من الخروج من القسم للشرب أو الأكل فلا أعتقد أنه يصح حرمان طفل مصاب بداء السكري من ذلك لما يعرفه الأستاذ عن تلميذه ولحاجياته التي تكون أحيانا حاجيات ملحة تجعل حياته كلها في الرهان، أو أن يمنعه من أكل بعض الثمرات التي من المحتمل أن يحملها معه دائما تحسبا لنقص السكر في الدم. فالخلايا إذا حرمت من الأكل قد تبحث عن مصدر آخر للغذاء، وليس أمامها سوى الدهنيات الموجودة داخل الخلية فتقوم باستعمالها، فيشعر التلميذ بالإرهاق الشديد، كما قد يشعر بالصداع والدوار ومن ثم القيء، إذ تفرز الخلية بعد استخدامها للدهنيات مواد حامضة تنتشر في الدم وتسبب زيادة في حموضة الدم وتؤدي إلى القيء ومن ثم الشعور بالنوم المؤدي إلى الغيبوبة التي تحتاج إلى العلاج السريع. فمن نعم الله تعالى على كل الآباء الذين لهم أطفال يعانون من مرض السكري بمدينتنا خروج إلى الوجود جمعية تكرس كل مجهوداتها واتصالاتها من أجل تقديم خدمات كبيرة ومهمة سواء للطفل أو لأسرته. وهي جمعية مجد لإعانة الأطفال المصابين بداء السكري. إلا أن هذه الجمعية رغم العديد من الأنشطة والحملات التحسيسية التي قامت بها ومحاولاتها المتكررة لجمع الأسر المتضررة من أجل ربطها ودعمها بما يلزمها من معلومات طبية ذات قيمة عالية ومن شأنها أن تجعل الأسرة تحسن التعامل مع ابنها المصاب وتتعرف على كل ما يتعلق بمرضه وعن الأنظمة الغذائية السليمة وعن الاحتياطات الواجب اتباعها حتى يعيش طفلهم بسلام.. إلى غير ذلك مما يمكن للجمعية أن تقدمه. كما لها مشاريع كبرى كرهان مستقبلي يصل إلى الطموح إلى تأسيس مطاعم خاصة بمرضى داء السكري وخلق فضاءات التلاقي بين الأسر وتبادل الخبرات والتجارب، وجلب كميات كبيرة من الأنسولين وبيعها بثمن الجملة تخفيفا عليهم بما يثقل كاهلهم من مصاريف باهظة. والتكثيف من الحملات التحسيسية في الثانويات والإعداديات والجمعيات وتنظيم مخيمات خاصة بالمصابين... وكذا ربط علاقات مع جمعيات أوروبية والدخول معها في شراكات من أجل تحديث المعلومات وتتبع التطورات العلمية الجديدة لوضعها رهن إشارة الآباء.
إلا أن هذه الجمعية، التي يشرف عليها دكاترة متخصصون وآباء لهم خبرة من خلال معاناتهم مع أبنائهم المصابين، قد طرقت كل الأبواب، محليا ووطنيا، واتصلت بالعديد من المسئولين طالبة للدعم كي تستطيع تحقيق مشروعها التنموي الإنساني وحتى تستطيع إنزال برامجها وتطبيقها في الواقع سواء داخل المدن أو القرى. وهي الآن لا زالت تنتظر كل الهيئات التي تم الاتصال بها لمدها بمقر حكومي أو تابع للجماعة الحضرية حتى تجعله مقر تلاقي الأسر وانطلاق الكثير من الأعمال التي لا يمكن القيام بها بدون مقر يكون هو انطلاق الكثير من الأنشطة التعبوية وهو محطة الزيارة والاتصال لمزيد من الترشيد والتوجيه والتعاون من أجل طفلنا المغربي الذي هو بحق مستقبل بلدنا العزيز. إن الجمعية لازالت تنتظر الاستجابة، دون يأس، لدعواتها ومراسلاتها إيمانا منها بأن الخير لا ينقطع من هذا البلد وأن مسئوليه حتما سيستجيبون، إن آجلا أم عاجلا، لأنها ألفت فيهم حب هذا الوطن والتفاني في خدمة مواطنيه والغيرة على مستقبله والخوف على أطفاله من المرض والضياع.
كما أن أملها كبير في المحسنين في هذه المدينة العريقة لما علموه عنهم من حبهم للخير والإحسان وما يبدلونه من دعم لكل مشروع من شأنه أن يسهم في حماية أبنائهم من الأمراض وإنقاذهم من بين فك الموت الذي يهددهم في كل حين. ولعلمهم بأن هؤلاء المحسنين يعرفون قيمة حرمة الإنسان المؤمن عند الله كما يعرفون قيمته في بناء وتنمية وتقدم وازدهار هذا الوطن العزيز. كما يعلمون أن الله تعالى تحدث عن النفس البشرية وعن أهمية السعي إلى إنقاذها وإحيائها فقال: ( ومن أحياها فكأنما أحيى الناس جميعا). وختاما نتوجه من خلال هذا المقال المتواضع إلى كل المسئولين وإلى كل من بيده أن يسهم من موقعه لتبقى هذه الجمعية جمعية قائمة، دائمة الحضور والفعل، ومساهما فعالا في تقديم العون لأبناء المسلمين، وتعمل على توعيتهم بما يتطلبه هذا المرض العضال، فتحقق مشروعها التنموي الذي يحمي مستقبل البلاد من خلال العمل على حماية أبنائه من داء السكري الفتاك. خصوصا و أن الجميع قد لاحظ أن أنشطة هذه الجمعية بدأت تختفي من الساحة، وحملاتها التحسيسية قد توقفت بعدما أعطت النموذج في التأطير العلمي الغني بالمعطيات والمعلومات التي تفيد الأسر المتضررة وتفيد أبناءها المرضى كما تفيد كل أبناء المجتمع في مختلف قطاعاتهم. فالأمر بالغ الخطورة إن لم ينتبه لهذا الضمور وإلا سندفع الثمن باهظا ونحن نضحي بفلذات أكبادنا ونقدمهم لقمة سائغة لشبح الموت.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
عندما يهدد مرض السكري أطفالنا
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ليبرمان يهدد الأسد
» كرزاي يهدد بالانضمام لطالبان
» تحالف ثلاثي يهدد امريكا
» عندما يغيب الأب
» الاتحاد الأوروبي يهدد بوقف الرحلات الجوية إلى إسرائيل

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الكلمـــــة الحـــــرّة :: منتدى الأسرة-
انتقل الى: