الكلمـــــة الحـــــرّة
الكلمـــــة الحـــــرّة
الكلمـــــة الحـــــرّة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الكلمـــــة الحـــــرّة

منتدى ثقافي عام
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 في ظل الإسلام

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
زمردة
عضو
زمردة


عدد المساهمات : 85
نقاط : 15926
تاريخ التسجيل : 01/12/2009
الموقع : الجزائر

في ظل الإسلام Empty
مُساهمةموضوع: في ظل الإسلام   في ظل الإسلام I_icon_minitimeالجمعة ديسمبر 04, 2009 8:18 pm

و هي مقالات مقتطفة من كتاب "في ظل الإسلام" لـــــ محمد الصالح الصديق


1
إنّه دين الرحمة


سألني محام جزائري عن الكلمة التي يمكن أن يعبر بها عن السمة الخلقية التي تغلب على الدعوة الاسلامية و كان قد تناقش في باريس مع جماعة من المسيحيين في باريس و قال أنّهم سألوه عن الكلمة التي تقابل في المسيحية كلمة المحبة حيث يقال في المسيحية (أنّه دين المحبة)
و يقول السائل الكريم أنّه أجاب في تردد و حذر أنّ تلك الكلمة هي المساواة فالاسلام دين المساواة
و قد رأيت أن يكون الجواب عن هذا السؤال موضوع هذا الفصل لأنّ له أهمية كبيرة و أبعاد عميقة يجدر الوقوف عليها و أذكر أن مجلة المسلمون قد نشرت سنة 1956م فصلا عن هذا الموضوع ذهب كاتبه إلى أن شعار الإسلام الخلقي هو الرحمة فمن أراد أن يعرف الإسلام تعريفا خلقيا فليقل أنّه دين الرحمة و الكاتب موفق مصيب في رأيه فها هو البيان:
حدد الله تعالى هدف الرسالة الإسلامية و ركزه في الرحمة و قال في سورة الأنبياء الآية107(و ما أرسلناك إلاّ رحمة للعالمين) و أنزل القرآن الكريم رحمة وقال (و ننزّل من القرآن ما هو شفاء و رحمة للمؤمنين)الآية82من سورة الإسراء
و افتتح كتابه بالبسملة و فيها الرحمن الرحيم و لا تقرأ سورة من سور القرآن إلاّ بها ما عدا سورة التوبة
و طلب إلينا أن نقول في مفتتح كل شيء مباح بسم الله الرحمن الرحيم و معنى الرحمن المفيض للنعم بسعة و تجدد لا منتهى لهما و الرحيم الثابت له وصف الرحمة لا يزايله أبدا
و هذه الصفة تستغرق كل معاني الرحمة و حالاتها و مجالاتها و نجدها تتكرر في مختلف آيات القرآن الكريم لتؤكد السمة البارزة في ربوبية الخالق الشاملة و لتثبت الصلة الدائمة بينه و بين مخلوقاته و تردد على سمع الكون أنّها صلة الرحمة و الرعاية و الانعام صلة تقوم على الطمأنينة و تنبض بالمحبة و المودة و تعلن كل حين أنّ علاقة المرء بربه علاقة حب و رحمة و رجاء و رضى و ارتياح
و لقد تكرر وصف الله تعالى بالرحمة في آيات كثيرة من القرآن الكريم و أرجى آية في القرآن هي آية الرحمة(قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إنّ الله يغفر الذنوب جميعا إنّه هو الغفور الرحيم)الزمر53
و الله أرحم الراحمين فقد قال على لسان موسى (ربّ اغفر لي و لأخي و أدخلنا في رحمتك و أنت أرحم الراحمين)الأعراف151 و قال على لسان يعقوب(فالله خير حفظا و هو أرحم الراحمين)يوسف64 و قال على لسان أيوب (أنّي مسني الضر و أنت أرحم الراحمين)
و اتصافه تعالى بالرحمة الواسعة الشاملة التي لا حد لها و لا نهاية كما تدل على ذلك هذه النصوص
ليخرص المستشرقين المتعصبين الذين يزعمون في عمى و ضلال أنّ الدين الإسلامي دين لا رقة فيه و لا لطف
و قد جاء في كتاب فلسفة الدين الذي كتبه بالانجليزية ادواردوس (أن كلمة الإسلام معناها الاذعان لارادة الله و اخلق بذلك أن يفضى اعتبار الله قضاء متحكما غير مفهوم من العبث التمرد عليه و ليس من صفاته القداسة و لا الحب)
و للبرهنة على أن الاسلام ليس دينا جافا يخلو من الحب و الرحمة كما يزعم هؤلاء لا نتكلف أن نسلك مسالك الجدل و نعمد إلى أساليب الفلسفة بل نرى أنّ مجرد الاشارة إلى آيات الحب و الرحمة في القرآن الكريم كاف في البرهنة على ذلك
ثم هل هناك أدل على رقة الاسلام و لطفه من قوله تعالى (و رحمتي وسعت كل شيء)الأعراف156 إنّه لتعبير رائع عجيب هذا التعبير الذي يجعل رحمة الله أوسع من هذا الكون الهائل الذي لا يدرك مداه و لا يتصور منتهاه و هذه الرحمة هي المبذولة لكل مخلوق و لولاها لهلك كل كافر و عاص عقب كفره و عصيانه (و لو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابّة)فاطر40 و إذا كان لابد من لفت النظر إلى بعض مجالات رحمة الله و التنبيه على صورها الكثيرة التي لا يطمع في استقصائها فهناك الرحمة في تشريع العبادات
يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الهادي الزغيدي
مدير الموقع
الهادي الزغيدي


عدد المساهمات : 4023
نقاط : 23450
تاريخ التسجيل : 08/11/2009
العمر : 49
الموقع : تونس

في ظل الإسلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظل الإسلام   في ظل الإسلام I_icon_minitimeالسبت ديسمبر 05, 2009 12:33 am

شكرا لك أخت زمرّدة على نقل هذا الموضوع الهام . فكلنا يعلم أن الله

غفور رحيم ، و لكن بالرغم من ذلك نجد أغلب الناس يفسرون هذه

الرحمة و الغفران بطريقة سلبية تجعلهم يقترفون الذنوب و يكثرون منها

في انتظار أن يغفر الله لهم هذه الذنوب . كما أن الرحمة يجب أن تسود

بين البشر أيضا و أن يعم التعاون و التكافل و المحبة بين المسلمين ابتغاء

مرضاة الله .


لك تحياتي و ودّي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://elkalima-elhorra.ahlamontada.com
زمردة
عضو
زمردة


عدد المساهمات : 85
نقاط : 15926
تاريخ التسجيل : 01/12/2009
الموقع : الجزائر

في ظل الإسلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: في ظل الإسلام   في ظل الإسلام I_icon_minitimeالسبت ديسمبر 05, 2009 1:14 pm

شكرا لك أخي الكريم على مرورك و اضافاتك

تقبل تحياتي و احترامي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زمردة
عضو
زمردة


عدد المساهمات : 85
نقاط : 15926
تاريخ التسجيل : 01/12/2009
الموقع : الجزائر

في ظل الإسلام Empty
مُساهمةموضوع: تابع الإسلام دين الرحمة   في ظل الإسلام I_icon_minitimeالسبت ديسمبر 05, 2009 1:55 pm

فالله تعالى لم يأمر عباده بما لا يستطيعون بل جعل أساس هذا الدين (لا يكلف الله نفسا إلاّ وسعها)البقرة الآية286 (و ما جعل عليكم في الدين من حرج )الحج 78

و هناك الرحمة في التشريع الاقتصادي فقد كان من أهداف الإسلام أن يسود الوئام و التراحم في المعملات الاقتصادية فحرم التعامل بالربا و نهى عن أكل أموال الناس بالباطل و عن تطفيف الكيل و بخس الميزان و الغش في المعاملات و هناك الرحمة في التشريع الاجتماعي فشرع الله الحدود و القصاص حفظا للمجتمع و ضمانا لحقوق الأفراد و صيانة للأنفس و الأعراض و الحرمان من عبث العابثين و افساد المفسدين

و لقد كان رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يفتأ يذكر برحمة الله و يغرس في أعماق النفوس بذورها و يوقظ الضمائر إلى فضائلها لأنّ القلوب إذا رقت بمشاعر الرحمة كان ذلك بمثابة الضمانة لانتظام حياة المجتمع و اطراد رقيه و أمنه

فلنتأمل هذا الدرس القيم الذي قدمه الرسول إلى الإنسانية جمعاء في صورة طائفة من الناس
في مرة رأى صلى الله عليه و سلم امرأة تضم طفلها إلى صدرها في حنان بالغ و حب عميق فالتفت إلى أصحابه و قال لهم(أترون هذه طارحة ولدها في النار)
قالوا لا و الله يا رسول الله
فقال صلى الله عليه و سلم(و الله لله أرحم بعباده من هذه بولدها) رواه مسلم
و الرحمة في جانب الإنسان رقة القلب و انعطاف يقتضي الرأفة و الشفقة و الحنان و هي لا تتمثل في العطف و الشفقة فحسب بل تتمثل أيضا في العمل الإنساني النبيل
فالإنسان الرحيم هو ذلك الذي تهتز عاطفته عندما يرى جريحا أو مريضا أو فقيرا أو بائسا أو مظلوما أو طفلا ضل على الطريق أو أعمى ينتظر من يأخذ بيده فيهب إلى نجدته و إسعافه و القيام بواجبه الإنساني نحو كل واحد حسبما تقتضي حالته
و أولى الناس بالرحمة النساء و الضعفاء و المساكين فهم في أشد الحاجة إلى يد رحيمة تمسح دموعهم
و الرحمة التي يدعو إليها الإسلام و يحث على التخلق بها هي الرحمة العامة التي تشمل الحيوانات على اختلاف أنواعها و هذا غاية لا تبلغها إلاّ العقيدة المؤمنة بالوشائج الكبرى بين الأحياء جميعا و بوحدة الخالق و وحدة الخلق في المجتمعات الحيوانية الغفيرة

و بما قدمناه اتضح أنّ الإسلام دين الرحمة و لا شك أنّ الرحمة أعم و أشمل من المحبة شعار المسيحية فنحن نرحم من لا نحب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
في ظل الإسلام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تعارض العلمانية مع الإسلام
» الإسلام بوجهة نظر علمانية
» الانتقــــــــــــام....!!!!
» الحركات الإسلامية في الإسلام السياسي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الكلمـــــة الحـــــرّة :: المنتدى العام-
انتقل الى: