الكلمـــــة الحـــــرّة
الكلمـــــة الحـــــرّة
الكلمـــــة الحـــــرّة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الكلمـــــة الحـــــرّة

منتدى ثقافي عام
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 اليمن التعيس

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
bassam65
عضو ماسي
bassam65


عدد المساهمات : 3455
نقاط : 20284
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 59
الموقع : سوريا

اليمن التعيس Empty
مُساهمةموضوع: اليمن التعيس   اليمن التعيس I_icon_minitimeالأربعاء نوفمبر 11, 2009 8:22 pm

اليمن التعيس! بقلم صلاح حميدة
تاريخ النشر : 2009-11-11
القراءة : 303


اليمن التعيس Fontsize_increase اليمن التعيس Fontsize_decrease اليمن التعيس Fontsize_reset

إقترن اسم اليمن قديماً بالسعادة، وكان كلما جاء ذكر اليمن على مسامعنا، كان يرد بعبارة ( اليمن السعيد) مباشرةً، ولكن ما آلت إليه أحوال اليمن منذ سنوات لا يدل على استمرار قرينة السعادة لهذا اليمن وأهله، بل أصبحت قرينته الجديدة هي قرينة التعاسة، وهي النقيض الواضح للسعادة التي تمتع بها هذا اليمن سابقاً، حتى اقترن اسمه بها.
تجتاح اليمن حمى الصراعات الدموية التي لا تهدأ أبداً، قامت أريتيريا باحتلال جزر يمنية مهمة في البحر الاحمر، ولم تطلق القوات اليمنية حينها طلقة واحدة على هذه القوات، ولكن الضغط الدولي أدى إلى خروج أريتيريا من هذه الجزر.
تخوض القوات اليمنية حرباً ضروساً، بمساعدة إقليمية ودولية ضد تنظيم القاعدة الذي تعتبر اليمن بيئة جيدة له للعمل والانطلاق منها، وبالرغم من أن ظاهر الأمر كان يقول أن الحكومة تحقق إنجازات في هذا المجال، إلا أن التنظيم كان ولا يزال يعاود نشاطه بقوة هناك، بل شكل نشاط التنظيم الجديد صداعاً وقلقاً للسعودية التي كادت أن تفقد أحد قادتها الأمنيين في محاولة إغتيال دبرت من التنظيم في اليمن.
يعتبر اليمن ملجأً لّلاجئين الصوماليين، ومعبراً للاجئين آسيويين وغيرهم، إلى دول الخليج وغير دول الخليج، ويعتبر ممراً للتجارة الغير مشروعة من أسلحة ومخدرات وغيرها، وهذا يشكل مشكلة دائمة داخل اليمن ولدول الجوار، وبشكل أوسع لبعض الدول العالمية المهتمة في المنطقة.
برزت في اليمن مشاكل جديدة لم تكن في الحسبان، مثل الانشقاق السياسي الداخلي الموجود حالياً، فقد تكتلت القوى السياسية على اختلافها ضد النظام الحاكم، وتتهمه بالفساد والاستئثار بالسلطة، والعمل على التوريث للسلطة من الأب لولده، وأن النظام - العائلة يتعامل مع الدولة على أنها مزرعة خاصة له، وهذا وسع الانشقاق الداخلي بين القوى السياسية والمجتمعية والقبلية الهشة أصلاً في اليمن، بل زاد من هشاشتها.
إنفجرت في اليمن صراعات بين الجنوبيين والشماليين، وعادت الدعوات للانفصال عن الشمال، وردت الحكومة عليها بردود دموية، وما تكاد تنطفىء أحداث العنف حتى تشتعل من جديد، ولا يوجد في الأفق حلول ترضي كل الأطراف.
أما مشكلة الحوثيين التي اشتعلت منذ خمس سنوات، وكلما ثارت زاد أوارها وتعمقت أزمات اليمن معها، فلها قصة أخرى، فالحوثيون يدّعون أنهم يحاربون الظلم، ويقاتلون الحكومة ويزيدون أماكن نفوذهم بعد كل جولة، ويعملون تحت لافتة فضفاضة من الشعارات، كشعار الموت لأمريكا، الموت لاسرائيل، ولا أدري ما علاقة أمريكا وإسرائيل بعلي عبد الله صالح؟!.
يدور نقاش كبير في العالم الاسلامي وفي الوطن العربي - بشكل خاص - هذه الأيام، ويحاول بعض الناس تصنيف كل الصراعات في المنطقة من بوابة المذهبية، وعند الحديث عن الحوثيين بالذات، يتم تصنيف الصراع في اليمن على أنه يأتي في هذا الباب، ويتم تصوير الحرب على أنها قتال بين السنة والشيعة، حتى أن الصراع ترشح في الفترة الأخيرة ليمتد للإقليم، ولم يبق حبيس الحدود اليمينية، التي أظهرت الحكومة في هذا الصراع أنها بالغة الضعف، بل تخسر مناطق جديدة في كل جولة.
من الواضح أن الصراع في اليمن هو نتيجة مباشرة لضعف الدولة وعجزها وفسادها، وعدم قدرتها على القيام بواجباتها تجاه مختلف أطياف الشعب اليمني، ومن المعروف أن الرئيس اليمين شيعي زيدي، ويقال أن الحوثيين هم من الشيعة الاثنا عشرية التي تنتشر في إيران والعراق ولبنان، وفي هذه الحالة، حتى لو تم تصنيف الصراع حسب التصنيف الطائفي، فالقتال بين الشيعة أنفسهم، ولا دخل لأهل السنة فيه، ولكن، من الواضح أن الصراع بشكل أساسي صراع على الحكم في البلاد، ومن الواضح أيضاً، أن هذا الصراع له امتدادات إقليمية، ويتم تغليفه بغلاف الطائفية، وأن هناك قوى إقليمية تنظر لليمن وموقعه الاستراتيجي كعمق استراتيجي لها.
في هذه الجولة من القتال بين الحكومة والحوثيين، بان واضحاً الدور الاقليمي في هذا الصراع، فبينما كانت تتهم إيران بالتدخل في الصراع ودعم الحوثيين - أعلنت اليمن ضبط سفينة أسلحة ايرانية مرسلة لهم- كان الحوثيون يتهمون السعودية بدعم الحكومة اليمنية في قتالها لهم، ومنحها أراضيه للجيش اليمني لضربهم، واقترف الحوثيون خطيئة مهاجمة السعودية وقتلوا وأصابوا عدداً من الجنود السعوديين، ويعلنون أنهم لا زالوا يحتلون مواقع في الأراضي السعودية ولم يغادروها رغم إعلان السعودية أنها أخرجتهم من هناك، وبهذا دخل الحوثيون اللعبة الاقليمية من أوسع أبوابها، وكان الرد السعودي على هجومهم قوياً، ولم يتوقف حتى الآن، و أي مفكر إستراتيجي محايد، يراقب الحالة الآن، يعلم علم اليقين أن السعودية لن تتراجع عن الحرب الحالية التي تشكل قلقاً بالغاً للسعودية ونظامها، فبعد الهجوم الحوثي على أراضيها، للسعودية حجة قوية بأن أي نظام يقوم للحوثيين على حدودها سيكون مصدراً للقلاقل والاستنزاف لها، وخيراً لها أن تقضي عليهم الآن بمساعدة الحكومة اليمنية، بدلاً من أن يصبح دولة على حدودها الجنوبية مستقبلاً.
لا يخفى على أحد أن لهيب التراشق الاعلامي بين إيران والسعودية تصاعد كثيراً في الفترة الأخيرة، وخاصة بعد الانتخابات الايرانية، وزادت حدته بعد تفجير جماعة جند الله السنية الذي قتل فيه عدد من قيادات الحرس الثوري الايراني، واعتبار إيران أن هذه الجماعة أداة باكستانية سعودية مرتبطة بالمخابرات الغربية، ولكن شكلت الأحداث في اليمن وخاصة دخول السعودية على خط المواجهة المباشرة في الحرب، شكل فرصة لإيران لكي تدلي بدلوها مباشرة في الموضوع، وقام وزير خارجية إيران بالتصريح علانية وطلب من دول الجوار اليمني ألا تتدخل في الشأن الداخلي اليمني، حتى أن بعض المحللين اعتبروا أن تصريحه هذا لم يكن موفقاً، وأنه تصرف وكأنه هو وزير خارجية اليمن؟!.
الوضع الحالي بالغ التأزم، ودخل على خط التصعيد تنظيم القاعدة الذي هاجم إيران وسياساتها، وفي هذا دعم ضمني للحكومة السعودية في صراعها الحالي، من خلال متابعتي لتصاعد وخفوت التراشق المذهبي في المنطقة، فإنني أدعو ملك السعودية أن لا ينساق وراء الخطاب الطائفي، وأدعوه أن يحدد مع استراتيجييه وقادة جيشه الأهداف الواضحة من المواجهة الحوثيين من البداية حتى النهاية، وأدعوه للتمسك بموقفه الذي أعلنه أمام نائب الرئيس الأمريكي السابق، عندما رفض طلباً أمريكياً بإشعال حرب طائفية في المنطقة، وقال له بالحرف:-
( هذه حرب المئة عام، ولن أخوضها).
أما النظام في إيران، فأرى أن يتم ضبط التصريحات والتصرفات الايرانية في هذا المجال، وعلى النظام هناك أن لا يندفع للصراعات مع الخارج بعد الجروح التي سببتها جروح الداخل، ويجب على إيران الدولة والمؤسسة أن تقيّم تجربتها الاقليمية والدولية، وأن تتجنب الانزلاق في حرب طائفية ستحرق الأخضر واليابس، مثلما أؤكد على الملك السعودي، أن يتجنب الحرب الطائفية، وأن يثبت في موقفه ( لن أخوضها) أقول للنظام الإيراني ( لا تشعلها) وأنه حان وقت نزع فتيلها، وهذا يحتاج لحوار هادىء بين الدولتين الاقليميتين، تصاغ من خلاله حدود العلاقة بينهما، وتتجاوز الخلاف إلى التعاون لما فيه خير شعوب المنطقة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
اليمن التعيس
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الزواج التعيس خطر على صحة النساء
» قتل 24 متمردا في اليمن
» حرب المسيرات من اليمن الى الاردن
» العقوبات زاحفة الى اليمن
» اليمن يعتقل 80 شخصا

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الكلمـــــة الحـــــرّة :: المنتدى السياسي-
انتقل الى: