صفحة: 2/5
لقد بيَّن القرآن الكريم، حينما نادى البشرية : ( ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة )، لهم الطرق التي تؤدي بهم إلى الهلاك، وحذّرهم أشد التحذير منها، وتوعد من يسلكها أشد الوعيد، رحمة به وبمجتمعه، كما بين لهم السبل التي يسمون بها جسدياً ونفسياً نحو الصحة والسلامة. كل ذلك في إطار علمي لم ولن يشهد التاريخ له مثيلاً.
وهذا ليس في مجال الصحة، بل في مجالات عدة منها: مجال العقيدة، مجال العبادة, مجال التشريع.
وإن هذه التربية والتنشئة لها دور كبير في تحديد الاتجاه والسلوك للفرد في حياته، جاء في [ كتاب " سيكولوجية التنشئة الاجتماعية " للدكتور محمد علي صالح جادو : تعريف الاتجاه، وخصائصه، وأهمية الاتجاهات ووظائفها، وعوامل تكوينها، وطرق تعديلها ] :الاتجاهات : تعتبر الاتجاهات النفسية الاجتماعية من أهم نواتج عملية التنشئة الاجتماعية، لأن الاتجاهات تعتبر عناصر ضابطة وموجهة ومنظمة للسلوك الاجتماعي.
تعريف الاتجاهات : وقد عرف بعضهم الاتجاهات بأنها : استجابة عامة عند الفرد إزاء موضوع نفسي معين، حيث يتضمن الاتجاه حالة تأهب واستعداد لدى صاحبه، تجعله يستجيب بطريقة معينة سريعة، ودون تفكير أو تردد إزاء موضوع معين.
لذا يتكون لدى كل فرد وهو ينمو اتجاهات نحو الأفراد والجماعات والمؤسسات والمواقف والموضوعات الاجتماعية. وإن كل ما يقع في المجال البيئي للفرد يمكن أن يكون موضوع اتجاه من اتجاهاته.
ويتأثر الاتجاه بالمنحى التعليمي : أي أن الاتجاه استعداد نفسي، يتكون بناء على ما يمر به الشخص من خبرات، ويمكن أن تؤدي في نهاية الأمر إلى إحداث تغييرات في مجال الاتجاه.
ويتأثر الاتجاه أيضاً بالمنحى المعرفي: أي أن الاتجاه تنظيم ثابت نسبياً من المعتقدات حول موضوع معين أو موقف معين، يؤدي بصاحبه إلى أن يستجيب بأسلوب تفضيلي.
ويتأثر الاتجاه كذلك بالمنحى الانفعالي إلى المشاعر الوجدانية: التي تُوجَد لدى الشخص نحو موضوع الاتجاه، وهذا بمثابة الجانب التقويمي للاتجاه.